لوفيغارو: إلى أين تتجه الحرب في أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الأوكرانيين ضحوا بالكثير من الدماء في سبيل حريتهم ولن يتخلوا عنها أبدا، والنظام الروسي ذهب أبعد من أن يتراجع اليوم، وقد جعل القادة من الجانبين الحفاظ على حياة جنودهم أولوية، وتخندقوا في وضع يشبه الجبهة الغربية في شتاء 1917-1918، حيث سادت الإستراتيجيات الدفاعية مؤقتا.
وأوضحت الصحيفة -في عمود بقلم رينو جيرار- أن الأسوأ في هذه الحرب لم يحدث وهو استخدام الأسلحة الذرية واحتمال اندلاع حريق في القارة الأوروبية بأكملها، وكذلك لم يحدث الأفضل وهو نجاح الوساطة الدولية التي تؤدي إلى اتفاق سلام بين الإخوة الأعداء.
وقد فشلت جميع الوساطات التي تقدمت بها كل من تركيا والبابوية والصين وإندونيسيا والاتحاد الأفريقي والمملكة العربية السعودية، لأن ادعاءات الطرفين المتحاربين متباينة للغاية، بحيث تريد روسيا الحفاظ على الأراضي التي استولت عليها وعلى الوضع المحايد لجارتها، في حين تريد أوكرانيا العودة إلى حدود استقلالها عام 1991، وتعويضات الحرب، ومحاكمة الروس المسؤولين عن الفظائع.
وبسبب فشل الجيش الروسي في هزيمة الجيش الأوكراني خلال هجومه على كييف عام 2022، وفشل الهجوم الأوكراني المضاد هذا العام في اختراق الدفاعات الروسية، فقد انتقلنا إلى مرحلة الانتظار لنعرف من سيتعب من الحرب قبل الآخر، كما حدث للألمان عام 1918 عندما لم تعد لدى جيشهم الطاقة لمقاومة هجوم الفرنسيين الذين ارتفعت معنوياتهم بسبب دخول الأميركيين إلى جانبهم في الحرب.
صراع مجمد
في حالة الحرب الحالية في أوكرانيا، من غير الواضح من قد ينكسر أولا -كما يقول الكاتب- لأن الأوكرانيين نالوا إعجاب العالم بمقاومتهم بنجاح لثاني جيش في العالم، ومعنوياتهم عالية لما يتلقونه من تدريب وتسليح غربي هائل، كما أن كل الغرب، وحتى فرنسا، يقف خلفهم على الصعيد الدبلوماسي، ولن يخشى تراجع الدعم الأميركي قبل 2025، وحتى لو عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فليس من المؤكد على الإطلاق أنه سيتخلى عنها.
وإذا نظرنا إلى روسيا الرسمية، فإننا لا نراها تستسلم هي الأخرى، حيث أعادت تنظيم جيشها وبنت "خط ماجينو" للتحصينات الدفاعية الذي يبدو أنه صامد، وصناعة الأسلحة لديها تسير بأقصى سرعة، وهي تعلم أنها ستستفيد دائما من الدعم الاقتصادي الذي تقدمه الصين، وقد أظهر مقتل زعيم مرتزقة فاغنر إيفغيني بريغوجين أن الكرملين لن يتسامح بعد الآن مع أي انتقاد لأساس حربه ضد أوكرانيا أو أسلوب إدارتها.
وختم الكاتب بأن النتيجة الأكثر ترجيحا على المدى المتوسط هي تجميد الصراع على الطريقة الكورية على سوء ذلك بالنسبة للشعب الأوكراني والشعب الروسي وأوروبا، خاصة أن التاريخ يثبت أن الحروب التي لا يوجد فيها فائزون ولا خاسرون لا تسمح غالبا بالتوصل إلى سلام راسخ.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
انتهاء الهدنة الروسية في أوكرانيا.. تبادل للاتهامات وتصعيد
انتهت، منتصف ليل السبت، الهدنة التي أعلنتها روسيا من جانب واحد في الحرب الأوكرانية، والتي استمرت ثلاثة أيام، دون صدور أي تعليق رسمي فوري من الكرملين أو وزارة الدفاع الروسية بشأن مستقبل العمليات العسكرية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن، الخميس الماضي، عن هدنة مؤقتة بدأت في نفس اليوم، إلا أن الجانبين تبادلا الاتهامات بخرقها بشكل متكرر طوال فترة سريانها.
وخلال كلمة لبوتين الخميس، قال الرئيس الروسي: "كنا قد أرسلنا إشارات مسبقا تفيد بإمكانية تمديد وقف إطلاق النار الأخير الخاص بعيد النصر.. كييف لم تردّ على مقترحاتنا الخاصة بوقف إطلاق النار".
وفي وقت سابق، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، برفقة أربعة من أبرز القادة الأوروبيين، إنذارا إلى موسكو، مطالبين بوقف إطلاق نار جديد لمدة 30 يوما دون شروط مسبقة، على أن يبدأ يوم الاثنين.
وجاءت هذه الدعوة خلال زيارة رفيعة المستوى إلى كييف، شارك فيها المستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك. وقد أجرى القادة محادثات مباشرة مع زيلينسكي، كما تحدثوا عبر الهاتف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في اتصال وصفه وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيهيا بأنه "مثمر".
من جهته، اتهم زيلينسكي موسكو بـ"التظاهر بمراعاة" وقف إطلاق النار بهدف الاحتفال بالذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، مؤكدًا أن "الهجمات الروسية على الخطوط الأمامية والمناطق الحدودية لم تتوقف".
وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية ارتكبت انتهاكات يومية لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى محاولات توغل في منطقتي كورسك وبيلغورود الحدوديتين. وأضافت أن الرد الروسي اقتصر على صد تلك الهجمات.