تناولت مجلة إيكونوميست البريطانية في مقال مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبناء قاعة رقص جديدة في البيت الأبيض، معتبرة إياه فصلا جديدا في تاريخ طويل من نزعة القادة السياسيين لتحويل المقرات الرسمية إلى رموز للترف والغرور.

المشروع، الذي تتضارب تفاصيله من حيث الحجم والتكلفة متراوحة بين 200 و300 مليون دولار، يأتي في أعقاب أمر تنفيذي وقعه ترامب لاعتماد "العمارة الكلاسيكية" أسلوبا رسميا لمباني الدولة، في خطوة رآها منتقدوه تجسيدا لولعه بالمظاهر الإمبراطورية، أما مؤيدوه فيرون فيها قرارا مهما.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: هكذا سقط الإعلام الأميركي في أيدي حلفاء ترامبlist 2 of 2ترامب يأمر البنتاغون باستئناف تجارب الأسلحة النووية فوراend of list

وترى المجلة أنه عندما يستدعي القادة المعماريين ومصممي الديكور الداخلي، فإن ذلك يَنِمُّ عن إحساس مفرط بأهمية الذات والتباهي.

Who ask for a Ball Room?
The White House belongs to all Americans.. This a disgrace.. And this administration will be held accountable..#America pic.twitter.com/5tw6Zalbbs

— ???????? Fight for Democracy (@breakingwtfnews) October 23, 2025

وذكرت أن ملك فرنسا لويس 14 الذي حكم بلاده خلال الفترة من عام 1643 حتى 1715، أنفق ثروة طائلة محمّلا رعاياه تكلفة بلغت 100 مليون ليفر تونو (ما يعادل على الأرجح نحو 2.6 مليار دولار اليوم)، لتحويل نُزُل صيد صغير إلى قصر فرساي الفخم، الذي صار تجسيدا صارخا للفوارق الطبقية قبل أن تنتهي سلالة الملوك بالمقصلة.

وفي ثمانينيات القرن الماضي، أنفق الزعيم الروماني نيكولاي تشاوسيسكو ثلث ميزانية بلاده على "قصر الشعب" قبل أن يُقتل على أيدي عناصر من الجيش بعد ثورة شعبية.

وتستحضر المجلة حالات حديثة مشابهة، منها إقدام جاكوب زوما بعد انتخابه رئيسا لجنوب أفريقيا في عام 2009 على اتخاذ قرار بتحويل مزرعته العائلية إلى مجمع فخم تحت ذريعة أنها بحاجة إلى "تحديث أمني"، يشمل حوض سباحة ضخما ومأوى فاخرا لقطعان مواشيه.

إعلان

وقد كانت مبرراته لبناء المجمع من الخزينة العامة في غاية الغرابة، إذ قال إن بقرة شاردة قد تثير إنذارا كاذبا، وإن "بركة إطفاء الحرائق" ضرورية في حال اشتعل أحد الأسقف المصنوعة من القش.

ملك فرنسا لويس 14 الذي حكم بلاده خلال الفترة من عام 1643 حتى 1715، أنفق ثروة طائلة محمّلا رعاياه تكلفة بلغت 100 مليون ليفر تونو (ما يعادل على الأرجح نحو 2.6 مليار دولار اليوم)، لتحويل نُزُل صيد صغير إلى قصر فرساي الفخم

وأثار تركيب مصعد للأمتعة في المقرّ الرسمي لرئيس وزراء أستراليا عام 2016، استياء واسعا بعدما تبيّن أن تكلفته بلغت 83 ألفا و500 دولار أسترالي (نحو 62 ألف دولار أميركي).

كما أسهم ورق جدران قُدّرت تكلفة اللفة الواحدة منه بــ840 جنيها إسترلينيا (1155 دولارا) في سقوط بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني بين عامي 2019 و2022، بعدما استخدمه في تزيين شقته في "داوننغ ستريت".

لكن أكثر القوائم إسرافا -كما تفيد إيكونوميست- كانت من نصيب الرئيس الأوكراني الأسبق فيكتور يانوكوفيتش، الذي أضفى تحسينات على مقر إقامته بأسود محنطة على جدرانه ودروع وسيوف وبيانو أبيض من طراز شتاينواي، وبحيرة اصطناعية تتوسطها سفينة مقلدة معلّقة فيها ثريات بقيمة 97 ألف دولار. وبعد هروبه، فُتح المنزل أمام العامة ليصبح "متحفا للفساد".

وتخلص إيكونوميست إلى أن مشروع ترامب، حتى لو تكفل بتحمل نفقات تنفيذه، فإن "شبح التاريخ" سيظل يطارده، حتى إن منتقديه يقارنونه بقصر فرساي في باريس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تخفض عدد اللاجئين الذين يُسمح لهم بالدخول سنويًا للولايات المتحدة

قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقليص عدد اللاجئين الذين يُسمح لهم بدخول الولايات المتحدة سنويا، ليقتصر العدد على 7500 لاجئ، معظمهم من البيض من جنوب إفريقيا، في انخفاض حاد أُعلن عنه اليوم الخميس.

وذكرت وكالة أنباء (أسوشييتد برس)، أن هذه الخطوة تُرسخ تحولا كبيرًا في سياسة التعامل مع اللاجئين، بما يتماشى مع أهداف الإدارة الجمهورية الأوسع نطاقا المتمثلة في منع دخول الأجانب الذين تعتبرهم خطرا على الأمن القومي أو تهديدا للوظائف الأمريكية.

وقد أدى هذا التحول إلى تشديد إجراءات تطبيق قوانين الهجرة، في المدن وعلى الحدود ونقاط الدخول، في مشهد متغير جذريا في بلد لطالما اعتُبر منارة للمهاجرين.

ولم تذكر إدارة ترامب أي سبب للأرقام الجديدة، التي تُمثل انخفاضا حادا عن سقف العام الماضي البالغ 125 ألف لاجئ الذي حدده الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن.

وكانت وكالة (أسوشييتد برس) قد أفادت، سابقا، بأن إدارة ترامب كانت تدرس قبول ما لا يزيد على 7500 لاجئ، معظمهم من البيض من جنوب إفريقيا.

وجاء في إشعار الإدارة أن قبول 7500 لاجئ خلال السنة المالية 2026، التي بدأت في الأول من أكتوبر، مبرر بدوافع إنسانية أو يصب في المصلحة الوطنية، ولم يذكر الإشعار أي مجموعات أخرى محددة سيتم قبولها بخلاف البيض من جنوب إفريقيا.

اقرأ أيضاًترامب: سأخفض الرسوم الجمركية المتعلقة بالفنتانيل على الصين إلى 10%

«الشيوخ الأمريكي» يصوت على إلغاء تعريفات ترامب الجمركية على البرازيل

ترامب يغلق الباب أمام الولاية الثالثة بعد تصريح لرئيس مجلس النواب الأمريكي

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تخفض عدد اللاجئين الذين يُسمح لهم بالدخول سنويا للولايات المتحدة
  • إدارة ترامب تخفض عدد اللاجئين الذين يُسمح لهم بالدخول سنويًا للولايات المتحدة
  • ما هو روبوت نيو الذي غزا منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا؟
  • مجلس الوزراء: المتحف المصري الكبير نال جائزة فرساي لعام 2024 كأحد أجمل متاحف العالم
  • المتحف المصري الكبير.. مساع لاستثمار التاريخ
  • السعودية.. وزير يكشف رفع ولي العهد لعدد الشركات المستهدف جذبها لفتح مقرات بالمملكة
  • ريتشارد جير: العالم سقط في منطقة الغباء.. هل نصدق ترامب ونتنياهو؟
  • من هم المتقون الذين يدخلون الجنة ويخلدون فيها للأبد؟
  • لأول مرة في التاريخ.. 4 تريليونات دولار القيمة السوقية لـ"أبل" بفضل "آيفون 17"