أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مطوية توعوية جديدة بعنوان «في مواجهة التنمّر»، بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف والتنمر في المدارس، وذلك في إطار دوره التوعوي والإرشادي لحماية الطلاب نفسيًا واجتماعيًا، وتعزيز القيم الأخلاقية المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

مواجهة التنمّر مسؤولية مجتمعية

 

أكد المركز في مطويته أن ظاهرة التنمّر تُعد من أكثر السلوكيات السلبية انتشارًا في المجتمعات، لما تسببه من أضرار نفسية وجسدية ومعنوية للضحايا، خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة.

وأوضح أن الإسلام قد حرّم التنمّر بجميع صوره، سواء كان لفظيًا أو جسديًا أو إلكترونيًا، لما فيه من إهانة للإنسان وإيذاءٍ لمشاعره.

وشددت المطوية على أن الإسلام دعا إلى احترام الآخر وحفظ كرامته، فقال الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ"(سورة الحجرات: 11).

التنمّر سلوك مرفوض شرعًا وإنسانيًا

وبيّنت المطوية أن التنمّر لا يقتصر على الضرب أو الاعتداء الجسدي فقط، بل يشمل الإهانة اللفظية، والسخرية من الشكل أو اللون أو الحالة الاجتماعية، أو حتى التمييز في المعاملة، مشيرةً إلى أن الإسلام ساوى بين الناس جميعًا، وجعل ميزان التفاضل بينهم بالتقوى فقط.

كما أكدت أن المتنمّر شخص ضعيف الإيمان، يفرغ ما بداخله من حقد أو غيرة في صورة إساءة للآخرين، وأن علاج التنمّر يبدأ من غرس القيم الدينية والإنسانية في نفوس الأطفال منذ الصغر، وتربيتهم على الرحمة والتسامح واحترام الاختلاف.

دور الأسرة والمدرسة في الوقاية من التنمّر

وأوضحت المطوية أن الأسرة هي خط الدفاع الأول ضد ظاهرة التنمّر، لأنها الحاضنة التربوية التي تشكّل سلوك الطفل وتغرس في داخله مبادئ الحب والتعاون وقبول الآخر.


ودعت أولياء الأمور إلى مراقبة سلوك أبنائهم، وملاحظة أي علامات قد تدل على تعرضهم للتنمّر أو ممارسته، مع ضرورة تعليمهم كيفية الدفاع عن أنفسهم دون عنف، وتشجيعهم على مصارحتهم بما يواجهونه في المدرسة أو عبر الإنترنت.

كما شددت المطوية على أن المدرسة تتحمل دورًا محوريًا في مواجهة التنمّر من خلال خلق بيئة تعليمية آمنة، تسودها روح الاحترام والمودة بين الطلاب والمعلمين، مع تنظيم ورش عمل توعوية لتعريف الطلاب بخطورة التنمّر ووسائل منعه.

سبل علاج الظاهرةأشارت المطوية إلى أن من أهم وسائل علاج ظاهرة التنمّر:

نشر الوعي الديني والأخلاقي بين الطلاب.

تعزيز دور المعلم في غرس قيم الاحترام والتعاون.

ترسيخ ثقافة الحوار وحلّ النزاعات بطرق سلمية.

دعم الضحايا نفسيًا واجتماعيًا.

تفعيل العقوبات المدرسية الرادعة ضد المتنمرين.

وأكدت أن مواجهة التنمّر مسؤولية جماعية، يشترك فيها البيت والمدرسة والمجتمع، إلى جانب المؤسسات الدينية والإعلامية، بهدف بناء أجيال سوية نفسيًا وسلوكيا.

التنمّر الإلكتروني.. خطر صامت

وتطرقت المطوية كذلك إلى التنمّر الإلكتروني، الذي يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو التطبيقات المختلفة، موضحةً أن خطورته تكمن في كونه يتم في الخفاء، ويُحدث أضرارًا نفسية عميقة قد تصل إلى الاكتئاب أو الانعزال أو إيذاء النفس.
ودعت إلى ضرورة توعية الأبناء بضوابط استخدام الإنترنت، وعدم نشر الصور أو المعلومات الخاصة، والإبلاغ الفوري عن أي محاولات تنمّر أو ابتزاز إلكتروني.

دعوة إلى الرحمة والاحترام

اختتم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مطويته بدعوة صريحة إلى نشر ثقافة الرحمة والاحترام بين أفراد المجتمع، مؤكّدًا أن الدين الإسلامي يقوم على ترسيخ مبادئ العدل والمساواة، ويحرم كل ما يؤدي إلى إذلال الإنسان أو إيذائه.

وختم المركز بقوله:"إن المؤمن الحقيقي هو من يعامل الناس باللطف والرحمة، ويتجنب إيذاءهم قولًا أو فعلًا، فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده."

وأضاف أن المطوية متاحة إلكترونيًا للراغبين في تحميلها عبر الرابط التالي: https://drive.google.com/file/d/1Z0_UH7kGNT0Efa0lLPFOuspxg2RXHLea/view?usp=sharing

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر التنم ر مواجهة التنم ر اليوم العالمي لمناهضة العنف

إقرأ أيضاً:

الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان تنظم ندوة توعوية لـ«تعريف الطلاب طرق التعامل مع الأزمات والكوارث»

نظمت كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان ندوة توعوية بعنوان " إدارة الازمات والكوارث" وذلك تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، الدكتور وليد السروجى نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وذلك فى إطار اهتمام جامعة حلوان ببناء قدرات طلابها وتأهيلهم لمواجهة التحديات المجتمعية.

وحاضر في الندوة كلاً من الدكتور زغلول حسنين عميد الكلية، والدكتورة صفاء خضير وكيل الكلية، والدكتور عطاء خميس المدرس بكلية علوم الرياضة - جامعة بنها والمدرب المعتمد من المجلس الأعلى للجامعات، وبحضور عدد كبير من الطلاب.

وتناولت الندوة عِدة محاور منها تعريف الطلاب بمفهوم الأزمات والمشكلات والكوارث وأنواعها، وآليات التعامل معها، بالإضافة إلى أساليب وطرق حل المشكلات واتخاذ القرارات السليمة.

وعلى هامش الندوة تم تكريم الدكتور عطاء خميس وتسليمه شهادة تقدير تقديراً لجهوده المستمرة وتعاونه الدائم مع الكلية فى توعية الطلاب من خلال المؤتمرات والندوات التى تُعقد بشكل دورى.

وتحرص كلية الخدمة الاجتماعية على تنظيم الندوات ذات الآثر الإيجابى سواء على الطلاب أو المجتمع، وخاصة التى تعمل على تعزيز مهارات وقدرات التفكير والتحليل لدى الطلاب وكيفية التعامل مع المواقف الطارئة، والتى تُسهم بدورها فى إعداد كوادر مؤهلة وقادرة على المشاركة بفاعلية فى حل المشكلات المجتمعية.

مقالات مشابهة

  • ندوة توعوية بين الأزهر للفتوى وجامعة المنوفية الأهلية تحذر من مخاطر المراهنات الإلكترونية والإنترنت المظلم
  • وعظ الغربية ينظم ندوة لمواجهة العنف والتنمر بمعهد فتيات العامرية
  • الندوة الدولية المشتركة بين الأزهر ووزارة الشؤون الإسلامية السعودية توصي بإطلاق مبادرات توعوية
  • حملة توعوية مكثفة بقنا لمناهضة العنف الإلكتروني ضد الفتيات والنساء
  • معرض وبرامج توعوية في الاحتفال باليوم العالمي للأشعة بنزوى
  • الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان تنظم ندوة توعوية لـ«تعريف الطلاب طرق التعامل مع الأزمات والكوارث»
  • لمكافحة وعلاج الإدمان.. جامعة حلوان تنظم ندوة توعوية بعنوان لقاء تعريفي عن بيت التطوع
  • "آداب العالم والمتعلم".. ندوة توعوية لـ"خريجي الأزهر" بالغربية بالتعاون مع الأوقاف
  • «وحدة حماية الطفل» تُطلق حملة توعوية لمواجهة "مخاطر التنمر" في المدارس