كشمير.. 8 عقود من الدم والنار: لماذا لا تنطفئ الحرب بين الهند وباكستان؟
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
بعد نحو 80 عامًا من اندلاع شرارة الصراع، عادت ألسنة اللهب إلى كشمير، الوادي الجميل العالق بين الهند وباكستان، بعدما أعلنت الهند شن ضربات على مواقع باكستانية، في حين أعلن الجيش الباكستاني إسقاط خمس مقاتلات هندية، إثر هجوم دموي على منطقة خاضعة للهند في الإقليم المتنازع عليه، راح ضحيته 26 شخصًا.
تاريخ من المواجهاتلم تكن هذه الجولة سوى حلقة جديدة في سلسلة نزاعات تعود جذورها إلى عام 1947، عندما قسمت بريطانيا شبه القارة الهندية إلى دولتين: الهند ذات الأغلبية الهندوسية، وباكستان ذات الأغلبية المسلمة، بينما تُرك مصير كشمير معلقًا.
في ذلك العام، اشتعل أول صراع عسكري بعدما انضم أمير كشمير، الهندوسي الديانة، إلى الهند مقابل حماية عسكرية من توغل ميليشيات باكستانية. انتهت الحرب الأولى بوقف إطلاق نار بوساطة أممية عام 1949، تمخض عنه خط تقسيم للإقليم: ثلثاه للهند، والثلث المتبقي لباكستان، فيما ظلت التسوية النهائية سرابًا.
حروب متكررة واتفاقات هشةاندلعت الحرب الثانية عام 1965 عقب توترات حدودية، استمرت 3 أسابيع وخلفت دمارًا واسعًا قبل التوصل لاتفاق لوقف القتال في يناير 1966. ثم جاءت حرب 1971، التي أسفرت عن استقلال بنغلاديش، وأعادت صياغة خطوط السيطرة بتحويل «خط وقف النار» إلى «خط المراقبة» بموجب اتفاقية شِملا (1972).
لكن التوترات لم تهدأ، إذ شهدت كشمير في 1987 تصاعد تمرد مسلح عقب اتهامات بتزوير الانتخابات، اتهمت فيه الهند جارتها بدعم الجماعات المتمردة. تصاعد العنف خلال التسعينيات، وسجلت الشرطة آلاف الهجمات والتفجيرات والاشتباكات، مما عمق العداء بين الجارتين.
وفي 1999، كادت زيارة تاريخية لرئيس وزراء الهند إلى باكستان أن تمهد لسلام تاريخي، قبل أن تنفجر الأوضاع مجددًا في «حرب كارغيل» بعد تسلل مسلحين من الجانب الباكستاني إلى كشمير الخاضعة للهند، لتعود عقارب الساعة إلى الوراء.
التوتر في الألفية الجديدةلم تتوقف بؤر التوتر: ففي 2019، ألغت حكومة ناريندرا مودي الوضع الدستوري الخاص لكشمير، وقيدت الاتصالات، وفرضت إجراءات أمنية غير مسبوقة، مما أثار موجة استياء داخلية وانتقادات دولية.
وفي أبريل 2025، أعاد هجوم مروع أسفر عن مقتل 26 شخصًا قرب باهالغام – معظمهم من السياح – أجواء الرعب والصراع إلى الواجهة، وسط اتهامات متبادلة واستعدادات عسكرية توحي بأن الأزمة مرشحة للتصعيد مجددًا.
نزاع لا ينطفئرغم مرور 8 عقود، لا يزال وادي كشمير يدفع ثمن موقعه الجغرافي وديمغرافيته المعقدة، محتفظًا بلقب «أخطر منطقة عسكرية في العالم»، وسط سباق تسلح نووي بين جارتين تملكان تاريخًا من الحروب والهدنات المكسورة.
فهل تُكتب نهاية لهذا الصراع الدموي، أم أن كشمير ستظل رهينة لقدرها الجغرافي والتاريخي؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: كشمير الهند باكستان النزاع الحرب خط المراقبة التمرد الاستقلال ناريندرا مودي الهجمات الارهابية الأمم المتحدة التقسيم شبه القارة الهندية الصراع النووي الارهاب التصعيد العسكري
إقرأ أيضاً:
لم ينكسر بين جنود الاحتلال.. فيديو لمقاتل جريح من رفح يفجر موجة تضامن واسعة
#سواليف
في تكرار لمشاهد كثيرة خرجت خلال #حرب_غزة، وثّقت #انتهاكات يُشتبه بأنها ترقى إلى #جرائم_حرب وفق القانون الدولي الإنساني، أثار مقطع فيديو نشره #جيش_الاحتلال الإسرائيلي، #موجة_تضامن واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويظهر في المشهد مقاتلاً فلسطينياً جريحاً في مدينة #رفح جنوب قطاع #غزة، ملقى على الأرض ومحاطاً بالجنود، في مشهد اعتبره ناشطون امتدادًا لسلسلة صور تنتهك الضمانات الأساسية للمعاملة الإنسانية المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف.
ويحظر القانون الدولي، بما في ذلك المادة (3) المشتركة من اتفاقيات جنيف، إهانة الكرامة الشخصية أو تعريض #الأسرى أو الجرحى للمعاملة القاسية أو المشاهد المُذِلة. كما يحظر استخدام صور المحتجزين لأغراض الدعاية العسكرية. ورغم ذلك، واصل جيش الاحتلال نشر المقطع باعتباره توثيقًا لـ”اعتقال مسلح” بعد إصابته في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
مقالات ذات صلة ارتفاع أسعار الذهب محليًا 2025/12/03وفي وقت سابق، قال جيش الاحتلال إنه قتل “أكثر من 40 مسلحاً” خلال الأيام الأخيرة في غارات وتفجيرات استهدفت أنفاقاً في منطقة رفح، معلناً أـمس الأحد قتل 4 مقاتلين خرجوا من الأنفاق في المنطقة التي انسحب إليها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
كما قال في بيانه إن قواته “عملت على مدى 40 يوماً في شرق رفح لتدمير ما تبقى من أنفاق تحت الأرض”.
غير أن الفيديو الذي نشره الجيش حمل، بالنسبة إلى كثير من المتابعين، دلالات مختلفة عمّا حاولت الرواية العسكرية إظهاره. إذ بدا المقاتل الجريح وحيداً، ملقى على الأرض وتحيط به القوات والطائرات المسيرة، لكنه بدا ثابتاً في لحظات المطاردة والإصابة، ما دفع ناشطين لوصف المشهد بأنه “توثيق لصلابة إنسانية” أكثر منه مشهداً لاعتقال.
تفاعل رقمي واسع
وعبّر مغردون عن مشاعر متباينة بين الألم والفخر، إذ كتب خالد صافي: “نشر المحتل مقطعًا يصوّر لحظة اعتقال أحد #رجال_المقاومة بعد إصاباته في رفح.. الرجال لا يُهزمون حين تُقيد أيديهم بل حين تنطفئ عزائمهم، وعزائم هؤلاء لا تنطفئ، وهذه شهادة على معدنهم؛ على صلابةٍ صيغت من نار الأنفاق”.
وأضاف: “سيذكُر التاريخ أن هؤلاء الذين خرجوا جرحى، خرجوا بعدما فقدوا كل مقومات الحياة، خرجوا بعد أن استنزفوا عتاد عدوٍ بأكمله، خرجوا بعد خذلان طويل من أمة كانت يومًا خير أمة”.
وكتب الصحفي محمد هنية: “من ذا الذي يرى هذا المشهد ولا يكسر؟ ابن رفح الذي قاتل حتى آخر ذرة ثبات وصبر، حتى آخر محاولة، احتضن ركامه، وحاول ألا يصل لهذه اللحظة.. لكنه خُذل من كل العالم.. وحُورب من كل العالم!”.
وقال نصر البوسعيدي: “وحيداً وجريحاً ومحاطاً بالجنود والطائرات. خاضوا معارك لا تُنسى ورفضوا الاستسلام رغم الحصار والجوع”.
وكتب هدى نعيم: “كلنا نعرف جيداً ماذا يعني اعتقال رجال النخبة وما المصير الذي ينتظرهم! صمتنا على حصارهم كمان نصمت على قبر تحت الأرض شيد لأجل تعذيبهم والتنكيل بهم مع منع لكل المؤسسات الحقوقية من زيارتهم!”.
ورأى ناشطون أن الفيديو لا يوثق لحظة اعتقال بقدر ما يوثق “امتداداً لصورة المقاتل الذي لا يُهزم بتقييد اليدين، بل حين تُطفأ عزيمته”، مؤكدين أن “عزيمة من ظهر في المشهد لم تُطفأ”.
وقال عزالدين دويدار: ” كان بإمكان المقاومة ان تصعد، لأجل إنقاذهم، لكن هذا سيدفع ثمنه المدنيين ويهدد اتفاق وقف الحرب، فأبت المقاومة إلا أن تضحي بأبنائها لأن أمة محمد خذلتهم، ولأن وسطاء العار خذلوهم ولم يقوموا بمسئوليتهم، الوسطاء الذين يهدرون الوقت حتى يستشهد آخر مقاتل بعد نفاذ آخر حبة تمر وآخر رشفة ماء.. فتنتهي المشكلة بالنسبة لهم”.
وتجاوز الجدل الواقعة نفسها إلى رمزيتها الإنسانية، حيث قال أحدهم: “نفتخر بأنهم لم يستسلموا، لكننا نسينا أننا نحن من استسلم للعجز واكتفينا بالمشاهدة”.
واختصر ناشط الموقف بقوله: “هذا ليس اعتقالاً. هذه شهادة على معادن لا تُصنع إلا تحت الأرض، في الأنفاق والليالي الطويلة. خرجوا جرحى بعد أن استنزفوا عدواً كاملاً، وخذلهم الجميع، لكنهم لم يخذلوا أرضهم”.
ولم يعلّق جيش الاحتلال على الانتقادات الحقوقية المرتبطة بنشر الفيديو، في وقت تؤكد فيه منظمات حقوقية دولية أن مثل هذه المشاهد تندرج في سياق نمط موثق من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجرحى والمحتجزين خلال النزاعات المسلحة.
نشر المحتل مقطعًا يصوّر لحظة اعتقال أحد رجال المقاومة بعد إصاباته في رفح..
الرجال لا يُهزمون حين تُقيد أيديهم بل حين تنطفئ عزائمهم، وعزائم هؤلاء لا تنطفئ، وهذه شهادة على معدنهم؛ على صلابةٍ صيغت من نار الأنفاق..
سيذكُر التاريخ أن هؤلاء الذين خرجوا جرحى
خرجوا بعدما فقدوا كل مقومات… pic.twitter.com/d2XXzuQPI9
نشر المحتل مقطعًا يصوّر لحظة اعتقال أحد رجال المقاومة بعد إصاباته في رفح..
الرجال لا يُهزمون حين تُقيد أيديهم بل حين تنطفئ عزائمهم، وعزائم هؤلاء لا تنطفئ، وهذه شهادة على معدنهم؛ على صلابةٍ صيغت من نار الأنفاق..
سيذكُر التاريخ أن هؤلاء الذين خرجوا جرحى
خرجوا بعدما فقدوا كل مقومات… pic.twitter.com/d2XXzuQPI9
وحيدا هو أمام أمة خذلتهم..
وحيدا مصابا مقاوما يشاهد بكل ألم أسوء خذلان..
رحم الله الشهداء المقاومين في #رفح .. وأعان الله هذا البطل المصاب ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
لعن الله السفلة الصهاينة الأنجاس وحثالاتهم العبيد الأنذال.. pic.twitter.com/ArQLvrnJdE
يا وحده بين الذئاب!!
يا قهرنا وعجزنا وذلنا!
تركنا خيرة رجال الأرض محاصرة!
مشهد يوثق اعتقال أحد أبطال الأنفاق المحاصرة في رفح، كلنا نعرف جيداً ماذا يعني اعتقال رجال النخبة وما المصير الذي ينتظرهم!
صمتنا على حصارهم كمان نصمت على قبر تحت الأرض شيد لأجل تعذيبهم والتنكيل بهم مع منع… pic.twitter.com/nWJaHhLe98