صدى البلد:
2025-07-26@23:58:09 GMT

عصام الدين جاد يكتب: ناصر.. الملهم الحاضر

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

مع حلول الذكرى الثالثة والسبعين لثورة يوليو المجيدة، نستحضر عظيم أثرها في تغيير حياة ومصير المصريين والشعوب العربية. لقد ضربت هذه الثورة مثالًا يُحتذى به عالميًا لما يمكن أن يصنعه الشعب بالتعاون مع الضباط الأحرار من وطنية وكرامة، محققين الاستقلال الكامل من العدوان المادي والمعنوي الذي عانت منه مصر وشعبها جراء قرارات القصر الملكي وتصرفاته آنذاك.


نستدعى هنا ما قاله المفكر الفيلسوف الدكتور زكي نجيب محمود في أحد مؤلفاته -عبر ما عرضه الدكتور علي السلمي-: "إن مسار النهضة المصرية طال أكثر مما ينبغي – بالقياس لأوروبا التي جاوزت مرحلة النهضة إلى عصرها الحديث – وأن مرحلة نهوض مصر لم تكن كلها مسطحًا واحدًا متصلًا، بل كانت متدرجة في مسطحات ثلاث (يقصد: ثورة عرابي "المرحلة الأولى"، ثورة 1919 "المرحلة الثانية") وانتهى كل مسطح في مساره بثورة تنقل مصر إلى مستوى أعلى، وكانت تلك الثورة (يقصد: ثورة يوليو 1952) نتيجة لازمة للمخاض الفكري السابق عليها".
أكد زكي نجيب أن البذور التي زرعها ثوار وقادة ومفكرو الشعب في المراحل السابقة هي التي أثمرت تلك الثورة العظيمة الخالدة. وهذا ما أعلنه وأكده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أثناء أحد المؤتمرات في الأول من يونيو عام 1956، بقوله: "هذا الشهر... نقطة تحول في تاريخ وطننا، ففي شهر يونيو الثورة التي كافح آباؤنا وأجدادنا طويلًا من أجلها ومن أجل تحقيقها".
لم تكن ثورة 1952 سوى تتويج لرفض شعبي واسع وغضب عارم على القصر الملكي وتصرفات الإنجليز. تجلى هذا السخط بوضوح في عناوين الصحف، وكتابات المثقفين، وفي أوساط طلاب الجامعات. لقد كان الغضب متجهًا نحو تغلغل الاحتلال وتدخله في كافة الشؤون المصرية، مما أدى إلى فروق طبقية صارخة وتهميش قاسٍ للمصريين، الأمر الذي أشعل شرارة الثورة.
لقد كان لقرار الضباط الأحرار بفرض تنازل الملك عن عرشه ومغادرته البلاد مكانة كبرى في قلوب المصريين، كونه خلاصًا مما صنعه ومعاونيه على حساب مصر والمصريين. وقد تحققت مبادئ الثورة، وكان أعظم إنجازاتها نيل الاستقلال، وجلاء الاحتلال الإنجليزي، وتأميم قناة السويس.
ونتيجة لذلك، وحّد جمال عبد الناصر الجهود العربية لصالح حركات التحرر الوطني، ما منحه مكانة عظيمة وثقة من الشعوب العربية والدولية. فقد أطلق عليه "تشوان لاي" رئيس مجلس الدولة الصيني، لقب "عملاق الشرق الأوسط".
ظل ناصر منددًا بما يصنعه الاحتلال في أراضي الشعوب العربية، فكان داعمًا ومؤيدًا لما تقوم به حركات التحرر الوطني لنيل استقلالها من براثن أعدائها، ومهاجمًا للصهيونية وما فعلته في الأراضي الفلسطينية، ومطالبًا بحقوقهم.
رحم الله شهداء مصر الأبطال الذين دافعوا عن حقوقها واستقلالها على مر العصور، ومن صنعوا مجدًا يفتخر به المصريون من أجل حمايتها من الأعداء.
ستظل مصر بإذن الله محفوظة من كل شر وعداء بفضل شعبها الكريم، وقادتها الأجلاء، وجيشها، وشرطتها... تحيا مصر، تحيا مصر.

طباعة شارك ثورة يوليو المجيدة لثورة يوليو زكي نجيب محمود جمال عبد الناصر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ثورة يوليو المجيدة لثورة يوليو زكي نجيب محمود جمال عبد الناصر ثورة یولیو

إقرأ أيضاً:

صفوت الديب: الحياة الحزبية في مصر 1952 كانت مزيفة قبل الثورة

أكد الدكتور صفوت الديب، أن  الحياة الحزبية في مصر 1952 كانت مزيفة قبل الثورة، ورؤساء الأحزاب كانوا من صفوة المواطنين الأغنياء، ولا يريدون خطة الإصلاح التي تبناها عبد الناصر حول التمليك للأراضي.

وقال صفوت الديب، خلال لقاء له لبرنامج “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، تقديم الإعلامي “مصطفى بكري”، انه كانت سعر أجرة المزارعين 3 قروش في اليوم فقط حتى جاء قانون الإصلاح الزراعي، وفي عهد عبد الناصر كانت تُبنى مدرسة يوميا، وزاد الناتج المحلي وأنشئ نحو 1200 مصنع.

وتابع الخبير الاستراتيجي، أن الأوضاع الاقتصادية قبل ثورة يوليو كانت متدهورة، فلم يكن هناك تعليم في القرى ولا اهتمام بالخدمات الصحية وغيرها، منوها أنه بعد تولي الرئيس عبد الناصر الحكم زاد عدد السكان بنسبة 300%، وموازنة التعليم قفزت من 30 لـ70%، وتم إنشاء مستشفيات الحميات وأخرى متخصصة قضت على الأوبئة التي ضربت الفلاحين.

طباعة شارك صفوت الديب الحياة الحزبية مصطفى بكري الخدمات الصحية التعليم

مقالات مشابهة

  • اللواء عصام صلاح الدين هلال مديراً لأمن الدقهلية
  • منى أحمد تكتب: 23 يوليو..الثورة التنويرية
  • نبؤة أحمد بهاء الدين التي تحققت
  • وزير سابق: فلسفة ثورة 23 يوليو هددت كثيرا من المشاريع بالمنطقة
  • أستاذ تاريخ: 23 يوليو مثّلت تفكيرا خارج الصندوق وأنهت التبعية البريطانية
  • كيف تغيرت أوضاع المصريين بعد ثورة 23 يوليو؟
  • صفوت الديب: الحياة الحزبية في مصر 1952 كانت مزيفة قبل الثورة
  • فريدة الشوباشي: ثورة 23 يوليو أعادت صياغة هوية مصر وألهمت العالم في مسيرة التحرر
  • فريدة الشوباشي: ثورة يوليو أعادت لمصر هويتها .. ولا تزال المؤامرات مستمرة
  • الناصريون المرابطون: ثورة 23 يوليو مكرّسة في وجدان العرب.. والمتأسلمون سبب الفتنة التي تشهدها الأمة