اجتماع سوتشي يدين العدوان على قطر ويدعو لوقف الانتهاكات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
موسكو- دان البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الوزاري الثامن للحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا، الهجوم الذي شنته إسرائيل ضد دولة قطر، الثلاثاء.
وأوضح البيان أن الهجوم الذي استهدف منشآت سكنية في العاصمة القطرية الدوحة، تضم أعضاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأسفر عن استشهاد وإصابة عدد منهم ومن أفراد قوات الأمن القطري، إلى جانب تعريض حياة المدنيين للخطر، يُمثل انتهاكا صارخا وجسيما للقانون الإنساني الدولي والأعراف الدولية.
وأكد البيان أن "هذه الهجمة تمثل اعتداء مباشرا على سيادة دولة قطر، وتشكل تقويضا متعمدا للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
موقف وإجراءاتوشدد على أن "مثل هذه الأفعال تستوجب موقفا دوليا واضحا وحازما، يحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته الأخلاقية والسياسية والقانونية، ويقود إلى اتخاذ إجراءات فعالة لردع إسرائيل ووضع حد لانتهاكاتها المتكررة لمبادئ السلام والأمن الدوليين".
ودعا البيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياتهم بوقف هذه الاعتداءات ومنع تكرارها، محذرا من أن استمرار هذا النهج سيفاقم التوترات في المنطقة ويقوّض فرص تحقيق الأمن والاستقرار. كما نبَّه إلى أن غياب موقف دولي جاد وحاسم ستكون له تداعيات خطيرة على السلام والأمن الإقليمي والدولي.
وكانت مدينة سوتشي الروسية شهدت، اليوم الخميس، افتتاح أعمال الاجتماع الوزاري الثامن للحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا، بحضور وزراء خارجية تلك الدول.
وفي كلمة له، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الاجتماع ينعقد "في سياق تصاعد حاد في التوترات العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط عقب الهجمات الإسرائيلية في 9 سبتمبر/أيلول على الدوحة".
وأضاف أن بلاده "تلقت هذه الأنباء بقلق بالغ، وتعتبر ما قامت به إسرائيل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ولا سيما ميثاق الأمم المتحدة، وتعديا على سيادة دولة مستقلة ووحدة أراضيها، وخطوة تؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الوضع في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن "مثل هذه الأعمال تستحق بالتأكيد أشد الإدانة".
إعلانوتابع لافروف بأن "الوضع يزداد غموضا لكون قطر أحد الوسطاء الرئيسيين في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس حول شروط وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
واعتبر أن "مثل هذه الإجراءات الإسرائيلية لا تؤدي إلا إلى تقويض الجهود الدولية لإيجاد حلول سلمية، وتُظهر عدم رغبة في وقف الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة والضفة الغربية المحتلة، فضلا عن الرغبة بتقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية بحد ذاتها".
مواجهة الهجوم
من جهته، استهل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، كلمته بالتنديد بالهجوم الإسرائيلي على قطر، وأكد أنه يشكل "انتهاكا سافرا لسيادتها وسلامة أراضيها، ويخالف المبادئ والقوانين الدولية، وميثاق الأمم المتحدة".
وأعرب البديوي عن تضامن دول المجلس مع قطر، وتسخير كافة إمكانياتها لمواجهة هذا الهجوم، مطالبا المجتمع الدولي بإدانته ووضع حد للانتهاكات المتكررة التي تقوض أمن المنطقة واستقرارها.
وبخصوص الحوار الإستراتيجي بين المجلس وروسيا اعتبر البديوي أنه يمثّل منصة مهمة لتعزيز العلاقات بين الجانبين، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما فيها مهددات الأمن الإقليمي والعالمي.
وعلى هامش الاجتماع، عُقد لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، سلطان بن سعد المريخي، جرى خلاله التأكيد على مواصلة تطوير العلاقات الروسية القطرية والالتزام بالحفاظ على حوار سياسي منتظم قائم على الثقة.
إضافة لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والثقافي والإنساني، مع التركيز على تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها عقب محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارته الرسمية إلى موسكو في 17 أبريل/نيسان الماضي.
وانطلق الحوار الإستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي عام 2011، وكان الاجتماع السابق بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي قد عُقد في العاصمة السعودية الرياض في سبتمبر/أيلول 2024.
من جهته، يقول الخبير الروسي في الشؤون العربية، أندريه أونتكوف، للجزيرة نت، إن الاجتماع جاء في ظروف بالغة الحساسية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وتركت بصمات واضحة على بيانه الختامي.
واعتبر أونتكوف أن تزامن التطورات الأخيرة من حيث تشديد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والضغوط التي تمارَس على سكانه من أجل مغادرته، إلى جانب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، من شأنها أن تدفع أطراف الحوار الإستراتيجي إلى مزيد من التنسيق فيما بينها لمواجهة تداعيات هذه التطورات.
وأضاف "هذا العدوان كشف بشكل واضح أن المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، باتت أكثر ضعفا في القيام بمهامها التي تنص عليها أنظمتها الداخلية، ما يعطي لصيغ التعاون الثنائي والإقليمي بين روسيا وبلدان الخليج العربي أهمية إضافية".
البيان المشترك بشأن العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، والصادر عن الإجتماع الوزاري المشترك الثامن للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية، المنعقد في مدينة سوتشي بروسيا الاتحادية، اليوم الخميس الموافق 11 سبتمبر 2025م.https://t.co/BK2lHxGVHA#مجلس_التعاون#روسيا pic.twitter.com/SGdGskYTXG
— مجلس التعاون (@GCCSG) September 11, 2025
إعلانووفقا لأونتكوف، من المرجح أن يؤدي العدوان الذي استهدف السيادة القطرية تحت عنوان اغتيال القيادات السياسية لحماس، إلى تدهور أكبر للأوضاع في المنطقة العربية ووضعها مجددا أمام خطر اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.
وختم بأن التطورات الدراماتيكية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط تعيد إلى الواجهة من جديد ضرورة تسريع التوجه نحو إقامة عالم متعدد الأقطاب، لأن السياسات الأميركية وانحيازها غير المقيد وغير المشروط لإسرائيل هما المسؤولان الأساسيان عن تشجيع تل أبيب على مواصلة انتهاك القوانين والأعراف الدولية وحقوق الإنسان وانتهاك سيادة الدول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
كاردينال في الفاتيكان ينتقد العمليات الإسرائيلية في غزة ويصفها بـالمجزرة
انتقد كبير دبلوماسيي الفاتيكان الاثنين بشدة "المجزرة المستمرة" التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في واحدة من أقوى التعليقات التي تصدرها الكنيسة الكاثوليكية للتنديد بالحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر.
وقال أمين سر دولة الفاتيكان وأحد كبار نواب البابا ليو الكاردينال بيترو بارولين في مقابلة مرتبطة بالذكرى السنوية الثانية لأحداث السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، إن "الدفاع عن النفس هو حق، ولكن يجب أن يراعي معيار التناسب".
وأضاف "يبدو واضحا أن الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي للقضاء على مقاومي حماس تتجاهل أن أمامه شعبا أعزل منهك القوى، في أرض دُمرت مبانيها".
وقال بارولين لوسائل الإعلام التابعة للفاتيكان "يبدو واضحا أن الأسرة الدولية عاجزة، وأن الدول القادرة على التأثير لم تفعل شيئا حتى الآن لوقف المجزرة".
وعادة ما يستخدم الفاتيكان، الذي لديه سفارات في عدد من العواصم، لغة حذرة عند تناول النزاعات، مفضلا تجنب التغطيات الصحفية والعمل في هدوء.
لكن البابا ليو، الذي انتخب في أيار / مايو بعد وفاة البابا فرنسيس، صعد من انتقاده للحملة الإسرائيلية على غزة، وحث الاحتلال الإسرائيلي على السماح بدخول المزيد من المساعدات وأثار قضية غزة في اجتماع مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج في أيلول / سبتمبر.
وأضاف الكاردينال بارولين "لا يكفي أن تقول (الأسرة الدولية) إن ما يحدث غير مقبول ثم تسمح باستمراره، عليها أن تطرح أسئلة جدية حول مشروعية استمرار تزويد الأطراف بالسلاح الذي يُستخدم ضد المدنيين". ولم يذكر أي دول بالاسم.
ويشن الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة في أعقاب منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر وأسفر عنه استشهاد آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ بخلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة، إن حرب الاحتلال الإسرائيلية أدت إلى استشهاد أكثر من 67000 شخص في القطاع، معظمهم من المدنيين.
ومن جانبها تواصل واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها العنيف على قطاع غزة، موقعة عشرات الشهداء والجرحى، ومدمرة مزيدا من المنازل والمنشآت المدنية، رغم دعوات الرئيس الأمريكي لوقف الحرب فورا، وإتاحة الفرصة لتطبيق خطته لوقف إطلاق النار.