سواليف:
2025-07-26@23:54:17 GMT

الجني الصغير / هدى الأحمد

تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT

#الجني_الصغير .. قصة من مجموعة أسرار خزنة

#هدى_الأحمد


كعادتها أشرقت الشمس حارة، ففي البادية تتطرف الحرارة صيفا وشتاءً، فتحت خزنة عينيها حيث الشمس تطلق نورها لتلسع وجهها لتبدو وجنتاها كحبة تفاح .
ماذا حدث لها.؟
تعلم جيدا أن هذا الزائر الجديد الصغير الذي وضعه أبوها في مكان مرتفع، وهو يجلس بجانبه يراقبه بكل اهتمام ، وهي تراقبه بمهابة متعجبة مما يحدث .


هذا الزائر الأنيق الذي تستطيع أن تتحكم بمكانه لكنه بلغ من أمره عجبا، إنه يتحدث..!..
نعم يتحدث، يخرج منه صوتٌ منتظمٌ وكأنه مسكون برجال ونساء، كأنه مدينة تضج بأبواق السيارات ووقع خطى المارين على شوارعها.! .
صباح الأمس عاد أبوها من رحلته في البادية التي جال أطرافها لمدة أسبوع، عاد ومعه صندوق أسود يحمله بحرص شديد، دخل إلى البيت الذي رفعت أطرافه ليستقبل الضوء وأشعة الشمس، ركضت خزنة إلية وحضنته .
صاحت لأمها بفرح “لقد عاد ابي”.
تناولت منه حبات (الكعيكبان) و(الراحة) وجلست بجانبه، بينما هو يحمل الزائر الصغير.
كانت المرة الأولى التي ترى بها كل العشيرة (الراديو) أخبرها أبوها أن أسمه (الراديو) بدأ يوصله بشيء، قال لها فيما بعد أنه يجعله يضيء، وأخذ يحشوه بعيدان خشبية غريبة قصيرة وغليظة، علمت بعدها أن أسمها بطاريات.
كانت تنطقها بطريقة غريبة، إنها (طباريات) مهما حاول أبوها تعليمها النطق الصحيح، إلا أنها استمرت تقول إنها (طباريات) وكان أبوها يضحك كلما قالتها.
بدأ الرجال يأتون في كل مساء بعد العودة من عملهم ورعي الغنم، يتسللون ساعة أو أقل، حيث تبدأ مراسم تشغيل ذلك الساحر الصغير(الراديو) بعد تحلق الرجال حوله، يحرك أبي حلقة مدورة إلى أن يستقر الصوت، فتأتي أصوات تتحدث عن أناس ورؤساء وحروب وأغانٍ.
كانت خزنة تستمع بشغف كبير وتنظر بفضول أشد، تتساءل:
من أين يأتي هذا الصوت؟
أين هم هؤلاء الأشخاص الذين يطلقون كل هذه الأصوات؟، كيف لهذا الصندوق الصغير أن يحمل هذا العدد من السيارات؟!!
كيف يستطيع أن يحتوي كل هؤلاء الناس، وكيف يجلسون ويترتبون بداخله ؟!!.
تجلس خزنة تضع خديها فوق كفيها، تنبطح أرضا، تراقب هذا الشيء العجيب، لابد لهذا الرجل أن يتعب، كيف يطوي نفسه كاللحاف ويجلس في هذا المذياع، تقول في نفسها، “عليها أن تمسكه متلبسا بالجرم المشهود”.
أما النساء لم يكنّ أقل فضولا، تدخل عند أمها امرأة من نساء العشيرة

ام خزنة، سمعت أن لديكم جني هل صحيح ما سمعناه؟ طبعا لا، إنه راديو اسمه راديو يا أم خالد لكنه يتحدث والرجل مخفي كأنه جني ! لا، يقول أبو خزنة انها أشياء مخفية توصل الصوت
أم خالد : إذن هو جني
صمتت أم خزنة، فهي أيضا لا تثق بهذا الشيء الصغير، كيف يستطيع ان يتحدث مثلنا وأين يختبئ الرجل والمرأة الموجودان داخله؟
هي لا تستطيع تفسير الأصوات التي تنطلق بالغناء وتتساءل أحيانا أين تختبئ تلك المرأة التي يهز زوجها رأسه لها طربا.
تأكل قلبها الغيرة منها حين يهز راسه ويلف سيجارة الهيشي، فهي مازالت تخشى أن يتركها، وتخشى أن يتزوج لكثرة سفراته وغدواته وروحاته، فقد كان دوما يتمنى أخا لخزنة .
صار الخوف من هذا الصندوق الصغير يكبر شيئا فشيئا، ماذا يحوي؟
لماذا يتحلق حوله الرجال كل ليلة؟!
ولماذا يخشى عليه زوجها إلى هذا الحد؟!
لربما تخرج منه تلك المرأة ليلا وتنضم إليه، ولربما تزوجها، من يدري ماذا يفعل بعد أن تنام؟ فزوجها رجل غريب الأطوار، قليل الحديث يتأمل كثيرا، وفي الآونة الأخيرة صارت سفراته تزداد.
الخوف شجرة صغيرة تنمو أسرع مما نتخيل ثم تصبح وحشا نخاف منه، أكثر مما يستحق.
كانت أم خزنة تستيقظ ليلا، تتفقد زوجها وتتأكد من إطفاء المذياع، وأنه مرفوع على رفه بعيدا بينما زوجها يغط في سبات عميق، وتعيد الكرة مراراً، بينما تتظاهر بالقوة، بل إنها طلبت من أبو خزنة ان يعلمها كيف تطلق الأصوات من (الصندوق العجيب)، كما تحب أن تسميه، وقد حذرها كثيرا ولكنه علمها وساعدها حتى أتقنت ذلك.
غاب يوما عن البيت، قامت بدعوة النساء على القهوة واستعرضت متباهية أمامهن قدرتها على تشغيل الراديو، حتى أن زوجة الشيخ اغتاظت كثيرا، فزوجة الدواج تستطيع تشغيل الصندوق وهي لم تستطع الحصول على واحد بعد.
بالرغم من ذلك ظلت فكرة واحدة تراودها،( المرأة التي تخرج من المذياع) .
في مساء يوم صيفي بعد أن سهر الرجال وغادروا، بقي أبو خزنة يستمع لهمس عذب من امرأة تبدو جميلة، أو هكذا ظنتها، في تلك الليلة لم تستطع النوم بينما كان أبو خزنة يطفئ الراديو ويرفعه لمكانه، يغطيه (بجلالة) صنعت خصيصا له لتحفظه كأنه عروس، وذهب في سبات عميق، نهضت أم خزنة بثبات، وبعينين لا ترمشان، حملت الراديو وخرجت نحو البئر الغربية، وبضمير لا يؤنبها أبدا، تناولت حجرا وبدأت بضربه حتى غدا كسرا صغيرة.!
كانت خزنة تراقب المشهد، قفلت أمها راجعة إلى خيمتها أعادت المذياع إلى مكانه بعد أن هشمته، ووضعت عليه الغطاء وانسلت بهدوء إلى فراشها.
خزنة صمتت وعادت إلى فراشها، في الصباح كان أبو خزنة يكاد يفقد عقله مما حدث لراديو، فهو متأكد أنه أطفاءه وأعاده إلى مكانه.
بقي أمره لغزا، لم يستطع أحد إثبات التهمة على أحد، أو حتى دفعها، إذا اتهم أو لمز بها أحد ما، وحدها خزنة من أضافت سرا إلى أسرارها الكثيرة، ولم تخبر بذلك أحدا. مقالات ذات صلة الشامخ المغوار 2025/07/11

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هدى الأحمد بعد أن

إقرأ أيضاً:

حتى تحتفظ بلياقتك.. كم عدد الخطوات التي تحتاجها حقا في اليوم؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصحفي سيمار باجاج، قال فيه إنه: "كان من المتعارف عليه أن مشي 10,000 خطوة في اليوم ضروري للحفاظ على اللياقة البدنية. لكن أبحاثا جديدة تشير إلى أن الفوائد الصحية للمشي تزداد تدريجيا، حتى تصل إلى حوالي 7,000 خطوة، قبل أن تستقر. ومع تزايد الأهداف اليومية، يصبح هذا الهدف أسهل تحقيقا".

وبحسب دراسة، نُشرت الأربعاء الماضي، في المجلة الطبية "ذا لانسيت للصحة العامة"، تابع التقرير: "حلّلت بيانات من 57 دراسة، ووجد أن حتى المشي المعتدل يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية، من بين حالات أخرى، ما يُضاف إلى مجموعة واسعة من الأبحاث التي تربط المشي بطول العمر".

وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "كما وجد التحليل أن الأشخاص الذين يمشون 7,000 خطوة يوميا (حوالي ثلاثة أميال) لديهم أيضا خطر وفاة أقل بنسبة 47 في المئة مقارنة بمن يمشون 2,000 خطوة".

وفي السياق نفسه، قال طبيب القلب في مركز ستانفورد للرعاية الصحية، جوشوا نولز: "إن المشي 7,000 خطوة يوميا لا يقل أهمية عن تناول الأدوية".

الفوائد العديدة للمشي
أظهرت عقود من الأبحاث أن المشي يُحسّن الصحة الأيضية، ما يجعل القلب أقوى وأكثر كفاءة، مع تقليل الوزن ومستويات الكوليسترول والسكر في الدم، كما قال عالم وظائف الأعضاء في جامعة كاليفورنيا، كيث بار.

وبيّن التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "في حين أنّ معظم المراجعات العلمية بحثت في كيفية ارتباط عدد الخطوات الأكبر بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة، فقد فحص التحليل الجديد الارتباطات عبر مجموعة أوسع بكثير من الحالات".

وأردف: "على سبيل المثال، وجدت الدراسة أن المشي 7,000 خطوة يوميا كان مرتبطا بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأعراض الاكتئاب والوفاة بالسرطان، مقارنة بـ 2,000 خطوة".

إلى ذلك، قال الخبراء إن النتيجة الأكثر إثارة للدهشة هي انخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 40 في المئة تقريبا لدى الأشخاص الذين ساروا 7,000 خطوة يوميا مقابل 2,000 خطوة. في حين أنّ الآلية الدقيقة غير واضحة، إلا أن ممارسة الرياضة ترتبط بنمو خلايا عصبية جديدة، وزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، وتقليل الالتهاب العصبي، وفقا لمدير مركز ستوني بروك للتميز في مرض الزهايمر، نيخيل باليكار.

خرافة الـ 10,000 خطوة
لعقود، كان يُروّج للـ10,000 خطوة على أنها الرقم السحري للصحة الجيدة. لكن هذه التوصية أقرب إلى الخرافة منها إلى العلم، وقد دحضها الباحثون في السنوات الأخيرة.

قالت عالمة الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة سيدني والمؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة، ميلودي دينغ: "ليس لدينا أي دليل على الـ 10,000 خطوة. إنه مجرد رقم عشوائي كبير يُطرحه الناس".

وجد التحليل أنه لا يوجد فرق كبير في خطر السقوط والسرطان ومرض السكري من النوع 2 والوفيات القلبية الوعائية بين الأشخاص الذين ساروا 7,000 خطوة مقابل 10,000 خطوة يوميا. وأضافت دينغ أنه: "كان هناك بعض التحسن بعد 7,000 خطوة فيما يتعلق بخطر الإصابة بالخرف والوفاة، على الرغم من أنه كان طفيفا".

تشبه الفوائد الصحية للمشي عصر البرتقال: فالعصرات القليلة الأولى تعطي أكبر قدر من العصير، ولكن بعد فترة، يبدأ السائل في الجفاف. في الدراسة، ارتبطت زيادة الخطوات من 2,000 إلى 4,000 خطوة يوميا بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 36 في المئة، بينما ارتبط الانتقال من 4,000 إلى 7,000 بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 17 في المئة. وتستقر المكاسب بعد ذلك.

قالت عالمة الأوبئة في معهد ميدستار لأبحاث الصحة في واشنطن، هانا أريم، إنّ "زيادة عدد الخطوات ليست ضارة، ولكن لا داعي لأن يشعر أحد بالذنب إذا لم يتمكن من الوصول إلى 10,000".


الحركة ولو قليلا.. مهمّة
تُظهر البيانات الجديدة ارتباطا فقط، ولا يمكنها إثبات أن المشي يُسبب هذه الفوائد الصحية. ففي النهاية، يميل الأشخاص الذين يمشون أكثر إلى أن يكونوا أقل ضعفا ويتناولون طعاما أفضل، مما قد يُشوّش النتائج، كما قال طبيب القلب في كلية جونز هوبكنز الطبية، سيث مارتن. كما ينبغي تفسير انخفاض خطر الإصابة بالخرف بحذر، نظرا لاستناده إلى دراستين فقط.

ويؤكد الخبراء أيضا على أهمية كثافة المشي. لذا، فكّر في إضافة تمارين الاندفاع، أو تسريع وتيرة المشي، أو اختيار مسار يحتوي على تلال أو سلالم في مشيك اليومي.

وبغض النظر عن ذلك، فإن الأدلة دامغة على أن "أي خطوات هي خطوات جيدة"، كما قال مارتن. وبينما لا يستطيع الجميع تذكر عدد الدقائق التي مارسوا فيها الرياضة، يمكن للجميع تقريبا تتبع خطواتهم بمرور الوقت باستخدام هواتفهم الذكية، مبرزا: "إذا حسّنت عدد خطواتك، فإنك تُؤثر على صحتك بشكل عام".

مقالات مشابهة

  • تسريبات تكشف تفاصيل جهاز Honor اللوحي الصغير من الفئة الرائدة
  • أبرز الأضرار والعادات التي تسبب ضرر على السيارات في موسم الصيف.. فيديو
  • الأمن الداخلي في اللاذقية ينفذ عمليات نوعية ضد خلايا إرهابية ويلقي القبض على بعض عناصرها
  • اللغة التي تفشل
  • ليون يضم «كلويفرت الصغير»
  • نبؤة أحمد بهاء الدين التي تحققت
  • حتى تحتفظ بلياقتك.. كم عدد الخطوات التي تحتاجها حقا في اليوم؟
  • إيقاف مها الصغير عن الظهور الإعلامي وتحويلها إلى النيابة بسبب أزمة اللوحات
  • منع من الظهور.. «الأعلى للإعلام» يُعاقب مها الصغير عن أزمة اللوحات |فيديوجراف