النائب أحمد تركي: الإسلام لا يعادي العلم ولا الحضارة.. والحملة ضد الآثار تشويه للوعي
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
صرح الشيخ أحمد تركي، عضو مجلس الشيوخ وأحد علماء وزارة الأوقاف، مؤكدا أن الحملة التي يشنها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الآثار المصرية ، بزعم وثنيتها ليست سوى محاولة يائسة للنيل من مصر وحضارتها وتاريخها العريق.
وأوضح الشيخ تركي، في منشور مطول عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" ، أن مثل هذه المزاعم الموجهة تكررت في كل مرة تحقق فيها الدولة المصرية إنجازا كبيرا، معتبرا أن الهدف منها هو تشويه الوعي الجمعي للمجتمع وبث الشك في رموزه الحضارية، مشددا على أن الآثار المصرية ليست أصناما للعبادة، بل شواهد خالدة على إبداع الإنسان المصري الذي سخر العلم والإيمان في بناء حضارته.
وأضاف أن القرآن الكريم نفسه فرق بوضوح بين التماثيل التي كانت تعبد من دون الله وبين المعالم الحضارية التي أقامتها الأمم السابقة، حيث تناول قصص عاد وثمود وسبأ وفرعون بوصفها حضارات سابقة تستحق التأمل والعظة لا الهدم أو الطمس، مستشهدا بآيات تدعو إلى السير في الأرض والنظر في آثار من سبقونا لاستخلاص الدروس والعبر.
وبين تركي، أن الصحابة رضوان الله عليهم عندما دخلوا مصر والعراق والشام وفارس لم يهدموا آثار تلك الشعوب، لأن الإسلام لا يعادي العلم ولا الحضارة، بل يعترف بقيمة العمل الإنساني ويعتبر الحفاظ على منجزات الأمم السابقة احتراما لتاريخ الإنسان وامتثالا لتعاليم القرآن.
وأشار إلى أن المصريين القدماء كانوا من أكثر الشعوب تدينا، وأن حضارتهم قامت على الإيمان العميق بالحياة الآخرة وبالجزاء بعد الموت، مؤكدا أن هذه المفاهيم الدينية الواضحة لا يمكن وصفها بالوثنية.
واستشهد بما ذكره المؤرخ الإغريقي هيرودوت، حين قال إن المصريين "أشد البشر تدينا"، كما نقل عن علماء المصريات ما يؤكد أن المعتقدات المصرية القديمة تضمنت قيما توحيدية ظهرت في الصلوات والأدعية، التي رفعها المصري القديم إلى الإله الواحد.
كما استعرض تركي ، أبحاث الدكتور نديم عبد الشافي السيار، أستاذ علم المصريات، الذي أوضح وجود تقارب لغوي وديني بين المصرية القديمة والعربية، حيث تعود جذور كلمات مثل "دين"، و"صوم"، و"حج"، و"حنف"، و"كعبة" إلى مفردات مصرية قديمة تعبر عن معان إيمانية وروحية عميقة.
وأضاف أن المصري القديم كان يتوضأ قبل الصلاة، ويسجد لله الواحد الأحد، ويؤدي صلواته في خشوع تام، وهو ما يتقاطع مع جوهر العبادة في الإسلام.
وتابع الشيخ أحمد تركي قائلا: “إن من يصف الآثار المصرية بالوثنية لم يقرأ القرآن الكريم جيدا ولم يعرف تاريخ أمته، فالمصريون القدماء عبدوا الله على طريقتهم، وبنوا حضارتهم بإيمان عميق، أما الوثنية الحقيقية فهي أن يعبد الإنسان المال أو الشهرة، وأن يهاجم وطنه من أجل مصالح ضيقة أو أجندات خفية.”
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ أحمد تركي المتحف المصري الكبير الحضارة المصرية الآثار المصرية الوثنية الأوقاف التوحيد القرآن الكريم الآثار المصریة أحمد ترکی
إقرأ أيضاً:
(خاص) عبد الرحيم ريحان: المتحف المصري يعرض 57 ألف قطعة تروي قصة الحضارة المصرية
في ظل الاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف المصري الكبير، أحد أهم المشروعات الثقافية في العالم، أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن هذا الصرح العملاق يجسد عبقرية المصريين عبر العصور، ويعد أكبر متحف في العالم يروي قصة حضارة واحدة من أقدم وأعظم الحضارات الإنسانية.
وأوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية في حوار خاص لـ “الوفد” إن المتحف المصري الكبير يُعد أكبر متحف في العالم من حيث المساحة، إذ أُقيم على مساحة 500 ألف متر مربع، بينما تبلغ مساحة المبنى المتحفي 45 ألف متر مربع، وهو المتحف الوحيد في العالم الذي يضم آثار حضارة واحدة في موطنها الأصلي، وهي الحضارة المصرية التي خصص لها علم مستقل هو علم المصريات.
وأوضح الدكتور ريحان أن المتحف يضم مقتنيات أثرية استثنائية لا مثيل لها عالميًا، إذ يعرض 57 ألف قطعة أثرية موزعة على 12 قاعة عرض، مقسمة تاريخيًا من عصور ما قبل التاريخ إلى عصر الأسرات مرورًا بـ الدولة القديمة والوسطى والحديثة، وحتى العصرين اليوناني والروماني.
كما توجد قاعات مقسمة تقسيمًا نوعيًا، منها قاعة للملكية وأخرى للمعبودات وثالثة للحياة الاجتماعية، تبلغ مساحتها جميعًا 18 ألف متر مربع، بالإضافة إلى قاعتين ضخمتين بمساحة 7 آلاف متر مربع لكل منهما مخصصتين بالكامل لعرض مجموعة توت عنخ آمون.
وأضاف أن المتحف يستقبل زواره بتمثال الملك رمسيس الثاني، بطل الحرب والسلام، الذي نُقل إلى المتحف في 25 يناير 2018 قبل استكمال البناء، ويقف في قاعة مساحتها 7 آلاف متر مربع، إلى جانب المسلة المعلقة القادمة من صان الحجر والمقامة على مساحة 27 ألف متر مربع، ويشاهد الزائر من باطنها خرطوش رمسيس الثاني واسم مصر مكتوبًا بكل لغات العالم.
وأشار إلى أن المتحف يضم الدرج العظيم الممتد على طول 64 مترًا وارتفاع 25 مترًا، ويحوي أكثر من 87 تمثالًا تعرض في سيناريو تاريخي فريد يبدأ بملوك مصر القديمة وعلاقتهم بالمعبودات، وصولًا إلى قاعة العرض الافتراضية ومتحف الطفل، ويطل الدرج على جدار زجاجي عملاق يُتيح رؤية الأهرامات الثلاثة وكأنها جزء من العرض المتحفي نفسه.
وأوضح الدكتور ريحان أن المتحف يعرض أقدم بلطة حجرية يدوية من العصر الحجري القديم يعود عمرها إلى نحو 700 ألف عام، اكتشفت في منطقة العباسية، وكانت تُستخدم في الصيد وقطع النباتات، وتُعد من أقدم الأدوات التي صنعها الإنسان في مصر.
وأكد أن المتحف سيعرض مجموعة توت عنخ آمون كاملة لأول مرة، وتضم 5537 قطعة أثرية جاءت من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الأقصر والمتحف الحربي، وشارك في تجهيزها شباب مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير، وهو أكبر مركز إقليمي للترميم في الشرق الأوسط.
وتضم المجموعة قناع توت عنخ آمون الذهبي، وأربع مقاصير ذهبية، وثلاثة أسرة، وأربع عجلات حربية، مع عروض تفاعلية توضح قصة اكتشاف المقبرة وتوثيق الصور الأصلية للحظة العثور عليها.
وأشار إلى أن كنوز توت عنخ آمون تُعد أكمل كنز ملكي مكتشف في التاريخ، وتمثل ذروة ما وصلت إليه مصر في فنون الذهب والنحت والزخرفة خلال عصر الدولة الحديثة، حين انفتحت البلاد على الشرق الأدنى القديم بفضل الحملات العسكرية والتجارة الدولية.
كما أوضح أن المتحف سيعرض المراكب الجنائزية التي كانت تُعرف سابقًا بـ«مراكب الشمس»، حيث تُعرض المركب الأولى كاملة التي كانت في الجانب الجنوبي للهرم الأكبر، بينما تُعرض المركب الثانية أمام الجمهور أثناء أعمال الترميم التي تستمر ثلاث سنوات ليتعرف الزوار على مراحل العمل بأنفسهم، مشيرًا إلى أن المركب مكوّنة من 1200 قطعة يجري ترميمها بواسطة بعثة الجايكا اليابانية بالتعاون مع مرممين مصريين.