تُعد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إحدى أبرز منظمات الأمم المتحدة، وقد تأسست في 16 نوفمبر 1945، ويقع مقرها الرئيسي في باريس – فرنسا. وتهدف المنظمة إلى تعزيز السلام والأمن الدولي من خلال التعاون في مجالات التعليم والعلم والثقافة.
يبلغ عدد الدول الأعضاء فيها 194 دولة، ويتم انتخاب المدير العام وفق إجراءات دقيقة ومنظمة ضمن هيكل الأمم المتحدة.
يشغل المدير العام رئاسة الأمانة العامة لليونسكو، وهي الجهة التنفيذية المسؤولة عن تنفيذ القرارات والسياسات التي تعتمدها الدول الأعضاء عبر المؤتمر العام والمجلس التنفيذي.
ويضم المجلس التنفيذي 58 دولة عضوًا يتم انتخابهم من قِبل المؤتمر العام الذي يمثل جميع الدول الـ 194 الأعضاء في المنظمة.
ويقوم هذا المجلس بفحص ملفات المرشحين، وإجراء مقابلات وجلسات مغلقة، يعقبها تصويت سري لاختيار المرشح الذي يُوصى بتعيينه أمام المؤتمر العام، حيث يتم اعتماد التعيين رسميًا بالاقتراع السري.
ويُشترط فوز المرشح بالأغلبية المطلقة من أصوات أعضاء المجلس التنفيذي، وفي حال عدم تحققها تُجرى جولات اقتراع إضافية حتى يتم اختيار مدير عام واحد.
في أبريل 2023، أعلنت الحكومة المصرية ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام لليونسكو للفترة 2025–2029. وقد حظي ترشيحه بدعم جامعة الدول العربية كمرشح عربي رسمي، إلى جانب تأييد الاتحاد الأفريقي والقمة العربية.
وفي 6 أكتوبر 2025، عقد المجلس التنفيذي لليونسكو اجتماعه للتصويت على اختيار المدير العام الجديد، حيث نال الدكتور خالد العناني 55 صوتًا مؤيدًا من أصل 58 دولة، مقابل صوتين لمنافسه الرئيسي إدوارد فيرمين ماتوكو من جمهورية الكونغو، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.
وبذلك حقق العناني أغلبية ساحقة بلغت نحو 95% من الأصوات — وهي من أعلى نسب الفوز في تاريخ انتخابات اليونسكو.
يُعد هذا الفوز إنجازًا غير مسبوق لمصر والعالم العربي، إذ يتولى لأول مرة مرشح عربي ومصري قيادة هذه المنظمة الدولية العريقة.
ويؤكد هذا الإنجاز ما تمتلكه مصر من مكانة دولية راسخة ودور فاعل في ترسيخ قيم السلام والتعاون الثقافي والإنساني، فضلًا عن جهودها المستمرة في حماية التراث
العالمي ودعم التعليم والبحث العلمي.
لقد أثبتت مصر، منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، أنها قلب العروبة وحصن الأمان ودرع الدفاع عن أشقائها العرب، وأنها ما زالت قيمة وقامة وسط دول العالم، حاضرة بحكمتها وخبراتها في صياغة السياسات الدولية في كافة المحافل العالمية.
وبفوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لليونسكو، تُرسّخ مصر مكانتها القيادية عالميًا وتضيف صفحة جديدة مشرّفة إلى سجل إنجازاتها الدبلوماسية والثقافية.
فهنيئًا لمصر وشعبها وقيادتها بهذا الفوز التاريخي الذي يعكس ما تمتلكه الدولة من كفاءات وخبرة ورؤية استراتيجية في إدارة ملفات الثقافة والتعليم والعلوم على المستوى الدولي.
Ghadamr @yahoo.com
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الهدهد منظمات الأمم باريس فرنسا مجالات التعليم المجلس التنفیذی المدیر العام
إقرأ أيضاً:
الرئيس التنفيذي لـ «الأعمال السعودي الأمريكي»: الزيارة فصل جديد لمضاعفة منجزات الشراكة الاقتصادية
البلاد (واشنطن)
أكد الرئيس التنفيذي لمجلس الأعمال السعودي – الأمريكي تشارلز حلّاب، أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- إلى واشنطن تمثل فصلًا جديدًا؛ لتعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بما يُبشّر بمضاعفة المنجزات التاريخية التي حققها المجلس خلال العام الماضي.
وأوضح أن من أبرز تلك المنجزات تسهيل نحو 500 ارتباط تنفيذي ثنائي بين قيادات الأعمال وصنّاع السياسات والمستثمرين من الجانبين، والمساهمة في اتفاقات نوعية؛ من بينها الترخيص التاريخي لجامعة نيو هافن، ومشروع توطين صناعي بقيمة (375) مليون دولار، وشراكة في قطاع علوم الحياة بقيمة (5.8) مليار دولار حظيت بإشادة من البيت الأبيض، إلى جانب قيادة واستضافة فعاليات محورية.
ولفت حلّاب- بحسب (واس) – إلى أن القطاعات المتقدمة ستتقدّم جدول الأعمال في المرحلة المقبلة، وفي مقدّمتها الذكاء الاصطناعي والطاقة المبتكرة والتصنيع ذو القيمة العالية، بالتوازي مع قطاعات جودة الحياة؛ كالخدمات الصحية والتعليم والسياحة والترفيه ، والتي تتكامل مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتفتح مجالات رحبة للشركات السعودية والأمريكية.
وأكد الرئيس التنفيذي لمجلس الأعمال السعودي – الأمريكي، أن الزيارة وما يصاحبها من فعاليات اقتصادية، تعزّز مسار الشراكة الإستراتيجية القائمة على المصلحة والثقة والمنفعة المتبادلة، موضحًا أن المجلس سيحافظ على موقعه في قلب هذه المنظومة؛ لضمان اتساق المبادرات مع متطلبات السوق وتحويل الأولويات إلى نتائج أعمال ملموسة تسهم في إيجاد وظائف نوعية، وتوسيع خارطة الاستثمارات خلال السنوات المقبلة.
الاحتلال يواصل خرق الهدنة وقصف مدفعي وراء الخط الأصفر