يترقب عشاق الحضارة الفرعونية ، يوم الأول من نوفمبر المقبل ، موعد افتتاح المتحف المصري الكبير.. فالمتحف ، الذي تجرى حاليا الاستعدادات النهائية لحفل افتتاحه الأسطوري، يمثل صرحا يحفظ ذاكرة الإنسانية. 
فداخل المتحف .. تقف الآثار المتنوعة في قاعات العرض لتروي خلالها حكايات ملوك وعظماء وحرفيين وفنانين، تركوا بصماتهم على وجه التاريخ منذ آلاف السنين، وبين ممرات المتحف المضيئة، تكاد تشعر أن القطع الأثرية نفسها تتحدث، تنصت إليها الجدران، والزوار بشغف بالغ يليق بعظمة الحضارة الفرعونية.



توت عنخ آمون
في القاعة المخصصة للملك توت عنخ آمون، تتجسد واحدة من أكثر القصص سحرا في التاريخ.. فعلى الرغم من رحيله في عمر لا يتجاوز التاسعة عشرة، إلا أن مقبرته التي اكتشفها هوارد كارتر عام 1922 جعلت اسمه خالدا في ذاكرة العالم.
يضم المتحف المصري الكبير كنوز الفرعون الشاب كاملة للمرة الأولى، مرتبة بعناية وفق تسلسل درامي يروي حياة الملك منذ ولادته حتى موته الغامض.
وعند النظر إلى قناع الذهب الشهير، يمكنك أن تشعر بأن عيني الملك الصغير ما زالتا تراقبان الزوار بصمت الملوك، وكأنهما تقولان "هنا لا يموت أحد، فالمجد يخلد من يسكن قلوب الناس".

تمثال رمسيس الثاني
في بهو المدخل العظيم، يستقبل تمثال رمسيس الثاني الزوار، بشموخ وعظمة، كأنه حارس الأزمان.. أكثر من 3 آلاف عام مرت منذ نحته، لكن ملامحه ما زالت تنضح بالهيبة والصلابة.
يروي التمثال قصة ملك عظيم قاد الجيوش وخاض معركة قادش الشهيرة، وأسس معابد خالدة في الأقصر وأبو سمبل.
عندما نقل التمثال من مكان عرضه السابق في ميدان رمسيس إلى المتحف في عملية هندسية مبهرة، بدا وكأن التاريخ يتحرك، ليستقر التمثال في بيته الجديد، حيث الضوء الطبيعي يتسلل من سقف زجاجي ليضيء وجه الملك، في مشهد يجمع بين عبقرية الفراعنة وروح العصر الحديث.

بردية إدوين سميث
وفي أحد أركان قاعة العلوم القديمة، تستقر بردية إدوين سميث، أقدم وثيقة طبية معروفة في التاريخ، كأنها كتاب مفتوح على عقول الأجداد.
تروي هذه البردية، المكتوبة بالحبر الأسود والأحمر، حكاية الطبيب المصري الذي سبق زمانه، فوصف الكسور والجراحات وأسباب الإصابات بدقة علمية مذهلة.
من خلال سطورها، يمكن للزائر أن يلمس كيف امتزج العلم بالإيمان في الحضارة المصرية القديمة، فالعلاج لم يكن مجرد دواء، بل فلسفة حياة، يربط بين الجسد والروح والكون.

تمثال الكاتب الجالس
بعيدا عن عظمة الملوك، ينقل تمثال الكاتب الجالس الزوار إلى عالم آخر، أكثر إنسانية.
بملامحه الهادئة ونظراته العميقة، يجسد هذا التمثال رمزية العقل الذي صنع الحضارة.. إنه صوت الكلمة، ورمز العلم الذي سبق الملوك في الخلود.
ويستطيع زائر المتحف المصري الكبير أن يرى من خلال هذا التمثال وجه مصر الحقيقي، كأمة صنعت مجدها بالعلم والكتابة، ليؤكد على أن التاريخ لا يُكتب فقط بالحروب، بل بالأفكار التي تخلد.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى ضخم من الزجاج والحجر، بل منصة تفاعلية تعيد الحياة إلى تاريخ الأجداد.
تقنيات العرض الحديثة تتيح للزوار الاستماع إلى تسجيلات رقمية تحاكي صوت الآثار، فتبدو كأنها تروي قصصها بنفسها، ويمكن للزائر أن يرى كيف كان توت عنخ آمون يتزين، وكيف كان الكتبة يسجلون الأحداث على البرديات، وكيف أضاء الكهنة المعابد في طقوسٍ ليلية تفيض بالروحانية.
ولا يعرض المتحف آثارا فقط، بل يحكي قصة مصر على مر الزمان كأقدم أمة في التاريخ، وتعد كل قطعة شاهدة على عبقرية الإنسان المصري، وعلى علاقة فريدة بين الأرض والسماء، وبين الحلم والخلود.
ومع افتتاحه، سيعمل المتحف المصري الكبير كجسر بين الأزمنة؛ فبينما تسكن قاعاته تماثيل عمرها آلاف السنين، تنبض شاشاته وتقنياته بروح القرن الحادي والعشرين.
إنه المكان الذي يتحدث فيه الماضي بلغة المستقبل، حيث يلتقي الزائرون من كل أنحاء العالم ليكتشفوا أن مصر ليست فقط مهد الحضارة، بل أيضا وريثتها الحية التي ما زالت تدهش العالم بقدرتها على التجدد.
فزائر المتحف سيشعر بعد تجربة الزيارة الفريدة بأن الآثار المعروضة تهمس له بأسرارها، لتؤكد أن التاريخ ليس حكاية نقرأها فحسب، بل رسالة نعيشها كل يوم.
 

طباعة شارك الحضارة الفرعونية المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير توت عنخ آمون

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحضارة الفرعونية المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير توت عنخ آمون المتحف المصری الکبیر توت عنخ

إقرأ أيضاً:

أيقونة تجسد عظمة الحضارة المصرية.. العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الكبير

استعرضت قناة القاهرة الإخبارية في تقرير لها، أن المتحف المصري الكبير يُعد أيقونة حضارية تجمع بين عراقة التاريخ وروعة التطور التكنولوجي العالمي، إذ يمثل أحد أضخم المشروعات الثقافية والأثرية على مستوى العالم، ووجهة ثقافية فريدة تعكس قدرة الشخصية المصرية على الحفاظ على أمجاد الأجداد.

رئيس الوزراء: المتحف المصري الكبير لن يكون مُجرد مقصدٍ ومزارٍ أثري يُنافس نظائره في العالم أجمع خبير الآثار: افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون الحدث الثقافي والأثري الأضخم عالميا المتحف يقدم الحضارة المصرية القديمة في صورة جديدة

وأوضح التقرير أن المتحف يقدم الحضارة المصرية القديمة في صورة جديدة غير مسبوقة، تجسد عظمتها بما يليق بمكانتها التاريخية والحضارية بين شعوب العالم.

وأشار التقرير إلى أن المتحف المصري الكبير لا يقتصر على عرض القطع الأثرية الفريدة، بل يضم أيضًا كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون مجتمعة في مكان واحد للمرة الأولى منذ اكتشافها، ما يجعله نقلة نوعية في طرق عرض وتوثيق الآثار.

كما يعتمد المتحف على أحدث تقنيات العرض الرقمي والتفاعلي لتقديم تجربة فريدة للزائرين تمزج بين التعليم والمتعة، وتتيح لهم استكشاف التاريخ المصري بأسلوب عصري يجسد تلاقي الأصالة بالتطور.

وأوضح التقرير أن المتحف يُمثل قيمة مضافة للاقتصاد المصري، إذ من المتوقع أن يجذب نحو خمسة ملايين زائر سنويًا، ليصبح من أبرز المقاصد السياحية والثقافية في العالم.

كما يضم 12 قاعة عرض رئيسية، إلى جانب قاعات عرض مؤقتة ومناطق خدمية وساحات خارجية واسعة لاستقبال الزوار، فضلًا عن مرافق تجارية وثقافية متكاملة تُسهم في تنشيط السياحة المصرية وتعزيز تنافسيتها عالميًا.

وأضاف تقرير القاهرة الإخبارية أن المتحف يمتد على مساحة تقترب من 490 ألف متر مربع، ويضم مدخلًا رئيسيًا ضخمًا تبلغ مساحته نحو 7000 متر مربع يتوسطه تمثال الملك رمسيس الثاني، بينما يمتد الدرج العظيم على مساحة 6000 متر مربع بارتفاع يعادل ستة طوابق.

المتحف يضم أكثر من 57 ألف قطعة أثرية

ويضم المتحف أكثر من 57 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة في تجربة غير مسبوقة، تجعله بحق هدية مصر للعالم.

 

مقالات مشابهة

  • السفارة البريطانية: المتحف المصري الكبير صرح عالمي يليق بروائع الحضارة المصرية
  • جيهان جادو: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم ورسالة فخر من أرض الحضارة إلى الإنسانية
  • أيقونة تجسد عظمة الحضارة المصرية.. العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الكبير
  • يجسد لعظمة الحضارة المصرية.. العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الكبير
  • من قلب الحضارة إلى العالم.. المتحف المصري الكبير يعيد رسم ملامح القوة الناعمة لمصر
  • خبير: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث عظيم ينتظره العالم
  • المتحف المصري الكبير.. عبق الحضارة يلتقي بالذكاء الاصطناعي
  • محافظ القاهرة: المتحف المصري الكبير يصون التراث ويسهم في إحياء التاريخ
  • المتحف المصري الكبير.. بوابة الحضارة الفرعونية إلى العصر الرقمي