اللواء سمير فرج: المواقع العبرية تحاول إيصال رسائل مغلوطة عن حرب أكتوبر
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
تظل حرب أكتوبر شاهدا في التاريخ العسكري علي ما حققه الجيش المصري من انجازات وبطولات عسكرية، بهر العالم كله بقدره المصريين علي التخطيط العسكري والمخابراتي علي كافة المستويات العسكرية في ذلك الوقت، مما دفع العديد من المؤرخين الإسرائيلين لتهوين تلك الحرب لإقناع الأجيال الشابة بحقائق مغلطة تشكك في نتائج الحرب وأسبابها ومنها تقارير تنشر دون سند أو دليل ملموس علي مواقع عبرية بالتزامن مع قدوم شهر أكتوبر.
ونشر موقع عبري، رسالة زعم فيها آن الرئيس الراحل أنور السادات بعثها إلى وزير الخارجية الأمريكية آنذاك هنري كسينجر، حدد فيها شرطه لوقف حرب 6 أكتوبر 1973، والتى تكفل بتوصيلها مستشار الرئاسة المصرية للأمن القومي محمد حافظ إسماعيل حسب زعم الموقع العربي.
وتضمن التقرير الذي يحمل عنوان من ربح حرب يوم الغفران المصطلح الذي يستخدمه اليهود فى الحديث عن حرب 6 أكتوبر أن مستشار الرئيس الراحل أنور السادات للأمن القومي محمد حافظ إسماعيل، وقام بنقل رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر، حول شرط مصر لإنهاء الحرب.
ونقل الموقع العبري في تقريره، حديث المؤرخ الإسرائيلي عوفر شيلح، خلال محاضرة لضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بمناسبة اقتراب الذكرى الـ 50 لحرب أكتوبر، وكانت المحاضرة تحت عنوان "الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى".
وقال اللواء الدكتور " سمير فرج " مستشار أكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا للفجر، أن مصر خططت بدقة متناهية لحرب أكتوبر ١٩٧٣ وكان من ضمن الخطة أن يتم خداع العدو الإسرائيلي علي المستوي المخابراتي والرئاسي وهو ما حدث بالفعل مما مكن القوات المسلحة المصرية من تحقيق نجاح عسكري كبير في الحرب.
وتابع اللواء " سمير فرج" قائلا، " ليس صحيحا أن مستشار الرئيس السادات للأمن القومي محمد حافظ إبراهيم قد بعث برساله سرية لوزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كسنجر حدد فيها شروط مصر لوقف الحرب في يومها الثاني وفقا لتقرير الموقع العربري،. وكان من الأولي أن يذكر كسنجر تلك الواقعة في مذكراته إذا كانت حقيقة بالفعل، وإنما هي مغالطات يذكرها المؤرخين الإسرائيلين لتهوين الهزيمة التي لحقت بجيشهم.
وأشار مستشار أكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا، إلي أن مستشار الرئاسة المصرية للأمن القومي محمد حافظ إسماعيل لم يقابل وزير الخارجية الأمريكية آنذاك هنري كسينجر إلا قبل الحرب بشهرين ونقل له رسالة خداعيه مفادها أن مصر طردت الخبراء الروس بسبب عدم إلتزامهم بتوريد الأسلحة اللازمة للجيش المصري وأن القيادة المصري لا تنوي الدخول في حرب مع إسرائيل وهو ما ترجم علي أرض الواقع بمفاجأه مدوية بعد عبور القوات المصرية في ال ٦ من أكتوبر كأكبر خطة خداع استراتيجي علي مستوي العالم في ذلك الوقت.
وأضاف اللواء " سمير فرج" للفجر أن اجتماع " جولدا مائير" مع وزير الدفاع الإسرائيلى في ذلك الوقت " موشيه ديان" في يوم ال ٩ من أكتوبر تم الإعلان فيه خسراتهم للحرب واستغاثتهم بالولايات المتحدة الأمريكية ويالتالي ليس من المنطقي في ظل تحقيق القوات المسلحة المصرية نجاحات عسكرية فس ذلك الوقت أن تبعث بتلك الرسالة لوزير الخارجية الأمريكية آنذاك هنري كسينجر وإنما هي محاولات من المؤرخين الإسرائيلين لعرض صورة مغلطة عما دار في ذلك الوقت.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جيش الاحتلال اللواء سمير فرج مستشار الرئيس حرب اكتوبر وزير الخارجية الأمريكي الخارجية الأمريكية القوات المسلحة المصرية وزیر الخارجیة فی ذلک الوقت حرب أکتوبر سمیر فرج
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: ضرورة إيصال المساعدات بشكل آمن إلى السودان
أحمد شعبان (الخرطوم، القاهرة)
أخبار ذات صلةجددت الأمم المتحدة التأكيد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومن دون عوائق إلى السودان، داعية المجتمع الدولي إلى تكثيف دعمه لأكثر الفئات ضعفاً في البلاد.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في بيان صحفي، أن «الوضع في ولاية شمال دارفور تحديداً لا يزال مقلقاً، حيث يستمر القتال في إجبار العائلات على النزوح من ديارها».
وأضاف المكتب: « أن الوضع الإنساني يتدهور أيضاً في منطقة كردفان، حيث يجبر العنف المستمر المزيد من الناس على الفرار غالباً إلى مناطق قليلة أو معدومة المساعدة».
ولفت إلى أن شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني يبذلون كل ما في وسعهم، رغم التحديات للحفاظ على استمرار الخدمات حيث يدعمون أكثر من 1.7 مليون شخص في شمال دارفور بالرعاية الصحية الأساسية مستخدمين المرافق الصحية المتبقية والعيادات المتنقلة.
ونبه «أوتشا» إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة بمنطقة شمال الدلتا بولاية كسلاو، الأمر الذي يهدد بزيادة صعوبة وصول العاملين في المجال الإنساني إلى المحتاجين.
ومنذ اندلاع النزاع المسلح في السودان، في أبريل 2023، يعاني ملايين الأطفال أوضاعاً إنسانية بالغة السوء، حيث يواجهون القتل، وسوء التغذية، وانتشار الأمراض، وحرمانهم من التعليم، إضافة إلى معاناة النزوح داخلياً واللجوء خارجياً.
وأوضح المحلل السياسي التشادي، الدكتور إسماعيل طاهر، أن الأطفال في السودان يتعرضون لمعاناة شديدة، جراء استمرار الحرب، ويعانون سوء التغذية في المخيمات والمدن التي نزحوا إليها، إلى جانب حرمانهم من التعليم، واستغلالهم في أعمال شاقة من دون أجر، بل إن بعضهم أُجبر على حمل السلاح والانضمام إلى جماعات مسلحة والمشاركة في القتال.
وذكر طاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الأطفال من دون سن الـ17 عاماً، يواجهون مصاعب كبيرة، حيث يحاولون الفرار من ويلات الحرب بالهروب إلى صحراء ليبيا أو إلى دول مجاورة، فيما يعمل عدد منهم في مناجم الذهب، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال ما زالوا في عداد المفقودين في المدن التي شهدت مواجهات مسلحة، حيث يتم استغلالهم بطرق غير إنسانية، ويعيشون أوضاعاً مأساوية، مما يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لمحاربة الجوع ورعايتهم بشكل أفضل.
وأكد أن المخيمات المخصصة للاجئين تفتقر إلى برامج مخصصة للأطفال ولا تتوافر فيها مدارس تتيح لهم استكمال تعليمهم، مما يجعلها بيئة طاردة، إضافة إلى فقدان الكثير من الأطفال لأولياء أمورهم، مما جعلهم من دون رعاية أو حماية خاصة.
وشدد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، على أن الوضع الإنساني في السودان يشهد تدهوراً كبيراً، لا سيما على المستوى الصحي، حيث يواجه الأطفال مخاطر جسيمة، منها انتشار الكوليرا والأمراض الناتجة عن سوء التغذية.
وأوضح حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استمرار النزاع بين «سلطة بورتسودان» و«قوات الدعم السريع» يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية، ويؤدي إلى تصاعد أعداد النازحين واللاجئين، مع تأثر الأطفال بشكل خاص في ظل محدودية المساعدات التي لا تصل غالباً إلى الفئات الأكثر حاجة.