إسرائيل – كشف جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي، امس الجمعة، عمّا وصفه بـ”فظائع مروعة” تُرتكب في معسكر “سدي تيمان” سيء الصيت، جنوبي إسرائيل، ضد معتقلين مدنيين من قطاع غزة، حيث قُتل بعضهم جراء “التعذيب الشديد” وخضع آخرون لعمليات جراحية “دون تخدير”.

وقال الجندي (لم يكشف عن اسمه) في مقال له نُشر بصحيفة “هآرتس” العبرية، إن معتقلي قطاع غزة من المدنيين تعرضوا لعمليات تعذيب ممنهجة داخل المعسكر وسط تواطؤ إعلامي في التستر على هذه الانتهاكات.

وأضاف الجندي الذي خدم خلال حرب الإبادة الجماعية التي تواصلها تل أبيب بغزة، إن المعسكر تحول إلى “موقع للموت والتعذيب”، حيث توفي معتقلون أمام الجنود في ظل ظروف صحية صادمة.

وأوضح أن معظم المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب ليسوا عناصر بحركة حماس، بل مدنيون من قطاع غزة تم احتجازهم بانتظار التحقيق، ثم أُفرج عن بعضهم لاحقاً بعد أن ثبت عدم انتمائهم للحركة الفلسطينية، أو مشاركتهم في نشاطات عسكرية ضد إسرائيل.

وأردف: “رغم أنهم أبرياء إلا أنهم تعرضوا لتعذيب شديد”.

وتابع الجندي حديثه قائلا: “رأيت معتقلًا يموت أمامي، ورأيت معتقلين يُجبرون على التبول والتغوّط على أنفسهم، ويُتركون بلا طعام أو علاج”.

وأوضح أن بعض المعتقلين خضعوا لعمليات جراحية “دون تخدير”.

وأكد الجندي، على أن ما يحدث داخل معسكر “سدي تيمان” لا يعتبر حادثا استثنائيا، بل “سياسة ممنهجة تتم بعلم قادة الجيش وبمساعدة الإعلام الإسرائيلي”.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية على علم بما يحدث داخل المعسكر لكنها “تتجاهله” فيما تكتفي بعرض “روايات فردية سطحية”، وذلك لتجنّب الاعتراف بوجود سياسة ممنهجة، وفق قوله.

وفي هذا الصدد، قال الجندي إن القناة (13) العبرية بثت الأسبوع الماضي برنامجا استقصائيا “أخفى أجزاء كبيرة من الحقيقة، فيما اختزل القضية بحادثة فردية، متجاهلًا السياق الكامل للمعسكر كموقع للتعذيب المتواصل”.

وختم الجندي مقاله بالقول: “ما يجري في سدي تيمان ليس حادثا معزولا، بل جزء من منظومة كاملة، والإعلام الذي يعلم كل شيء قرر أن يصمت، وبصمته يمنح الشر غطاء الاستمرار”.

وفي فبراير/شباط الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن جنديا أُدين بتعذيب أسرى فلسطينيين في معسكر سدي تيمان، وحُكم عليه بالسجن 7 أشهر مع النفاذ، فيما لم يتم اتخاذ عقوبات بحق مئات الجنود الذين شاركوا في تعذيب المعتقلين وبالإبادة الجماعية رغم وجود تقارير إعلامية وحقوقية تدينهم.​​​​​​​

وكان معسكر الاعتقال سيء الصيت مسرحا لاعتداءات طالت أسرى فلسطينيين اختطفهم الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بعد الحرب، وشملت بما في ذلك اعتداءات جنسية، وفق إعلام عبري.

و”سدي تيمان”، قاعدة عسكرية إسرائيلية بصحراء النقب جنوبي إسرائيل، تأسست إثر عملية “جناح النسر” التي قامت خلالها الوكالة اليهودية بترحيل نحو 49 ألف يهودي من اليمن إلى إسرائيل في الفترة بين 1949 و1950.

وفي حرب إسرائيل على غزة عامي 2008 و2014، أقام الجيش الإسرائيلي معسكرات اعتقال في القاعدة لمئات المعتقلين الفلسطينيين من القطاع.

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، اعتقل الجيش الإسرائيلي فيها مئات الفلسطينيين من قطاع غزة وأطلق عليهم صفة “مقاتلين غير شرعيين”، حيث نددت مراكز حقوقية فلسطينية بالتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون هناك.

وسبق أن أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى الذين اعتقلتهم من قطاع غزة معظمهم بحالة صحية متردية، وذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

ومقابل مئات من الأسرى الفلسطينيين، أطلقت الفصائل بغزة عشرات الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات على مراحل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي 18 مارس/ آذار الماضي تنصلت إسرائيل من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها بدعم أمريكي على قطاع غزة، وأسفرت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عن مقتل وإصابة أكثر من 172 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی من قطاع غزة سدی تیمان

إقرأ أيضاً:

وزير إسرائيلي: دولة فلسطينية “لن تكون أبداً”

صراحة نيوز- قال وزير الطاقة والبنى التحتية الإسرائيلي إيلي كوهين، إن إقامة دولة فلسطينية “لن تتم، لا الآن ولا لاحقًا”، مؤكدًا أن الغالبية العظمى من الدول العربية “لا ترغب بذلك أيضًا”.

جاءت تصريحات كوهين خلال مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية مساء الإثنين، قبيل التصويت المرتقب في مجلس الأمن على مشروع القرار الأميركي الذي يتضمن فقرة تنص على “مسار لإقامة دولة فلسطينية” مشروطًا بتنفيذ السلطة الفلسطينية لخطوات وصفها كوهين بأنها “إصلاحية واسعة”، تشمل وقف مخصصات الأسرى ووقف ما تسميه إسرائيل “التحريض” في المناهج التعليمية.

وأضاف الوزير الإسرائيلي: “من وجهة نظرنا، وبشكل واضح، لن تكون هناك دولة فلسطينية. نقطة”، مؤكدًا أنه لا يرى ضرورة إعطاء أي تصريح من هذا النوع من أجل اتفاق سلام.
وتابع: “حتى لو سألوني إن كان ينبغي توسيع اتفاقيات أبراهام مقابل دولة فلسطينية، فالإجابة هي: طبعًا لا”.

وزعم كوهين أن التجربة الأمنية بعد الانسحاب من غزة أظهرت الخطر الذي قد ينشأ، وأن معظم الدول العربية المعتدلة التي تتحدث علنًا عن الحاجة لدولة فلسطينية “لا ترغب بذلك فعليًا”، معتبرًا أن أي كيان فلسطيني سيكون تحت تأثير إيران والتنظيمات المتطرفة، مما يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير “مستودعات أسلحة” في لبنان
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مصدر أمني: الجيش استهدف مسؤولا في كتائب عز الدين القسام
  • بالسّم ودون استئناف.. نقاش إسرائيلي يكشف تفاصيل مشروع قانون إعدام الأسرى
  • “بوريل”: يجب التحرك ضد “إسرائيل” والإدانة لا تكفي
  • “إسرائيل” تشن سلسلة من الغارات والقصف وعمليات نسف المباني في قطاع غزة
  • "إعلام الأسرى" ينشر قائمة بأسماء معتقلين صدرت بحقهم أوامر اعتقال إداري
  • أوكسفام : يجب على “إسرائيل” الالتزام بالقانون الدولي والسماح بتدفق المساعدات لغزة
  • وزير إسرائيلي: دولة فلسطينية “لن تكون أبداً”
  • الجيش يحبط محاولة تهريب مخدرات بواسطة “مسيّرة”
  • أمن المقاومة في غزة يحذّر من جمعية “المجد” ويكشف ارتباطها بالعدو الإسرائيلي