إعصار ميليسا يتبدد مخلفا 50 قتيلا وأضرارا فادحة بالكاريبي
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
بدأ إعصار ميليسا، إحدى أقوى العواصف التي سجلت على الإطلاق والتي تجتاح منطقة البحر الكاريبي، في التبدد بعد أن تسببت في دمار في أنحاء كثيرة من جامايكا وعزلت مجتمعات في كوبا وأغرقت هاييتي، وخلفت ما لا يقل عن 50 قتيلا.
وأكدت مراكز الأرصاد أنه اعتبارا من الساعة 11 صباحا (15:00 بتوقيت غرينتش) من يوم الجمعة، بات ميليسا إعصارا ما بعد استوائيا، مع رياح مستدامة قصوى تبلغ 137 كيلومترا في الساعة، متجهة إلى الشمال الشرقي نحو آيسلندا وجزر فارو.
وأشار الخبراء إلى أن ميليسا شكل أقوى عاصفة على الإطلاق تضرب جامايكا بشكل مباشر، وأول إعصار كبير يفعل ذلك منذ عام 1988. وقدرت شركة "أكيوويذر" الأميركية للتنبؤات الجوية الأضرار والخسائر الاقتصادية في منطقة غرب البحر الكاريبي بما يتراوح بين 48 مليار دولار و52 مليار دولار.
ويوم الثلاثاء الماضي ضرب ميليسا جنوب غرب جامايكا كإعصار قوي من الفئة الخامسة، ودمر العديد من المناطق التي كان قد ضربها قبل ذلك إعصار "بيريل" العام الماضي.
وأكدت وزيرة الإعلام الجامايكية يوم الجمعة مقتل 19 شخصا على الأقل، لكنها أشارت إلى وجود مؤشرات على انتشال المزيد من الجثث. وأضافت أن الكهرباء لا تزال منقطعة عن حوالي 462 ألف شخص، وأن عمليات توزيع المواد الغذائية الطارئة بدأت.
وفي هاييتي، التي لم تتعرض للإعصار بشكل مباشر، ولكنها عانت أياما من الأمطار الغزيرة الناجمة عن العاصفة البطيئة الحركة، وأعلنت السلطات عن مقتل 31 شخصا على الأقل وفقدان 20 آخرين.
ولقي ما لا يقل عن 23 شخصا، بينهم 10 أطفال، حتفهم في بلدة بيتيت غواف (جنوب هاييتي) عندما فاض نهر عن ضفتيه. كما تضررت الطرق والمنازل والأراضي الزراعية جراء الأمطار.
وقال رئيس المجلس الرئاسي الانتقالي في هاييتي: "إنها لحظة حزينة للبلاد. فبالإضافة إلى القتلى والمفقودين، هناك أضرار مادية جسيمة حيث دُمرت منازل، وحقول غمرتها المياه، ومواشٍ فُقدت، وطرق مقطوعة".
إعلانكما حذرت السلطات الهاييتية أيضا من خطر ظهور وباء الكوليرا مرة أخرى في البلاد كما حصل في عام 2022، وينتشر هذا الوباء غالبا من خلال المياه الملوثة.
وفي كوبا، ضرب ميليسا كإعصار من الفئة الثالثة ولم تُسجل أي وفيات حتى يوم الجمعة، على الرغم من أنه تسبب في أضرار جسيمة للمنازل والطرق والمحاصيل. وتم إجلاء مئات الآلاف من شرق كوبا والمناطق المحيطة بثاني أكبر مدن الجزيرة، سانتياغو دي كوبا.
وقال مدير برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الكاريبي براين بوغارت -في مؤتمر صحفي بعد زيارة بلاك ريفرفي جامايكا- "الوضع على الأرض لا يمكن وصفه إلا بأنه كارثي.. يبدو الأمر كما لو أن قنبلة انفجرت في هذا المجتمع، والناس لا يزالون في حالة صدمة".
وقالت مؤسسة "أكيوويذر" الأميركية للتنبؤات الجوية إن إعصار ميليسا هو ثالث أقوى إعصار تم رصده في منطقة البحر الكاريبي، فضلا عن كونه الأبطأ حركة، مما أدى إلى تفاقم الأضرار في المناطق المتضررة.
ويؤكد العلماء أن الأعاصير تشتد بوتيرة أسرع وأكبر نتيجة ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات جراء انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتعاني دول جزر الكاريبي غالبا من الأعاصير والعواصف. وكان عدد من قادة المنطقة قد دعوا الدول الغنية، التي تُسبب تلوثا كبيرا، إلى تقديم تعويضات على شكل مساعدات أو تخفيف أعباء الديون عنها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات طقس وحرارة إعصار میلیسا
إقرأ أيضاً:
إعصار ميليسا يغادر كوبا ويتجه نحو الباهاما
بدأ السكان في شرق كوبا في تنظيف الشوارع التي امتلأت بالركام والأشجار متساقطة الأربعاء بعد مرور الإعصار ميليسا الذي أسفر عن مقتل 50 شخصا على الأقل قبل أن يصل إلى الجزيرة، منهم 30 في هايتي بينهم عشرة أطفال 19 في جامايكا.
وفي سانتياغو دي كوبا، ثاني أكبر مدن البلاد، تعاون السكان في تنظيف الشوارع.
انهارت بعض المنازل، وسقطت أسقف بفعل الرياح العاتية، وانقطعت الكهرباء عن المدينة، وهوى العديد من أعمدة الكهرباء. كما فاضت الأنهار القريبة ووصل منسوب المياه في بعض الأماكن إلى مستوى مرتفع.
ويسير الإعصار ميليسا حاليا قبالة ساحل كوبا الشرقي مع رياح تبلغ سرعتها 155 كيلومترا في الساعة، لكن الأمطار الغزيرة لا تزال تتهاطل على الجزيرة، وفق المركز الوطني للأعاصير.
ويتجه الإعصار نحو جزر الباهاما حيث من المتوقع أن يتحول إلى عاصفة خطرة، وفق المركز الوطني للأعاصير، ومن المنتظر أن تتجه بعد ذلك نحو برمودا والتي من المتوقع أن تصل إليها مساء الخميس.
في شرق كوبا، حيث أجلت السلطات 735 ألف شخص، من المتوقع هطول أمطار غزيرة، ما قد يتسبب في فيضانات مفاجئة كارثية وانهيارات أرضية.
وقال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل إن الإعصار تسبب في "أضرار جسيمة"، من دون أن يعلن عن وقوع ضحايا.
لكن في هايتي التي لم تتعرض بشكل مباشر لمركز الإعصار ولكنها تأثرت بشدة بالأمطار الغزيرة، أفاد الدفاع المدني في البلاد الخميس أن عدد القتلى ارتفع إلى 30 شخصا، فيما أصيب 20 وفقد 20 آخرون.
عاصفة غير مسبوقة
الإعصار ميليسا هو الأقوى الذي يضرب اليابسة منذ 90 عاما عندما وصل إلى جامايكا الثلاثاء كعاصفة من الفئة الخامسة، وهي الفئة الأعلى على مقياس سافير-سيمبسون، ما تسبب في "مستويات غير مسبوقة" من الدمار.
وقال دينيس زولو، منسق الأمم المتحدة في دول عدة في الكاريبي، في اتصال عبر الفيديو من كينغستون "ما نعرفه إلى الآن هو حصول دمار هائل، غير مسبوق، على مستوى البنى التحتية والممتلكات والطرق وشبكات الاتصالات والطاقة".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على منصة إكس أن الولايات المتحدة "على اتصال وثيق بحكومات جامايكا وهايتي وجمهورية الدومينيكان وجزر البهاما".
وأضاف روبيو "لقد أرسلنا فرق إغاثة واستجابة إلى المناطق المتضررة، بالإضافة إلى إمدادات حيوية. دعواتنا ترافق شعوب منطقة البحر الكاريبي".
وأوضح ماكنزي أن أكثر من 25 ألف شخص يقيمون في الملاجئ لأن "العديد من المنازل دُمرت"، مضيفا أن "الطريق أمامنا لن يكون سهلا. وبالنظر إلى حجم الدمار، سيستغرق الأمر وقتا طويلا".
كما أشار الوزير إلى أنه "وسط كل هذا، وُلدت طفلة بسلامة في ظروف طارئة. إذن هناك... طفلة اسمها ميليسا".
رقم قياسي
أظهر تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات من الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي أن قوة "ميليسا" لدى ضربه جامايكا الثلاثاء عادلت الرقم القياسي المسجّل عام 1935 لأشد إعصار في وقت وصوله إلى اليابسة.
ويحمل هذا الرقم القياسي منذ 90 عاما الإعصار "لايبور داي" الذي دمر أرخبيل كيز بولاية فلوريدا الأميركية عام 1935، إذ بلغت سرعة رياحه 300 كيلومتر في الساعة وانخفاض الضغط الجوي إلى حد أدنى يبلغ 892 مليبار.
من جهتها، أعلنت الخارجية البريطانية الأربعاء تقديم مساعدة مالية طارئة بقيمة 2,5 مليون جنيه إسترليني للبلاد.
مع ارتفاع درجات حرارة سطح المحيط، تزداد وتيرة الأعاصير الشديدة ذات الرياح القوية والأمطار الغزيرة، لكن ليس العدد الإجمالي للأعاصير، وفق مجموعة خبراء المناخ التابعة للأمم المتحدة.
المصدر: وكالات