الكبد الدهني قد يصبح من الماضي: دواء شهير للسكري يظهر فعالية مذهلة في علاجه
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
يُعاني نحو 36% من سكان العالم من تراكم الدهون في الكبد، المعروف باسم مرض الكبد الدهني، وهي حالة صامتة قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل التليف الكبدي أو حتى فشل الكبد والآن، تشير دراسة حديثة إلى أن دواء "سيماجلوتايد" المستخدم في علاج السكري قد يمثل اختراقًا طبيًا محتملًا في مواجهة هذا المرض الشائع.
دراسة عالمية تكشف فعالية دواء سيماجلوتايد في علاج MASHقاد كل من الدكتور أرون سانيال من جامعة فرجينيا كومنولث والدكتور فيليب نيوسوم من كلية كينجز كوليدج لندن تجربة سريرية دولية شملت مرضى من 37 دولة، تناولت فعالية سيماجلوتايد في علاج التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASH)، وهو الشكل المتقدم من مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
إيقاف تقدم المرض بل وحتى عكس آثاره في بعض الحالات
تحسين المؤشرات الحيوية للكبد وصحة القلب
خفض الوزن لدى معظم المشاركين
تحسن في الصحة الأيضية العامة
وقال سانيال: "نتائج هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة في إيجاد علاج فعال لملايين المصابين بـ MASH، من خلال استهداف المرض من جذوره الأيضية".
ما هو مرض الكبد الدهني؟ وما أعراضه؟الأنواع:
NAFLD: الكبد الدهني غير الكحوليAFLD: الناتج عن تعاطي الكحولالأعراض الشائعة:
الإرهاق المستمرألم في الجزء العلوي الأيمن من البطنفقدان الوزن غير المبرراليرقان (اصفرار الجلد والعينين)الاستسقاء (تراكم السوائل في البطن أو الساقين)حكة في الجلدالارتباك أو صعوبة التركيز (في الحالات المتقدمة)سيماجلوتايد أكثر من مجرد دواء للسكرييُعرف سيماجلوتايد تجاريًا باسم "أوزمبيك" (Ozempic) و"ويغوفي" (Wegovy)، وهو من فئة محفزات مستقبلات GLP-1 وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدامه سابقًا في:
علاج السكري من النوع الثانيتعزيز فقدان الوزنتحسين صحة القلب والتمثيل الغذائيالآثار الجانبية:أعراض خفيفة مثل الغثيان
لا يوجد مشاكل خطيرة لدى معظم المشاركين في الدراسة
هل أصبح العلاج متاحًا؟رغم النتائج الواعدة، لم يحصل سيماجلوتايد بعد على موافقة رسمية لعلاج MASH، وأعلنت شركة نوفو نورديسك، المطورة للدواء، أنها تخطط للحصول على الموافقة التنظيمية في وقت لاحق من هذا العام.
لماذا هذا مهم؟لأن مرض MASH يرتبط ارتباطًا وثيقًا بـ:
السمنة
السكري من النوع الثاني
أمراض القلب والأوعية الدموية
ارتفاع ضغط الدم
أي أن علاج الكبد الدهني يعني أيضًا تحسين الصحة العامة للجسم.
أمل جديد لملايين المرضىفي حال تمت الموافقة على استخدام سيماجلوتايد لعلاج MASH، فسيشكل ذلك نقلة نوعية في علاج الكبد الدهني، ويوفر خيارًا فعالًا يُعالج المرض من جذوره الأيضية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الکبد الدهنی فی علاج
إقرأ أيضاً:
المرض ينهش جسد الطفلة نور على وقع القتل والمجاعة في غزة
تنهش الأمراض أجساد شريحة واسعة من الأطفال في قطاع غزة، على وقع استمرار القتل والماجاعة والحصار المطبق، الذي حال دون تمكين عشرات الآلاف من المرضى من تلقيهم العلاج اللازم والناجع، بفعل منع دخول الأدوية والطواقم الطبية، إلى جانب حرمان المحتاجين من السفر للعلاج في الخارج.
بجسد هزيل لا يتجاوز وزنه 8 كلغ، تواجه الطفلة نور الهدى حجاج (6 أعوام) من قطاع غزة مرضا جلديا نادرا وسوء تغذية حاد وسط نقص في الأدوية المنقذة لحياتها والمكملات الغذائية التي تعوض غياب الطعام الصحي الغني بالمغذيات والفيتامينات.
وتحاول والدتها التخفيف من أوجاعها بدهن البثور الحمراء والجروح التي غطت معظم جسدها النحيل بمراهم ومحاليل تخفف من وطأة الألم الذي ضاعفته حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للشهر العشرين وتداعياتها إذ حرمتها من السفر للعلاج منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأصيبت الطفلة بهذا المرض الوراثي والذي يسمى "انحلال البشرة الفقاعي" (مرض الفراشة)، منذ ولادتها فيما يتفاقم وضعها الصحي جراء عدم تمكنها من إجراء عمليات جراحية عاجلة خارج قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر وجراء عدم توفر الأدوية والمستلزمات الصحية اللازمة لها.
ويُسبب هذا المرض تكوّن طبقة رقيقة ولامعة من الأنسجة على الأطراف وسائر أنحاء الجسد، حيث غطت هذه الطبقة قدمي الطفلة مُغلّفة أصابعها بالكامل، بما يشبه "أجنحة الفراشات"، فيما بدأت هذه الطبقة بالتكون على أطرافها العلوية.
وحاليا، تفقد الطفلة نور، القدرة على تحريك أصابع قدميها فيما تنمو الأصابع تحت هذه الطبقة ما يتسبب بانحنائهم إلى الأسفل، ما يُعرض العظام لاحقا للتشوه والضرر.
ونور، واحدة من أكثر من مليون طفل يعيشون في قطاع غزة ويدفعون الفاتورة الأعلى لهذه الإبادة الجماعية، التي لم تستثنهم من القتل المتعمد وفق ما أكده مؤخرا زعيم حزب "زيهوت" اليميني المتطرف موشيه فيغلين، في حديث للقناة "14" العبرية اليمينية.
وقال فيغلين، وهو عضو كنيست سابق عن حزب "الليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "كل طفل، كل طفل رضيع في غزة هو عدو"، فيما دعا للتخلص من الأطفال والرضع.
جوع ومرض
والدة الطفلة، تقول للأناضول، بصوت حزين وقد نال منها الجوع هي الأخرى، بعد أن باتت تعاني من سوء تغذية إثر تقليص وجباتهم اليومية إلى الحد الأدنى منذ إغلاق إسرائيل للمعابر في 2 مارس/ آذار الماضي، إن "نور" ذات الستة أعوام ونصف لم تعد تزن سوى 8 كيلوغرامات فقط.
وأضافت أن هذا المرض تسبب بجروح في سائر أنحاء جسدها وصلت إلى الفم ما تسبب بالتهابات أيضا.
وأكدت الأم، عدم توفر أي أدوية أو علاجات للطفلة "نور"، خاصة وأنهم يتحملون مسؤولية شرائها في ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية إذ يعتمدون في معيشتهم على المساعدات الإغاثية وما تقدمه تكايا توزيع الطعام المجاني.
وبدلا من تناول الطفلة للطعام الصحي والفاكهة والمكملات الغذائية التي تدعم جسدها النحيل في محنتها هذه، إلا أنها تناولت كما باقي أفراد عائلتها "الخبز الناشف" بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية، ما تسبب بنزيف دموي حاد جراء خدش هذا الخبز للجروح في فمها.
ومنذ 2 آذار مارس الماضي، تواصل دولة الاحتلال سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وتابعت الوالدة المكلومة قائلة إن فم طفلتها أصيب بالتهابات أيضا، إذ تعجز الطفلة عن تحريكه فيما تحتاج لأطعمة "طرية وناعمة" بما يتناسب مع وضعها الصحي.
وفي حديثها عن معاناة الطفلة، قالت والدتها إنها تعجز عن المشي بسبب هذا المرض الجلدي، فتحاول الزحف وهي جالسة الأمر الذي سبب لها خدوشا وأوجاعا في الأرداف ما يحرمها في أوقات كثيرة من الجلوس أو الحركة، فتقضي معظم أوقاتها هزيلة متوجعة نائمة على فرشة أرضية.
سوء التغذية
تفاقم سوء التغذية من التدهور الصحي للطفلة، حيث قالت والدتها إنها نجحت بتوفير المكملات الغذائية لها خلال الفترة السابقة حيث شهدت صحتها تحسنا لكن سرعان ما تراجعت بعد نفاد المتوفر منها.
وتابعت: "المكملات الغذائية غالية الثمن، ولا أستطيع شراءه على حسابي الخاص".
وأشارت إلى أن المرض الوراثي بالإضافة لسوء التغذية تسببا بمرض في عيني "نور" الاثنتين، إلا أن خضوعها لعملية في ظل وضعها الصحي المتدهور قد يُسبب لها فقدانا كاملا للبصر، وفق ما أكده أطباء لوالدتها.
كما أكدت على أن الطفلة بحاجة إلى عمليات جراحية لفك التصاقات أصابع القدمين واليدين، وإلا فإن استمرارهما لفترة أطول قد يضعا الطفلة في وضع صحي صعب على المدى البعيد، وفق قولها.