تدهور متسارع بالأوضاع الإنسانية والصحية في غزة
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعربت منظمات إغاثية فلسطينية ودولية عن قلقها البالغ إزاء التدهور المتسارع بالأوضاع الإنسانية والصحية في غزة، في ظل تصاعد الأعمال القتالية واستمرار تعذر وصول المساعدات بعد 19 شهراً من الحرب وأكثر من شهرين من المنع التام لدخول المساعدات، حيث يواجه القطاع مستوى حرجاً من خطر المجاعة، فيما 22% من سكانه مهددون بأن يعانوا وضعاً «كارثياً».
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها تواجه صعوبات غير مسبوقة أثناء تنفيذ مهامها في المناطق المتضررة، مشيرة إلى أن العديد من العاملين في المجال الطبي فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم الإنساني.
وأظهرت تقارير ميدانية أن أكثر من 1400 من العاملين في القطاعين الطبي والإغاثي قتلوا منذ بدء الحرب في غزة، وسط أوضاع وصفتها مصادر محلية بأنها «كارثية» داخل المستشفيات والمراكز الصحية التي تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الأساسية.
ورغم الضمانات المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف التي تكفل حماية الطواقم الطبية خلال النزاعات المسلحة، إلا أن هذه الاستهدافات لا تزال مستمرة، وفق ما ذكرته الجمعية.
ودعت الجمعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، واتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة العاملين في القطاع الصحي، وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات إلى المناطق المتضررة.
كما حذرت من أن استمرار استهداف المنشآت الصحية يهدد بانهيار كامل للمنظومة الطبية في قطاع غزة.
ومع استمرار إغلاق المعابر للشهر الثالث علي التوالي تزداد معاناة القطاع الصحي، وباتت المستشفيات مهددة بالتوقف عن خدماتها الصحية وإغلاق أقسامها بسبب شح الوقود وعدم قدرتها على تشغيل المولدات ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى.
وفقدت المستشفيات أغلب مقدراتها، كما نفدت الأدوية والمستلزمات الصحية من مخازنها، وأصبحت غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى والجرحى يومياً بعدما أدى نقص الوقود إلى إغلاق العديد من الأقسام فيها.
وأصبح قطاع غزة أمام مؤشرات صحية وإنسانية خطيرة، وسط تحذيرات بأنها لن تترك مزيداً من الوقت للجهات والمؤسسات الدولية للتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وحذر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي نُشر أمس، من أن جميع سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2,1 مليون شخص، سيكونون بحلول سبتمبر في وضع الأزمة أو حتى «ما هو أسوأ» من حيث انعدام الأمن الغذائي، وأن 470 ألفاً منهم، أي 22%، سيواجهون وضعاً كارثياً، بحسب التقرير الذي اعده خبراء في منظمات غير حكومية ومؤسسات ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة.
وأشار التقرير إلى أنه «بعد 19 شهراً من الحرب، لا يزال قطاع غزة يواجه خطر المجاعة الحرج، نفدت السلع الأساسية لبقاء السكان على قيد الحياة، أو من المتوقع نفادها في الأسابيع المقبلة، ويواجه جميع السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما أن نصف مليون شخص معرضون لخطر المجاعة».
وبحسب التقرير الذي يصنف انعدام الأمن الغذائي وفقاً لخمسة مستويات، فإنه في الفترة من 1 أبريل إلى 10 مايو 2025، ثمة 244 ألف شخص في مرحلة الكارثة «المستوى الخامس» و925 ألفاً في مرحلة الطوارئ «المستوى الرابع».
وأوضح التقرير أن «هذا يمثل تدهوراً كبيراً مقارنة بتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي السابق» الذي نُشر في أكتوبر.
وفي هذا السياق، دعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أمس، إلى السماح الفوري بإدخال مواد الإغاثة، ورفع الحصار عن القطاع، وذلك مع اقتراب خطر المجاعة والانهيار الوشيك والكامل للزراعة، واحتمال تفشي الأوبئة القاتلة في قطاع غزة.
وفي السياق، حذرت الأمم المتحدة من استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، ودعت إلى رفعه الفوري لإنقاذ نحو 2.1 مليون نسمة يقطنون القطاع.
وذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»، أن مخزونات المؤسسات الإنسانية الدولية توشك على النفاد مع دخول الحصار شهره الثالث، ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني بشكل خطير.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل حرب غزة الحرب في غزة أهالي غزة سكان غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
شهيدان وعدد من المصابين بنيران الاحتلال شمالي رفح الفلسطينية
أعلنت مصادر طبية فلسطينية، ارتقاء شهيدين وسقوط عدد من المصابين بنيران الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات شمالي مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.
كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، في عددها الصادر ليل الخميس–الجمعة، عن توصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تفاهم مشترك يقضي بإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة خلال أسبوعين، شريطة تحقيق عدد من المطالب الأمنية والسياسية الحيوية من وجهة نظر تل أبيب وواشنطن.
أبرز الشروط: الرهائن ونفي قادة حماس
ووفقًا للصحيفة، فإن الاتفاق الذي لم يُعلن رسميًا بعد، يرتكز على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس" في غزة، ويبلغ عددهم نحو خمسين شخصًا، بالإضافة إلى نفي ما تبقى من قيادات الحركة خارج القطاع، إلى دول يُتفق عليها لاحقًا.
وتتضمن المبادرة أيضًا تشكيل إدارة بديلة لغزة، تتولاها أربع دول عربية، بينها مصر والإمارات، بهدف إقصاء حركة "حماس" عن أي دور سياسي أو إداري مستقبلي، وهو ما يعكس توافقًا أمريكيًا–إسرائيليًا حول إعادة هيكلة الواقع السياسي في غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية.
توسيع دائرة الهجرة
وتضيف الصحيفة أن من بين البنود التي جرى الاتفاق عليها، تشجيع هجرة سكان قطاع غزة إلى دول أخرى تقبل باستيعابهم، في خطوة تبدو ضمن مساعٍ لتخفيف الكثافة السكانية في القطاع، بالتوازي مع إعادة الإعمار وإدارة جديدة للمنطقة.