محللون: أميركا تساعد إسرائيل على قتل الفلسطينيين تحت مظلة وقف الحرب
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
لم يعد ممكنا التعامل مع عمليات القتل والتدمير المتزايدة التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة على أنها مجرد خروقات لوقف إطلاق النار بعدما أصبحت نسقا عاما يقول محللون إنه يرسخ مواصلة الحرب تحت مظلة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
فقد قتلت إسرائيل فلسطينيين اثنين في حي السلاطين شمال غزة مساء الأربعاء رغم إعلانها العودة إلى وقف إطلاق النار بعد 12 ساعة من الغارات العنيفة التي شنتها ليل الثلاثاء وقتلت خلالها 104 فلسطينيين وأصابت 153 آخرين.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء أنه يعمل في منطقة أنفاق بمدينة خان يونس جنوبا، في حين أكد مسؤول أميركي للجزيرة استئناف العمل بالاتفاق في غزة.
وقال المسؤول إن واشنطن تتابع الوضع عن كثب، وإنها سترسل وفدا إلى إسرائيل، في حين اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجانب الإسرائيلي بإفشال الاتفاق، ودعت الوسطاء إلى الضغط من أجل الالتزام به.
لكن ترامب قال الثلاثاء إن إسرائيل لم تنتهك الاتفاق، وإنها تدافع عن نفسها، وإن على حماس التصرف بشكل جيد حتى لا يتم القضاء عليها.
أميركا بعيدة عن الواقعويعكس هذا الموقف الأميركي عدم تعامل إدارة ترامب مع الحقائق الماثلة على الأرض وتبنيها الرواية الإسرائيلية لتبرير قتل الفلسطينيين الذين يتعرضون للقتل الجماعي والإعدامات الميدانية كما تقول أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات في الجامعة العربية الأميركية دلال عريقات.
فالحرب -كما قالت عريقات في برنامج مسار الأحداث- لا تزال متواصلة في غزة تحت مظلة وقف إطلاق النار، في حين الأميركيون يقومون برحلات مكوكية إلى إسرائيل دون زيارة الأراضي المحتلة للوقوف على ما تقوم به إسرائيل.
والمطلوب من ترامب حاليا -برأي عريقات- أن يعود إلى المنطقة ويزور فلسطين إذا كان راغبا في لعب دور رجل السلام كما يقول، لا أن يكتفي من الاتفاق كله باستعادة الأسرى الإسرائيليين.
إعلانكما أن الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا مطالبة بمراقبة تنفيذ الاتفاق الذي وقّعت عليه، والتثبت مما يقوم به الطرفان على الأرض حتى لا يواصل الاحتلال توقيع العقاب الجماعي على الفلسطينيين تحت مظلة وقف إطلاق النار غير الموجود فعليا، حسب تعبير الأكاديمية الفلسطينية.
وإذا كانت الولايات المتحدة تريد ربط الاتفاق بجثامين أسرى الاحتلال فإنها مطالبة أيضا بالنظر في جثامين مئات الفلسطينيين التي تحتجزها إسرائيل منذ سنوات ضمن سياسة تقول عريقات إنها "إجرامية وممنهجة".
فليس من المقبول أن يتم قتل أكثر من 100 فلسطيني -بينهم 46 طفلا و20 امرأة- فضلا عن نسف مربعات سكنية كاملة ردا على قتل جندي إسرائيلي لم يقدم الإعلام الإسرائيلي دليلا واحدا على أن فلسطينيا هو من قتله كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور محمود يزبك.
ترامب هو المسؤولوهذه هي المرة الثانية التي تتهم فيها إسرائيل المقاومة بقتل جندي في منطقة رفح الخاضعة تماما لقوات الاحتلال دون تقديم دليل، مما يعني -حسب يزبك- أنها تحمّل المدنيين الفلسطينيين مسؤولية فشلها في بسط سيطرتها.
واللافت في هذه المرة -كما يقول يزبك- أن ترامب تبنى الرواية الإسرائيلية التي تقول إن مقاتلا خرج من أحد الأنفاق ثم قتل جنديا، رغم أنه رفض تبني نفس الرواية الأسبوع الماضي، وقال إنه لا يستطيع تحميل الفلسطينيين مسؤولية الهجوم.
ورغم دفن الجندي الذي تحدّث الاحتلال عن مقتله فإنه لا دليل واحدا على تورط أي فلسطيني في قتله، بحسب يزبك الذي قال إن رد الفعل الإسرائيلي المبالغ فيه يعكس أن أكبر أدوات القتل في العالم موضوعة بيد جيش ضعيف لا يمكنه حماية نفسه في مناطق يسيطر عليها بشكل كامل.
وحتى لو كان الهدف من الغارات الإسرائيلية قتل 7 أو 8 قادة من حماس كما تقول إسرائيل فإن قتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين حولهم "ليس سوى محاولة لإرضاء بنيامين نتنياهو الذي ظهر غاضبا جدا"، كما يقول المحلل الفلسطيني.
فنتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية "يريد إثبات أنه في موقف قوة، لأن الجميع يعرفون أنه في موقف ضعف، وأنه يحمّل الفلسطينيين العزل فاتورة هذه الضعف"، حسب يزبك.
وأضاف أن المسؤول عن هذا العدد الكبير من الضحايا هو ترامب "لأنه لم يتحقق مما جرى، وأعطى ضوءا أخضر للانتقام دون تثبّت"، وفق يزبك.
إصرار على تخريب الاتفاقأما مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون فيرى أن إسرائيل تواصل اختلاق ذرائع لتخريب الاتفاق، وأن على الوسطاء والولايات المتحدة اتخاذ موقف حاسم من هذا السلوك.
فإسرائيل تتذرع بأمور لا يمكن التحقق منها لقتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم في ظل سريان الاتفاق، في حين الولايات المتحدة تمنحها فرصة تثبت قواعد اشتباك جديدة يقول المدهون إنها "ستبقي الاتفاق في مرحلته الأولى دون الانتقال إلى بقية المراحل، أي فشل الاتفاق".
فما حدث من قتل وتدمير لا يمكن اعتباره رد فعل على قتل جندي إسرائيلي حتى لو كانت الرواية الإسرائيلية صحيحة، وسيمثل هذا السلوك مشكلة كبيرة برأي المدهون إذا لم يتخذ الوسطاء موقفا منه.
فنتنياهو يحاول الهروب من مشاكله الداخلية بقتل الفلسطينيين، فضلا عن سعيه إلى رفض الاتفاق عمليا بعدما عجز عن إقناع ترامب بمواصلة الحرب التي يرى المدهون أنها لم تنته من الناحية العملية.
إعلانفي المقابل، يقول المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك إن ما قامت به إسرائيل كان منسقا مع الولايات المتحدة التي تدعم حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها والرد على أي هجوم دون العودة إلى الحرب.
وهذا ما جعل إسرائيل تشن هجمات سريعة على أهداف حددتها مسبقا بالتنسيق مع الأميركيين لكي تضربها في حال تعرضها لأي هجوم من جانب حماس، كما يقول واريك.
وحمّل واريك حماس مسؤولية قتل المدنيين بقوله إن قادتها "يعيشون في بيوتهم وبين عائلاتهم، فضلا عن أنها لا تفصل مقاتليها عن المدنيين".
واعترف المسؤول الأميركي السابق بصعوبة التحقق من الجهة التي استهدفت القوات الإسرائيلية، لكنه قال إن تل أبيب تحمّل حماس مسؤولية خرق الاتفاق، وتقوم بالرد على هذا الأساس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الولایات المتحدة قتل الفلسطینیین وقف إطلاق النار ل الفلسطینیین تحت مظلة کما یقول فی حین
إقرأ أيضاً:
آخر خبر.. ماذا طلبت إسرائيل من أميركا بشأن لبنان؟
قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة مواصلة تنفيذ هجمات عسكرية في لبنان قريباً.الهيئة زعمت أنّ "حزب الله نجح خلال الأشهر الأخيرة في تهريب مئات الصواريخ قصيرة المدى من سوريا إلى لبنان.
بدورها، كشفت أورنا مزراحي، نائبة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابقة والباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي، عن ثلاثة تفسيرات محتملة لتزايد الهجمات الإسرائيلية على لبنان مؤخراً.
وتحدثت أورنا مزراحي لموقع "يديعوت أحرونوت" عن تزايد الهجمات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة قائلة: "هناك من يدّعي أن هذا سيؤدي في النهاية إلى ردّ حزب الله. لست متأكدة من ذلك في ظل الظروف الحالية، مع أنه لا ينبغي استبعاده أبداً".
وذكرت مزراحي ثلاثة تفسيرات محتملة لتزايد الهجمات، اثنان منها ظهرا أيضاً في لبنان في الأيام الأخيرة، وقالت: "إما أنها مسألة فرص - فهناك المزيد من محاولات حزب الله لترسيخ وجوده، وهذا يخلق المزيد من الفرص ويتطلب من الجيش الإسرائيلي الهجوم، ثم نشهد هجمات أكثر كثافة؛ أو أنها للضغط على لبنان للتحرك نحو المفاوضات دون شروط كثيرة. الشروط هي في الغالب من حزب الله، لكن الحكومة اللبنانية تتبناها؛ أو أنها تنذر بإمكانية تدهور الوضع، بمبادرة من حزب الله أو إسرائيل، إلى صراع أوسع، مع احتمال أن يقرر حزب الله أنه سئم من هذا ويبدأ بالرد".
وأضافت مزراحي: "هناك احتمال للتدهور أو التفاوض. هناك ضرورة قصوى لمواصلة هذه الهجمات، لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يُبقي حزب الله ضعيفاً، وحتى هذا لا يكفي، ومن ناحية أخرى، لا يمكن أن يستمر هذا إلى الأبد، نحن بحاجة إلى إيجاد حل للوضع".
مواضيع ذات صلة ماذا طلبت واشنطن من إسرائيل بشأن الاتفاق مع حماس؟ Lebanon 24 ماذا طلبت واشنطن من إسرائيل بشأن الاتفاق مع حماس؟