صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-14@11:52:22 GMT

المنحنى

تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT

المنحنى

وجدي كامل 

يبدو أن المجد في ساحات القتال لم يعد من نصيب البندقية وحدها، كما رد، وردد قائد الجيش مطاعنا الثورة والثوار والثائرات، وكاشفا عن وجهه السياسي الحقيقي، بل أصبح المجد اليوم حكرًا على الطائرات المسيّرة وتكنولوجيا السلاح المتقدّمة.
أقول هذا وأنا على يقين، بأن من يملك ناصية التكنولوجيا، لا سيما العسكرية منها، هو من يملك اليد العليا في هذه الحرب، إن لم تُحل سياسيًا أو تفاوضيًا.

إن التكنولوجيات العسكرية المتطورة هي التي سترجّح الكفة في المعركة الراهنة، خاصة حين تقترن بقدرات مالية ضخمة واقتصاد حرب قادر على دعم صناعة السلاح وتمويل سباق التسلح. هذا الباب مفتوح على مصراعيه، حافل بالمنتجات والأسواق: بعضها نعرفه، وبعضها لم نسمع به من قبل، ومنها ما لا نعرفه جيدًا بعد.

الواضح أن الجيش، ومن خلفه داعموه الإقليميون، لن يكون بمقدورهم الاستمرار طويلًا في سباق تكنولوجي مكلف، نظرًا لمحدودية الموارد المالية وحالة الإنهاك التي أصابت اقتصاده المُختطف، والذي يُهرب عائداته – ويا للمفارقة – إلى ذات المحافظ المالية للدولة الداعمة لتسليح الطرف الاخر.

الضربات التي نفذتها الطائرات المسيّرة مؤخرًا على مواقع في بورتسودان، الأبيض، وقبلهما كسلا وكوستي، وحتى سد مروي، لا يمكن قراءتها خارج سياق التقدم التكنولوجي الذي حققه الدعم السريع، بفضل إمكانياته المالية الأضخم، مقارنةً بالقوات المسلحة التي لا تزال تعتمد على سلاح جو محدود التطور، وطائرات مسيّرة أقل كفاءة، بالإضافة إلى قوة بشرية مشتتة بين ميليشيات متعددة الولاءات.

إننا نشهد تحولًا حاسمًا في مسار الصراع، حيث تغدو التكنولوجيا هي العامل الفارق، وتلوح في الأفق ضربات مكثفة تستهدف أهم مفاصل الطرفين. الجيش، الذي طالما لوّح باستخدام أسلحة “مميتة”، قد يجد نفسه مضطرًا لتجاوز كل الخطوط الحمراء، بما في ذلك أرواح المدنيين، خاصة بعد مؤشرات سابقة لاستخدام محتمل لأسلحة كيميائية، ظهر أثرها في تفحّم بعض الجثث.

أما الدعم السريع، ومن خلفه داعمه الاقليمي “بعد المواجهة العدلية الدولية بينه وبين نظام بورتسودان”، فلن يقفا مكتوفي الأيدي، بل سيواصلان السعي لتوسيع الفجوة التكنولوجية، خصوصًا في مجال المسيّرات المتقدمة، بالاضافة الى جر إسرائيل للمعركة لمواجهة النفوذ الايراني والتركي ، ما ينذر بخاتمة كارثية قد تُحوّل مساحات واسعة من البلاد إلى أطلال.

تاريخيًا، أثبتت الحروب الكبرى أن التكنولوجيا العسكرية هي من تحسم النهايات. في الحرب العالمية الثانية، كان تطوير الولايات المتحدة للقنبلة الذرية هو العامل الحاسم في إنهاء الحرب لصالح الحلفاء. وفي حرب الخليج عام 1991، أظهرت دقة صواريخ كروز والتفوق التكنولوجي الجوي الأمريكي كيف يمكن لحرب أن تُحسم من الجو قبل أن تبدأ على الأرض. كذلك، في حرب ناغورني قره باغ عام 2020، حسمت الطائرات المسيّرة التركية (Bayraktar TB2) المعركة لصالح أذربيجان، رغم امتلاك أرمينيا قوات برية تقليدية قوية.
وكما قال الجنرال نابليون بونابرت: “إن الحروب الحديثة تُكسب بمهندسيها بقدر ما تكسب بجنودها.”. وفي عصرنا هذا، قد نقول إن من يملك ويبرمج الطائرات المسيّرة المتقدمة قد يكون الأقدر على النصر ممن يحمل السلاح في الشوارع والميادين بالمدن والقرى ويرهب الناس بالتكبير والضلالات الإعلامية. وربنا يكذب “الشينة”، ويخيب الظنون القاتمة، والتوقعات السيئة.

الوسوموجدي كامل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

توضيح من (اليمنية) بشأن التأمين على الطائرات

وأكدت الشركة في بيان، أن “جميع الطائرات التابعة لليمنية مشمولة بتأمين شامل يتوافق مع اللوائح الدولية المنظمة للطيران المدني”

وتابع البيان ان التأمين شمل جميع أنواع المخاطر، بما في ذلك المسؤولية المدنية تجاه الركاب والطرف الثالث، وهو ساري المفعول على مستوى العالم.

واضاف، اما فيما يتعلق بتأمين “بدن الطائرة ضد أخطار الحرب” (Hull War Insurance)، فإن الخطوط الجوية اليمنية تؤكد أن هذا النوع من التأمين ساري وشامل لجميع طائراتها، بإستثناء المطارات الواقعة داخل الجمهورية اليمنية. ويُعزى ذلك إلى السياسات التي اتخذتها شركات التأمين منذ تصنيف اليمن كمنطقة عالية المخاطر في عام 2015، وهو أمر معروف ومُعتمد في سوق التأمين الجوي العالمي، ولا يعني بأي حال من الأحوال أن الطائرات كانت غير مؤمَّنة”.

ووضح البيان، ” أن أي طائرة مدنية لا يمكنها تشغيل رحلات جوية أو عبور الأجواء أو الهبوط والإقلاع من أي مطار حول العالم، دون وجود تغطية تأمينية سارية وموثّقة بشهادات تأمين رسمية ومعترف بها من شركات التأمين والهيئات التنظيمية. ويُعد هذا شرطًا إلزاميًا لسلامة الملاحة الجوية، ولا يُسمح بتسيير أي طائرة بدونه، ما يدحض الادعاء بغياب التأمين جملة وتفصيلاً”.

 

وفي وقت سابق نشرت  وكالة “رويترز” عن مصادر وصفتها بالرفيعة في سوق الطيران، “إن الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية، التي أصابها الدمار جراء الغارات، لم تكن مؤمنا عليها”.

وتعرض مطار صنعاء الدولي، قبل أيام لعدوان صهيوني أسفر عن تدمير ثلاث طائرات تابعة للشركة، بالإضافة إلى إلحاق أضرار كبيرة بمرافق المطار.

مقالات مشابهة

  • يواصل حملته العسكرية واسعة النطاق في القطاع.. الاحتلال يؤسس للتهجير وتفكيك غزة تحت غطاء الحرب
  • قصة الهدية الأمريكية الأولى
  • وزير المالية الدكتور محمد يسر برنية لـ سانا: نشكر أشقاءنا وأصدقاءنا، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة قطر وجمهورية تركيا، وغيرهم، الذين وقفوا وساهموا في القرار الأمريكي، كما نشكر الإدارة الأمريكية على تفهمها للتحديات التي تواجهنا، والشكر موصول ل
  • وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني لـ سانا: نرحب بتصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بشأن رفع العقوبات التي فُرضت على سوريا رداً على جرائم الحرب البشعة التي ارتكبها نظام الأسد.
  • طائرة سونغار التركية التي استخدمتها باكستان للتغلب على القوة الجوية الهندية
  • ???? الجهة التي سيقع عليها الدور بعد السودان سوف تبدأ الحرب فيها بالمسيرات
  • هل استسلمت أمازون في متابعة مشروع التوصيل بالطائرات المسيرة؟
  • تضاؤل فرص توسيع العملية العسكرية في غزة
  • توضيح من (اليمنية) بشأن التأمين على الطائرات
  • CNN: الحرب الخاطفة بين الهند وباكستان تختبر التكنولوجيا العسكرية الصينية المتقدمة