جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-01@21:18:35 GMT

أبعاد المؤامرة على حماس في مخطط ترامب

تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT

أبعاد المؤامرة على حماس في مخطط ترامب

 

 

د. عبدالله الأشعل **

عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسلام في غزة، كان همه الأساسي خدمة إسرائيل والقضاء على المقاومة؛ باعتبارها المهدد الأساسي لوجود إسرائيل، وأدرك ترامب أن 7 أكتوبر تاريخ فاصل في القضية الفلسطينية.

ولهذا استشعر الخطر على إسرائيل عندما انهارت إسرائيل وجيشها والجهاز الأمني فيها في ساعات.

وأدرك ترامب أيضًا أن هجوم حماس على إسرائيل ليس كالسابق، لم يكن هدف حماس صد العدوان أو إزالة الاحتلال وحسب، وإنما تحرير فلسطين بما في ذلك إزالة إسرائيل. ولذلك تقدم ترامب بخطته التي علقنا عليها في مقال سابق وقلنا إنها أقرب إلى المؤامرة منها إلى فرصة تسوية النزاع.

الرئيس ترامب يهدف أساسًا إلى تأكيد المشروع الصهيوني الذي يقضي بإفراغ فلسطين من أهلها وإحلال صهاينة العالم محلهم. ولذلك نرى أن المرحلة الأولى هي ابتلاع فلسطين، انطلاقًا إلى المرحلة الثانية، وهي إنشاء إسرائيل الكبرى على أراضي سبع دول عربية. ثم دخول المرحلة الثالثة، وهي تغيير هوية المنطقة العربية إلى الهوية الصهيونية، وذلك بإنشاء الشرق الأوسط الجديد وإلغاء العالم العربي أو جعل العالم العربي في خدمة إسرائيل بلا هوية. الغريب أن ترامب عندما طرح خطته كان ماكرًا، لأنه أكد أن خطته هي إحلال السلام الشامل في المنطقة، ولم يتطرق إلى حقوق الشعب الفلسطيني ولا إلى الدولة الفلسطينية. والعلم أن كافة معاهدات السلام العربية الإسرائيلية كانت استسلامًا لصالح إسرائيل، ولم تبرم معاهدة سلام متوازنة على النحو الذي أوضحناه في كتابنا الذي سيصدر بعد أسابيع وهو "معاهدات السلام في التاريخ"، وهو تحليل لأكثر من ألف معاهدة عبر التاريخ القديم والحديث. وخلصنا من تلك الدراسة من العرب، وخلقت مصالح كرسي الحكم التي تتنافى مع مصالح الوطن والدين.

والواقع أن تصور ترامب لقطاع المقاومة شجَّع عليه إبعاد إيران عن المقاومة العربية في لبنان وغزة واليمن والعراق، ثم الانفراد بكل مقاومة على حدة، ظنًا منه أن الشعوب العربية مقهورة وأنها سوف تستمر هكذا إلى قيام الساعة.

وافترض ترامب أن هناك بعض الحكام العرب يكفي لتمرير مشروعه، ولوحظ أن حرصه على مصالح إسرائيل أكبر من حرص إسرائيل نفسها على مصالحها. ولذلك، فما يبدو على السطح من مسافة بين موقف إسرائيل وأمريكا من بعض القضايا وهمي. والرابح أن أمريكا تخطط وتمد إسرائيل بكل الأسلحة، وإسرائيل تنفذ، وبالمناسبة، إن المجرم الأصلي في غزة هو أمريكا وليس إسرائيل. وواضح أن ترامب يزعم أنه رجل السلام الذي أنهى حروبًا كثيرة، وأنه اهتم بالشرق الأوسط، وأدلى بتصريحات تظهر جهله الفاضح وكذبه في الصراع.

وتصور ترامب أن عداء بعض الحكام العرب لحماس، خصوصًا في دول الخليج، أحد أهم العوامل للقضاء على حماس، ونسى ترامب أن الأصل في الموضوع هو المشروع الصهيوني واحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وأن الأمم المتحدة كررت مرات عديدة بأن العلاقة بين فلسطين وإسرائيل هي علاقة احتلال، وأنه لا بُد أن ينتهي؛ فبدلًا من أن يركز ترامب على إنهاء الاحتلال، عمد إلى تثبيته وإطلاق يد إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حتى توحشت إسرائيل وظنت أنها الأصل والدول العربية جميعها طارئة عليها.

علمًا بأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يقصد به مصلحة الشعب الفلسطيني، وإنما يهدف إلى ما هو أكبر لصالح إسرائيل، علمًا بأنني لا أتوقع مطلقًا أن تحترم إسرائيل الاتفاق، ولكن في نفس الوقت لا تستطيع أن تستأنف الحرب بدون إذن الولايات المتحدة.

فما هو موقف حماس من القضايا المطروحة حاليًا؟ 

أدلى رئيس حماس بتصريحات لقناة الجزيرة حدد فيها موقف الحركة من مختلف القضايا بعد أن فشلت حماس في الاتفاق، وهي متأكدة أن إسرائيل لم تحترمه، ولكن قبلت حماس الاتفاق حتى لا تقف أمام العالم كله الذي أثنى على الاتفاق.

أولًا: فيما يتعلق بقوة الاستقرار التي تضمنها الاتفاق، ترى حماس أن هذه القوة، بصرف النظر عن تشكيلها، لها وظائف محددة، وهي تأمين استمرار وقف إطلاق النار والفصل بين الطرفين، إسرائيل وحماس، ولا تتصور حماس أنها قوة احتلال أو أن من وظائفها نزع سلاح حماس.

ثانيًا: نزع سلاح حماس؛ وافقت حماس على خطة ترامب، ومن ضمنها المرحلة الثانية التي تتضمن نزع سلاح حماس، ولكن رئيس حماس أكد أن هذا الموضوع مرتبط بزوال الاحتلال، كما أنه مرتبط بالحوار المجتمعي بين الفلسطينيين، ويبدو أن هناك تناقضًا شكليًا بين موقفي حماس من نزع السلاح.

ثالثًا: أكد رئيس حماس اعتزازه بفهم السابع من أكتوبر، رغم أن العالم كله أدان السابع من أكتوبر.

رابعًا: أكد رئيس حماس أن القوة الدولية من مهامها إعادة الإعمار، بينما لإسرائيل موقف مختلف وتأمل إسرائيل أن هذه القوة تنزع سلاح حماس.

وفيما يتعلق بجثث الأسرى الإسرائيليين، أكد رئيس حماس أن حماس ملتزمة تمامًا باتفاق وقف إطلاق النار، وأنها لا تراوغ في تسليم الجثث الإسرائيلية التي تتذرع إسرائيل بأن تأخرها في تسليم الجثث يستدعي إجراءات لمعاقبة حماس، لولا أن ترامب أعلن أن الحرب انتهت على غزة، ولكن إسرائيل ماضية في انتهاك الاتفاق كل يوم، وقد وثقت حماس هذه الانتهاكات وسلمتها للوسطاء. وأعلنت حماس أن استخراج جثث الأسرى الإسرائيليين يحتاج وقتًا ومعدات، ولكن إسرائيل دخلت إلى هذه الساحة بفريق هندسي ومعدات، ومصر تستطيع أن تشهد على مصداقية حماس من عدمه.

الولايات المتحدة تستخدم إعادة الإعمار للقضاء على حماس؛ حيث تشيع أن حماس تحكم غزة ضد رغبة أهلها، وأن حماس هي السبب في إبادة السكان، ومعنى ذلك أنه بعد بدء إعادة الإعمار يمكن أن تجري أمريكا استفتاء بين السكان على حماس، وتقطع أمريكا بأن السكان سوف يختارون إسرائيل ويلفظون حماس، وهذه لعبة خبيثة رددها الموساد ورددتها أوساط عربية كبيرة.

الخلاصة، أن أمريكا تحمل حماس مسؤولية الإبادة، ولذلك لا تعترف إسرائيل بأنها المسؤولة عن الإبادة. وإذا كانت الإبادة مسألة حماس، ومعظم دول الخليج ضد حماس، فكيف نفهم تبرع دول الخليج لصالح إعادة الإعمار نيابة عن إسرائيل وأمريكا؟ 

وأخيرًا.. المؤامرة على حماس مؤكدة، ولكن الله ناصر حماس على العالم الخارجي.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

صفقة سحابية سرية تكشف عن أسرار جوجل وأمازون مع إسرائيل

في عام 2021، عندما تفاوضت جوجل وأمازون على صفقة ضخمة قيمتها 1.2 مليار دولار في مجال الحوسبة السحابية مع الحكومة الإسرائيلية، كانت هناك طلبات غير تقليدية من الجانب الإسرائيلي، كان أبرزها الاتفاق على استخدام "كود سري" ضمن آلية سميت بـ"آلية الوميض".

الهدف حماية البيانات من الوصول غير القانوني

تتمثل هذه الآلية في إرسال إشارات مشفرة من جوجل وأمازون إلى الحكومة الإسرائيلية في حال تم تسليم بيانات إسرائيلية لسلطات أجنبية، وهو ما قد يتسبب في إشكالات قانونية حول كيفية تسليم تلك البيانات. 

Pomelli.. أداة جوجل الجديدة ستغير قواعد اللعبة في التسويقجوجل تبتكر مولد ميمات ذكيا داخل تطبيق "Photos"

هذا النظام تم وضعه لحماية البيانات الحساسة التي يتم تخزينها في السحب السحابية لشركات عالمية، والتي قد يتم طلبها من سلطات إنفاذ القانون في دول مختلفة.

الآلية السرية

بحسب الوثائق المسربة التي اطلعت عليها صحيفة "الجارديان" البريطانية، يتطلب الاتفاق أن تقوم جوجل وأمازون بإرسال مدفوعات مشفرة إلى الحكومة الإسرائيلية، تسمى “تعويضات خاصة”، في حال تم تسليم بيانات إلى السلطات في بلدان أجنبية. 

على سبيل المثال، إذا كانت البيانات قد أرسلت إلى السلطات الأمريكية، يجب على الشركات إرسال 1000 شيكل إسرائيلي، بينما إذا كانت إلى إيطاليا، فيجب إرسال 3900 شيكل.

إجراءات قانونية محفوفة بالمخاطر

وفي حال لم تتمكن الشركات من الإفصاح عن الدولة التي تم تسليم البيانات إليها بسبب أوامر قانونية، يتعين عليها دفع مبلغ يصل إلى 100000 شيكل (ما يعادل 30000 دولار أمريكي). 

وقد وصف بعض الخبراء هذا الاتفاق بأنه "ذكي" ولكنه محفوف بالمخاطر، حيث قد يتعارض مع القوانين الأمريكية المتعلقة بسرية أوامر الاستدعاء.

ضمانات لحماية إسرائيل

في إطار الاتفاقية، تم تضمين شروط صارمة تمنع جوجل وأمازون من إيقاف خدماتهما عن الحكومة الإسرائيلية أو أي من وكالاتها الأمنية أو العسكرية، حتى في حال ثبت أن هذه الأنشطة تنتهك القوانين المحلية أو سياسات الخدمة، هذا يعني أن شركات التكنولوجيا الكبرى لا يمكنها تعليق الوصول إلى خدماتها مهما كانت الظروف.

مخاوف إسرائيلية من ضغط دولي

تخشى إسرائيل من أن تتعرض هذه الشركات لضغوط من جماعات حقوق الإنسان أو الحكومات الأجنبية، وقد يؤدي ذلك إلى وقف التعامل معها، ولذلك، تم تضمين شروط تحمي إسرائيل من اتخاذ أي إجراءات تقييدية ضدها، حتى في ظل انتقادات حقوقية دولية.

الردود من الشركات

رفضت كل من جوجل وأمازون الرد على الأسئلة حول كيفية تنفيذ "آلية الوميض" منذ بدء العمل باتفاقية “Nimbus”، من جانبها، نفت جوجل أي تقارير تشير إلى أنها قد تهربت من التزامات قانونية، وأكدت أن الاتفاق لا يتعارض مع قوانين الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، أما أمازون، فقد أكدت أنها "تلتزم بالطلبات القانونية ذات الصلة ببيانات العملاء"، نافياً أي تجاوزات.

كشف هذا الاتفاق عن كيفية استخدام الشركات الكبرى لتقنيات الحوسبة السحابية في العمليات العسكرية والأمنية، مما يثير تساؤلات قانونية وأخلاقية حول دور هذه الشركات في الحروب والصراعات، حتى أن بعض الخبراء القانونيين أشاروا إلى أن هذه المدفوعات السرية قد تعرض الشركات لخطر كبير في حال تم كشف هذه الآلية في المستقبل.

طباعة شارك جوجل وأمازون صفقة سحابية سرية إسرائيل شركات التكنولوجيا

مقالات مشابهة

  • مباشر. إسرائيل: الرفات التي سلمها الصليب الأحمر مساء الجمعة ليست لرهائن محتجزين في غزة
  • حماس: العدو يتلاعب بملف المُساعدات مما يتسبب باستمرار المجاعة
  • صفقة سحابية سرية تكشف عن أسرار جوجل وأمازون مع إسرائيل
  • وزير إسرائيل يزور أمريكا للشكوى من حماس..ما القصة ؟
  • ترامب يؤكد المضي في تنفيذ اتفاق غزة رغم خروقات إسرائيل
  • أمريكا تؤكد تمسكها بوقف النار
  • محللون: أميركا تساعد إسرائيل على قتل الفلسطينيين تحت مظلة وقف الحرب
  • نبيل فهمي: إسرائيل لا ترغب في الحرب مع مصر ولكن تريد فرض أمر واقع
  • أضخم مخطط توسّعي.. إسرائيل تصادق على بناء 1300 وحدة استيطانية جنوب القدس