مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: الحياة والبقاء الفلسطيني يتعرضان لخطر جسيم
تاريخ النشر: 28th, August 2025 GMT
قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، إن الحياة الفلسطينية والبقاء الفلسطيني يتعرضان لخطر جسيم، في ظل فرض إسرائيل المجاعة على قطاع غزة أمام أعين العالم وتعمدها قتل المدنيين الأبرياء بشكل ممنهج وتشريد وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، بينما تتجاهل مطالب دول العالم بوقف إطلاق النار وتتوسع من جرائمها اللإنسانية في القطاع والضفة الغربية.
وقال منصور - في كلمته أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في قطاع غزة مساء اليوم /الأربعاء/ - إن إسرائيل تصر على حظر دخول الصحفيين الدوليين والمحققين الأمميين إلى غزة، مٌوضحا أن الاحتلال يرتكب جرائم بحق مليوني فلسطيني ويمنع موظفي الأمم المتحدة من ممارسة أعمالهم بالقطاع.
وأشار إلى أن إسرائيل اختارت توسيع عملياتها العسكرية واستمرارها في قتل المدنيين الأبرياء، وتفعل ذلك بشكل ملموس وممنهجن، بهدف تشريد وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وإقامة دولته.. مضيفا أن الحياة الفلسطينية والبقاء الفلسطيني يتعرضان لخطر جسيم، حيث تستمر وتكرر جرائم الاحتلال الإسرائيلي والتصعيد العسكري، بشكل يومي على قرى الفلسطينيين ومخيمات اللجوء والمدن والمواقع المقدسة، بالإضافة إلى العنف والإرهاب الذي يمارسه المستوطنون ضد الشعب الفلسطيني ومازال قائم دون هوادة، بينما يزداد وحشية يوما بعد يوم في الضفة الغربية.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على توسيع وإقامة المستوطنات في قطاع غزة، وذلك عبر خطط غير مشروعة تهدف إلى خنق شعب فلسطين وتفتيت الدولة الفلسطينية وقطع الطريق أمام أي مسعى لتحقيق تقرير المصير والاستقلال بل وتدمير حل الدولتين، لافتا إلى أن العالم شهد على إعدام إسرائيل للمدنيين في وضح النهار واستهدافه للمرة الثانية ـ مستشفى ناصر ـ حيث كانت ضربة مدروسة استهدفت المسعفين والصحفيين وكل من يعمل على توثيق هذه الجرائم وتسجيلها يتم استهدافه وقتله أمام مرأي ومسمع دول العالم، مشددا على أن هذه الحرب ليست حربا، بل هي فضائع ترتكب بحق المدنيين الأبرياء.
وتابع مندوب فلسطين: "إن إسرائيل منعت موظفي الأمم المتحدة والصحفيين الدوليين والمحققين من الدخول إلى قطاع غزة، بينما تصر على إحكام سيطرتها الكاملة على مسرح جريمتها وتمنع التصوير ونقل الوقائع على الأرض بأكملها حتى تتفادى المساءلة الدولية" مضيفا أن المدنيين الفلسطينيين يشكلون 83% من الضحايا، فما من قوة على الأرض تجرأت على فعل ما تفعله إسرائيل.
وأشار إلى أن الدمار والموت والنزوح والتعذيب اللا منتهي لشعب هذا الأرض الأصلي مستمر، مؤكدا أن إسرائيل لا تفهم بأن هذه الأفعال لا تشكل خطرا وجوديا على الشعب الفلسطيني فحسب، بل أمام أية آفاق لتحقيق السلام والأمن في المنطقة بأكملها، مضيفا أن "أي مستقبل مسالم ومستقر وآمن، لن يحدث إلا إذا مر عبر فلسطين، ولا يمكن لأي سلام أن يحل إلا إذا مر في وجود دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وشعب فلسطيني يمارس كل حقوقه وينال العدالة ويعيش في سلامة وكرامة على أرضه".
وشدد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة على ضرورة أن يضطلع مجلس الأمن بدوره وبسرعة لوقف المجاعة التي تفرضها أسرائيل على الشعب الفلسطيني، داعيا دول العالم إلى تكثيف جهودها وممارست الضغوط على إسرائيل، لوقف المعاناة بحق الشعب الفلسطيني، وفتح الأبواب (المعابر) أمام المساعدات الإنسانية إلى الدخول إلى قطاع غزة.
وأردف: إن "غزة هي الجحيم على الأرض وأكبر مستودع للألم والدماء والدموع وما يعانيه شعبنا لا يمكننا وصفه من جراء الجرائم الإسرائيلية التي تمارس بحقه.. نسعى للسلام والأمن والازدهار المشترك".. مضيفا أن هذه الرؤية صورتها قرارات لا تحصي، وصدرت عن الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن المعني بالتسوية السلمية لقضية فلسطين وحل الدولتين، وعلينا أن نجعله أمرا واقعا، ونحن على أتم استعداد كفلسطين وعرب ودول عربية وإسلامية وشركاء دوليين، لا في أوروبا فقط، بل في أمريكا الشمالية والجنوبية، وأفريقيا وآسيا وكل أنحاء العالم".
واختتم السفير منصور بالقول: "وضعنا خطة واضحة لليوم التالي ما بعد الحرب وبدعم إقليمي ودولي" مشيرا إلى أن فلسطين ملتزمة بالقيام بواجبها لضمان تنفيذ هذه الخطة بنجاح، مؤكدا أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين، ومستقبلها هو مستقبل فلسطين، وغزة هي غالية على فلسطين وجزء من أرضها ولهذا لا من بديل عن فلسطين في حكم غزة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأمم المتحدة تهجير الفلسطينيين مندوب فلسطين خطر جسيم الشعب الفلسطینی الأمم المتحدة مندوب فلسطین قطاع غزة مضیفا أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
فلسطين ولبنان وسوريا.. إبادة جماعية متواصلة من إسرائيل وعدوان لا ينتهي
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على قطاع غزة المحتل وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المؤرخ 10 أكتوبر 2025، والضمانات التي جرى توقيعها في شرم الشيخ (مصر) في 13 أكتوبر الماضي.
وأكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة أدت إلى استشهاد 354 وإصابة أكثر من 900 آخرين، ليرتفع عدد ضحايا الإبادة الجماعية الإسرائيلية في القطاع إلى 70100 شهيد، 170900 جريح، وتعرض نحو 9 آلاف فلسطيني للاعتقال والتعذيب، وقضى منه أكثر من 200 تحت التعذيب، فضلاً عن استمرار احتلال 52% من أراضي القطاع، وتقييد تدفق المساعدات الإغاثية بما في ذلك الطعام الكافي والأدوية والمستلزمات الطبية والخيام رغم تداعيات دخول فصل الشتاء وآثاره الوخيمة على الأطفال ولجرحى والمرضى وكبار السن.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتداءاتها على المدنيين في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة، ومما أدى إلى استشهاد 1109 فلسطيني، بينهم 22 قتلهم المستوطنين خلال اعتداءات قامت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية بتسهيلها وحمايتها، كما بلغ عدد النازحين في مناطق شمال الضفة وبعض القرى في الخليل إلى ما يربو على 70 ألف شخص، كما تعرض أكثر من 20 الفاً للاعتقال والتعذيب.
وبعد عام من التوصل لترتيبات لوقف إطلاق النار في لبنان في 28 نوفمبر 2024، قتلت القوات الإسرائيلية نحو 336 لبنانياً وأصابت ما لا يقل عن 950 في اعتداءات تتخذ وتيرة يومية دون توقف، ما يرفع عدد الضحايا إلى أكثر من أربعة آلاف شهيد و17 ألف جريح، ونالت الاعتداءات من قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل" ومنشأتها.
ومنذ سقوط حكم الرئيس السابق "بشار الأسد" في سوريا في ديسمبر 2024، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية غارات جوية واعتداءات برية وقصف صاروخي بلغ أكثر من 500 إعتداء، بينها الاعتداء قبل يومين على بلدة "بيت جن" بريف دمشق والذي أدى إلى استشهاد 13 سورياً وإصابة 24 آخرين.
وتبقى الإعتداءات الإسرائيلية السبب الأقوى لعدم الاستقرار الإقليمي في المنطقة، وتهديداً متواصلاً للسلم والأمن الدولي والإقليمي، وتثور مخاوف عارمة حول انزلاق المنطقة نحو مواجهة أكثر شراسة، لا سيما مع تداعيات الصراع في شرق أوروبا، وارتفاع حدة التوتر في شرق آسيا، ما قد يمنح حكومة اليمين الديني الفاشية النافذة التي تسعى غليها لاستئناف العدوان والإبادة الجماعية، وهو خطر يتزايد في ضوء المؤشرات حول قرب شن عدوان جديد على إيران وانتهاك سيادة الأجواء العراقية مؤخراً.
وتدين المنظمة العربية هذه الانتهاكات الجسيمة، وتدعو كافة الأطراف للعمل فوراً على بذل كل جهد نحو ردع العدوان الإسرائيلي ووقف خروقاته الجسيمة لقواعد القانون الدولي وأحكام القانون الإنساني الدولي ومعايير حقوق الإنسان.
وترحب المنظمة بالزيارة الميدانية المرتقبة لمندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى لبنان، والتي ستشمل مواقع قوات اليونيفيل والمعاينة الميدانية للمواقع المتضضرة في جنوب لبنان، وتدعو لتوسيع هذه الزيارة لتشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومناطق جنوب سوريا المحتلة، والعمل من ثم لتحمل المسئولية عن حفظ السلم والأمن الدولي.
وتحث المنظمة العربية المحكمة الجنائية الدولية على التعجيل بخطوات مساءلة وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك إطلاق القائمة الجديدة من المتهمين المطلوبين أمام المحكمة.