مايو 3, 2025آخر تحديث: مايو 3, 2025

حامد شهاب

باحث إعلامي

في ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة نستذكر باعتزاز وتقدير كل الرايات الصحفية التي ارتقت برسالتها لتقدم خدمتها الصحفية من أجل خير الإنسانية وتقدمها ونهوضها، ونستذكر بإجلال تضحيات شهدائها من أجل أن تبقى الكلمة نبراسا يضيء طريق الأجيال الى غدها المشرق الوضاء.

ومن حسن حظ الصحافة العراقية في مرحلة ما بعد عام 2003 أن هناك توجها لتأسيس وكالات صحافة إخبارية وصحف ومجلات (مستقلة) لتعبر عن توجهات النظام السياسي الديمقراطي الجديد في الاستقلالية والحرفية والمهنية، بعد أن راح كل حزب أو حركة أو تيار سياسي يصدر له عددا من الصحف والمطبوعات التي تعبر عن وجهات نظر حزبه أو حركته أو تياره ، والترويج له بحسب ما يخدم توجهاته هو ، دون مراعاة لمنظومة القيم الصحفية والاجتماعية التي تعد الاستقلالية والمهنية والتعبير الأمثل عن آمال الجمهور العراقي وتطلعاته المشروعة بمختلف مكوناته وقواه السياسية واحدة من أسمى مهامها وتوجهاتها، ما استدعى مجموعة من المثقفين العراقيين والنخب العراقية أن تبحث في الاعوام الاولى ما بين 2005 و 2006  وما بعدها عن استعادة دورها بين هذا السيل الحزبي الدعائي الجارف لتؤسس لها وكالة صحفية مستقلة تعبر عن توجهات كل المجموعات العراقية ومنظومتها السياسية وتكون عراقية التوجه والمضامين والأهداف.

وقد اكتسبت تلك الفكرة اهتمام مثقفينا ونخبنا ومن يهتمون بالشأن الصحفي فتم تأسيس وكالة الصحافة المستقلة (إيبا  IPA) لتدخل الساحة الصحفية بين عشرات الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية وقد دكت لها ركائز بعد تلك المسيرة المكللة النجاح .

وفي بيان لمؤسسي الوكالة جاء ” أن وكالة الصحافة المستقلة (independent press agency) بدأت مسيرة عملها لتساهم في ترسيخ المفاهيم الصحيحة لمهنة الصحافة بأنماط بارعة في مقدمتها الدقة والموضوعية والشفافية والنهج المستقل الذي اعتبرته عنوانا لالتزام دائم في ادائها المهني”.

ومما ورد في بيان ديباجة التأسيس أن “وكالة الصحافة المستقلة” تنتمي الى العراق شعبا وأرضا وتاريخا وحضارة، ترمي لمدً انشطتها الى  كل ميادين الحياة ، وتسعى الى ملاحقة الأحداث اليومية بصفاء وصدق ، كيما تجسد الحقيقة وتضعها في المكانة اللائقة ، وتبدد العتمة حتى تمتلأ القلوب والعقول بوهج الحياة المفعمة بالخير والنماء” .

ويضيف بيان التأسيس أنه ” لا سلطان على أداء الوكالة ومنهجها المستقل أو على نخبتها الصحفية المدركة، من أية جهة كانت.. لا تأثير الاَ لضمير ابنائها العاملين المؤمنين بشرف انتسابهم للعمل الصحفي، وتمسكهم بما ينص عليه دستور البلاد “.

ومن ثم يواصل البيان إشارته لها بالقول : “ولقد انشأت الوكالة لتبقى وتتسع ، ويتعاظم دورها وتأثيرها ، ولتواكب احدث وسائل الوصول بالخبر والتقرير والتحليل والصورة الى كل الاصقاع”.

ويشير بيان المؤسسين الى أن “وكالة الصحافة المستقلة تضع الآن أمام مختلف وسائل الاعلام أخبارها وتقاريرها لتكون في متناول أيديها، في هذه المرحلة من نشأتها الأولى، شريطة الاشارة اليها كمصدر أدى لها هذه الخدمة دون مقابل، لكن ” إيبا ” تكون خالية المسؤولية القانونية والاخلاقية اذا ما تعمد المستفيد من تقاريرها أو اخبارها اجراء تغييرات لا علاقة لها بالأصل ويستدل من هذه التغييرات وجود أغراض تهدف الى التشويه المتعمد والمقصود”.

ورأى المنضوين تحت لوائها انه ” في مرحلة لاحقة ستلجأ ” المستقلة ”، تعزيزا لمكانتها المادية وتطويرا لأساليب انتشارها الى تقاضي الاشتراكات من المستفيدين من خدمتها ، كي تديم وجودها واستمرارها ، ولكي تظل خارج دائرة التأثيرات مهما كان شكلها وحجمها، ولتنأى بنفسها عن اي نفوذ يقودها الى ضياع تجربتها ومنهجها الموضوعي المستقل” .

ومما ورد في ديباجة بيانها التأسيسي أنها ” تريد أن تبقى طليقة اليدَ و الصوت في التعبير عن نهجها المهني، والمتمسك بخدمة ابناء الرافدين، بكل الطيف الذي تميزوا به على مرً العصور. لن تجامل أحدا على حساب الحقيقة المجردة. ولن تعبأ لهوى او ريح تحرفها عن مهنيتها وصدقيتها ، فقد اتفق مؤسسوها أن يترعرع هذا الوليد الجديد ويتطور بسواعدهم وامكاناتهم المادية المتواضعة ، ويسمو بواقع الحياة في كل جوانبها ، إتكالا على الله جلت قدرته ، وتشبثا بكتبه وسننه” “.

ويوضح المعنيون بتأسيسها ” أن (وكالة الصحافة المستقلة) التي أسستها صفوة من المثقفين والصحفيين والادباء في العراق، تحاول أن تختزل المسافات لتنجز أوسع الخطوات على طريق البناء غير التقليدي الذي اختارته لنفسها في خطاب لم تشأ أن يفصح عن كل أمنياتها وطموحاتها، قبل أن تؤسس لأرضية يتكامل فيها الجهد والمنهج” .

وما تزال (وكالة الصحافة المستقلة) تواصل درب مسيرتها الصحفية والإعلامية وفقا لبيان تأسيسها الأول ويدير رئاسة تحريرها حاليا الزميل والصحفي القدير الدكتور نزار عبد الغفار السامرائي، وقد حافظت على ثوابتها الصحفية والمهنية، لكنها بقيت بعيدة عن أحد أسس الصحافة الديمقراطية ألا وهي ( الإثارة ) المرغوبة إن صح التعبير، وهي تنشر أخبار العراق المهمة فقط حاليا وبعض التقارير عن أحداث العراق والمنطقة والاحداث الدولية المهمة، وراحت وكالات وموسوعات صحفية تنافسها في هذه المهنة ، لكنها ما تزال تواكب درب مسيرتها الصحفية المتزنة المعتدلة التي لا يشم منها الإنتماء لأية جهة سياسية ، وهي عراقية الهوى والقلب واللسان.

والدكتور نزار السامرائي بالإضافة الى كونه صحفيا محترفا يقوم بمهام تدريس طلبة قسم الإعلام في جامعة الإسراء ببغداد على أصول الصحافة وفنونها ، ويشارك بفعالية في المؤتمرات والندوات التي تقيمها كليات الإعلام ومراكز بحثية ، وله مسيرة مظفرة في تحليل الموضوع وفي التوجهات السردية كونه يميل الى الإنتاج الروائي والقصصي وله منذ أيام شبابه الأولى إصدارات تعبر عن وجهات نظره عن السرد الروائي، وعضو اتحاد الكتاب والادباء، وهو يهتم ايضا بتحليل مضامين الخطاب الإعلامي العراقي ، ويحاول أن يركز هدفه على إيجاد (مشتركات) و(قواسم مشتركة) تخدم توجهات هذا الخطاب بعيدا عن التوجهات الحزبية والفئوية والطائفية التي مزقت النسيج الاجتماعي العراقي وأمعنت في تشتيت قواه باتجاهات لا تنسجم ومهمة الإعلام المهني العراقي المستقل في أن تكون التوجهات الصحفية والإعلامية مسايرة لرغبات وأماني وتطلعات الشعب العراقي في أن يرى له دولة مستقلة ونظاما سياسيا يتوافق مع تطلعاته في الحرية والديمقراطية والاستقلال الحقيقي وليس الصوري ، والذي لايزال التدخل الخارجي يرسم معالم تحركاته على أكثر من صعيد.

أمنياتنا لوكالة الصحافة المستقلة بالنجاح والتألق والتوفيق لها وللمشرف على إدارتها ورئاسة تحريرها الزميل العزيز الدكتور نزار عبد الغفار السامرائي (المغرق في الدفاع عن الاستقلالية الصحفية) والابتعاد عما يسميه بـ (الشخصنة) الى حدود كبيرة ، وهو الى حد ما يميل الى مسايرة (مذهب الحنابلة) في بعض التوجهات أزاء نشر نتاجات وتقارير ومتابعات زملائه في وكالته الصحفية.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

فاروق فريد: تسرع الإعلاميين السودانيين لأجل السبق الصحفي

تسرع الإعلاميين السودانيين لأجل السبق الصحفي –
(سباقات الوجود)..
ذهب الاستاذ عبد الباقي الظافر إلى كتابة منشور به الكثير من الادعاءات والقصص والاسماء عن تسريبات لتشكيل الحكومة الجديدة دون أي موقع او صفة رسمية ، مستندا على معرفته وعلاقته بالسيد د. كامل إدريس رئيس الوزراء..
وفي الأصل فإنه ليس للسيد الظافر علاقة مهنية حاليا تربطه ب د. كامل إدريس، تجعله يتحدث عن المطبخ الداخلي للسيد رئيس الوزراء، فكما هو معلوم فليس للاستاذ الظافر اي صفة رسمية للتحدث بلسان السيد رئيس الوزراء ، اما علاقته الإعلامية الحالية فهي ليست بأكثر من علاقة صحفي او اعلامي في إطار ما يراه هو عملا إعلاميا، ومن المعلوم أن السيد رئيس الوزراء لديه معرفة وعلاقات بمعظم الإعلاميين السودانيين بدرجات متفاوتة، فقد تناولت الصحف والأخبار والبرامج التلفزيونية بالبلاد اخباره وسيرته كشخصية عامة في ساحات العمل السياسي والعمل العام منذ أكثر من ربع قرن ..
ومن المعلوم كذلك أن الاستاذ الظافر يعمل خارج البلاد في موقع غير رسمي او حكومي حاليا، وبالطبع لا يؤهله ذلك للحديث عن المطبخ الداخلي لرئيس الوزراء او الأفكار او الترتيبات او الاختيارات المهنية ..
كما لا يمكن لعلاقته الاجتماعية الحالية – غير المهنية – أن تجعل من منشوره للجزيرة نت تحت [مظلة التسريبات] والذي حوى الكثير من الخيال اي أبعاد ذات مصداقية او تآكيدات لما ذهب اليه من معلومات ، وأغلب الظن انه إستقاها من هنا أو هناك او بنى خيالات تسريباته من متابعاته لبعض لقاءات السيد رئيس الوزراء إبان اجازة العيد، والتي عمد فيها السيد رئيس الوزراء إلى الالتقاء بطيف واسع من الشخصيات والأجهزة والمؤسسات الخدمية والمواطنين ..
فمنطقيا وبحساب الاشياء لا يمكن للعقل السليم أن يصدق ان السيد رئيس الوزراء د. كامل إدريس طلب من الأستاذ الظافر أن يكتب (للجزيرة نت) عن توجهه في بناء وتشكيل الحكومة تحت بند تسريبات ، وعليه فإن عنوان منشور الاستاذ الظافر الذي جاء تحت بند تسريبات هو خيالات او اجتهادات او قراءات تخصه لا أكثر- وذلك وحده يكفي، وان كان لديه معلومات حقيقية لما كان عنوان ما نشره هو ذلك العنوان ، وبالتالي فهو غير ذات مصداقية وليس فيه من سبق ..
والأمر الاخر هو أن السيد رئيس الوزراء لا يحتاج في الأصل لنشر تسريبات عن طبخته التي لم تنضج بعد او حكومته التي هي في إطار التشكيل، فالرجل سوف يقوم بإعلان حكومته بعد فراغه من تشكيلها ، حكومة منسجمة تستطيع تنفيذ البرامج الخدمية والتنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بحسب المعايير والضوابط التي يراها في ذوي الكفاءة لقيادة المرحلة المقبلة وكذلك بما يتطلبه الواقع السياسي المنظور والمتاح للبلاد حاليا وفي ظل الظروف المعلومة التي تمر بها البلاد..
وكما أعرف ومن الآخر كدة – فالسيد رئيس الوزراء د. كامل إدريس هو رجل دولة من الطراز الأول ومن خلفية مهنية طويلة وهو ويعلم يقينا قيمة وثمن المعلومة وتوقيت المعلومة، إضافة الى ذكاءه المعروف عنه في معتركات الاقدام والاحجام بتميز عال لرجال الدولة في كل الملفات ، وحسن ومنطقية إختياراته ودراسته للاشياء – لذلك لا تجده يتبرع او يسرب معلومات هنا او هناك ..
كما أن الذين عملوا معه يعلمون انه وبالاضافة إلى الترتيب والتنظيم للملفات وحسن الاختيارات ، فالشخصية المهنية للسيد رئيس الوزراء د.كامل ادريس بها الكثير من الجدية والصرامة المطلوبة مهنيا، وبها الكثير من الدقة والمتابعة، كما أنه صانع للقرارات الجادة دون مهابة ، ويقينا انه من الصعب الوصول إلى ما يدور في ذهنه .. فعذرا يا عزيزي عبد الباقي الظافر ..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • فاروق فريد: تسرع الإعلاميين السودانيين لأجل السبق الصحفي
  • مفوضية الانتخابات تنفي تأجيل موعد انتخابات تدوير نفس الوجوه الكالحة
  • حلف قبائل حضرموت يطالب بإطلاق سراح الصحفي "باجابر" ويحذر من الممارسات القمعية
  • محاضرة في جامعة حلب حول التألق المهني الذكي
  • بث مباشر.. المؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس الوزراء
  • سلطات حضرموت تعتقل الصحفي "مزاحم باجابر"
  • الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)
  • رئيس الوزراء يوجه شكره وتقديره للأسرة الصحفية لمناسبة العيد الوطني للصحافة العراقية تثمينا لجهودهم المتميزة .
  • «صحفيات بلاقيود» تحذر من استنساخ الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل بحق الصحافة والصحفيين وتدين قصف مبنى التلفزيون الإيراني
  • في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي