يمانيون../
أكد الخبير العسكري العميد عزيز راشد أن الاتفاق الأخير الذي أُبرم بين اليمن والولايات المتحدة لم يكن نتاج رغبة دبلوماسية أمريكية، بل جاء نتيجة مباشرة لحجم التطور العسكري النوعي الذي حققته القوات المسلحة اليمنية، في تكتيكها، وذكائها الاصطناعي، وقدرتها على تنفيذ عمليات دقيقة ومتزامنة طالت أهدافاً استراتيجية، في البر والبحر.

وفي تصريح أدلى به لقناة “المسيرة”، أوضح العميد راشد أن الطائرات المسيّرة والصواريخ الفرط صوتية التي تمتلكها صنعاء اليوم تجاوزت في سرعتها وتقنياتها الطبقات الدفاعية المصممة لاعتراض الصواريخ العابرة للقارات، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية والصهيونية، وهو ما جعل من الضربات اليمنية مؤثرة ومرعبة في آن.

وأضاف أن امتلاك صنعاء لمنظومات تشفير متطورة، قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوية المعقدة، مثّل نقطة تحول في ميزان الردع، وأن هذه التقنيات لم تعد حكرًا على القوى الكبرى، بل أصبحت بيد اليمن الذي بات يصوغ معادلاته بوسائل فائقة التطور.

وفي السياق الاستخباراتي، شدّد العميد راشد على أن صنعاء تمتلك قدرات تحليل بيانات عالية الدقة، تتيح تحديد الأهداف بعناية وتنفيذ ضربات لا تترك مجالًا للخطأ، وهو ما أفقد الولايات المتحدة القدرة على امتصاص الردع البحري، وأربك تحركاتها، وجعلها تدفع أثمانًا مضاعفة في مواجهة لا تملك فيها اليد العليا.

وفي إشارة رمزية بالغة، لفت راشد إلى إسقاط الطائرة الأمريكية الثانية من طراز “F-18″، مرجّحًا أن يكون ذلك نتيجة للارتباك الكبير في صفوف طاقم حاملة الطائرات، بما يعكس خللاً تقنيًا وتكتيكيًا واستخباراتيًا أربك حسابات البنتاغون، وأظهر هشاشة المنظومة العسكرية الأمريكية أمام خصم غير تقليدي.

وعن سياق الاتفاق الأمريكي، أوضح راشد أن واشنطن، وبعد سلسلة من الهزائم والخسائر التي تكبّدتها منذ بدء عدوانها الأخير، اضطرت تحت وطأة الضربات اليمنية للبحث عن مخرج سياسي يُجنّبها مزيدًا من الإحراج، خاصة بعد أن تحولت معركتها البحرية في البحر الأحمر إلى مصدر إذلال استراتيجي، حيث سقطت هيبتها أمام حلفائها وخصومها على حد سواء.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي بدأ الحرب برفع سقف التهديدات العسكرية، اضطر في نهاية المطاف إلى التراجع، مفضلاً الحوار على الانتحار العسكري، حفاظًا على ما تبقى من هيبة الردع الأمريكي. بل ذهب إلى حد تقديم مصالح بلاده على دعم الكيان الصهيوني، بعدما تبيّن له أن الاستمرار في الحرب قد يطيح بما تبقى من نفوذ واشنطن في المنطقة.

وحذّر العميد راشد من أي تراجع أمريكي عن الاتفاق المبرم، مؤكداً أن اليمن يمتلك من الأوراق ما يجعله قادرًا على التصعيد، وأن استهداف حاملات النفط سيشكل ضربة موجعة للاقتصاد الأمريكي، خصوصًا في ظل هشاشة السوق الطاقوي العالمي.

وفي قراءة أوسع، أكّد راشد أن اليمن اليوم لا يخوض حربًا محدودة النطاق، بل يرسم معالم معادلة استراتيجية جديدة في الإقليم، مؤكدًا أن قدراته المتطورة أسهمت في تعزيز جبهة غزة، وألهمت حركات المقاومة، كما رفعت منسوب المعنويات لدى الشعوب العربية والإسلامية التي باتت ترى في صنعاء قوة مركزية في الصراع ضد الكيان الصهيوني.

وختم راشد حديثه بالتأكيد على أن اليمن أصبح لاعبًا لا يمكن تجاوزه في المعادلة الإقليمية، وأن استهدافه لمنشآت الطاقة في الكيان الصهيوني لم يعد أمرًا رمزيًا، بل هو تهديد وجودي قد يفضي إلى خسائر اقتصادية ضخمة تهدد بقاء الكيان ذاته.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: راشد أن

إقرأ أيضاً:

من اليمن المحاصَر إلى اليمن المُحاصِر: انقلاب في معادلات الردع

 

الثورة نت| غدير ضاهر

بينما كانت وسائل الإعلام الغربية تروّج “لانهيار” اليمن بعد إعلان وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وحركة أنصار الله، خرج عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله عبد الملك الجاري ليؤكد على أن “المياه آمنة لجميع السفن الدولية باستثناء السفن الإسرائيلية”، مشدداً على أن “”إسرائيل” ليست جزءاً من الاتفاق”. هذا التصريح يعكس بوضوح أن صنعاء لا تزال ماضية في فرض معادلات ردع جديدة لا تتماشى مع حسابات واشنطن وتل أبيب.

تحول موازين القوة: من الهجوم إلى الردع

وفي الوقت الذي انسحبت فيه الولايات المتحدة من التدخل العسكري في اليمن بسبب فشلها في تحقيق أهدافها وتضاؤل تأثيرها على أنصار الله، أعلنت الحركة أنه لا معنى لوقف العدوان دون استمرار الدعم لفلسطين، بل وأكثر من ذلك، تواصل الأخيرة عملياتها ضد “إسرائيل”، مؤكدة أنها لن تلتزم بتوقف العمليات العسكرية إلا إذا توقف العدوان على غزة.

إلى جانب ذلك، فإن العملية التي استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ تجاوز الدفاعات الجوية “الإسرائيلية” لتسقط فيه، كانت بمثابة تحول استراتيجي غير مسبوق.

فهذه العملية لم تأتِ في وقت عشوائي، بل كانت في ذروة الغطرسة الأمريكية و”الإسرائيلية” التي استمرت لفترة طويلة في محاولاتها لبسط الهيمنة العسكرية من دمشق إلى بيروت. ومع سقوط هذا الصاروخ، تغيرت معادلة القوة في المنطقة.

حصار مزدوج: من البحر إلى السماء

قبل سنوات قليلة فقط، كانت صورة اليمن في الإعلام العالمي تُجسد الفقر المدقع، والدمار الناتج عن الحرب، والآلام التي يعاني منها الشعب اليمني. لكن اليوم، تغير المشهد بشكل جذري، فاليمن الذي كان يُحاصر ويدمر أصبح اليوم يفرض حصارًا على “إسرائيل”، حيث لم يعد الأمر يقتصر على تهديد أمن الطيران، بل تحول إلى مسألة هيبة وردع، تهدد مستقبل القوى التي كانت تعتبر اليمن ضعيفًا ومشتتًا.

تهديد استراتيجي

من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريح له أن “اليمنيين قالوا إنهم لا يرغبون في الاستمرار في القتال واستسلموا”، إلا أن محمد عبد السلام، مسؤول المفاوضات في حكومة صنعاء، نفى هذه التصريحات واعتبرها “استعراضية”. وأكد أن موقف اليمن الثابت هو دعم فلسطين وأنهم سيواصلون الرد على أي اعتداء من أي طرف. كما أضاف أن “صنعاء ستفرض معادلات جديدة قريبًا، وأن الصناعات العسكرية في تطور هائل، ولن تستطيع منظومات العدو اعتراض صواريخنا”.

حملة عسكرية فاشلة

المحللون العسكريون في الكيان عبّروا عن قلقهم من أن الحملة العسكرية التي شنها التحالف الأمريكي والإسرائيلي على اليمن لم تنجح في كسر شوكة الجيش والمقاومة اليمنية. كما لم تنجح الهجمات الجوية الأمريكية في إضعاف القدرات العسكرية لصنعاء، بل على العكس، أظهرت التقارير أن الهجمات اليمنية استهدفت العديد من الأهداف العسكرية الأمريكية بما في ذلك إسقاط طائرة حربية أمريكية من طراز F-18.

سقوط الأمن الزائف

إن ما يحدث اليوم هو إعادة هندسة كاملة لمنطق الحرب، والفشل المدوي للمنظومات التي طالما تباهت بها “تل أبيب” و”واشنطن” وأنفقت عليها المليارات يعيد طرح علامات استفهام كبرى حول جدواها، وفعالية التكنولوجيا الغربية في مواجهة سلاح العزيمة والمفاجأة اليمني. فإذا كانت هذه صواريخ اليمن، فماذا عن صواريخ إيران؟

المصدر: موقع المنار

مقالات مشابهة

  • من اليمن المحاصَر إلى اليمن المُحاصِر: انقلاب في معادلات الردع
  • إعلام الكيان: اليمن المنتصر الأكبر من الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية
  • صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية: القوات المسلحة اليمنية أذلت 7000 جندي أمريكي
  • خبير عسكري لبناني :الردع اليمني أصبح ردعا استراتيجيًا بالمنطقة
  • حمدان بن محمد: على خطى محمد بن راشد تعلمنا أن المجتمع المتماسك هو الذي يبني الأمل
  • جهاد سعد: اليمن يعمّق الشرخ الأمريكي الإسرائيلي ويفضح عجز الأنظمة العربية
  • وفد رسمي يزور جرحى العدوان الأمريكي في صنعاء: دعوات لمحاسبة واشنطن
  • العدوان الأمريكي في مرمى الاعتراف: تقرير أمريكي يكشف استنزافًا فادحًا وخسائر ميدانية موجعة في حرب فاشلة ضد صنعاء
  • الردع اليمني يُربك حركة الطيران الدولي ويُكبد “الكيان الصهيوني” خسائر اقتصادية فادحة