هل يجوز قراءة القرآن بالحذاء؟.. دار الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
أوضحت دار الإفتاء المصرية في أحدث فتاواها، حكم قراءة القرآن الكريم أثناء ارتداء الحذاء، وذلك ردًا على تساؤل ورد إليها حول جواز التلاوة في الطرقات ووسائل المواصلات وأماكن الانتظار مع بقاء الحذاء في القدم، وما إذا كان ذلك منافياً للأدب مع كتاب الله عز وجل.
وأجابت الدار بأن الأصل في الأمر الإباحة، مؤكدةً أنه لا مانع شرعًا من قراءة القرآن حال لبس الحذاء، ما دام القارئ ليس على جنابة أو في حال تمنع من التلاوة.
ولفتت إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت بالحضّ على تلاوة القرآن مطلقًا في جميع الأوقات والأحوال، دون تقييد بزمن أو مكان أو هيئة معينة، إلا ما استثناه الشرع بخصوصه.
قراءة القرآن من أفضل العباداتأشارت الفتوى إلى أن تلاوة القرآن الكريم من أعظم القربات، إذ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أفضل العبادة قراءة القرآن» (رواه أبو نعيم والديلمي).
وبيّن العلماء أن القارئ يناجي ربه بكلامه، ولذلك عُدت التلاوة أفضل من سائر الأذكار العامة، لما تحمله من معانٍ إيمانية وروحية عظيمة.
الحكم الشرعي للتلاوة مع ارتداء الحذاءأكدت الفتوى أن النصوص القرآنية والسنة النبوية جاءت مطلقة في الحث على التلاوة، كقوله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ [العنكبوت: 45]، وقوله سبحانه: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4]، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» (رواه مسلم).
وانطلاقًا من هذا العموم، فإن التلاوة جائزة في جميع الأحوال، بما في ذلك عند ارتداء الحذاء، مع استحباب مراعاة النظافة وطهارة الحذاء من النجاسات، من باب كمال الأدب مع القرآن الكريم.
شواهد من السنة وأقوال الفقهاءاستشهدت الفتوى بما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه صلى بنعليه ثم خلعهما حين أخبره جبريل بوجود قذر فيهما، وقال لأصحابه: «إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر؛ فإن رأى في نعليه قذرًا أو أذًى فليمسحه وليصلِّ فيهما» (رواه أبو داود وأحمد).
كما نقلت عن الإمام النووي في المجموع أن الصلاة في النعل الطاهرة جائزة، وعن ابن حجر العسقلاني أن الأمر بها من باب الرخص لا من باب الاستحباب، مما يدل على مشروعية القراءة في النعلين من باب أولى خارج الصلاة.
وأضافت أن فقهاء المذاهب الأربعة أجازوا قراءة القرآن في الطريق، ونصوا على أنها غير مكروهة إذا لم تشغل القارئ عن الانتباه لما حوله.
خلصت دار الإفتاء المصرية إلى أنه لا مانع شرعًا من قراءة القرآن الكريم حال لبس الحذاء، شريطة خلو القارئ من الجنابة أو ما يمنع التلاوة، مؤكدة أن القراءة على هيئة أخرى من كمال الأدب مع الله وكتابه، لكنها ليست شرطًا لصحة التلاوة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قراءة القرآن القرآن الحذاء القرآن الکریم قراءة القرآن من باب
إقرأ أيضاً:
جهود مصر في إحياء "دولة التلاوة"
يظل القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع والهداية الربانية للبشرية كلها، وهو النور الذي يضيء دروب الحياة، لذا فإن حفظه وتعلمه والعمل به من أجل القربات وأعظم الفضائل التي يتقرب بها العبد إلى خالقه.
لقد خصّ الله تعالى أهل القرآن بمكانة عظيمة، واهتمت الأمة الإسلامية على مر العصور اهتماما بالغًا بكتاب الله، وتأتي جمهورية مصر العربية في طليعة الدول التي تحمل لواء العناية بكتاب الله وأهل القرآن الكريم.
وقد وردت النصوص الشرعية الكثيرة التى تؤكد عظيم فضل حفظ آيات الله وتلاوتها تريلا وتجويدا، أذكر منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه"، وقوله: "خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه"، ويُقال لقارئ القرآن يوم القيامة: «اقرأ وارتقِ، ورتِّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها"، والمُتقن لحفظه وتلاوته يكون مع السفرة الكرام البررة، ومن يقرأه ويتعتع فيه فله أجران.
وحفظ القرآن الكريم ليس مجرد حفظ نصوص، بل هو حفظ للقلب والذاكرة، وربط المسلم بمصدر عزته وسعادته، مما ينير بصيرته ويهدي سلوكه. وتحتل مصر مكانة رائدة وتاريخية في خدمة كتاب الله وتلاوته، فهي بحق "دولة التلاوة" التي خرج منها عمالقة القراء الذين أثروا العالم الإسلامي بأصواتهم وتجويدهم المتقن. وفي العصر الحديث، أظهرت الدولة المصرية اهتماما متزايدا بهذه الريادة من خلال مؤسساتها.
وتحول هذا الاهتمام إلى دعم مباشر من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، الذي يُولي عناية خاصة ببناء الإنسان المصري والحفاظ على هويته الدينية والثقافية الأصيلة، حيث يعتبر العناية بالقرآن جزءا أصيلا من بناء الوعي الرشيد.
وتعد وزارة الأوقاف المصرية هي الذراع التنفيذي الأبرز لهذا الاهتمام، حيث تضطلع بجهود مكثفة فى هذا الأمر، أذكرمنها:
* تنظيم المسابقات المحلية والدولية لحفظة القرآن والقراء.
* افتتاح المئات من مكاتب تحفيظ القرآن الكريم والكتاتيب العصرية.
* إطلاق البرامج والمبادرات لنشر الوعي الديني السليم ونشر المنهج الوسطي المعتدل.
* وأحدث مظاهر هذا الاهتمام هو إطلاق مسابقة وبرنامج "دولة التلاوة"، الذي بدأت أولى حلقاته مساء يوم الجمعة الماضي، وهى أضخم مسابقة قرآنية تليفزيونية في تاريخ مصر، وتستهدف اكتشاف جيل جديد من القراء الموهوبين ممن يسيرون على نهج المدرسة المصرية الأصيلة في التلاوة.
والبرنامج يهدف إلى إعادة إحياء المدرسة المصرية التي اشتهرت عالميا بجمال الصوت، وإتقان المقامات، والدقة في أحكام التجويد والترتيل.
وتعتبر الوزارة هذا البرنامج أحد أهم مشاريعها ضمن محور "بناء الإنسان" في استراتيجيتها، إيماناً بأن العناية بكتاب الله هي أساس استقامة الفرد والمجتمع.
إن انطلاق برنامج "دولة التلاوة" ليس مجرد مسابقة تليفزيونية، بل هو رسالة واضحة من مصر للعالم بأنها ماضية في طريق الحفاظ على أصالتها الدينية والقرآنية، ورعاية أبنائها ليكونوا امتدادا لعمالقة الماضي، وحملة لمشعل النور إلى المستقبل.
[email protected]