خالد الجندي: لا إيثار في العبادات.. العلاقة في الإسلام تنافسية لا تفضيلية
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن العلاقة في الإسلام فيما يخص العبادات هي علاقة تنافسية وليست تفضيلية، موضحًا أن «العبادات لا يدخل فيها الإيثار»، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول»، ليؤكد أن الصف الأول له فضل خاص لا يُترك لغيره.
وأوضح «الجندي» خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن المسلم لا ينبغي أن يُؤثر غيره في أمور القربات، مثل الصف الأول في الصلاة أو أداء الصدقة، لأن هذه المواطن مجالات للتسابق في الخير، وليست مواضع مجاملة.
وأشار إلى أن الله تعالى قال في كتابه الكريم: «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون»، مبينًا أن التنافس في الطاعة هو المطلوب، تمامًا كما يتسابق المتبارون في ميدان رياضي، لا يقدّم أحدهم الآخر على حساب الفوز.
وتابع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: «العلاقة التنافسية في العبادة لا تعني الأنانية، بل هي حرص على نيل الأجر كاملاً كما أراد الله، لأن العبادة عبادة فردية تُحاسَب عنها بنفسك».
وأضاف: «حتى الأنبياء يوم القيامة يقولون نفسي نفسي، فكيف بالمؤمن العادي أن يُؤثر غيره في طاعة؟»، لافتًا إلى أن الوحيد الذي يشفع لأمته هو النبي صلى الله عليه وسلم، وله المقام المحمود الذي اختصه الله به.
وقال: «العبادات ميدان سباق في الخير، وليست مجالًا للمجاملة أو التنازل.. انجو بنفسك، وتنافس لتكون من السابقين المقربين».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد الجندي العبادات برنامج لعلهم يفقهون الإيثار
إقرأ أيضاً:
عالم أزهري عن طلاق المشاهير: خطر يهدد استقرار البيوت المصرية
وجه الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، تحذيرًا شديد اللهجة من خطورة ما يفعله بعض المشاهير حين يعرضون تفاصيل انفصالهم ومشكلاتهم الزوجية أمام الجمهور، مؤكدًا أن هذه التصرفات أصبحت تسهّل انتشار الطلاق وتُضعف استقرار الأسر في المجتمع، خصوصًا بين فئة الشباب والمراهقين الذين يتأثرون بما يشاهدونه دون وعي.
وأوضح قابيل أن الطلاق ليس نزوة عاطفية أو رد فعل لحظة غضب، بل هو قرار مصيري يترك آثارًا نفسية واقتصادية واجتماعية خطيرة على الأسرة بأكملها، مشددًا على أنه يجب ألا يُقدم عليه الزوجان إلا بعد استنفاد كل سبل الإصلاح والتفاهم.
وأضاف أن القرآن الكريم وضع للطلاق ضوابط واضحة تحفظ الكرامة للطرفين، مستشهدًا بقول الله تعالى: "الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ" [البقرة: 229]، مؤكدًا أن الإسلام دعا إلى التسريح بإحسان، لا إلى التشهير أو إعلان الخلافات على العلن.
وأشار العالم الأزهري إلى أن تصرفات المشاهير تُقلَّد سريعًا من الجمهور، قائلًا: "عندما يرى الشاب أو الفتاة قدوتهم تعلن الطلاق في بث مباشر أو لقاء تلفزيوني، يتكوّن لديهم انطباع أن الطلاق أمر بسيط وعادي، بينما هو في الحقيقة مسؤولية كبرى تحتاج إلى روية وحكمة."
وأضاف أن مثل هذه السلوكيات تزرع في المجتمع مفاهيم خاطئة عن الزواج، وتؤدي إلى زيادة نسب الانفصال وخراب البيوت.
وأكد قابيل أن الإسلام لم يُحرّم الطلاق، لكنه حدده كخيار أخير، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «أفضل الطلاق ما كان على أحسن وجه»، موضحًا أن الطلاق يجب أن يتم بأدب ورفق، كما بدأ الزواج بالمودة والفرح، لا بالصدام أو الإهانة.
وتابع قائلًا إن الطلاق العلني أو السريع لا يضرّ الزوجين فقط، بل يترك جراحًا عميقة في نفوس الأبناء، فيكبرون وسط اضطراب نفسي وعدم استقرار أسري، مستدلًا بقول الله تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [النساء: 19]، باعتبارها قاعدة ذهبية يجب الالتزام بها حتى في أوقات الخلاف والانفصال.
وقدم الدكتور أسامة قابيل دعوة صريحة إلى ضبط الانفعالات والابتعاد عن تحويل الحياة الزوجية إلى مادة استعراضية على وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، مشددًا على أن القدوة الحقيقية لا تكون فقط في النجاح المهني أو الشهرة، بل في الالتزام الأخلاقي والوعي والمسؤولية حين يتعلق الأمر بالأسرة واستقرارها.