"أم عبد الله.." أول أمرأة تعمل في مجال الحدادة في مصر " كله علشان ولادي"
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
في قلب محافظة القليوبية تعيش قصة كفاح استثنائية بطلتها تحية محمد عبد الله يوسف، المولودة عام 1975 والبالغة من العمر ٥٠ عاما .
والتي كسرت كل العادات والتقاليد لتصبح أول امرأة في مصر تمتهن مهنة الحدادة وصناعة تقطيع ولحام وتشكيل الحديد.
ففي وسط لهب النار وصوت المطارق، تعمل أم عبد الله في تقطيع الحديد والصاج، واللحام، وصناعة الأبواب والشبابيك الحديدية، متحدية قسوة المهنة وصعوبتها.
تقول تحية : "شيل الحديد وتقطيعه والنار قطموا ضهري وكووا جسمي، لكن كله علشان ولادي.. أنا مستحملة عشان أربيهم وأشوفهم في أحسن حال."
لم تكتفِ تحية محمد عبد الله بعملها الشاق، بل بادرت بمشروع بيئي داخل قريتها وتحديدا في محيط منزلها حيث صنعت سلال قمامة وزعتها بمحيط المنازل للحفاظ على نظافة القرية، لتؤكد أن المرأة قادرة على العطاء في العمل والمجتمع معاً.
لكن وراء هذه القوة حياة مليئة بالصعاب. فهي تعيش في منزل مهدد بالطرد منه، وتعمل في مهنة تعتمد على قدوم الزبائن الذين قد يغيبون أياماً طويلة، ما يضطرها لبيع الإكسسوارات البسيطة للفتيات من أجل كسب قوت يومها. ورغم ضيق العيش، تحرص على تحفيظ ابنتها الصغيرة القرآن الكريم لتغرس فيها القيم الدينية والأخلاقية.
وتضيف تحية محمد عبد الله"أنا بقيت الأم والأب لأولادي الأربعة، عمري ما هكسل ولا أسيبهم لوحدهم.. بحب بلدي، وكل اللي بعمله من كفاح وتعب علشان أولادي يكونوا سند لوطنهم قبل ما يكونوا سند ليا."
تحية محمد عبد الله الشهيرة بأم عبد الله هي أم لأربعة أبناء، حملت على عاتقها مسؤولية تربيتهم وتعليمهم رغم الظروف القاسية اكبرهم ياسمين رمضان الابنة الكبرى، وهى خريجة كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وتواصل دراستها لنيل الماجستير في الصحة النفسية، متأثرة بحالة شقيقها الأصغر. محمد والذى يبلغ من العمر 17 عاماً، يعاني من شلل دماغي وضمور في العضلات والتوحد، وهو سبب كفاح أمه الأكبر.
وعبد الله رمضان والذى تخرج من كلية العلوم بجامعة الأزهر، قسم الجيولوجيا والكيمياء.
واخرهم رانيا أصغر الأبناء وهى طالبة بالصف الثالث الابتدائي في الأزهر الشريف، وتحفظها والدتها القرآن الكريم وتعتنى بها
وتختم تحية محمد عبد الله حديثها قائلة: "نفسي أشوف أولادي في شغل يكرمهم ويسندهم، وأتمنى الدولة تساعد ابني محمد من ذوي الهمم عشان يكمل حياته بكرامة.. ده حلمي الكبير.
ببساطة رحلة أم عبد الله ليست مجرد تجربة امرأة تعمل في مهنة الرجال، بل هي قصة صبر وكفاح وتحدٍ، لامرأة حديدية لم تنكسر أمام الظروف، وضحت بجسدها وصحتها من أجل أن تصنع لأبنائها مستقبلاً أفضل، لتظل نموذجاً مضيئاً للمرأة المصرية القوية التي لا تعرف المستحيل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القليوبية المهن الخطرة أم عبد الله
إقرأ أيضاً:
في يومهم العالمي.. جامعة الإمام تكرّم "بناة الأجيال" بالشرقية
أكدت جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل على الدور المحوري للمعلم في بناء الوطن وتحقيق تقدمه، وذلك خلال احتفائها باليوم العالمي للمعلم لعام 2025، الذي نظمته كلية التربية تحت شعار ”معلّم المستقبل: تعاون يقود لإبداعٍ مستدام“، بحضور عدد من منسوبي الكلية والطلبة وعدد من المعلمين.
وفي هذا السياق، أوضح عميد كلية التربية، الدكتور عادل أبو دلّي، أن احتفال هذا العام يكتسب أهمية خاصة، حيث تتبنى منظمة اليونسكو، بعد واحد وثلاثين عاماً من إطلاق هذه المناسبة العالمية، رؤية جديدة ترتكز على إعادة صياغة مهنة التدريس لتصبح مهنة تعاونية بالدرجة الأولى.
أخبار متعلقة جامعة الملك عبدالعزيز تستضيف اختبار ”همزة“ لكفاية اللغة العربيةتفاصيل.. وزير الخارجية ونظيره البحريني يترأسان "تنفيذية مجلس التنسيق"تحول جذري في النظم التعليمي
وأشار إلى أن هذا التوجه العالمي يهدف إلى تعزيز قدرة مهنة التعليم على إحداث تحول جذري في النظم التعليمية، من خلال بيئات عمل تقدر الدعم المتبادل ومشاركة الخبرات والمسؤوليات المشتركة، مما يسهم في تحقيق الازدهار المهني للمعلمين.
ولفت الدكتور أبو دلّي إلى أن يوم المعلم يمثل فرصة ثمينة لتقديم الامتنان والتقدير للجهود العظيمة التي يبذلها المعلمون والمعلمات، الذين يمثلون حجر الزاوية في العملية التعليمية.
وأضاف أن دورهم يتجاوز نقل المعرفة إلى إعداد أجيال من المواطنين الصالحين، الذين يعتزون بهويتهم الوطنية وينتمون لوطنهم، ويمتلكون القدرات اللازمة للمساهمة بفعالية في مسيرة التنمية والازدهار التي تشهدها البلاد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جامعة الإمام تكرّم "بناة الأجيال" بالشرقية
دعم المعلمين
وثمّن العميد الاهتمام البالغ الذي توليه القيادة الرشيدة للمعلمين ومهنتهم، مؤكداً أن هذا الدعم يضاهي ما تقدمه الدول المتقدمة في هذا المجال.
وشدد على أن حرص القيادة على توفير كل ما يحتاجه المعلم من تقدير ودعم لرفع مكانته والارتقاء بأدائه، ينطلق من وعي عميق بأهمية الاستثمار في الإنسان كأساس لتحقيق التنمية المستدامة.
واختتم حديثه بتوجيه تحية ملؤها الشكر والاحترام والتقدير لكافة المعلمين والمعلمات على إخلاصهم وتفانيهم في أداء رسالتهم السامية، واصفاً إياهم بأنهم ”قلب التعليم النابض الذي يخفق لبناء الوطن وتحقيق قوته وازدهاره“، متمنياً لهم دوام الخير والعطاء.