رام الله - صفا

وجهت النقابات المهنية والاتحادات الشعبية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، نداءً عاجلًا إلى النقابات المهنية حول العالم والمؤسسات الدولية، لوقف سياسة التجويع الممنهج التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي استضافته نقابة المحامين الفلسطينيين في مقرها بمدينة رام الله، بمشاركة نُقباء وأمناء عامين: نقابة المحامين، ,نقابة الصحفيين، ونقابة المهندسين، ونقابة الأطباء، واتحاد المعلمين، والمهندسين الزراعيين، واتحاد المرأة، ونقابة الطب البيطري، وعدد من الشخصيات النقابية والحقوقية.

وأكد المتحدثون في كلماتهم، أن الاحتلال يستخدم الجوع كسلاح حرب وإبادة جماعية ضد المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، ومبادئ حقوق الإنسان.

وخلال المؤتمر، تم الإعلان عن توزيع نداء مشترك بهدف حشد موقف نقابي وشعبي عالمي لوقف هذه الجريمة المستمرة، ودعوة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية.

وأكد نقيب المحامين الفلسطينيين فادي عباس، أن هذا النداء الموحّد يأتي في سياق أهمية الموقف النقابي على المستوى الدولي التزما بالمسؤوليات المهنية والحقوقية والأخلاقية للنقابات حول العالم، من أجل وقف هذه السياسة القاتلة فورا ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وضمان حقه بالعيش بحرية وكرامة.

وجاء في النداء: "يتعرض أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة لحصار خانق، ولجريمة ممنهجة تُستخدم فيها سياسة التجويع كسلاح حرب، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

وأضاف: تُصنّف سياسة التجويع كـ جريمة حرب بموجب المادة (8) من نظام روما، وجريمة ضد الإنسانية بموجب المادة (7) من النظام ذاته، كما تُعد من "الانتهاكات الجسيمة" بحسب المادة (147) من اتفاقية جنيف الرابعة، رغم عدم ذكرها صراحة، استنادًا إلى عبارة: "التسبب المتعمد في معاناة شديدة" الواردة في نص المادة.

وتابع: لقد بات الموت جوعًا في غزة واقعًا يوميًا، يُسجَّل في شهادات الوفاة الرسمية، وتوثّقه تقارير المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية. يموت الأطفال وهم يتوسّدون أحلامهم الجائعة، وتفتك المجاعة بالمرضى والضعفاء، وسط منع متعمد لإدخال الغذاء والدواء والماء، واستهداف ممنهج للبنية التحتية والخدمات الأساسية، بما في ذلك المستشفيات ومحطات توليد الكهرباء ومرافق المياه.

وأردف النداء: "إننا أمام جريمة موصوفة، مكتملة الأركان، ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، باستخدام التجويع كسلاح إبادة جماعية بطيئة، ما يجعلها خاضعة للاختصاص النوعي للمحاكم الدولية، ويُلزم المجتمع الدولي، وفي مقدمته النقابات المهنية في مختلف دول العالم، بتحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوقف هذه المأساة".

وزاد قائلا: "من منطلق إيماننا بأن النقابات المهنية ليست مهن فحسب، بل رسالة للدفاع عن الحق والعدالة والكرامة الإنسانية، فإننا نوجّه إليكم هذا النداء العاجل، وندعوكم إلى إصدار مواقف واضحة وصريحة تُدين سياسة التجويع الجماعي في قطاع غزة، باعتبارها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".

كما دعا النداء، إلى التحرك الفوري عبر الأطر الدولية، لتفعيل آليات المساءلة، ودعم الجهود القانونية لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم أو أمام المحاكم الوطنية التي تطبق مبدأ الاختصاص الجنائي العالمي.

وحث على التنسيق مع النقابات الفلسطينية لتشكيل جبهة قانونية موحدة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفضح هذه الانتهاكات أمام الرأي العام العالمي، وإلى دعم الجهود الحقوقية والإغاثية من خلال تنظيم حملات تضامن قانونية، وتوفير الدعم المعرفي واللوجستي لمراكز المساعدة القانونية والمؤسسات الحقوقية العاملة في قطاع غزة.

وشددت النقابات على أن "صمت المهنيين على هذه الجريمة لا يمكن تبريره، بل قد يُفهم كقبول ضمني لها؛ وهو ما يتناقض مع قسمنا المهني المشترك ورسالة الدفاع عن العدالة. نحن نؤمن أن صوتكم إذا ارتفع متحدًا، قادر على إحداث أثر ملموس في مسار العدالة الدولية، وعلى المساهمة في وقف هذه الكارثة الإنسانية التي تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم".

واستطرد بالقول: "فلنقف معًا دفاعًا عن المظلومين... ولنُحاكم المتسببين بالجوع كمجرمي حرب...ولنكن شركاء في بناء عالم تُصان فيه كرامة الإنسان وتُحترم فيه حقوقه".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: النقابات المهنیة سیاسة التجویع فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ذياب بن محمد بن زايد يترأس الاجتماع الثاني لمجلس الشؤون الإنسانية الدولية

ترأس سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، الاجتماع الثاني لمجلس الشؤون الإنسانية الدولية لعام 2025، والذي ناقش التوجه الاستراتيجي لقطاع المساعدات الخارجية، إضافةً إلى مناقشة تقرير المساعدات الخارجية لعام 2024 وبعض البرامج لتمكين الكوادر في القطاع الإنساني.

وأكَّد سموُّه أهمية تضافر جهود كافة الجهات والمؤسسات المحلية المعنية لتنفيذ المبادرات والمشروعات والبرامج الإنسانية والتنموية المتنوعة في مختلف دول العالم، انطلاقاً من الرسالة الحضارية للدولة نحو مواصلة مسيرة التنمية والازدهار، والتي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، ورسَّخها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتواصل دولة الإمارات رسالتها الإنسانية في تنمية المجتمعات المُحتاجة والصديقة حول العالم، ووضع الحلول التنموية المستدامة للكثير من التحديات المُلحة في مختلف المجالات الحيوية ذات الأولويات العالمية.

وشدَّد سموُّه على ضرورة تنفيذ البرامج الإماراتية الإنسانية والتنموية بما يتماشى مع الأولويات الوطنية لدولة الإمارات، وبما يتَّسق مع الأهداف الإنمائية المستدامة العالمية، لاسيما ما يتعلق بتوفير الفرص التعليمية، ودعم الأنظمة الصحية، ومكافحة الأمراض، والقضاء على الفقر والجوع، ودعم تحقيق الأمن المائي والنمو الاقتصادي، والحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، منوهاً سموُّه إلى أن ما نفذته دولة الإمارات من مشروعات عدّة في مختلف قارات العالم يؤكد الدور الإماراتي العالمي الرائد في المجالين الإنساني والتنموي.
وأكَّد الاجتماع أهمية ترسيخ العطاء الإماراتي كنموذج رائد في المساعدات والتنمية الدولية، والحفاظ على كرامة المجتمعات وتعزيز ازدهارها، ومواصلة نهج الإمارات الراسخ نحو تسخير الإمكانيات والقدرات والموارد والعلاقات للوقوف مع المجتمعات الصديقة والمحتاجة، والعمل مع الشركاء لتحقيق أثر مستدام لصالح الإنسانية، ودعم الابتكار، وتكامل برامج المساعدات الخارجية لتوفير المزيد من الفرص الاقتصادية، وبناء شراكات طويلة الامد في التنمية الدولية، وتعزيز التواصل المؤثر والفعال في العمل الإنساني.

واستعرض الاجتماع «برنامج استشراف العمل الإنساني» الهادف إلى تمكين القيادات من مختلف المستويات الوظيفية، من خلال بناء قدراتهم وتطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم عبر تزويدهم بأحدث العلوم والمستجدات المعرفية والتقنية في مجال العمل الإنساني والتنموي، على نحو يتماشى مع الأولويات الوطنية، ويعزز ممكِّنات العاملين والمختصين في المؤسسات الإنسانية المانحة والجمعيات الخيرية من أداء الأعمال المؤسسية، وتخطيط وتنفيذ المبادرات والمشروعات والبرامج الإنسانية والتنموية المتنوعة في مختلف أرجاء العالم.

وتناول الاجتماع دعم مجلس الشؤون الإنسانية والتنموية لبرنامج ماجستير الآداب في الأعمال الإنسانية في «أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية»، وبما يتماشى مع توجهات المجلس في إطار تعزيز القدرات التخصصية للعاملين في المؤسسات الإنسانية ذات العلاقة، لاسيما وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، حيث يهدف برنامج الماجستير إلى صقل مهارات المنتسبين في عملية صنع القرار، وإدارة فرق العمل متعددة الثقافات، والتمكن من إدارة برامج الأعمال الإنسانية، إضافةً إلى فهم الدراسات التنموية والأعمال الإنسانية في سياق العلاقات الدولية والقانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية، والأولويات العالمية في المجالات الإنسانية والتنموية.

وحضر الاجتماع كل من الأعضاء معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تمكين المجتمع، ومعالي فارس محمد المزروعي، مستشار في ديوان الرئاسة، ومعالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومحمد سيف السويدي، المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية.

أخبار ذات صلة ذياب بن محمد بن زايد: التزام راسخ بدعم الأسرة وتمكينها باعتبارها نواة المجتمع وأساس استقراره حمدان بن زايد يطَّلع على المشاريع التنموية لمجلس الإمارات للتنمية المتوازنة في السلع المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • المجموعة الدولية لإدارة الأزمات: إسرائيل تمارس سياسة تجويع ممنهجة
  • قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا يوجهون نداء جديدا لوقف إطلاق النار في غزة
  • "إبادة وتجويع".. "الإيسيسكو" توجه نداءً مهمًا إلى العالم بشأن غزة
  • «الإيسيسكو» توجه نداء إلى العالم لوقف حرب الإبادة والتجويع في غزة
  • رئيس البرلمان العراقي يوجه نداءً إلى غوتيريش لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • اتحاد نقابات الافران عرض مع حيدر خطة وزارة العمل لتحقيق الاستقرار في القطاع
  • أستراليا وكندا تدعوان لوقف "الكارثة الإنسانية" في غزة
  • مؤسسات دولية وإعلامية تطلق نداء لوقف الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • "العدل" تدعو المؤسسات الدولية لوقف إذلال نساء غزة
  • ذياب بن محمد بن زايد يترأس الاجتماع الثاني لمجلس الشؤون الإنسانية الدولية