أكد موقع "إنتلجنس أونلاين" المتخصص في الشؤون الجيوسياسية والاستخباراتية أن أعمال مد الأجزاء النهائية من العديد من مشاريع الكابلات البحرية الرئيسية في البحر الأحمر لا تزال متوقفة بسبب التهديد الذي تشكله جماعة الحوثي المسلحة في اليمن.

 

وقال الموقع في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن استمرار التهديدات التي تمثلها الجماعة في البحر الأحمر بات يشكل عائقًا رئيسيًا أمام تنفيذ مشاريع الكابلات البحرية الدولية، التي تُعد من الركائز الحيوية للبنية التحتية الرقمية والاتصالات العالمية.

 

وأضاف التقرير أن المخاوف الأمنية المتصاعدة في المياه القريبة من السواحل اليمنية، ولا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أجبرت شركات الاتصالات والمقاولين الدوليين على إبطاء وتيرة أعمال مدّ الكابلات وتأجيل المراحل النهائية التي تتطلب وجود سفن متخصصة في مناطق معرضة للخطر.

 

ونقل الموقع عن خبراء قولهم إن استمرار هذا الواقع قد يدفع الشركات إلى إعادة رسم المسارات المقترحة للكابلات نحو طرق بحرية بديلة أطول وأكثر تكلفة عبر المحيط الهندي أو البحر الأبيض المتوسط، ما قد يؤدي إلى تأخير خطط توسعة الشبكة العالمية للاتصالات ويؤثر في استقرار تدفقات البيانات بين الأسواق الكبرى.

 

ونوه إلى أن المخاطر المرتبطة بالهجمات الحوثية على السفن المدنية والتجارية، بما في ذلك احتمالات استهداف أو مضايقة السفن التقنية العاملة في مدّ الكابلات، دفعت الشركات إلى إعادة النظر في برامجها التشغيلية وتحمل تكاليف إضافية ضخمة تتعلق بالتأمين والحماية البحرية، مما أدى إلى تعطيل جداول التنفيذ وزيادة الأعباء المالية على المستثمرين.

 

وطبقا للتقرير فإن عددًا من مشاريع الكابلات الحديثة التي تمر بمراحل التوصيل الأخيرة تأجّل تنفيذها فعليًا نتيجة صعوبة العمل في المناطق القريبة من مضيق باب المندب والسواحل الغربية لليمن، التي شهدت خلال العام الجاري سلسلة هجمات أو محاولات اعتراض نسبت إلى الحوثيين.

 

وأكد أن القلق يتزايد في أوساط مشغّلي البنية التحتية الرقمية من احتمال امتداد هذه التأخيرات لتؤثر في المشاريع الإقليمية الكبرى الهادفة إلى تعزيز الربط بين القارات الثلاث — آسيا وأفريقيا وأوروبا — عبر البحر الأحمر، وهو أحد أكثر الممرات البحرية حيوية في العالم لنقل البيانات.

 

ووفقا للتقرير فإن الشركات الدولية المتخصصة في مدّ الكابلات، إلى جانب الموردين والمقاولين، تواجه ترددًا متزايدًا من الشركاء والممولين خشية تعرّض الأصول أو الأطقم العاملة للخطر، في ظل استمرار الوضع الأمني المتدهور من دون ضمانات دولية كافية.

 

وحسب التقرير فإن التهديد الحوثي أصبح عاملًا مؤثرًا في قرارات الاستثمار بالمنطقة، وأن استمرار غياب الاستقرار الأمني قد يؤدي إلى "إعادة تموضع استراتيجي" لمشاريع البنية التحتية الرقمية بعيدًا عن المياه اليمنية، الأمر الذي ستكون له تداعيات اقتصادية وتقنية واسعة على المدى الطويل.

 

ويُعدّ البحر الأحمر أحد أهم الممرات العالمية للكابلات البحرية، إذ تمرّ عبره عشرات الخطوط التي تنقل نحو 15% من حركة الإنترنت والاتصالات الدولية، ما يجعل أي اضطراب في أمنه البحري ذا تأثير مباشر على الاقتصاد الرقمي العالمي.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الاحمر كابلات الانترنت الحوثي اتصالات البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

السفير السوداني بالقاهرة يدعو لترسيخ الشراكة الاستراتيجية مع مصر

دعا  السفير السوداني بالقاهرة الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي، إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسودان في مجالات إعادة الإعمار والربط اللوجيستي، مؤكداً ثقته في قدرة هذه الشراكة على أن تصبح نموذجا يحتذى به للتعاون الإقليمي.

جاء ذلك في كلمته الافتتاحية خلال أعمال ورشة العمل التحضيرية الثانية بعنوان "الآليات التنفيذية لإعادة الإعمار والربط اللوجيستي بين مصر والسودان"، التي عقدتها سفارة السودان بالقاهرة بالتعاون مع الشركة المصرية السودانية للاستثمارات المتعددة، في إطار التحضير لأعمال النسخة الثانية لملتقى رجال الأعمال المصري السوداني.

وأشار عدوي إلى أن المرحلة الإعدادية للملتقى ركزت على استكشاف آفاق وفرص واعدة لتعزيز الشراكة الثنائية، خاصة في قطاع النقل.

وأكد على أهمية المشروعات المشتركة القائمة مثل مشروع الربط السككي وتطوير الموانئ كميناء وادي حلفا، بالإضافة إلى ضرورة تطوير المعابر الحدودية لزيادة كفاءتها ومرونتها لمواكبة النمو الكبير في التجارة بين البلدين.

كشف السفير السوداني عن مساعي بلاده للحصول على دعم الأشقاء العرب لإنشاء مناطق لوجستية على الحدود السودانية، مشيرا إلى أن هذا الطلب قوبل بترحيب عربي ودعم من بيوت خبرة، على رأسها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، التي أعدت دراسة متكاملة حول المشروع سيتم عرضها على الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء النقل العرب في نوفمبر المقبل.

ووجه الدعوة لقطاع الأعمال في البلدين للتفاعل الإيجابي مع هذه الدراسة لاغتنام الفرص الاستثمارية الضخمة ودعم التكامل الإقليمي.

وشدد عدوي على أهمية توحيد الرسالة للتركيز على جهود التعافي التي تقودها حكومة السودان تمهيداً لمرحلة إعادة الإعمار، والتي يثق أن القطاع الخاص في البلدين سيكون له دور ريادي فيها.

وجدد تقدير السودان للدعم الكبير الذي توليه القيادة والحكومة المصرية لمرحلة إعادة الإعمار، مشيراً إلى متابعة فريق وزارة النقل المصرية لجهود إصلاح جسري الحلفايا وشمبات، ما يجسد "قدسية العلاقات والتعاون بين البلدين الشقيقين".

واختتم كلمته بالتأكيد على أن نقاشات ورشة العمل ومشاركة المتخصصين تخدم الهدف الرئيس المتمثل في إثراء منظومة النقل واستدامته، ودعم أجندة التحول نحو النقل الذكي، وتعزيز تكامل سلاسل الإمداد وتسهيل حركة التجارة والتدفق بين مصر والسودان، بما يضمن تعزيز كفاءة العلاقات الاقتصادية وإسهامها الفاعل في حركة التجارة الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • قناة إماراتية تكشف عن خطة إسرائيل الجديدة بغزة.. 4 جماعات مسلحة تواجه حماس في غزة (ترجمة خاصة)
  • ناشونال إنترست: سي بيبي سلاح أوكراني جديد يدمر البحرية الروسية
  • ترامب يطلق مشروع “الأسطول الذهبي” لتحسين القدرات البحرية بعد فشله في البحر الأحمر
  • محافظ الأقصر يستقبل وفد قرية الزنيقة بإسنا ويؤكد استمرار العمل على استكمال مشروعات البنية التحتية
  • السفير السوداني بالقاهرة يدعو لترسيخ الشراكة الاستراتيجية مع مصر
  • مؤسسة موانئ البحر الأحمر وهيئة الشؤون البحرية تُحييان الذكرى السنوية للشهيد
  • محافظ أسيوط: استمرار أعمال صيانة وتركيب كشافات الإنارة في قرية أولاد إلياس بصدفا
  • جزر البرك.. وجهة عسير البحرية تزهو بتنوّعها الأحيائي وسحرها الطبيعي
  • فرقة "القات" اليمنية الإسرائيلية.. موسيقى اليمن في جولة عالمية تشمل حفلاً بأحد أشهر مصانع "الجعة" بأمريكا (ترجمة خاصة)