كارثة اقتصادية في اليمن.. هل ينقذها رئيس الحكومة الجديد؟
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
يمن مونيتور/ من محمد عبد القادر اليوسفي
تعاني اليمن في الفترة الحالية من أزمة اقتصادية خانقة، حيث تخطى سعر صرف الريال اليمني حاجز 2500 ريال مقابل الدولار الأمريكي و670 ريال مقابل الريال السعودي. وقد كانت الأسعار في الأشهر الماضية لا تتجاوز 250 ريال للدولار و54 ريال للريال السعودي، مما أدى إلى تفاقم معاناة ملايين المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر.
في سياق متصل، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي قرارًا بتعيين سالم بن بريك رئيسًا للوزراء، وسط توقعات من خبراء الاقتصاد بحدوث هدوء حذر في أسواق الصرف على المدى القريب.
وأشار الخبراء إلى أن الخلافات السياسية بين الحكومة السابقة ومجلس القيادة ساهمت في هبوط العملة المحلية، معتبرين أن أسعار الصرف أصبحت تستخدم كأداة ضغط سياسي.
تظاهرات تعكس الغضب الشعبي
وفي ظل هذا الوضع المتدهور، خرجت تظاهرات كبيرة في مدينة عدن، تعبر عن الغضب من تدهور الأوضاع المعيشية.
ورفع المتظاهرون مطالب للحكومة بضرورة التدخل العاجل لوقف انهيار العملة وتحسين خدمات البنية التحتية.
أسباب الأزمة وموقف الحكومة
وأرجعت الحكومة اليمنية أن الأزمة المالية الحالية ناتجة عن توقف تصدير النفط منذ أكتوبر 2022، نتيجة استهداف جماعة الحوثي للموانئ النفطية، والتي تتمسك بتقاسم عائدات النفط لدفع رواتب موظفي الدولة.
وأشار الخبير الاقتصادي سلمان المقراني في تصريح ل يمن مونيتور إلى أن “تدهور الاقتصادي يهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي، ولا بد من فتح أفق جديد للفقراء وتنمية الطبقة الوسطى، وإلا فإن الحروب والجريمة ستستمر”.
ارتفاع قياسي في أسعار المواد الغذائية
على خلفية هذا الانكماش الاقتصادي، شهدت أسعار المواد الغذائية ارتفاعات غير مسبوقة. فقد وصل سعر كيس الدقيق (50 كجم) في تعز إلى نحو 59,000 ريال، بعد أن كان يتراوح بين 47 و51 ألف ريال سابقًا. كما ارتفع سعر عبوة الأرز (10 كجم) إلى 30 ألف ريال، بعد أن كانت 25 ألفًا في الأسبوع السابق. هذه الارتفاعات تفاقم من معاناة الأسر، التي اضطرت لتقليص استهلاكها والاقتصار على الضروريات.
شهادات معاناة من المواطنين
وتروي نعمة الله محمد، مواطنة من تعز لموقع يمن مونيتور عن معاناتها، قائلة: “رغم عمل والدي ووالدتي طوال الوقت، إلا أنهما لا يستطيعان شراء جميع المستلزمات، ونكتفي فقط بالضروريات”.
وتضيف أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية جعل تلبية الحاجات الأساسية أمرًا صعبًا، مما يزيد من أعباء الأسر ويهدد أمنها الغذائي.
معاناة المواطنين في عدن
فواز المقطري، معلم تربوي في مدينة عدن، يشكو من صعوبات يومية في تأمين احتياجاته الأساسية.
ويشير في حديثه لـ “يمن مونيتور” إلى أن راتبه لا يتجاوز 80 ألف ريال، ما يعادل 115 ريال سعودي بسعر الصرف الحالي، متسائلاً عن كيفية تدبير أمور حياته بهذا المبلغ، خاصةً بعد أن كان راتبه يتجاوز 1500 ريال سعودي.
ويصف المقطري الوضع الاقتصادي بـ “الكارثي” ويعبر عن قلقه من تفاقم الأزمات الاقتصادية في ظل غياب الحلول الفعالة من الحكومة اليمنية.
من جهته، يوضح الناشط المجتمعي عميد عارف، في حديثه لـ “يمن مونيتور”، أن المساعدات الغذائية من المنظمات أصبحت شبه منقطعة، خصوصاً بعد القرارات الأخيرة التي تؤثر على تلك المنظمات. ويشدد على أن العديد من الأسر تعاني من نقص حاد في الغذاء، حيث يضطر الكثيرون إلى البحث في القمامة عن الطعام.
ويطلق عارف نداء استغاثة للتحالف العربي والمجتمع الدولي، مطالباً بتحرك عاجل لدعم اليمن في هذه الظروف الصعبة.
حلول تساهم في تخفيف الأزمة
في سياق متصل، يفسر الخبير الاقتصادي نور الدين العربي أسباب انهيار العملة اليمنية، مضيفا أن من أهمها نقص العملة الصعبة وتوقف المصادر المستدامة للبنك المركزي.
ويضيف أنه يجب على الحكومة سرعة إعادة تفعيل الصادرات النفطية وضبط النظام المصرفي.
كما يقترح العربي تشكيل لجان اقتصادية تركز على ملفات حيوية مثل استئناف صادرات النفط وتوحيد السياسة النقدية، حيث إن معالجة هذه القضايا ستساهم في تحسين الوضع الاقتصادي وتعزيز قيمة العملة الوطنية.
مهمة صعبة أمام رئيس الحكومة الجديد
ويرى مراقبون أن رئيس الحكومة الجديد يواجه تحديات جسيمة لتحقيق الاستقرار، وسط تحذيرات من أن الوقت أصبح عاملاً حاسماً في إنقاذ ما تبقى من مقومات الدولة اليمنية.
ويأمل المواطن اليمني أن يتبنى رئيس الحكومة الجديد، خطة إنقاذ طارئة تشمل إصلاح النظام المالي، ومحاربة الفساد، وإعادة هيكلة الدعم، والضغط دولياً لفتح قنوات دعم إنساني واقتصادي.
ويذهب الخبراء إلى أن استمرار التردد في معالجة الأزمة سيدفع البلاد إلى مجهولٍ يصعب تداركه، خاصة مع تفاقم الأوضاع الإنسانية حيث يعاني معظم السكان من انعدام الأمن الغذائي ونقص الأدوية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحرب السلام اليمن بن بريك رئیس الحکومة الجدید یمن مونیتور رئیس ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
نحو غدٍ أفضل لأطفال اليمن: شراكة جديدة بين الحكومة واليونيسف قيد الإعداد
شهد اللقاء، الذي حضره ممثلون عن الوزارات المعنية ونائب الممثل المقيم لليونيسف في اليمن ميزو نيموتو، استعراضاً شاملاً للإنجازات التي حققتها مشاريع المنظمة خلال العام الماضي في مجالات التغذية، الصحة، المياه والصرف الصحي، حماية الطفل، الحماية الاجتماعية، والنوع الاجتماعي، إلى جانب تقييم مدى تأثير هذه التدخلات على الفئات المستهدفة واستدامتها في ظل التحديات القائمة.
وأكد الدكتور باصهيب خلال الاجتماع على ضرورة تعزيز فعالية البرامج المستقبلية، مع التركيز على احتياجات الطفولة والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة، مشددًا على أهمية مواءمة المشاريع مع الأولويات الوطنية لضمان استجابة أكثر فاعلية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
من جانبه، أعرب نائب ممثل اليونيسف عن تقدير المنظمة للشراكة مع الحكومة اليمنية، مؤكدًا التزامها بمواصلة دعم الفئات الأكثر هشاشة، ومواكبة تطلعات المجتمع اليمني نحو مستقبل أكثر أمانًا وإنصافًا للأطفال.
ويأتي هذا اللقاء ضمن جهود متواصلة لتعزيز التنسيق بين العمل الإنساني والتنموي، وضمان توفير خدمات مستدامة تعزز من قدرة المجتمع اليمني على الصمود، رغم التحديات المعقدة التي تمر بها البلاد.