في مؤشرٍ جديد على تصاعد ظاهرة الهجرة غير الشرعية من القرن الإفريقي إلى السواحل اليمنية، تشهد محافظة شبوة تدفقًا متزايدًا للمهاجرين القادمين من إثيوبيا والصومال، وسط تحذيرات محلية وأممية من تحول سواحل المحافظة إلى أحد أهم ممرات تهريب البشر في المنطقة، وما يمثله ذلك من مخاطر أمنية وصحية وإنسانية متفاقمة على المجتمعات المحلية.

وخلال الأيام الأربعة الأخيرة فقط، تم رصد أكثر من 900 مهاجرٍ إفريقي وصلوا إلى شواطئ شبوة، وفق ما أفادت به تقارير ميدانية وأمنية، ما يجعل من سواحل المحافظة الواقعة جنوب شرق اليمن نقطة عبورٍ رئيسية لشبكات التهريب القادمة من القرن الإفريقي، والمتجهة إلى المحافظات الداخلية أو شمال اليمن.

وأكدت الأجهزة الأمنية في شبوة، الأحد، أنها ضبطت 348 مهاجرًا إفريقيًا غير شرعي في سواحل المحافظة، وهي الدفعة الثانية خلال أقل من أسبوع، بعد أن كانت قوات خفر السواحل قد اعترضت، الخميس الماضي، قاربين يقلان نحو 600 مهاجر إثيوبي قبالة موقع الدهومة في ساحل عرقة بمديرية رضوم.

ونقل مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية عن شرطة شبوة قولها إن المهاجرين الذين تم ضبطهم وصلوا على متن قاربي تهريب إلى ساحلي عرقة وكيدة، بينهم 288 إثيوبيًا و60 صوماليًا، مضيفةً أن القارب الأول المسمى “الأسطورة المطور” كان يقوده أربعة بحارة يمنيين وعلى متنه 168 إثيوبيًا، بينما القارب الثاني “اللمزروة” بقيادة أربعة بحارة صوماليين، كان يقل 180 مهاجرًا بينهم 60 صوماليًا.

وأكدت الشرطة أنها اتخذت الإجراءات الأمنية والقانونية المتاحة بحق المهاجرين المضبوطين، في حين يجري التحقيق مع طواقم القوارب المتورطة في عمليات التهريب، تمهيدًا لإحالتهم إلى الجهات المختصة.

من جانبها أطلقت السلطات المحلية في محافظة شبوة تحذيرات من الآثار الخطيرة المترتبة على استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين، محذّرة من أن ذلك يفوق قدرة الأجهزة المحلية والأمنية على الاستيعاب، ويهدد السلم المجتمعي والأمن الصحي والبيئي في المحافظة.

وقال مسؤول محلي في رضوم، إن استمرار عمليات التهريب بوتيرةٍ متصاعدة يعزز من نشاط شبكات الاتجار بالبشر وشبكات التهريب الإجرامية التي تستغل هشاشة الوضع الأمني في السواحل الممتدة على البحر العربي، مشيرًا إلى أن بعض المهاجرين يُستغلّون في أنشطة غير قانونية أو يتم تجنيدهم من قبل أطراف مسلحة.

كما عبّر ناشطون ومراقبون عن قلقهم من أن تتحول شبوة إلى بؤرة توترٍ اجتماعي وصحي في ظل ضعف البنية التحتية الصحية والرقابية، واحتمال تفشي أمراض وأوبئة بين المهاجرين، إلى جانب الضغط على الخدمات العامة المحدودة أصلًا.

وتشير تقارير المنظمة الدولية للهجرة (IOM) إلى أن اليمن لا يزال أحد أكثر مسارات الهجرة نشاطًا في العالم، إذ يُقدّر عدد المهاجرين القادمين من القرن الإفريقي سنويًا بنحو 90 ألف مهاجر، معظمهم يمرون عبر سواحل شبوة وأبين والمهرة ولحج وحضرموت في طريقهم إلى الحدود السعودية والعُمانية لأجل العمل في الدول الخليجية وتحسين أوضاعهم المعيشية.

ودعت منظمات دولية ومحلية إلى تعزيز الرقابة الساحلية وملاحقة شبكات التهريب، إلى جانب توفير مراكز إيواء مؤقتة وإنسانية للمهاجرين الذين يُلقى بهم على السواحل في ظروفٍ إنسانية صعبة، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية داخل اليمن.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

"أمبري" للأمن البحري: تعرض سفينة لهجوم قبالة سواحل أبين في اليمن

قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري اليوم السبت إنها على دراية بواقعة جارية قبالة سواحل أحور في اليمن، دون أن تقدم المزيد من التفاصيل.

 

وذكرت الشركة في بيان لها أن ناقلة نفط تحمل علم الكاميرون استغاثت بعد انفجار على متنها على بعد 60 ميلا بحريا قبالة سواحل أبين (جنوب اليمن).

 

وحسب البيان فإن طاقم ناقلة النفط قال إنه يريد مغادرة السفينة وإن عملية البحث والإنقاذ جارية.


مقالات مشابهة

  • الحوثيون ينفون علاقتهم بانفجار ناقلة نفط قبالة سواحل اليمن
  • مصرع مهاجرة وفقدان 20 آخرين في انقلاب قارب للهجرة غير الشرعية قرب لامبيدوزا
  • استهداف ناقلة نفط قرب سواحل اليمن..ما القصة؟
  • انفجار في ناقلة نفط قبالة سواحل اليمن
  • "أمبري" للأمن البحري: تعرض سفينة لهجوم قبالة سواحل أبين في اليمن
  • عاجل.. الإبلاغ عن هجوم قبالة سواحل أحور جنوبي اليمن
  • انقلاب قارب مهاجرين قبالة سواحل لامبيدوزا ووفاة امرأة و22 مفقودًا
  • شبوة.. ضبط قاربين يقلان أكثر من 600 مهاجر أفريقي
  • شبوة.. إحباط عمليتي تهريب لمئات المهاجرين الإثيوبيين قبالة الساحل