حملات فورية للتصدي للبناء العشوائي في الشرقية
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
تواصل الأجهزة التنفيذية بمحافظة الشرقية جهودها اليومية المكثفة للتصدي للتعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة، واتخاذ الإجراءات القانونية الفورية حيال المخالفين، وذلك في إطار توجيهات الدولة المستمرة بفرض هيبة القانون والحفاظ على الرقعة الزراعية ومواجهة ظاهرة البناء المخالف، وحرص القيادة السياسية على صون مقدرات الوطن.
                
      
				
وبناءً على تعليمات المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية لرؤساء المراكز والمدن والأحياء، شدد المحافظ على ضرورة استمرار الحملات اليومية لإيقاف محاولات البناء المخالف في المهد، مع تطبيق القانون بكل حسم ودون أي تهاون، حفاظًا على حقوق الدولة والمواطنين على حد سواء.
وفي هذا الإطار، نفذت رئاسة مركز ومدينة بلبيس برئاسة اللواء أحمد شاكر رئيس المركز حملة فورية لإزالة إحدى حالات التعدي داخل سور قديم، حيث تبين وجود مبنى تحت الإنشاء عبارة عن شدة خشبية للسقف ومبانٍ بالدبش الأبيض.
قاد الحملة قسم الإزالات بالمركز بمشاركة الجمعية الزراعية وتحت إشراف وائل العايدي نائب رئيس المركز، وتمت الإزالة الفورية في المهد، والتحفظ على الأخشاب والأسمنت المستخدم في البناء، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين.
وأكد رئيس المركز أن حملات الإزالة مستمرة يوميًا في مختلف الوحدات المحلية تنفيذًا لتعليمات محافظ الشرقية، وأنه لن يُسمح بأي محاولة للبناء العشوائي دون ترخيص، حفاظًا على المظهر الحضاري وتنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية.
وأشار إلى أن الدولة لن تتهاون في تطبيق القانون على غير الملتزمين، وأن مواجهة مخالفات البناء العشوائي أصبحت مسؤولية جماعية للحفاظ على حق الأجيال القادمة في أراضٍ آمنة ومنظمة.
وفي سياق آخر، تتجه أنظار العالم في الأول من نوفمبر إلى القاهرة، حيث تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر صرح أثري وثقافي في العالم، في حدث تاريخي طال انتظاره لأكثر من عشرين عامًا.
فمنذ وضع حجر الأساس عام 2002 عند سفح أهرامات الجيزة، بدأ حلم المصريين يتحول إلى واقع بمشاركة مئات المهندسين والخبراء من داخل مصر وخارجها، ليصبح المتحف واجهة حضارية تعكس عبق الماضي وروح الحاضر.
يضم المتحف أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية نادرة، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد، وتشمل التابوت الذهبي، القناع الشهير، كرسي العرش، والخنجر الأسطوري.
كما يستقر داخل البهو العظيم تمثال الملك رمسيس الثاني في موقعه المهيب ليكون في استقبال الزوار من مختلف دول العالم.
ويمتاز المتحف بتصميم معماري فريد مستوحى من قمم الأهرامات الثلاثة، وتطل واجهته الزجاجية الضخمة على الأهرامات في مشهد يخطف الأنظار.
كما تضم قاعاته أحدث تقنيات العرض والإضاءة والحفظ المتحفي، مما يجعله منارة للعلم والثقافة والسياحة في آن واحد.
ويأتي افتتاح المتحف في توقيت رمزي بالغ الأهمية، حيث يتزامن مع ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، في إشارة إلى استمرارية الحضارة المصرية التي لا تنطفئ جذوتها عبر العصور.
إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أو مشروع قومي، بل هو رسالة من مصر إلى العالم تؤكد أن أرض الكنانة لا تزال مهد الحضارة ومنبع الإبداع الإنساني، وأن ما بدأه الأجداد قبل آلاف السنين لا يزال ينبض بالحياة بفضل سواعد المصريين اليوم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البناء المخالف الرقعة الزراعية هيبة القانون التصدي للتعديات على الأراضي الزراعية هيبة الدولة
إقرأ أيضاً:
قالوا عن المتحف المصري الكبير .. رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة في مقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط
مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، تتجدد ملامح الفخر في وجدان كل مصري؛ فليس الحديث هنا عن صرح أثري فحسب، بل عن عنوان لإرادة دولة تُعيد قراءة تاريخها بأدوات العصر، لتصوغ مستقبلًا يليق بحضارة صنعت قيم التنظيم، والعمارة، والإدارة منذ آلاف السنين.
لقد أدرك المصري القديم أن بناء حضارة لا يتحقق بالفنون وحدها، ولا بالعلوم بمفردها، بل بإدارة واعية تنظم العمل، وتوزع الأدوار، وتتابع الأداء، وتشيد لمشروعات وفق حسابات دقيقة للموارد والزمن. ويكشف المتحف المصري الكبير جوانب عديدة من هذا الإرث الإداري من خلال معروضاته ووثائقه ونصوصه، التي توثق وجود أجهزة إشراف، وسجلات، وتقارير محفورة على جدران المقابر والمعابد.
كما تشير الاكتشافات الأثرية القديمة والحديثة إلى مقابر مسؤولين وكتبة ومشرفين على أعمال الدولة، تحمل على جدرانها نصوصًا حفظت لنا المهام والمسؤوليات، وتقسيمات العمل، وآليات المتابعة، وحركة المواد الخام في المشروعات، وحساب الأجور، ومعدلات الإنجاز في المشروعات الكبرى، وهي شواهد قوية على أن عقل الدولة المصرية كان منظمًا، نجاحاتها المعمارية لم تكن مصادفة، بل نتيجة منظومة عمل متقنة.
إن افتتاح المتحف المصري الكبير يُعزز مكانة مصر العالمية كدولة ذات ذاكرة حضارية حية، قادرة على تحويل تراثها إلى مصدر قوة ناعمة، وجذب سياحي، وتعليم ثقافي للأجيال الجديدة، وهو أيضًا يعكس رؤية الدولة المصرية الحديثة، التي تضع الإصلاح الإداري في صدارة توجهاتها، وتبني سياسات إدارة موارد بشرية رشيدة، وبناء كفاءات قادرة على إدارة برامج التحول المؤسسي بكفاءة.
وفي هذا السياق، يواصل الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة دوره في تحديث هيكل الجهاز الإداري للدولة، والارتقاء بالمهارات الحكومية، واعتماد نظم تدريب واختبارات مؤسسية تضمن الاختيار على أساس الكفاءة والجدارة، بما يحافظ على استدامة الأداء وجودة الخدمات العامة. إنها رحلة تطوير تؤكد امتداد العقل المصري الإداري من ماضيه إلى حاضره.
إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد وجهة سياحية، بل مدرسة مفتوحة يتعلم منها الزائر كيف تُدار دولة منذ فجر التاريخ؛ كيف تُوزع المهام، وتتابع الأعمال، وتسجل الإنجازات، وتبنى المشروعات الوطنية وفق رؤية واضحة وقيم صلبة، وهو في الوقت ذاته شاهد حي على أن الحضارة المصرية كانت — ولا تزال — حضارة عقل يخطط، وإدارة تنظم، وإرادة تنجز.
وفي ظل دعم القيادة السياسية، تتواصل جهود الدولة لترسيخ قواعد الإدارة الرشيدة، وتفعيل منظومة الحوكمة، وبناء جهاز إداري قادر على تنفيذ رؤية مصر للتنمية المستدامة. وهو ما يعزز ثقة المواطن في جودة الخدمة العامة، ويرسّخ هوية مهنية جديدة للجهاز التنفيذي.
وفي الختام، يظل المتحف المصري الكبير محطة مضيئة في سجل الدولة المصرية الحديثة، ودليلًا جديدًا على أن هذه الأمة تحمل في جيناتها قدرة دائمة على التنظيم، والبناء، وصناعة المستقبل. فكما أثبت أجدادنا أن الحضارة تدار بالعقل قبل أن تشيد الحجر، تثبت مصر اليوم أن الإدارة الواعية هي الركيزة الأساسية لكل نهضة .. وستبقى مصر عقلًا ،يفكر وإدارة تنجز، وحضارةً تلهم العالم.
 سعر الذهب الآن اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025.. تحديث لحظي
سعر الذهب الآن اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025.. تحديث لحظي