25 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: وليد الطائي
في زمنٍ يتبجح فيه العالم بحقوق الإنسان، ويصدّع رؤوسنا بالمواثيق الدولية، تُذبح غزة خنقاً وتجويعاً أمام مرأى ومسمع الجميع، ولا أحد يحرّك ساكناً. شعبٌ يُحاصر ويُحرم من الغذاء والدواء والماء، وتُستهدف مستشفياته ومدارسه ومخيمات نازحيه، في أبشع صور الإبادة الجماعية التي لم يسبق لها مثيل، ومع ذلك تصمت أمة المليار مسلم صمت المقابر، وكأن شيئاً لا يحدث!
أين أنتم أيها الحكام؟ أين بياناتكم النارية التي كنا نسمعها أيام المحافل والمؤتمرات؟ أين قراراتكم “العاجلة” و”الطارئة” التي لا تتعدى سقف الإدانة والقلق العميق؟! هل أصبح دم الفلسطيني أرخص من النفط؟! هل باتت عواصمكم مشغولة بموائد التطبيع والرقص على جثث الأطفال في رفح وجباليا وخان يونس؟!
لقد بلغ الأمر حدّ الكارثة الإنسانية الكاملة.
أي عار هذا الذي نعيشه؟! هل ستحاسبنا الأجيال القادمة على هذا التخاذل؟ بل هل سنجرؤ على النظر في عيون أمهات غزة وأيتامها، ونحن نكتفي بالمشاهدة أو نبحث عن مسوّغات السكوت؟!
أما آن الأوان أن تتحرك الضمائر قبل أن تتحرك الجيوش؟ أما آن للعالم الإسلامي أن ينتصر للحق ولو مرة؟! أما آن للأحرار أن يقولوا: كفى؟!
لن يغفر التاريخ هذا الصمت، ولن ترحمنا أرواح الشهداء، ولن تسامحنا جراح الأطفال. غزة ليست قضية إنسانية فقط، إنها ميزان الشرف والرجولة، ومقياس الانتماء إلى هذه الأمة. ومن يخذلها اليوم، فهو ساقط من سجلّ العزّة مهما علا صوته أو علت مناصبه.
غزة تُجَوَّع، فهل ماتت نخوتكم؟!
غزة تُباد، فهل أصبحتم أنتم القاتل الصامت؟!
غزة تستغيث، فهل بقي فيكم من يردّ النداء؟!
وإن كان صوت الأمة قد خفت، فإن صوت المقاومة ما زال يدوّي، والحق لا يموت، ولو خذلته العروش وتواطأت عليه المؤتمرات.
فلسطين لا تنكسر… لكنها تسأل:
أين أنتم يا مليار مسلم؟!
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
"وصمة عار في جبين العالم الحر".. مظاهرة ببرلين تطالب بوقف تجويع غزة
برلين- الرؤية
نظم متضامنون مع فلسطين مظاهرة في برلين رفعوا خلالها شعار "لا لتجويع غزة"، واصفين أوضاع الجوع في القطاع بـ"وصمة عار في جبين العالم الحر"، أمس الجمعة.
وطالب المتظاهرون الحكومة الألمانية بالتدخل لوقف ما سموه "السياسة التجويعية"، معتبرين أن استخدام الجوع سلاحًا ضد المدنيين يخالف القوانين والأعراف الدولية.
ودعوا برلين لإنهاء اتفاقياتها مع إسرائيل ووقف تزويدها بالأسلحة، مؤكدين ضرورة التوقف عن الدعاية المؤيدة لإسرائيل واتخاذ إجراءات عملية فورية.