طوابع تروي الحكاية.. عملات خالدة بمناسبة المتحف المصري الكبير
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
في لحظة تختلط فيها هيبة الماضي بروح الحاضر، أصدرت كلا من مصلحة الخزانة العامة وسك العملة والهيئة القومية للبريد مجموعة استثنائية من الطوابع والعملات التذكارية احتفالا بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي ينتظره العالم كأعظم صرح أثري وحضاري في القرن الحادي والعشرين.
. شاهد
ومع كل قطعة من هذه الإصدارات، تروي حكاية جديدة من حكايات مصر التي لا تنتهي.. حكاية تجسدها عملات ذهبية وفضية، وطوابع بريدية تحمل صور الملوك والتماثيل والواجهات المعمارية، لتصبح رسائل صغيرة من التاريخ تبعث إلى الحاضر.
وقال بيان مشترك صادر عن وزارات المالية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة والآثار إن هذه الإصدارات تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على توثيق اللحظات التاريخية الكبرى، وترسيخ الهوية الوطنية عبر رموز فنية تُخلد حدثا يمثل ذروة العطاء الثقافي والحضاري لمصر الحديثة.
رسائل من الذهب والفضةوزير المالية المصري أحمد كجوك عبر عن فخره بالإبداع المصري في تصميم العملات التذكارية الخاصة بالمتحف الكبير، مؤكدا أنها ليست مجرد وسيلة تذكارية، بل قطع فنية راقية تحمل روح المكان وعظمة ما يحتويه من كنوز وآثار استثنائية.
وتضم المجموعة ست فئات جنيه، 5 جنيهات، 10 جنيهات، 25 جنيها، 50 جنيها، و100 جنيه، صُممت جميعها بعناية لتعكس ملامح المتحف المصري الكبير من المسلة المعلقة وواجهة المتحف إلى تمثال رمسيس الثاني وقناع توت عنخ آمون الذهبي.
طوابع تنبض بالتاريخ والتكنولوجيامن جانبها، أصدرت الهيئة القومية للبريد مجموعة طوابع تذكارية تجسد روعة المتحف وثراء مقتنياته، مطبوعة بدقة عالية تبرز جمال التصميم المعماري للمتحف وما يضمه من كنوز أثرية.
وشملت الإصدارات شيتًا تذكارياً (14×23 سم) يضم خمسة طوابع لتماثيل أثرية من مقتنيات المتحف، إلى جانب مجموعة من ثلاثة طوابع (5×9 سم) تُبرز واجهته المعمارية، ويتصدرها شعار "المتحف المصري الكبير".
ولأن مصر تجمع بين الأصالة والتكنولوجيا، جاءت الطوابع مزودة بتقنية QR Code التي تتيح للمهتمين والباحثين خوض تجربة معرفية تفاعلية، تروي لهم قصة الإصدار والمناسبة التي يوثقها، في تزاوج مدهش بين التاريخ والرقمنة.
رموز خالدة لحدث استثنائي
وزير السياحة والآثار شريف فتحي أكد أن هذه الإصدارات ليست مجرد تذكارات، بل توثيق بصري ووجداني للحظة فارقة في تاريخ مصر، تعكس حرص الدولة على إبراز مكانة المتحف المصري الكبير كرمز حضاري عالمي يروي تاريخ مصر الخالد أمام العالم.
أما وزير الاتصالات عمرو طلعت، فأشار إلى أن الطوابع البريدية تمثل رسائل ثقافية وفنية تعبر عن عبقرية المصري القديم وتؤكد الدور الريادي لمصر في حماية إرثها وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة حضارتها العريقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير رمسيس الثاني تمثال رمسيس الثاني توت عنخ آمون الذهبي المتحف المصری الکبیر
إقرأ أيضاً:
خبير آثار: المتحف المصري الكبير رسالة حضارية خالدة تجسّد عبقرية مصر عبر العصور
قال على أبودشيش خبير الآثار المصرية ومدير مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح، بل رسالة حضارية خالدة من مصر إلى العالم، تُجسّد الإرادة والعبقرية التي استطاعت أن تُزاوج بين عظمة الماضي وبراعة الحاضر."
المتحف المصري الكبيرأوضح أبودشيش، أن المتحف المصري الكبير يُعدّ أضخم متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويقف شامخًا على بُعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، مُشكّلًا معها "المثلث الذهبي" الذي لا مثيل له.
أشار خبير الآثار، إلى المشروع القومي العملاق، الذي وُلد من رحم الحلم ليصبح حقيقة، يُمثل نقطة تحوّل في مسار حفظ التراث العالمي، وبوابة مصر للعالم نحو استعراض تاريخها العريق بأحدث التقنيات.
تفاصيل البناء وقاعات العرض: حكاية تُروى بتكنولوجيا العصر
أفاد أنه صُمم المتحف على مساحة هائلة تبلغ حوالي 100 ألف متر مربع، ويخصص 45 ألف متر منها للعرض المتحفي. وتبرز فيه فكرة العرض التي تعتمد على التسلسل الزمني وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لتقديم تجربة غامرة للزائر.
لفت أن الدرج العظيم: هو قلب المتحف النابض، حيث يصعد الزائرون تدريجيًا عبر العصور، تحيط بهم أعمال نحتية ضخمة لملوك الفراعنة، ما يخلق إحساسًا مهيبًا برحلة عبر التاريخ.
استكمل قائلا، إن قاعات العرض الدائم: تمتد على مسطح 18 ألف متر مربع، وتضم عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تحكي قصة الحضارة المصرية القديمة منذ عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر الروماني.
أوضح أن متحف الطفل ومركز المؤتمرات: يشتمل الصرح على مساحات مخصصة للتوعية الثقافية للنشء، ومعامل ترميم هي الأكبر في الشرق الأوسط، وقاعات مؤتمرات تعزز دوره في سياحة المؤتمرات والأحداث العالمية.
أكد أنه لأول مرة في التاريخ، ستُعرض مجموعة كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون كاملة في مكان واحده ٥٣٩٨ قطعه فريده
هذه المجموعة، التي عُثر عليها كاملة في مقبرته عام 1922، هي درة التاج في المتحف.
قاعات الملك الذهبي
أضاف أنه خُصصت مساحة عرض ضخمة لاستقبال المجموعة المذهلة، لتُقدم تجربة لا تُنسى للزائرين، حيث يمكنهم مشاهدة القناع الذهبي الشهير، وكرسي العرش، والحلي والمجوهرات، والأواني الكانوبية.
"البيت الكبير لملك توت عنخ آمون"
تابع أن المتحف الكبير أصبح هو المستقر الأخير لهذه الكنوز النادرة، مما يرفع من قيمته الرمزية والتاريخية عالميًا.
مركب خوفو
معجزة الأخشاب الخالدة
يُعد مركب الملك خوفو (المركب الأولى) الذي تم اكتشافه بجوار الهرم الأكبر، أحد أهم المعروضات التي تؤكد براعة المصريين القدماء.
متحف مركب خوفو: تم نقل المركب، وهو أقدم وأكبر أثر عضوي خشبي في تاريخ البشرية، بالكامل في عملية هندسية معقدة إلى مبنى مخصص له داخل المتحف الكبير. هذا المبنى مزود بتقنيات متقدمة للتحكم في درجات الحرارة والرطوبة لضمان حفظ الأخشاب النادرة.
المركب الثانية: كما سيتمكن الزوار من مشاهدة عملية ترميم وإعادة تجميع قطع مركب خوفو الثانية كجزء من تجربة متحفية تفاعلية. "هنا يلتقي التاريخ بالهندسة المعاصرة".
الأهمية الشاملة: أبعاد تتجاوز جدران المتحف
1. الأهمية السياحية والاقتصادية:
المتحف هو "قاطرة التنمية السياحية"، حيث من المتوقع أن يجذب ما يزيد عن 18 مليون زائر سنويًا، مما ينعش القطاع السياحي ويُدر العملة الصعبة. إنه يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية مصر لجذب نوعية جديدة من السائحين المهتمين بالسياحة الثقافية، ويُتوقع أن يحدث "طفرة نوعية" في الإشغالات الفندقية والاقتصاد القومي.
2. الأهمية الثقافية والحضارية:
المتحف هو "نافذة مصر على ثقافات العالم" و"دليل على أن الحضارة المصرية قادرة على الحوار والمشاركة". إنه يبرز الهوية المصرية المعاصرة ويعزز الدور الثقافي لمصر على المستوى العالمي، ويساهم في توعية النشء بالحضارة المصرية وإحياء الحرف والفنون التراثية.
3. الأهمية السياسية والاستراتيجية:
يمثل المتحف الكبير "قوة مصر الناعمة" على الساحة الدولية.
إنجاز هذا المشروع العملاق رغم التحديات المالية والسياسية يعكس "إرادة دولة لا تقهر" ويؤكد على استقرارها وقدرتها على تحقيق الإنجازات الكبرى.
إنه يمثل منصة عالمية لتوحيد الجهود الدولية حول قضايا التراث والحضارة، ويعزز مكانة مصر كـقائدة حضارية"في المنطقة والعالم.
ختامًا، المتحف المصري الكبير ليس مجرد مستودع للآثار، بل هو "أيقونة خالدة" تضيء سماء القاهرة، ومفخرة لكل مصري، ودعوة مفتوحة للعالم لاستكشاف "سر الخلود" الذي أخفته الحضارة المصرية القديمة، مُقدمًا دليلاً قاطعًا على أن مصر تستثمر في تاريخها لتصنع مستقبلها.