مطالب برلمانية لوضع استراتيجية وطنية لاستثمار الترويج العالمي للمتحف المصري الكبير
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
تقدم النائب الدكتور إيهاب رمزي بسؤال برلماني عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيرى السياحة والآثار والتنمية المحلية، حول آليات استغلال الزخم العالمي غير المسبوق الذي أحدثه الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، والذي جذب اهتمامًا واسعًا من الإعلام الدولي ووكالات السياحة العالمية، وأعاد مصر بقوة إلى صدارة خريطة السياحة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأكد «رمزي» أن هذا الافتتاح المشرف يمثل فرصة ذهبية يجب البناء عليها فورًا لزيادة أعداد السائحين القادمين إلى مصر، ليس فقط لزيارة المتحف، ولكن لاستكشاف مختلف المواقع والأماكن السياحية والأثرية، وعلى رأسها :
* المساجد الأثرية مثل مسجد الرفاعي ومسجد السلطان حسن ومتحف الفن الإسلامي
والكنيسة المعلقة ودير سانت كاترين وغيرها من الأماكن الإسلامية والقبطية ذات القيمة العالمية مشيراً إلى أن هذا الزخم لن يدوم إذا لم يُستثمر سريعًا من خلال خطة وطنية متكاملة، تشترك فيها الحكومة والمحافظات والقطاع الخاص.
وتساءل الدكتور إيهاب رمزى قائلاً : ما هي الخطة الفعلية لوزارة السياحة لاستثمار موجة الترويج العالمية للمتحف المصري الكبير في رفع معدلات السياحة خلال الموسمين الشتوي والصيفي؟ وأين دور وزارة التنمية المحلية في تطوير المناطق المحيطة بالمواقع الإسلامية والقبطية لجعلها جاهزة لاستقبال تدفقات سياحية ضخمة؟ وهل وضعت الحكومة حزمة حوافز لشركات السياحة العالمية لتضمين مزارات أثرية مثل متحف الفن الإسلامي ودير سانت كاترين ضمن برامجها؟ وما هي الإجراءات المتخذة لضمان سرعة تحسين البنية التحتية حول دور العبادة الأثرية من مساجد وكمائن والمناطق التاريخية، خاصة في القاهرة التاريخية؟ وهل يوجد تنسيق حقيقي ومستمر بين السياحة والآثار والتنمية المحلية والمحافظات لإطلاق خريطة موحدة للمسار السياحي الديني (إسلامي–قبطي) مدعومة بالإرشاد والذكاء الاصطناعي؟
وتقدم الدكتور إيهاب رمزى بعدة اقتراحات قابلة للتنفيذ لتحويل مصر إلى مركز سياحي عالمي.
فى مقدمتها إطلاق حملة ترويج دولية تحت شعار “Egypt Beyond the Grand Museum” تبرز التنوع الديني والأثري في مصر وإحياء المسار الديني (إسلامي–قبطي) من خلال تطوير المناطق المحيطة، وتوفير لوحات إرشادية رقمية ووسائل نقل حديثة تربط المواقع ببعضها بصفة عامة وما يتعلق بمسار العائلة المقدسة بصفة خاصة.
مع التعاون مع شركات التكنولوجيا الكبرى لتوفير دليل سياحي ذكي بتقنيات الواقع المعزز داخل المتاحف والكنائس والمساجد الأثرية وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الفنادق الصغيرة والبوتيكس هوتيل في القاهرة التاريخية ومحيط الكنيسة المعلقة وتنظيم مهرجانات سنوية عالمية في محيط المتحف المصري الكبير والقاهرة الفاطمية والقاهرة القبطية لجذب الإعلام والسياحة الثقافية مطالباً بتطوير نظم الحجز المركزي للمزارات الدينية والأثرية بحيث يتمكن السائح من شراء تذاكر موحدة تربط المتحف الكبير بالمواقع الإسلامية والقبطية .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيهاب رمزي مجلس الوزراء السياحة مسجد الرفاعي متحف الفن الإسلامي المتحف المصری الکبیر
إقرأ أيضاً:
أرقام تاريخية.. حصيلة تذاكر المتحف المصري الكبير تدفعه لصدارة المنافسة العالمية بعد أسبوع واحد من الافتتاح
في مشهدٍ يعكس فخر المصريين وإعجاب الزوار من مختلف أنحاء العالم، يواصل المتحف المصري الكبير استقبال أعدادٍ قياسية من الزائرين منذ لحظة افتتاحه الرسمي مطلع نوفمبر الجاري. هذا الصرح العملاق الذي طال انتظاره، لم يعد مجرد متحف يضم كنوز الفراعنة، بل أصبح رمزًا عالميًا للحضارة المصرية الحديثة، يجمع بين عبق التاريخ وروعة الحاضر.
إقبال غير مسبوق منذ اليوم الأول
كشفت وزارة السياحة والآثار المصرية عن استمرار التدفق الكبير للزوار على المتحف المصري الكبير، حيث استقبل أكثر من 12 ألف زائر حتى منتصف اليوم السابع من افتتاحه للجمهور. وذكرت الوزارة، في منشور عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن متوسط عدد الزائرين بلغ نحو 19 ألف زائر يوميًا، وهو رقم يعكس حجم الشغف العالمي بالحضارة المصرية.
وأكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، أن الزيارات تسير بانسيابية وتنظيمٍ متميز، مشيرًا إلى أن المتحف استقبل يوم الأحد الماضي نحو 17 ألف زائر استمتعوا بتجربة فريدة تجمع بين الأصالة والتقنيات الحديثة في العرض المتحفي.
أسعار الزيارة وإقبال عالمي
حددت وزارة السياحة قيمة تذاكر الدخول للمتحف بـ 1450 جنيهًا للأجانب والعرب (ما يعادل نحو 30 دولارًا)، و200 جنيه للمصريين، و100 جنيه لطلبة المدارس.
وتسعى مصر من خلال هذا المشروع العملاق إلى استقطاب نحو 8 ملايين زائر سنويًا، ليصبح المتحف منافسًا مباشرًا لمتحف اللوفر في باريس، أحد أكثر المتاحف جذبًا للسياح حول العالم، والذي تتجاوز إيراداته السنوية 250 مليون دولار.
وبناءً على الأرقام الحالية، من المتوقع أن تصل إيرادات المتحف المصري الكبير إلى نحو 150 مليون دولار سنويًا من مبيعات التذاكر فقط، دون احتساب العوائد الإضافية من المطاعم والمقاهي والمتاجر ومناطق الضيافة داخل المتحف.
انعكاسات اقتصادية وسياحية واسعة
لم يقتصر تأثير المتحف المصري الكبير على الجانب الثقافي فقط، بل امتد إلى قطاع السياحة بأكمله. فبحسب مصادر في القطاع، ارتفعت نسب الإشغال الفندقي في القاهرة والمناطق المجاورة إلى مستوياتٍ قياسية، كما زاد متوسط إنفاق السائح خلال فترة إقامته بشكلٍ ملحوظ.
وأشار وزير السياحة المصري في تصريحاتٍ متلفزة إلى أن إيرادات مصر السياحية ستتجاوز 18 مليار دولار هذا العام، مع توقعاتٍ بمواصلة النمو لتصل إلى أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2030، وهو ما يعزز مكانة مصر كأحد أبرز المقاصد السياحية في العالم.
صرح عالمي بكنوز لا مثيل لها
بلغت تكلفة إنشاء المتحف نحو 1.2 مليار دولار، واستغرق بناؤه أكثر من عشرين عامًا. ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها الكنوز الكاملة للملك توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة في مكانٍ واحد.
وقد شهد حفل الافتتاح حضور 79 وفدًا رسميًا، من بينهم 39 رئيس دولة وملكًا وأميرًا، في تأكيدٍ واضحٍ على الأهمية الدولية لهذا الحدث الثقافي والتاريخي الفريد.
موسم سياحي واعد
ومع اقتراب موسم الإجازات الشتوية في أوروبا، تتوقع مصر موسمًا سياحيًا مزدحمًا، خاصة أن البلاد تُعد من الوجهات المفضلة للسياح الأوروبيين بفضل طقسها المعتدل وتنوع تجاربها السياحية بين التاريخ والثقافة والاستجمام.
المتحف المصري الكبير لم يعد مجرد مبنى يعرض آثار الفراعنة، بل أصبح رمزًا وطنيًا وعالميًا يجسد روح مصر الحديثة، ويعيد إلى الأذهان أمجاد حضارةٍ عمرها آلاف السنين. ومع هذا الإقبال المتزايد من الزوار من مختلف أنحاء العالم، يبدو أن المتحف ماضٍ بثقة نحو أن يصبح واحدًا من أهم المتاحف في العالم، وواجهةً حضارية تليق بتاريخ مصر العريق ومستقبلها الواعد.