سياحة القناصة.. أثرياء أوروبيون دفعوا أموالا للصرب لقتل سكان سراييفو خلال الحرب
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
يُحقق الادعاء العام في ميلانو الإيطالية في جرائم وحشية بشعة تعرف بـ"سياحة القناصة" والتي كان أبطالها أثرياء أوروبيون، مارسوا القتل قنصا لسكان سراييفوا المحاصرين خلال حرب البوسنة، بمساعدة من جنود صرب.
وقالت صحيفة "الغارديان" إن تحقيقا فتح في ميلانو حول قيام إيطاليون أثرياء وآخرون من جنسيات أوروبية بدفع أموال لجنود صرب مقابل رحلات إلى العاصمة البوسنية، سراييفو لقتل المواطنين خلال حصار المدينة الذي استمر أربع سنوات في التسعينيات.
واستشهد أكثر من 10,000 شخص في سراييفو جراء القصف المتواصل ونيران القناصة بين عامي 1992 و1996، في ما عُدّ أطول حصار في التاريخ الحديث، بعد إعلان البوسنة والهرسك استقلالها عن يوغوسلافيا.
ولعلّ القناصة كانوا العنصر الأكثر رعبًا في حياة سراييفو المحاصرة، إذ كانوا يطلقون النار عشوائيًا على الناس في الشوارع، بمن فيهم الأطفال، كما لو كانوا يلعبون لعبة فيديو أو رحلة سفاري. وفق "الغاريان".
ويحقق الإدعاء في قيام مجموعات من الإيطاليين وجنسيات أخرى، بالمشاركة في المذبحة بعد دفع مبالغ طائلة لجنود تابعين لجيش رادوفان كاراديتش، زعيم صرب البوسنة السابق الذي أُدين عام 2016 بارتكاب إبادة جماعية وجرائم أخرى ضد الإنسانية، لنقلهم إلى التلال المحيطة بسراييفو ليتمكنوا من إطلاق النار على السكان للمتعة.
تقع سراييفو في حوض مُحاط بالجبال، مما جعل عزلها ومهاجمتها أمرًا سهلاً للغاية. أطلق الادعاء العام في ميلانو، بقيادة أليساندرو غوبي، تحقيقًا يهدف إلى تحديد هوية الإيطاليين المتورطين بتهم القتل العمد المصحوب بقسوة ودوافع دنيئة.
انطلق التحقيق من شكوى قانونية قدمها إزيو غافاتسيني، الكاتب المقيم في ميلانو والذي جمع الأدلة على هذه الادعاءات، بالإضافة إلى تقرير أرسلته رئيسة بلدية سراييفو السابقة، بنيامينا كاريتش، إلى الادعاء العام.
صرح غافاتسيني بأنه قرأ لأول مرة تقارير عن السياح القناصة المزعومين في الصحافة الإيطالية في التسعينيات، لكنه لم يبدأ في التحقيق بشكل أعمق إلا بعد مشاهدته فيلم "سفاري سراييفو"، وهو فيلم وثائقي من إنتاج عام ٢٠٢٢ للمخرج السلوفيني ميران زوبانيتش.
في الفيلم الوثائقي، ادعى جندي صربي سابق ومتعاقد أن مجموعات من الغربيين كانوا يطلقون النار على السكان المدنيين من التلال المحيطة بسراييفو. وقد نفى قدامى المحاربين الصرب هذه المزاعم بشدة.
قال غافاتزيني: "كانت رحلة سراييفو نقطة البداية. بدأتُ بمراسلة المدير، ومن ثم وسّعتُ تحقيقي حتى جمعتُ ما يكفي من المواد لعرضها على النيابة العامة في ميلانو".
وادّعى غافاتزيني تورط "عدد كبير جدًا من الإيطاليين"، دون تحديد رقم. "كان هناك ألمان وفرنسيون وإنجليز... أشخاص من جميع الدول الغربية دفعوا مبالغ طائلة لنقلهم إلى هناك لإطلاق النار على المدنيين".
وأضاف غافاتزيني: "لم تكن هناك دوافع سياسية أو دينية. كانوا أثرياء ذهبوا إلى هناك للمتعة وإشباع رغباتهم الشخصية. نحن نتحدث عن أشخاص يعشقون الأسلحة، وربما يذهبون إلى ميادين الرماية أو رحلات السفاري في أفريقيا".
وادّعى أن المشتبه بهم الإيطاليين كانوا يلتقون في مدينة ترييستي الشمالية، ثم يسافرون إلى بلغراد، حيث كان جنود صرب البوسنة يرافقونهم إلى تلال سراييفو. وقال: "كانت هناك حركة مرور لسياح الحرب الذين ذهبوا إلى هناك لإطلاق النار على الناس. أسمي ذلك لامبالاة بالشر".
صرح غافازيني بأنه حدد هوية بعض الأفراد الإيطاليين المزعوم تورطهم، والذين من المتوقع أن يستجوبهم الادعاء العام في الأسابيع المقبلة.
وربما كان بوسكو بركيتش وأدميرا إسميتش، الزوجان اللذان وُثّقت جثتهما في فيلم "روميو وجولييت في سراييفو"، من أبرز ضحايا نيران القناصة، واللذين قُتلا برصاص قناص عام ١٩٩٣ أثناء محاولتهما عبور جسر. وظلت جثتاهما عالقتين في المنطقة الحرام بين مواقع البوسنيين والصرب البوسنيين لعدة أيام. ونُشرت صورهما على نطاق واسع، وأصبحت رمزًا للعشوائية واللاإنسانية التي سادت الحرب.
أُطلق على الشارع الرئيسي المؤدي إلى سراييفو، شارع ميشا سليموفيتش، لقب "زقاق القناصة" لأنه أصبح شديد الخطورة، لكن لا يمكن تجنبه كونه الطريق المؤدي إلى مطار سراييفو. وتعرضت نوافذ الترام والحافلات لإطلاق النار، وانتشرت في كل مكان لافتات تحذيرية من وجود قناصة.
قالت نيكولا بريجيدا، المحامية التي ساعدت غافاتزيني في إعداد قضيته: "الأدلة التي جُمعت بعد تحقيق طويل أجراه غافاتزيني مُدعّمة بأدلة قوية، وقد تُفضي إلى تحقيق جدّي لتحديد هوية الجناة. وهناك أيضًا تقرير عمدة سراييفو السابق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية القتل البوسنة الصرب البوسنة الصرب القتل سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الادعاء العام فی میلانو النار على
إقرأ أيضاً:
رواتب مسؤولين أردنيين تفوق مايحصل عليه زعماء أوروبيون..!
#سواليف
#رواتب #مسؤولين #أردنيين تفوق مايحصل عليه #زعماء_أوروبيون..!
كتب د. #محمد_أبو_بكر –
نعرف جميعا بأن هناك أعدادا كبيرة من علية القوم تحصل على #رواتب_فلكية، من مدراء شركات حكومية، ومدراء بنوك ورؤساء هيئات مستقلة، هذا الأمر لم يعد خافيا على أحد، وقبل أكثر من عشرين عاما تناولت بالتفصيل تلك #الهيئات_المستقلة التي ينعم فيها قاطنوها بامتيازات يسيل لها اللعاب .
مقالات ذات صلةرواتب شهرية تتجاوز العشرين ألفا ، عدا عن #الإمتيازات و #المكافآت و #السفرات و #العمولات ، والحد الادنى للاجور لا يتجاوز الثلاثمائة دينار ، وكانت صحيفة الإندبندت البريطانية قد ذكرت في وقت سابق ذلك التناقض الصارخ بين رواتب بعض المسؤولين الفلكية ، مقارنة مع الواقع الاقتصادي ورواتب غالبية موظفي الدولة .
وحين تتحدث تلك الصحيفة عن تلك #الرواتب_الفلكية ، فإنها تؤكد بأن من شأن ذلك إحداث فجوة اجتماعية خطيرة ومتنامية بين قلّة ميسورة تحتل موقع القرار ، وغالبية تعاني من وضع معيشي واقتصادي صعب .
الصحيفة المذكورة أشارت في تقريرها بأن من شأن ذلك خلق برجوازية جديدة ، ويعزز حالة الانفصال بين النخب السياسية والاقتصادية من جهة والمواطنين من جهة أخرى .
وإذا ماقمنا بعقد مقارنة بين ما يحصل عليه رؤساء هيئات مستقلة ووزراء ، سنجد بأن كل وزير يتمنى مغادرة وزارته وتولي رئاسة هيئة ، نظرا للبون الشاسع في الرواتب ، وربما يلهث كثيرون من علية القوم باتجاه الحصول على موقع مدير شركة حكومية ، ناهيك عن رؤساء مجالس الإدارة ، الذين من الصعب معرفة حقيقة رواتبهم الأكثر من فلكية .
حتى مدراء بعض البنوك ؛ قد يصل مجموع الراتب السنوي إلى مليون دينار ، وأفقرهم لا يتجاوز دخله السنوي الثلاثمائة الف ، وإذا ما غصنا أكثر في شركات أخرى ، نجد ارقاما مليونية ، وغالبيتها شركات خاصة ؛ كالأدوية وخلافها .
الرئيس الأمريكي ترامب يحصل على راتب سنوي قدره ٤٤٠ ألف دولار ، أي مايعادل راتب مدير بنك متوسط ، ومستشار المانيا ، الدولة الاقتصادية العظمى راتبه لا يتجاوز ثلاثين ألف يورو شهريا ، في حين يعاني رئيس فرنسا من الفقر ، فراتبه لا يتجاوز الخمسة عشر ألف يورو ، اما رئيس وزراء اسبانيا فيستحق راتبا من صندوق المعونة الوطنية ، فالرجل راتبه بالكاد يصل إلى ثمانية آلاف يورو ، ورئيسة وزراء إيطاليا سبعة آلاف يورو ، وجميعها دول غنية وتتمتع باقتصادات قوية ، ومثل هذه الرواتب تبدو عادية جدا ، في حين أن المسؤولين في بلادنا يتمتعون بأكثر مما لدى الدول النفطية نفسها .
كل ذلك ، ومازلنا نتوسل لحكوماتنا برفع رواتب الموظفين ، ونعلم جميعا بأن ذلك لن يحدث ، فالخمسين دينارا تشكل عبئا على ميزانية الدولة ، في الوقت الذي تعمل فيه حكوماتنا على ممارسة كل انواع الدلال بحق علية القوم ، الذين يعيشون في بروج عاجية عالية ، بحيث لا يشاهدون مايعانيه المواطن الذي بات مرهونا ، ينتظر من يشتريه .
قبل أكثر من خمسة عشر عاما، بلغت مياومات أحد الوزراء لمدة أربعة أعوام سبعمائة ألف دينار، وحتى لا نظلم الوزراء، فهذا المبلغ يعتبر (فكّة) عند آخرين، ولا يعتدّ به أبدا، فهؤلاء يخجلون بالحديث عن مبالغ الآلاف ومئات الألاف.. فهي ليست من مستواهم!
وأخيرا.. هل سينجح النواب في انتزاع خمسين دينارا للموظفين ، أم أن كله طخ حكي فارغ ؟