استهداف قادة حماس في قلب الدوحة.. بين الإدانة القطرية والصمت الأمريكي واستعراض القوة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
أعاد استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقادة المكتب السياسي لحركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة، وفق ما أوردته وسائل الإعلام، ترتيب المشهد الإقليمي وفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول طبيعة الصراع وحدود أمن العواصم العربية. فالحدث لم يعد مجرد ضربة عسكرية موجهة ضد فصيل فلسطيني، بل تحول إلى رسالة سياسية وأمنية تحمل أبعادًا متعددة، لا سيما مع ما كشفته التقارير عن علم واشنطن المسبق بالعملية.
في أول رد فعل رسمي، أدانت وزارة الخارجية القطرية الهجوم الإسرائيلي بأشد العبارات، مؤكدة أنه استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة "حماس". جاء البيان ليضع الدوحة في موقف حرج؛ فهي من جهة تُظهر دعمها السياسي لحقوق الفلسطينيين، ومن جهة أخرى تحاول الموازنة بين التزاماتها كحليف لواشنطن ومقر لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.
تفاصيل العملية كما وردت في الإعلامأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن سلاح الجو، بالتنسيق مع جهاز "الشاباك"، نفذ ضربة دقيقة استهدفت قيادة "حماس" في الدوحة. ونشر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" تفاصيل العملية التي وصفها بأنها "موجهة بالدقة". اللافت أن الاستهداف جاء بينما كان وفد "حماس" مجتمعًا في العاصمة القطرية لمناقشة المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة، ما يطرح تساؤلات حول دلالات التوقيت ورسائل الاستهداف.
رسالة متعددة الأبعاديرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن الضربة تحمل رسائل سياسية تتجاوز البعد العسكري المباشر. فهي إشارة واضحة إلى إيران وقطر وتركيا بأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى أي مكان تعتبره تهديدًا لأمنها، حتى لو كان ذلك داخل دول حليفة لواشنطن. وبذلك تتحول العملية إلى استعراض لقدرة إسرائيل على كسر الحدود التقليدية للردع.
تنسيق أمريكي إسرائيلي؟ما نُقل عن منح واشنطن الضوء الأخضر عبر إدارة الرئيس دونالد ترامب، يعكس بحسب الخبير عمق التنسيق الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل. حتى وإن لم تعلن واشنطن دعمها المباشر، فإن صمتها أو امتناعها عن الاعتراض يكشف إدراكها المسبق بالعملية، أو على الأقل رضاها الضمني عنها. وهو ما يضع البيت الأبيض في موقف حساس وسط تساؤلات عربية ودولية حول دوره الفعلي.
الموقف القطري بين المعادلة الأمنية والسياسيةالدوحة بدورها تجد نفسها أمام معادلة شديدة التعقيد؛ فهي من جهة تستضيف قيادة "حماس"، ومن جهة أخرى تُعد حليفًا وثيقًا لواشنطن وتحتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة. هذه المعادلة قد تضعها في اختبار صعب بين التزاماتها الإقليمية وحساباتها الأمنية، خاصة إذا تحولت أراضيها إلى ساحة لتصفية الحسابات.
تداعيات محتملة على مسار الحربوفق اللواء نبيل السيد، قد تدفع الضربة قادة "حماس" إلى إعادة النظر في أماكن تمركزهم، وربما تغيّر من طبيعة تحركاتهم وأدواتهم في إدارة الصراع. كما أن العملية ستثير مخاوف واسعة من أن تصبح عواصم عربية أخرى غير آمنة لقيادات الفصائل الفلسطينية، ما يفتح الباب أمام جدل عربي حول جدوى استضافة تلك القيادات في الخارج.
صراع يدخل مرحلة أكثر تعقيدًايرى الخبير أن ما جرى لا يمكن اعتباره مجرد ضربة عسكرية، بل هو "رسالة سياسية مركبة" تستهدف قطر والإقليم بأكمله. إنها إشارة إلى أن المواجهة لم تعد حكرًا على الجبهات التقليدية في غزة أو سوريا، بل قد تمتد إلى أي عاصمة عربية، وهو ما يعني أن الصراع دخل مرحلة أكثر تعقيدًا وحساسية.
بين إدانة قطرية صريحة، وصمت أمريكي لافت، واستعراض قوة إسرائيلي، يقف الإقليم على أعتاب معادلة جديدة قد تعيد تشكيل موازين الصراع. فالضربة على الدوحة، إن صحت تفاصيلها، لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل تطور استراتيجي يعكس انتقال المواجهة إلى مستوى أخطر وأوسع. وهي رسالة بأن أمن العواصم العربية قد يصبح جزءًا من معادلة الردع، ما يفرض على الدول إعادة التفكير في سياساتها وتحالفاتها مع دخول الصراع مرحلة غير مسبوقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حماس العاصمة ترامب إسرائيل الحرب البيت الأبيض من جهة
إقرأ أيضاً:
الهندي: القوة الدولية المزمع تشكيلها ستقوم بدور يشبه دور العدو الإسرائيلي
الثورة نت /..
حذر نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، محمد الهندي، اليوم الثلاثاء، من أن القوة الدولية المزمع تشكيلها في غزة ستقوم بدور يشبه دور العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن قرار مجلس الأمن لم يأخذ في الاعتبار موقف السلطة الفلسطينية في غزة.
وأضاف الهندي في تصريح صحفي نقلته وكالة “قدس برس”، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يسعى من خلال هذا القرار إلى تحويل غزة إلى قاعدة أميركية لضمان مصالح واشنطن في المنطقة.
وأوضح أن “مجلس السلام” المزمع بقيادة الولايات المتحدة سيمنح إسرائيل دورًا أمنيًا مباشرًا من خلال السيطرة على الحدود.
وأشار إلى أن القرار على صعيد إدخال المساعدات وإعادة الإعمار أصبح أداة للضغط على القطاع، ويُلغي ما كان متفقًا عليه بشأن تشكيل حكومة تكنوقراط وطنية في غزة.