- تنوع وتكامل خطط مواجهة العدائيات.. ودمج الذكاء الاصطناعي لمجابهة تحديات السماوات المفتوحة

- تفوق جوي وصاروخي وتكنولوجي وردع متقدم باستخدام الدفاع متعدد الطبقات والأنظمة غير النمطية

- الاستعداد القتالي ركيزة ثابتة في استراتيجيتنا الدفاعية.. والفرد المقاتل أولوية عبر جهود التأهيل الشامل

- تدريب تكتيكي وتطوير تعليمي لرفع كفاءة المقاتلين.

. وتعاون عسكري مع دول صديقة وشقيقة

- حائط الصواريخ قرار شجاع.. وقواتنا حطّمت أسطورة «الذراع الطولى» لإسرائيل في أكتوبر 1973

شدّد قائد قوات الدفاع الجوي، الفريق ياسر الطودي، على الكفاءة القتالية للقوات وقدرتها على حماية سماء الوطن بكل يقظة وكفاءة، مدعومة بالعلم والتكنولوجيا والمنظومات الحديثة للرصد والتعامل الفوري مع أي تهديد.وقال قائد القوات، بمناسبة احتفال القوات بعيدها الخامس والخمسين، إن القوات ملتزمة بالكامل بالتطوير والتحديث، حفاظًا على سيادة مصر وأمنها الجوي.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قائد القوات بهذه المناسبة، التي ارتبطت ببناء حائط الصواريخ على جبهة قناة السويس، ومولد «القوة الرابعة» في القوات المسلحة، ممثلة في قوات الدفاع الجوي، مما كان له دور أساسي في نصر أكتوبر 1973.

قدرات معقدة

وعن منظومة الدفاع الجوى المصرى التي تعد من أعقد منظومات الدفاع الجوى، عالميًا، قال قائد القوات، لدينا العديد من الأنظمة المتنوعة، خاصة بعدما أدى التطور الهائل في وسائل وأسلحة الهجوم الجوى الحديثة والإستخدام الموسع للطائرات الموجهة بدون طيار والصواريخ الطوافة والباليستية إلى العمل على منظومة دفاع جوى ذات قدرات نوعية عالية.

وبين قائد القوات ضرورة أن تواكب القدرات الدفاعية المصرية التطور التكنولوجي للعدائيات الجوية الحديثة، ومن ثم تتميز المنظومة بالتنوع والتعدد والتكامل وبما يحقق القوة والقدرة والصمود، حيث تتكون من عناصر استطلاع وإنذار باستخدام أجهزة رادارية وعناصر مراقبة جوية بالنظر تقوم باكتشاف العدائيات الجوية المختلفة وإنذار القوات عنها.

كما تتضمن العناصر الإيجابية من الصواريخ والمدفعية (م ط) ذات المديات المختلفة لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية والتشكيلات التعبوية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وتتم السيطرة على عناصر المنظومة بواسطة مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات تعمل في تعاون وثيق مع القوات الجوية والبحرية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تنفيذ مهامه وتكبيده أكبر خسائر ممكنة.

وعن تعامل قوات الدفاع الجوي مع التطور الهائل في أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح، قال قائد قوات الدفاع الجوي: في عصر السماوات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية.

بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفوري للمعلومة باستخدام الذكاء الاصطناعي مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، لكن لدينا اليقين أن السر لا يكمن فيما نمتلكه من أنظمة حديثة ولكن يكمن في القدرة على تطوير فكر الاستخدام بطريقة غير نمطية وبما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة عالية.

تحديات دولية

وبخصوص التحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي في ظل العمليات العسكرية الحديثة والتطور الملحوظ في أسلحة الهجوم الجوي وفكر وأساليب استخدامها، أشار قائد القوات إلى أن العمليات العسكرية الأخيرة أظهرت مراكز ثقل جديدة تحسم النتائج منها التفوق الجوي، حيث يتمثل في امتلاك المقاتلات الحديثة المصممة بتكنولوجيا الإخفاء والمزودة برادارات متطورة ومجهزة بنقاط تعليق متعددة لحمل الذخائر الذكية فائقة الدقة، والتي تطلق من بعد ولها القدرة على اختراق التحصينات، وتؤمن أعمال قتالها طائرات القيادة والسيطرة والحرب الإلكترونية، ويصاحبها طائرات التزود بالوقود لتنفيذ عمليات جوية بعيدة المدى بأقصى حمولة تسليح دون الحاجة للعودة إلى قواعدها، مع الاستخدام المكثف للطائرات الموجهة بدون طيار متعددة المهام مثل الاستطلاع، والخداعية، والانفجارية، والمسلحة، حيث يتم إطلاقها بكثافات كبيرة لإرباك القيادة والسيطرة واستنزاف الذخائر الصاروخية.

أما التفوق الصاروخي، فيتجلى في التوسع بتنفيذ الضربات الصاروخية سواء الباليستية أو الطوافة، التي تمتاز بسرعاتها الفرط صوتية وقدرتها العالية على المناورة، إضافة إلى امتلاكها رؤوساً حربية متعددة في إطار ما يعرف بنظام الإغراق. وفيما يتعلق بالتفوق التكنولوجي، فإن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في نظم التسليح الجوي أدى إلى حدوث طفرة هائلة في دقة الإصابة وتجنب مناطق عمل وسائل الدفاع الجوي، إلى جانب تنفيذ هجمات سيبرانية على البنية التحتية والمعلوماتية قبل شن الضربات الجوية أو الصاروخية بهدف شل وإرباك أنظمة الاتصالات ونظم المعلومات ومراكز القيادة والسيطرة، وتنفيذ العمليات النفسية بكافة الوسائل المرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي، وذلك للتأثير المعنوي على القوات والرأي العام وتماسك الجبهة الداخلية.

كما يتجلى التأمين بالمعلومات الدقيقة في رصد وتحديد مواقع الدفاع الجوي وإعداد بنك بالأهداف المخطط استهدافها ببدء العمليات، مع زرع العملاء في مواقع متقدمة بالعمق للتأثير على القواعد الجوية ووسائل الدفاع الجوي وتعليم أهداف الضربة للتوجيه الدقيق للذخائر الجوية.

ولمجابهة العدائيات الجوية أو الصاروخية بأنواعها المختلفة وتأمين الأهداف الحيوية، يتم الاعتماد على البعد الفضائي وشبكة الإنذار المبكر في الكشف عن بدء إطلاق الصواريخ الباليستية، والاستفادة من كافة وسائل الاستطلاع المتيسرة مثل الإنذار الطائر والمحمول جواً وأجهزة الرادار الأرضية المتنوعة لاكتشاف مختلف العدائيات الجوية، وبناء منظومة دفاع جوي متكاملة تعتمد على مفهوم تعدد الطبقات والمديات، يراعى فيها تعدد أنساق المجابهة للعدائيات الجوية مثل المقاتلات على خطوط الاعتراض، والهيل المسلح، ووسائل الدفاع الجوي على الوحدات البحرية، وعناصر الحرب الإلكترونية، ومنظومات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات متعددة المديات.

كما يتم استخدام موسع للأنظمة غير النمطية لمجابهة الطائرات الموجهة بدون طيار والذخائر الذكية مثل أنظمة الإعاقة المتكاملة، وأنظمة الخداع، وأنظمة الليزر، والنبضة الكهرومغناطيسية عالية القدرة. وتتم السيطرة على عناصر المنظومة بواسطة مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات لجمع وتصفية وتمييز وتحليل المعلومات لتقييم درجة خطورة الأهداف وتخصيصها للعناصر الإيجابية الأنسب لمجابهتها.

تأهيل شامل

وعن إعداد مقاتلي الدفاع الجوي علمياً وبدنياً ونفسياً، قال قائد القوات: تدرك قيادة قوات الدفاع الجوي أن الثروة الحقيقية تكمن في الفرد المقاتل الذي يعتبر الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوي، خططنا إلى تطوير مهارات وقدرات الفرد المقاتل عبر مسارين، الأول إعادة صياغة شخصية الفرد المقاتل، والثاني تطوير العملية التعليمية- التدريبية للفرد المقاتل، وبالنسبة للمسار الأول، قمنا بالبناء الفكري للفرد المقاتل وتشكيل ثقافة الإدراك لتكوين شخصية تتميز بحسن الخلق والتمسك بالقيم وتتصف بالولاء والانتماء وحب الوطن والاستعداد للتضحية والفداء عن الأرض.

يتم هذا من خلال خطة توعية لغرس وتنمية وترسيخ الفهم الصحيح والفكر المعتدل للأديان السماوية والقيم والمثل الأخلاقية وبما يحقق حماية الفرد المقاتل وتحصينه ضد الحروب النفسية والأفكار المتطرفة والهدامة، وكذا مجابهة التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي وشبكة المعلومات الدولية، بالإضافة إلى الاهتمام بالعوامل النفسية للمقاتل التي لها تأثير على روحه المعنوية وتبعث فيه روح القتال وقهر العدو والإيمان بالنصر وتزوده بالقوة والقدرة على التغلب على المصاعب والعقبات.

وبالنسبة للمسار الثاني، يتم إعداد خطة شاملة تتماشى مع أساليب التدريب الحديثة لتطوير العملية التعليمية بقوات الدفاع الجوي بهدف الوصول إلى المواصفات المنشودة للفرد المقاتل (فنياً، بدنياً، وانضباطياً) عبر تطوير الدورات المؤهلة للضباط وضباط الصف بانتهاج استراتيجية التعليم التفاعلي باستخدام تطبيقات مستحدثة وتنفيذ معسكرات تدريب مركزة بمركز التدريب التكتيكي لقوات د جو لرفع كفاءة المعدات وتنمية القدرات القتالية للفرد المقاتل.

كما تم التوسع في استخدام المقلدات الحديثة وتدريب الأفراد على الرمايات التخصصية في ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية وانتقاء أفضل المدربين للعمل في وحدة التدريب المشترك لتدريب الأفراد المستجدين وتقييم أدائهم وانتقائهم وتوزيعهم بما يتلاءم مع طبيعة المهام التي سيكلفون بها، وكذا تأهيل الضباط بالخارج للتعرف على فكر وأسلوب استخدام أنظمة الدفاع الجوي الحديثة وإجراء التدريبات المشتركة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب تخطيط إدارة العمليات للدول العربية والأجنبية.

تعاون مشترك

وحول اهتمام القوات المسلحة بالتعاون العسكرى مع الدول الشقيقة والصديقة، كأحد ركائز التطوير، ومشاركة قوات الدفاع الجوى في هذه الأنشطة، أوضح قائد القوات الحرص على زيادة محاور التعاون العسكرى مع نظائرها بالدول الشقيقة والصديقة فى كافة المجالات كالآتى: فى مجال التدريب، يتم استضافة الطلبة من الدول الشقيقة والصديقة بكلية الدفاع الجوى للتأهيل بعلوم الدفاع الجوى والمواد الهندسية، وتبادل إيفاد الضباط لحضور فرق التأهيل العامة والتخصصية والدورات (المتقدمة، الراقية، القادة) ودورات أركان حرب التخصصية في مجال الدفاع الجوى لدراسة العلوم العسكرية الحديثة بمعهد الدفاع الجوى.

وهناك تبادل الزيارات لأعضاء هيئة التدريس والدارسين (كلية، معهد) لقوات الدفاع الجوى مع الدول الصديقة والشقيقة لتبادل الخبرات فى مجال أساليب التعليم والتدريب الحديثة، وتنفيذ تدريبات مشتركة لأنظمة الصواريخ والمدفعية م ط مثل التدريب المصرى الأمريكي (النجم الساطع)، التدريب المصرى الروسى (سهم الصداقة)، التدريب المصرى اليوناني (ميدوزا)، التدريب المصرى الفرنسى (كليوباترا)، التدريب المصرى الباكستانى (حماة السماء)، التدريب المصرى السعودى (تبوك).

أيضا، هناك التدريب المصرى الأردنى (العقبة)، بالإضافة إلى تبادل إيفاد ضباط وقادة وحدات دفاع جوى للتعايش بوحدات دفاع جوى متماثلة لتبادل الخبرات العملية. وفى مجال التسليح، يتم تبادل الخبرات فى مجال التأمين الفنى لأنظمة الدفاع الجوى المتماثلة باستغلال الإمكانيات المتطورة والكوادر المؤهلة فى التدريب والإصلاح ورفع الكفاءة وإطالة أعمار المعدات.

أما فى مجال العمليات، فيشمل تبادل الخبرات في أساليب التخطيط لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية، وعقد ورش عمل على مستوى المتخصصين فى مجال مجابهة التهديدات الجوية الحديثة مثل الطائرات الموجهة بدون طيار والصواريخ الطوافة والبالستية. وفى مجال البحوث الفنية والتطوير، يتم تبادل الزيارات للمراكز البحثية، وعقد ورش عمل لتبادل الخبرات فى مجالات حل المشاكل الفنية وتوفير مقومات التأمين الفنى للأنظمة المتعذر إصلاحها أو المتوقف إنتاجها ببلد المنشأ.

رسالة طمأنة

وطمأن قائد قوات الدفاع الجوى الشعب المصرى قائلاً: أود أن أوضح أمرًا هامًا جدًا، نحن كرجال عسكريين نعمل طبقًا لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، إلا أننا في ذات الوقت نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات فى المنطقة، والتهديدات التى تتعرض لها كافة الاتجاهات الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل. ولكن يظل دائمًا وأبدًا القوات المسلحة ملتزمة بأهدافها وبرامجها وأسلوبها للمحافظة على كفاءتها القتالية فى أوقات السلم والحرب.

وأضاف: عندما نتحدث عن الاستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوى، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات بحيث تكون قادرة فى مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح، ويتم تحقيق الاستعداد القتالي العالى والدائم من خلال الحفاظ على حالات وأوضاع استعداد متقدمة تكون عليها القوات طبقًا لحسابات ومعايير فى غاية الدقة. فإننا دائمًا نضع نصب أعيننا الإعداد والتجهيز باستشراف الغد وبالتطوير المستمر.

وتابع: أؤكد للشعب المصرى أن قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولي قوات الدفاع الجوى كافة الدعم لضمان التطوير والتحديث المستمر بكافة أسلحة ومعدات قوات الدفاع الجوى لامتلاك القدرة وعلى المستوى الذى يليق بالدولة المصرية، ونعمل ليل نهار سلمًا وحربًا فى كل ربوع مصر عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها.

ونعاهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، على أن نسير قدمًا في تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى، وأن نظل دومًا جنودًا أوفياء، حافظين العهد، مضحين بكل غالٍ ونفيس، نحفظ للأمة هيبتها، ولسماء مصر قدسيتها، لتظل مصر درعًا لأمتنا العربية.

ذكرى خالدة

وتحتفل قوات الدفاع الجوي كل عام فى الثلاثين من شهر يونيو بعيد الدفاع الجوى.

وفي الأول من فبراير 1968 بدأت رحلة طويلة من العمل والكفاح لإنشاء قوات الدفاع الجوى والتى تم تسليحها وتدريبها تحت ضغط هجمات العدو الجوى خلال حرب الاستنزاف. ويعتبر صباح يوم 30 يونيو عام 1970 يومًا مجيدًا فى تاريخ العسكرية المصرية، حيث تمكنت تجميعات الدفاع الجوى من إسقاط 12 طائرة من أحدث الطرازات (فانتوم - سكاى هوك) وأسر طياريها، وكانت هذه أول مرة تُسقط فيها طائرة فانتوم، وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات، وهو ما أطلق عليه "أسبوع تساقط الفانتوم"، معلنًا مولد القوة الرابعة لقواتنا المسلحة الباسلة، واتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيدًا لها.

وحول حائط الصواريخ، قال قائد قوات الدفاع الجوي: حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة بمهمة توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة. هذه المواقع تم إنشاؤها واحتلالها فى ظروف بالغة الصعوبة، وبتضحيات عظيمة تحملها رجال الدفاع الجوى والمهندسون العسكريون والمدنيون من شعب مصر العظيم.

واستمر العدو الجوى فى استهداف تلك المواقع أثناء إنشائها. ولإنشاء حائط الصواريخ كان لزامًا علينا اتباع أحد الخيارين: الخيار الأول، القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات. الخيار الثانى، الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات مع إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له، وهو ما استقر الرأي عليه.

وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية، ففى خلال الفترة من إبريل إلى أغسطس عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات منع العدو الجوى من الاقتراب من قناة السويس، مما أجبر إسرائيل على قبول مبادرة «روجرز»، لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970، لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات وتضع اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973.

وعن تحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل (قواتها الجوية) فى حرب أكتوبر 1973، قال قائد قوات الدفاع الجوي: خلال فترة وقف إطلاق النار، بدأ رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة من خلال استكمال التسليح بأنظمة حديثة (سام - 3، سام - 6) ورفع مستوى الاستعداد والتدريب القتالي للقوات.

ونجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الاستراتو كروزر) صباح يوم 17 سبتمبر 1971. وفى حرب أكتوبر 1973 قامت قوات الدفاع الجوى بدور هام لتأمين العبور وتوفير التغطية بالصواريخ عن التجميعات الرئيسية للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية والاستراتيجية على كافة ربوع مصر فى ظل امتلاك العدو الجوى لعدد 600 طائرة من أحدث الطرازات (ميراج، فانتوم، سكاى هوك).

وخلال ليلة 6-7 أكتوبر نجحت قوات الدفاع الجوى فى إسقاط أكثر من 25 طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين، مما اضطر قائد القوات الجوية المعادية إلى إصدار أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم، وفي الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه.

أمام تلك الطورات أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، حينها، موشى ديان، في رابع أيام القتال العجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 1973 أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض «معارك ثقيلة بأيامها.. ثقيلة بدمائها».

وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر تكبيد العدو عدد 326 طائرة وأسر عدد 22 طيارًا، وتنتهى الحرب بفرض الإرادة وتجني مصر من موقع القوة ثمار السلام.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حرب أكتوبر الرئيس السيسي قناة السويس وزير الدفاع الإسرائيلي قائد قوات الدفاع الجوي قوات الدفاع الجوى قائد قوات الدفاع الجوی قوات الدفاع الجوى الأهداف الحیویة التدریب المصرى الفرد المقاتل للفرد المقاتل تبادل الخبرات حائط الصواریخ لقوات الدفاع بالإضافة إلى قائد القوات العدو الجوى حرب أکتوبر أکتوبر 1973 الجوى فى قال قائد الجوى ا فى مجال

إقرأ أيضاً:

جريمة تدمير سلاح الردع والدفاع الجوي اليمني .. خيانة عظمى موثقة بإشراف أمريكي

في واحدة من أخطر حلقات التآمر على الجمهورية اليمنية، يكشف هذا التقرير تفاصيل جريمة مروّعة ارتكبها النظام السابق برئاسة ’’عفاش’’، تمثلت في تدمير وتفكيك سلاح الردع والدفاع الجوي اليمني، وذلك بإشراف مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، وبتنفيذ داخلي شارك فيه أفراد من أسرة صالح نفسه، إلى جانب ضباط أمريكيين وضابطات أمريكيات، في سابقة تاريخية تؤكد حجم التبعية والانصياع للإملاءات الخارجية التي عاشها اليمن خلال تلك المرحلة.

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

هذا التقرير يرصد بداية المشروع الأمريكي في اليمن، الذي اتخذ من ’’مكافحة الإرهاب’’ ذريعة ليتحول إلى مشروع استراتيجي هدفه شلّ قدرات اليمن العسكرية، وضمان عدم امتلاكه لأي سلاح ردع قد يهدد الهيمنة الأمريكية أو يعيق أي تدخل عسكري لاحق في أراضيه أو مياهه الإقليمية، كما يوثق الكيفية التي تم بها جمع وتدمير الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي من المعسكرات والألوية وحتى من السوق السوداء، بغطاء رسمي وخيانة واضحة من رأس السلطة حينها.

ويتوقف التقرير عند الدور المحوري الذي لعبته ثورة 21 سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال ، في كسر هذا المسار التدميري، من خلال إعادة الاعتبار للقرار السيادي، والانطلاق نحو إعادة بناء منظومات الدفاع والردع اليمنية بقدرات محلية، رغم ظروف العدوان والحصار، وقد مكّن هذا التوجه اليمن اليوم من فرض معادلات ردع إقليمية ودولية جديدة، أجبرت الأساطيل الغربية على الانسحاب من مياه البحر الأحمر، بعد أن تلقت ضربات نوعية، في مشهد تاريخي قلب الموازين وأكد فشل المشروع الصهيوأمريكي في إخضاع اليمن وشعبه.

التدخل الأمريكي .. البداية الناعمة لمخطط التدمير الشامل

تحت شعار مكافحة الإرهاب، دشّنت الولايات المتحدة في مطلع الألفية الثالثة تدخلًا مباشرًا في الشأن العسكري اليمني. لم يكن الهدف محاربة الجماعات المتطرفة حسب زعمها، بل التدخل في العقيدة العسكرية اليمنية وتجريدها من سلاحها السيادي، وخاصة الدفاع الجوي ومنظومات الردع.

وقد عمل المبعوثون الأمريكيون بشكل مباشر مع قيادات عليا في نظام عفاش، لترتيب جمع منظومات الدفاع الجوي المحمولة مثل صواريخ “سام” وأنظمة الرادارات المتوسطة والبعيدة المدى، من مختلف الألوية والمعسكرات، وحتى من السوق السوداء، حيث شُنّت حملات شراء واستبدال مشبوهة بتمويل خارجي وغطاء رسمي.

عفاش يوثّق خيانته .. تنفيذ الجريمة بأمر مباشر من القصر الجمهوري

تكشف الوثائق العسكرية والتقارير الاستخبارية أن علي عبدالله صالح ’’عفاش’’ لم يكن مجرد متواطئ بالصمت، بل أصدر توجيهات مباشرة لأحد أقربائه من أسرته ليترأس اللجنة العسكرية المصاحبة للمبعوث الأمريكي لتنفيذ عملية جمع وتفكيك الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي.

المثير للصدمة أن هذه العمليات تم تنفيذها في أكثر من موقع عسكري، بحضور ضباط أمريكيين وضابطات أمريكيات، وبإشراف فني مباشر من البعثة العسكرية الأمريكية، كانت الطائرات العسكرية الأمريكية تحط في المطارات اليمنية دون حسيب أو رقيب، لنقل تلك المعدات الحيوية إلى خارج اليمن، وتفجر كل الصواريخ الدفاعية المتطورة التي كانت اليمن تملكها أنذاك، في وقت كانت فيه البلاد تتعرض لتهديدات أمنية متصاعدة.

وبذلك، وثّق ’’عفاش’’ خيانته علنًا، وشارك فعليًا في تجريد الجمهورية اليمنية من قدرة الدفاع عن سيادتها وأجوائها وحدودها.

الهدف الحقيقي تسليم اليمن للهيمنة الأمريكية ونهب ثرواته

كل المؤشرات تؤكد أن هذه الجريمة لم تكن منعزلة عن مشروع أكبر هدفه تفكيك الجمهورية اليمنية وتحويلها إلى كيان هش خاضع للهيمنة الأمريكية والصهيونية، بما يسهل الاستيلاء على ثرواتها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي في باب المندب والبحر الأحمر.

من دون دفاع جوي، أصبحت الأجواء اليمنية ساحة مفتوحة للطائرات الأمريكية والإسرائيلية، ومجالًا لتدخلات أجنبية متكررة، وصولًا إلى العدوان المباشر في مارس 2015، الذي اعتمد على حالة الفراغ العسكري التي مهّد لها نظام عفاش.

انكشاف الحقيقة .. صدمة وطنية موثّقة بالصوت والصورة

لم تمرّ هذه الجريمة بصمت طويل، فمع انكشاف الوثائق والتسجيلات المصورة، التي توثق بالصوت والصورة وجود ضباط أمريكيين إلى جانب ضباط يمنيين أثناء تدمير أو تفكيك منظومات الردع، جاءت الصدمة كبيرة، هذه المواد خرجت للرأي العام، وشكّلت صدمة لكل اليمنيين، بمن فيهم قواعد المؤتمر الشعبي العام من الشرفاء الذين لا تربطهم أي صلة بالتيار العفاشي.

كثير من هؤلاء الوطنيين اعتبروا أن ما جرى هو خيانة عظمى للأرض والشعب والتاريخ، وأن الحزب الذي انتموا إليه لم يعد يمثل تطلعاتهم الوطنية، بل تحول في تلك الحقبة إلى أداة طيعة في يد المحتل الأمريكي، لتفكيك مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية.

وقد دفعت هذه الصدمة الكثير من أبناء المؤتمر إلى مراجعة مواقفهم والانضمام إلى صفوف القوى الوطنية والثورية المدافعة عن السيادة، مؤكدين أن لا مكان للولاء العائلي أو الشخصي حين يكون الوطن هو المستهدف.

ثورة 21 سبتمبر .. استعادة القرار السيادي وبناء الردع من جديد

كان اندلاع ثورة 21 سبتمبر 2014 نقطة التحوّل المفصلية التي قلبت المعادلة، كانت ثورة كرامة وسيادة، حملت مشروعًا وطنيًا متكاملًا، هدفه الأول، تحرير القرار اليمني من الوصاية الخارجية، وبناء منظومة عسكرية وطنية مستقلة.

بدأت عمليات إعادة تأهيل وتصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وتطوير أنظمة الدفاع الجوي، رغم الحصار المفروض من العدوان، وأثبت اليمن قدرته على تحقيق الاكتفاء الذاتي العسكري جزئيًا، وبناء منظومة ردع فاعلة.

هزيمة الأساطيل الأمريكية وانتصار الإرادة اليمنية

اليوم، تقف الجمهورية اليمنية في طليعة الدول التي كسرت هيبة الأساطيل الغربية، وأجبرت حاملات الطائرات الأمريكية على الانسحاب من المياه الإقليمية، بعد تلقيها ضربات مباشرة في البحر الأحمر وباب المندب، بعمليات نوعية نفذتها القوات المسلحة اليمنية، التي أصبحت اليوم رقمًا صعبًا في معادلة الردع الإقليمي.

هذا الانتصار لم يكن ممكنًا لولا الوعي الشعبي وقيادة ثورية مؤمنة بقضية الوطن، وإرادة لا تلين في وجه أكبر آلة حرب عرفها العصر الحديث.

 

خاتمة

ما بين خيانة موثقة بالصوت والصورة، ومشروع وطني استعاد الروح والسيادة، يقف اليمن اليوم شاهدًا على واحدة من أعظم تحولات التاريخ المعاصر، جريمة تدمير سلاح الردع تحوّلت من محاولة خنق، إلى شرارة ولادة لقوة عسكرية ردعية فرضت كلمتها، وأكدت أن اليمن لن يكون ساحة مستباحة بعد اليوم، بل بلدًا حرًّا مستقلًا يفرض احترامه ويدافع عن كرامته بيده، لا بسلاح مستورد أو وصاية أجنبية.

مقالات مشابهة

  • الدفاع الإسرائيلية تصدر أوامر عاجلة لتعزيز «منظومة الدفاع الجوي»
  • جريمة تدمير سلاح الردع والدفاع الجوي اليمني .. خيانة عظمى موثقة بإشراف أمريكي
  • روسيا تسيطر على 3 بلدات في شرق أوكرانيا خلال يومين
  • موقع صهيوني: اليمنيون مستمرون في إطلاق الصواريخ
  • ضمن اتفاق تعاون عسكري جديد.. تركيا تعلن تزويد القوات السورية بأسلحة ومعدات
  • قائد بالجيش السوري: قاعدة المزة الجوية باتت حصنا لمواجهة الكوارث لا منصة للقصف
  • روسيا توقع مع بلدان الساحل مذكرة تفاهم دفاعية
  • بيراميدز يصل استاد الدفاع الجوي لمواجهة الإسماعيلي بالدوري ..صور
  • رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل قائد قيادة العمليات المشتركة الإماراتي
  • سابسان.. روسيا تعلن تدمير مهد صناعة الصواريخ في أوكرانيا