محاكم غزة تكتظ بقضايا الوصاية وإثبات الوفاة بعد حرب الإبادة
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
غزة- فقد "أبو عمر" نجله في قصف إسرائيلي قبل عام، تاركا وراءه زوجة شابة وطفلين في عمر الحضانة. ومع الوقت، يقول الجد "تزوّجت الكنة من رجلٍ آخر، وهذا حقها الطبيعي، لكننا اتفقنا على التوجه إلى المحكمة لطلب نقل الأطفال إلى حضانتي".
وبعد انشغاله في تحضير الأوراق بين مئات المواطنين في قاعة المحكمة الشرعية بدير البلح، وسط قطاع غزة، أبلغه القاضي أن زواج أرملة ابنه الشهيد من شخص غريب محرّم على الأطفال يُسقِط حقها في الحضانة، ومراعاة لمصلحة الأطفال تُنقل الحضانة إلى الجد، مع ضمان حق الأم في رؤيتهما متى شاءت.
وفي جانب آخر من المحكمة، جاءت سهام، وهي أرملة أحد الشهداء وأم لـ3 أطفال، تشكو جد أبنائها الذي رفض منحها الوصاية على أولادها القاصرين، بحجة أن الولاية الشرعية تنتقل إليه تلقائيا، وذلك رغم كبر سنّه وعدم قدرته على القيام بأعبائهم جسديا وماليا.
وتابعت سهام (34 عاما) للجزيرة نت "لا أطلب شيئا لنفسي، فقط أريد أن أكون وصية على أبنائي لأتمكن من الإنفاق على تعليمهم ومعيشتهم دون انتظار موافقة أحد، فالمعاناة اليومية لا تنتظر الإجراءات الطويلة".
وتمثل هاتان الحالتان اللتان اطلعت عليهما الجزيرة نت عينة بسيطة من كمية هائلة من القضايا الشرعية التي أحدثتها الحرب على قطاع غزة على مدار عامين، أُبيدت خلالها عائلاتٌ بأكملها، وفقدت آلاف الأسر معيلها الرئيسي، تاركةً وراءها شهداء ومفقودين، وزوجات أرامل وأطفالا قُصَّر بلا ولي قانوني.
ووفق أحدث بيان صادر عن منظمة اليونيسيف -اليوم الأحد- فإن أكثر من 64 ألف طفل فلسطيني قتلوا أو أصيبوا في الحرب على قطاع غزة، بينما فقد أكثر من 58 ألف طفل أحد والديهم.
ويواجه القضاء والمحاكم الشرعية في قطاع غزة عبئا هائلا، تمثّل في تزايد غير مسبوق في عدد القضايا المعروضة أمام المحاكم، وفي مستوى تعقيدها، حيث تتمحور في مجملها حول قضايا الزوجة وأطفالها القاصرين، وإثبات الملكيات والميراث.
إعلانووجد كثير من الأجداد والأعمام والنساء الأمهات أنفسهم أمام مسؤوليات جسيمة، لا تقتصر على رعاية أبنائهن، بل تمتد إلى إدارة شؤونهم القانونية والمالية، مما يستلزم الحصول على حُجج (وثائق قانونية) بمختلف أنواعها من المحاكم الشرعية.
كما خلفت الحرب على القطاع العديد من القضايا التي تتعلق بحجج الوصايا والترمل، والحصص من التبرعات والمنح، وحجج التخارج، وإقرارات الحضانة، وقضايا الطلاق وغيرها.
في الوقت ذاته، تعاني المحاكم من نقص حاد في الكوادر والمقرات، بعد استشهاد عدد من القضاة وتدمير معظم مباني المحاكم ومكاتب القضاء، مما أجبرها على العمل في أماكن مؤقتة أو داخل مقرات مشتركة.
ورغم هذه الظروف الصعبة، يواصل القضاة والموظفون عملهم اليومي، لضمان استمرار العدالة في مجتمع أنهكته الحرب.
من ناحيته، يقول القاضي أحمد حبيب، المتخصّص في شؤون القاصرين والأموال الإرثية والوصاية في محكمة دير البلح، للجزيرة نت إن مهمة العمل القضائي في المحاكم الشرعية تتعلق بأمرين اثنين:
الأول: الفصل في الخصومات وفض المنازعات، وهذا يكون في الدعاوى والقضايا بشقّيها الموضوعي والتنفيذي، وهو أمر متوقف في الوقت الحالي لعدم وجود بيئة ملائمة تناسب عمل المحاكم، كنتيجة مباشرة للعدوان على غزة، وما نتج عنه من غياب الضابطة القضائية وسلطة التنفيذ للأحكام والقرارات الصادرة عن السلطة القضائية. الثاني: الصكوك والوثائق المتعلقة بإثبات حقوق الناس وبرهنتها خشية التلف والضياع، والحفاظ على مراكزهم القانونية مستقبلا، وإنشاء وإلغاء تلك المراكز وفقا للقانون.وتشمل هذه "التوثيقات" كما سماها، حالات الزواج والطلاق والحجج بأنواعها، كحصر الإرث، والولاية، والوصاية على القاصرين من الأطفال الأيتام، والترمل، والحضانة، والتخارج، وتلك المتعلقة ببيع الحصص الإرثية، وحجج الهبة المتعلقة بأموال التبرعات والمنح، والعزوبية، وأذونات صرف أموال القاصرين، والإعالة، ومشروحات إثبات الفقد للمفقودين أثناء العدوان، ومنع السفر للقاصرين وكذلك عدم الممانعة للسفر.
وأوضح القاضي أن عدد المعاملات التي أنجزتها المحاكم في قطاع غزة خلال الحرب في الفترة الممتدة من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى نهاية 30 يونيو/حزيران 2025 بلغ نحو 82 ألفا و126 معاملة، موزعة على معاملات الوفاة والزواج والطلاق والرجوع عن الطلاق، مؤكدا أن نسبة الطلاق بلغت 12.6%.
كما شملت المعاملات إصدار آلاف القرارات الخاصة بمنع السفر أو السماح به عبر معبر رفح، لناقصي أو فاقدي الأهلية أو البالغين المدعى عليهم، عدا عن آلاف القرارات القضائية الخاصة بتسجيل حالات وفاة لمن لم يُسجلوا في المستشفيات والمراكز الصحية بسبب عدم القدرة على الوصول إلى جثامينهم وتسجيل بياناتهم في وزارة الصحة، وذلك لإلزام وزارة الداخلية بإصدار شهادات وفاة لهم.
وأضاف حبيب أن بعض القضايا تشهد توترا اجتماعيا في المحكمة، خاصة تلك المتعلقة بالحضانة وحجج الوصاية، لما لها من ظروف خاصة تتعلق بأموال القاصرين وكفالاتهم.
إعلانوشدّد على أن المحكمة الشرعية تفرض قيودا صارمة على عمليات الصرف والإيداع أو تحصيل الأموال الخاصة بالأيتام القاصرين، خوفا من التعدي عليها، كونها الجهة الوحيدة المخوّلة بتحديد الأصلح للوصاية، وفق الأمانة والنزاهة والقدرة والإمكانية والمصلحة الشرعية.
تعقيدات مجتمعيةيشير كاتب العرائض في المحكمة الشرعية بدير البلح حسام الشاعر إلى أن عامي العدوان على غزة شهدا ارتفاعًا غير مسبوق في عدد العرائض المقدمة للمحاكم، بسبب فقدان المعيل أو إبادة العائلات.
وقال الشاعر للجزيرة نت إن أكثر العرائض التي يتلقونها يوميا تتعلق بإثبات الوفاة، والحصول على حجج لاستخراج شهادة وفاة، وحجج حصر الإرث للمتوفى الموظف أو الذي يملك أموالا وعقارات، لتقديمها إلى جهات الاختصاص.
إضافة إلى حجج الوصايا والحضانة للأبناء القاصرين، وإثبات الزواج والطلاق، وقضايا التخارج والهبات المتعلقة ببيع أو منح الحصص الإرثية مقابل التنازل عنها، والتي تزداد مع محاولة الأسر ترتيب أوضاعها القانونية بعد فقدان أفرادها.
وأشار إلى أن ضغط العمل تضاعف بشكلٍ كبير مع قلة الموظفين وتضرر مباني المحاكم، مما جعل كتّاب العرائض يعملون ساعات طويلة لتلبية احتياجات المواطنين، مؤكدًا أن "المنظومة القضائية في غزة تقف اليوم في خط الدفاع عن حقوق الناس وكرامتهم القانونية رغم ما يحيط بها من دمار ونقص".
وأكد الشاعر أن أكثر ما يؤلمه في عمله هو كتابة عرائض نيابة عن أمهات فقدن أزواجهن أو أبناءهن في الحرب، إذ يحمل كل طلب حكاية فقد جديدة، ومعاناة أسرة تحاول أن تستعيد جزءا من حياتها القانونية المبعثرة.
من جهتها، تقول المحامية شمسة منصور، المختصة في القضايا الشرعية والنظامية، إن الحرب على غزة مزّقت النسيج الاجتماعي وأربكت منظومة العلاقات الأسرية والقانونية التي تقوم عليها العدالة المجتمعية.
وقالت للجزيرة نت إن "هذا الواقع أفرز مشكلات عميقة تمسّ الثقة داخل الأسرة الواحدة، إذ باتت قضايا الميراث والحضانة والوصايا تثير توتراتٍ داخل العائلات التي كانت متماسكة قبل الحرب".
وأكدت أن معظم القضايا كانت متوقفة خلال الحرب بسبب عدم وجود نيابة عامة وقوة شرطية لتنفيذ القرارات الصادرة عن المحاكم، باستثناء بعض القضايا كحالات الطلاق المتوافق عليها مسبقا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات المحکمة الشرعیة للجزیرة نت الحرب على قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الإفراط فى المكملات الغذائية.. الطريق البطيء إلى الوفاة
يلجأ بعض الأشخاص إلى تناول الفيتامينات اعتقادا بأنها تعوض نقص العناصر الغذائية لديهم، لكن الاستهلاك غير المنظم وغير الخاضع للرقابة الصحية للمكملات الغذائية يمكن أن يؤدى إلى آثار جانبية شديدة الخطورة.
ويكون الشباب، أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات الناتجة عن الاستخدام المفرط للمكملات الغذائية، كذلك المهتمون ببناء العضلات وكبار السن الذين يعانون أمراضًا مزمنة، لأنهم غالبا ما يعتمدون على المعلومات المنتشرة فى وسائل التواصل الاجتماعى والإنترنت ومصادر غير طبية أو موثوقة.
ويظهر القلق بشأن المكملات الغذائية نظرًا لعدم خضعوها للمراقبة الكافية مقارنة بالمراجعات والمراقبات المتعلقة بالأدوية، فمثلا إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، غير مصرح لها بمراجعة المكملات الغذائية للتأكد من سلامتها وفاعليتها قبل تسويقها، وإنما يكتفى برأى ومراقبة المصنعين للتأكد من أن منتجاتهم آمنة ويتم تصنيفها بشكل صحيح.
يقول الدكتور خالد صابر الكسار استشارى الكيمياء الحيوية وتغذية الرياضيين تعرف المكملات الغذائية بأنها منتجات يتم تناولها بالفم وتحتوى على عناصر غذائية مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والبروتينات والأنزيمات والأعشاب كمكمل للوجبات. وتتعدد أشكال المكملات الغذائية مثل الحبوب والكبسولات والمساحيق والسوائل وحلوى الطاقة ويتناول الناس المكملات الغذائية لأسباب مختلفة مثل تعويض النقص أو لظروف صحية أو لتحسين الأداء الرياضى والنمو العضلى وتسريع عملية الاستشفاء ولأن المكملات الغذائية تحتوى على عناصر ذات تأثير حيوى قوى لهذا ينصح بتناولها تحت إشراف صحى من متخصصين لأنها لا تناسب كل الأفراد كما أنها قد تزيد المخاطر الصحية لبعض الحالات الطبية. والمكملات الغذائية لا تهدف للتشخيص ولا للعلاج ولا للشفاء ولا لتخفيف تأثير الأمراض ولكن بتصريح من الجهات الصحية المسئولة يمكن استخدام عبارات مثبتة علميا مثل أن تناول الحوامل لحمض الفول يحمى من مخاطر ضمور المخ والنخاع الشوكى للمواليد.
د خالد صابر
ويضيف الدكتور خالد صابر الكسار تناول أنواع مختلفة من المكملات الغذائية أحيانا مع أدوية، هذا الخلط قد يؤدى لمخاطر صحية مهددة للحياة فمثلا بعض المكملات الغذائية لها تأثير سلبى قبل أو أثناء أو بعد الجراحات فمثلا تناول مكملات الثوم أو جينكوبييلوبا أو الجنسنج أو فيتامين ه يزيد من مخاطر النزيف لزيادة سيولة الدم، بينما تناول الكافا أو الفاليريان ولهما تأثير استرخائى قد يزيد من فاعلية التخدير أثناء العمليات الجراحية وبالتالى المخاطر، لهذا يجب الإفصاح لطبيبك عن أى من المكملات الغذائية التى تتناولها.
ويضيف الدكتور خالد صابر ينص القانون الاتحادى فى الولايات المتحدة الأمريكية على أن يستخدم مصطلح مكمل غذائى على العبوات المخصصة لذلك للتفريق بينها وبين الدواء ولا يشترط القانون مطابقة المكملات الغذائية لاشتراطات السلامة لهيئة الغذاء والدواء قبل تداولها أو تسويقها كما لا يشترط القانون موافقة هيئة الغذاء والدواء على الادعاءات بالفوائد الصحية التى يعلنها المصنعون أو البائعون ولا يلزمهم بإثبات صحة ومصداقية تلك الادعاءات يبدأ دور هيئة الغذاء والدواء بعد ظهور المنتج وتداوله بالأسواق لمتابعة الشكاوى من العملاء أن وجدت (بمعنى أن المستهلكين تحولوا لفئران تجارب للشركات المصنعة ولادعاءات الفوائد الصحية لحملات الدعاية تحت سمع القانون الاتحادى وبصره).
ويستطرد للعديد من المكملات الغذائية تاريخ آمن، فالملايين حول العالم يتناولون مكملات الفيتامينات والمعادن منذ عقود دون شكوى أو آثار جانبية. وبعض المكملات الغذائية تم سحبها من التداول نتيجة وجود تلوث بنسب غير مقبولة من المبيدات الحشرية أو البكتريا أو المعادن الثقيلة وغياب المواد الغذائية الفعالة المدعى وجودها فى المكملات الغذائية أو وجودها بتركيز أقل من المدعى وخلط بعض المكملات الغذائية وخاصة المتداولة فى المجال الرياضى بهرمونات منشطة لضمان الفاعلية وبالتالى المبيعات ولهذا حذرت الجهات الرياضية العليا مثل اللجنة الأوليمبية الدولية والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات الرياضيين حول العالم من أن تناول المكملات الغذائية الملوثة بالهرمونات البنائية يعرضهم لظهور نتائج ايجابية فى فحص المنشطات ما يعرضهم لسحب اللقب والميدالية وخضوعهم لعقوبات.
وينصح الدكتور خالد صابر يجب الحذر من أن بعض العناصر الغذائية أو الأعشاب الموجودة فى بعض المكملات الغذائية قد تكون سامة أو ضارة إذا استخدمت بتركيزات كبيرة أو لفترات طويلة أو حين خلطها مع بعض المواد أو الأدوية أو الأغذية، كما أن كلمة «طبيعي» لا تعنى آمنًا.
وتضيف الدكتورة هنادى شيحة استشارى التغذية العلاجية بالمعهد القومى للتغذية تعد المكملات الغذائية مصدرا مهما ومكملا للغذاء اليومى لما توفره من قدر جيد من الطاقة ومغذيات طبيعية كالبروتين والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والاملاح المعدنية فمن الضرورى الاعتماد على تناول غذاء متوازن بشكل يومى للحصول على كمية كافية من المعادن والفيتامينات وفى حالة عدم توفر الكميات المطلوبة وبشكل كافٍ يمكننا الاعتماد على تناول المكملات الغذائية.
وتشير الدكتورة هنادى شيحة: تصنف إدارة الاغذية والعقاقير الأمريكية المكملات الغذائية كفئة من الأطعمة وليس كدواء فى حين يشترط على شركات الأدوية الحصول على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير التى تشمل تقييم المخاطر والمنافع قبل طرحها فى الأسواق وهذا الإجراء غير مطلوب لطرح مكملات الغذاء بدلا من ذلك، فالمصنعون والموزعون الذين يرغبون فى تسويق المكملات الغذائية التى تحتوى على «عنصر غذائى جديد» وهذه العناصر تشمل المواد التالية «فيتامين» و«معدن» و«عشب»، وأى نبات آخر «حمض أمينى»، أى مادة غذائية تستخدم لاستكمال النظام الغذائى بزيادة تناول الجرعة الغذائية أو أى مركز مستخرج أو خليط يجمع بين أى من المكونات الغذائية ويتطلب هذا الإخطار الاشارة إلى سلامة وصحة العنصر وهذا التصريح يوضح أنها لا تحتوى على ملوثات أو شوائب كما تشمل التأكد من جودة التصنيع والتغليف ووضع العلامات والتخزين والملاحق مع الشروط بتطبيق الاجرآت اللازمة لمراقبة الجودة وتصميم وبناء المصانع واختبار المكونات والمنتجات النهائية وحفظ السجلات وعمليات متابعة الشكاوى. وفى مصر تختص وحدة الاغذية الخاصة بالمعهد القومى القومى للتغذية التابع للهيئة العامة للمعاهد والمستشفيات التعليمية بصحة المكملات الغذائية ومن حيث مدى دقتها ومطابقتها للمواصفات والشروط المطلوبة وكيفية اصدار الشكل النهائى للمنتج كما تختص بتجديد الترخيص كل فترة زمنية محددة.
وأخيرا لتناول المكملات الغذائية بصورة سليمة يلزم تناولها بدون افراط وإدراجها ضمن برنامج الغذائى اليومى، بمعنى آخر يجب أن تحسب من السعرات الحرارية اليومية لضمان عدم حدوث ضرر بالجسم كزيادة مستوى البروتين أو النشويات أو الدهون بالجسم ولما يحمل ذلك من عبء على الأعضاء الداخلية مثل الكبد والقلب والكلى.