لماذا بيكاسو الهند يحطم الأرقام القياسية في المزادات ويُثير غضب اليمين الهندوسي؟
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شكّل هذا العام فصلًا جديدًا في إرث الفنان إم. إف. حسين، أحد أبرز فناني الهند في القرن العشرين، إذ روى مزادان بارزان له جانبين من مسيرته الفنية المعقّدة.
بيعَت إحدى لوحاته الضخمة التي تجسّد الحياة الريفية بعنوان "من دون عنوان (رحلة القرية)"، بطول حوالي 4 أمتار، في شهر مارس/آذار، لتصبح أغلى عمل فني حديث من الهند يُباع في مزاد على الإطلاق، حيث بلغ سعرها 13.
لكن بعد ثلاثة أشهر، لم يكن المزاد الذي أُقيم في مومباي لبيع 25 لوحة مفقودة منذ زمن طويل للفنان عينه بالاحتفالية ذاتها. إذ انتشرت قوات الشرطة وأقيمت الحواجز حول مقرّ دار المزاد بعد تحذيرات من جماعة قومية هندوسية متشددة من "احتجاجات شعبية قوية" في حال المضي ببيع اللوحات التي اعتبروها "فاحشة ومسيئة" لتصويرها شخصيات دينية مقدسة.
أُقيم المزاد في نهاية المطاف من دون حوادث، لكنه عكس المزاج المتناقض بين الحدثين، مكانة حسين كأحد أكثر الأسماء إثارةً للجدل في الفن الهندي الحديث. وما زاد من حدة الانقسام حول إرثه، أن محكمة في دلهي أمرت هذا العام بمصادرة لوحتين اعتُبرتا "مسيئتين"، في حين أعلنت مؤسسة قطر أخيرًا عن إنشاء متحف كامل مخصص لأعماله، إذ كان حسين قد حصل على الجنسية القطرية في العام 2006 بعد مغادرته الهند خوفًا على سلامته.
يُعتبر الفنان م. ف. حسين من أهم روّاد الفن الحديث في الهند، واشتهر بأسلوبه الجريء وألوانه الزاهية التي جسّد من خلالها عناصر من الثقافة الشعبية والفولكلور الهندي، حتى لُقّب بـ"بيكاسو الهند". رسم شخصيات مشهورة مثل الأم تيريزا وإنديرا غاندي ونجوم بوليوود، إلى جانب شخصيات من الأساطير الهندية.
لكن بعض لوحاته التي رسم فيها آلهة هندوسية عارية أثارت غضب الجماعات اليمينية الهندوسية، التي اتهمته بالإساءة للدين. ويرى مؤيدوه أن هذا الغضب مرتبط بكونه مسلمًا. ولاحقته الاحتجاجات والدعاوى القضائية والتهديدات، ما دفعه إلى مغادرة الهند والعيش في منفى اختياري بلندن حتى وفاته في العام 2011.
وتجدد الجدل حول أعماله في الآونة الأخيرة، بعد الاهتمام الكبير بها في سوق الفن العالمي. وتقول الباحثة في جامعة أوكسفورد ديفا غوجرال إن ردود الفعل تجاه أعمال حسين تعكس تغيّر المناخ السياسي والثقافي في الهند، مضيفة أن قضيته أصبحت مؤشرًا على تصاعد القومية الهندوسية في البلاد.
رموز من الماضي والحاضرينتمي الفنان م. ف. حسين إلى طائفة بُهرية مسلمة تُعرف بتنوعها الثقافي والديني، وقد تأثر منذ طفولته بالفنَّين الإسلامي والهندوسي، ما ساعده على بناء أسلوب فني فريد يجمع بينهما.
وُلد حسين في العام 1915، بمدينة بانداربور الهندية المشهورة بمعابدها، وتعلّم في مدرسة دينية، ثمّ تأثر بالفنون الشعبية وقصص "الرامايانا"، قبل أن يبدأ دراسة الفن رسميًا، ويبيع أول لوحة له مقابل 10 روبيات فقط في العام 1934.
انتقل بعدها إلى مومباي للعمل في مجال رسم لوحات الأفلام السينمائية، ما ترك أثرًا كبيرًا على أسلوبه المليء بالألوان الجريئة وصور الأيقونات الشعبية مثل نجوم بوليوود.
بعد استقلال الهند في العام 1947، شارك حسين في تأسيس مجموعة فناني بومباي التقدميين مع عدد من الفنانين، بهدف ابتكار فن حديث يعكس هوية الهند الجديدة، ويجمع بين التراث المحلي والتأثيرات الغربية من فنانين مثل بيكاسو وماتيس.
ابتكر حسين أسلوبًا تكعيبيًا بطابع هندي، يتجلى في لوحته الشهيرة "رحلة القرية" التي رسمها في العام 1954، وتُظهر مشاهد من حياة الفلاحين والقرى الهندية، مع رسالة واضحة: الفلاح أساس الوطن.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: رسم فنون مزادات معارض فی العام
إقرأ أيضاً:
رئيس المخابرات العامة يلتقي وفدا من الجبهة الشعبية القيادة العامة برئاسة الأمين العام طلال ناجي
التقى رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، وفدا من الجبهة الشعبية القيادة العامة برئاسة الأمين العام طلال ناجي، حسبما أفادت قناة “ القاهرة الإخبارية ” في خبر عاجل .
ويأتي اللقاء لبحث التوافق الوطني الفلسطيني حول خطة الرئيس ترامب لوقف إطلاق النار بغزة.
وفي وقت سابق، التقى رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، مع نائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ بحضور رئيس المخابرات الفلسطينية.
ويأتي اللقاء لاستكمال الجهود المصرية المبذولة لإنهاء الأزمة التي يشهدها قطاع غزة.
وتم التوافق خلال اللقاء على دعم ومواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة