ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أنه اتخذ قرارًا بشأن ما سيقوم به حيال فنزويلا، فيما عززت الولايات المتحدة انتشارها العسكري في أميركا اللاتينية ضمن حملة تقول واشنطن إنها تهدف لمكافحة تهريب المخدرات، لكنها أثارت مخاوف من نزاع واسع النطاق.

وقال ترامب للصحفيين أثناء سفره إلى منتجعه في فلوريدا: لقد اتخذت قراري نوعًا ما، مضيفًا: لا يمكنني أن أخبركم ما هو، لكننا أحرزنا تقدّمًا كبيرًا مع فنزويلا في ما يتعلق بوقف تدفق المخدرات.

في السياق، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، توقيع صفقة بقيمة 4.3 مليارات دولار لشراء 17 مقاتلة من طراز غريبين السويدية، في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية لكولومبيا وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.

وقال بيترو خلال فعالية في قاعدة عسكرية: “الطائرات الجديدة ستُستخدم لردع أي عدوان ضد كولومبيا، مهما كان مصدره”، مشيرًا إلى أن “العالم اليوم مليء بالفوضى الجيوسياسية، ويمكن أن يأتي الخطر من أي مكان”.

وتأتي هذه الصفقة بعد أن كشفت الحكومة الكولومبية في أبريل الماضي عن نيتها شراء مقاتلات من الشركة السويدية دون تحديد العدد أو القيمة، قبل أن يؤكد الرئيس بيترو الأمر رسميًا الجمعة.

ويأتي الإعلان في وقت تشهد فيه كولومبيا ومعظم دول أمريكا اللاتينية توترًا بسبب حملة عسكرية أمريكية تستهدف قوارب يُشتبه في نقلها المخدرات في الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، وفق الادعاءات الأمريكية.

ودخل بيترو، أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، في سجال لفظي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متهمًا واشنطن بالسعي إلى الاستيلاء على ثروات فنزويلا النفطية وزعزعة استقرار المنطقة.

ووصف ترامب بيترو بأنه “زعيم مخدرات غير شرعي”، مع اتخاذ واشنطن إجراءات ضد بوغوتا من ضمنها سحب المساعدات المالية وشطبها من قائمة الحلفاء في مكافحة تهريب المخدرات.

وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الحليف المقرب لبيترو، أن الانتشار العسكري الأمريكي في المنطقة يهدف إلى الإطاحة به، ما يزيد من التوتر الإقليمي.

عملية الرمح الجنوبي تنفذ ضربة قاتلة ضد سفينة تابعة لتنظيم مصنف إرهابياً في الكاريبي

أعلنت القيادة الجنوبية للجيش الأمريكي تنفيذ فرقة العمل المشتركة الرمح الجنوبي ضربة دقيقة وقاتلة استهدفت سفينة تديرها منظمة مصنفة إرهابية، بعد توجيهات مباشرة من وزير الحرب بيت هيغسيث.

وأكدت القيادة أن العملية نُفذت في العاشر من نوفمبر ضمن إطار الحملة الهادفة إلى مكافحة شبكات تهريب المخدرات في النصف الغربي من الكرة الأرضية.

وأوضحت القيادة أن المعلومات الاستخبارية أظهرت تورط السفينة في تهريب المخدرات عبر مسار معروف للاتجار الدولي، محملة بكميات من المواد الممنوعة. وأسفرت الضربة عن مقتل أربعة من مهربي المخدرات الذين كانوا على متنها أثناء نشاطهم في المياه الدولية بمحيط البحر الكاريبي.

وكان أعلن بيت هيغسيث يوم الجمعة إطلاق عملية الرمح الجنوبي لتوجيه ضربات مباشرة ضد شبكات تهريب المخدرات، مؤكداً أن المهمة تدافع عن الولايات المتحدة وتمنع الإرهابيين المرتبطين بتجارة المخدرات من تهديد النصف الغربي للكرة الأرضية.

وأوضح أن العملية تهدف إلى حماية المجتمع الأمريكي من تدفق المواد القاتلة.

واشنطن بوست تكشف اتساع نقاشات إدارة ترامب حول ضربة محتملة لفنزويلا وسط غموض استراتيجي متعمد

أفادت واشنطن بوست نقلا عن مصادر مطلعة بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس توجيه ضربة عسكرية لفنزويلا بينما تستعد القوات الأمريكية في المنطقة لتلقي أوامر بهجوم محتمل، وذكرت الصحيفة أن نقاشات رفيعة المستوى حول كيفية تنفيذ الضربة واحتمالاتها تجري منذ أيام داخل البيت الأبيض.

وأكد مسؤول في الإدارة الأمريكية للصحيفة أن مجموعة خيارات عرضت على ترامب، ولفت إلى قدرة الرئيس على الحفاظ على الغموض الاستراتيجي ومنع الخصوم من معرفة خطوته التالية، وأوضح أن واشنطن تتابع ما يجري داخل نظام نيكولاس مادورو معتبرة إياه غير شرعي ولا يخدم مصالح النصف الغربي.

وأشارت الصحيفة إلى أن أي ضربة على الأراضي الفنزويلية قد تقوض وعود ترامب بتجنب صراعات جديدة، وقد تزيد الشكوك داخل دول أمريكا اللاتينية بشأن أهداف واشنطن بين الإطاحة بمادورو أو السيطرة على موارد فنزويلا، وبيّنت أن وزير الدفاع بيت هيغسيث ورئيس هيئة الأركان دان كين شاركا في مداولات متواصلة داخل البيت الأبيض حول العمل العسكري المحتمل.

وانضم نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو ونائب رئيس الأركان ستيفن ميلر إلى تلك الاجتماعات، وامتنعت متحدثة البيت الأبيض عن تقديم تعليق، ولم يرد البنتاغون على طلبات التوضيح.

ومع توسع الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، أصبحت حاملة الطائرات جيرالد ر. فورد ترافقها مدمرات بالقرب من فنزويلا، ووصل عدد القوات الأمريكية المنتشرة إلى نحو 15 ألف جندي موزعين على اثنتي عشرة سفينة حربية، وتعزيزات إضافية إلى منشآت أمريكية في بورتوريكو.

وذكرت الصحيفة أن الطيارين المقاتلين على متن فورد يدرسون الدفاعات الجوية الفنزويلية دون معرفة ما إذا كانت الأوامر بالهجوم ستصدر، وأشارت إلى احتمال إشراك قوة دلتا ووحدات العمليات الخاصة ذات الخبرة الواسعة في مهام الاعتقال والقتل ضمن أي عملية محتملة.

وأوضح التقرير أن إدارة ترامب أرسلت في الأسابيع الأخيرة إشارات متناقضة، ولفت إلى أن هيغسيث وروبيو قدما سرا تطمينات لعدد من أعضاء الكونغرس بعدم وجود خطة لشن حرب في فنزويلا، الأمر الذي ساهم في تغيير مواقف بعض المشرعين، بينما تصاعدت شكوك نواب آخرين في مصداقية هذه الوعود بعد رصد تحركات عسكرية واسعة.

برلمانية فنزويلية تؤكد أن الهدف الرئيسي لواشنطن هو تغيير السلطة في كاركاس والاستيلاء على الموارد الطبيعية

أكدت تاني فالنتينا دياز، رئيسة كتلة الحزب الاشتراكي الموحد في الجمعية الوطنية الفنزويلية، أن الولايات المتحدة تشن حربا هجينة ضد فنزويلا تحت ذريعة مكافحة عصابات المخدرات، مشددة على أن الهدف الحقيقي يتمثل في تغيير النظام والاستيلاء على الموارد الطبيعية للبلاد.

وقالت دياز لمراسل نوفوستي على هامش الاجتماع الثاني للجنة الدائمة لحركة منتدى داعمي مكافحة ممارسات الاستعمار الجديد المعاصرة في إقليم كراسنودار، إن الوضع في منطقة البحر الكاريبي يثير القلق، وإن الهجوم الأمريكي ليس فقط عسكريا، بل يشمل حربا دعاية تهدف للسيطرة على قلوب وعقول الناس، ولفتت إلى أن الهدف الأساسي يتمثل في تغيير السلطة في كاركاس والاستيلاء على الموارد الطبيعية، وأن الحرب ضد كارتل المخدرات مجرد ذريعة.

وأضافت أن فنزويلا تدرك التهديد وتسعى للتصدي له، وأن هذه الاستراتيجية الأمريكية جزء من تصعيد أوسع يشمل نشر نحو 15 ألف جندي أمريكي في البحر الكاريبي إلى جانب أكثر من 12 سفينة حربية، بما فيها حاملة الطائرات جيرالد ر. فورد، التي تُعتبر إحدى أكثر المنصات القتالية فتكا في البحرية الأمريكية.

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة نفذت 20 ضربة ضد سفن زُعم أنها تهرب المخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، ما أسفر عن مقتل 80 شخصا، ويعد هذا التواجد العسكري الأكبر في المنطقة منذ غزو بنما عام 1989، مما يثير التكهنات حول استعداد واشنطن لصراع أكبر محتمل.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا وكولومبيا الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو دونالد ترامب فنزويلا فنزويلا وأمريكا كولومبيا الولایات المتحدة تهریب المخدرات البحر الکاریبی فی المنطقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ترامب: أحرزنا تقدمًا كبيرًا مع فنزويلا لوقف تدفق المخدرات

ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى أنه اتخذ قرارًا بشأن ما سيقوم به حيال فنزويلا، بعدما عززت الولايات المتحدة واشنطن انتشارها العسكري في أمريكا اللاتينية ضمن حملة تقول إن هدفها مكافحة تهريب المخدرات، لكنها تثير مخاوف من نزاع واسع النطاق.
وقال ترامب للصحفيين أثناء سفره الى منتجعه في ولاية فلوريدا الجمعة "لقد اتخذت قراري نوعا ما".
أخبار متعلقة منها اللحوم والبن.. ترامب يخفض الرسوم الجمركية على بعض المنتجاتمقتل وإصابة 6 أشخاص جراء اصطدام حافلة بمحطة للركاب في ستوكهولموأضاف "لا يمكنني أن أخبركم ما هو، لكننا أحرزنا تقدما كبيرا مع فنزويلا في ما يتعلق بوقف تدفق المخدرات". .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } القوات الأمريكية تنتشر في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي - أ ف ب
ضربات في الكاريبي
وبدأت إدارة ترامب منذ أسابيع شنّ ضربات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ تستهدف قوارب تقول إنها تقوم بتهريب المخدرات. كما نشرت قدرات جوية وبحرية أبرزها حاملة الطائرات جيرالد فورد التي أعلن وصولها الى قبالة سواحل المنطقة الثلاثاء.
وأتت تصريحات ترامب بعد ساعات من إعلان وزير دفاعه بيت هيغسيث بدء عملية عسكرية في أمريكا اللاتينية أطلق عليها اسم "الرمح الجنوبي"، مؤكدا أنها تستهدف تجار المخدرات، دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأنها.
وشنّت واشنطن خلال الأسابيع الماضية، ضربات في المياه الدولية استهدفت نحو 20 قاربا تقول إنها تستخدم لتهريب المخدرات، ما أسفر عن مقتل 76 شخصا على الأقل، بحسب البيانات الأمريكية.
ولم تقدم واشنطن أي دليل على أن هذه القوارب تستخدم لتهريب المخدرات.
وأثارت الضربات الأمريكية انتقادات دولية، ومخاوف من أن الولايات المتحدة هدفها على المدى الأبعد الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ونقلت شبكة "سي بي أس" نيوز الأميركية الخميس عن مصادر عدة قولها إن مسؤولين عسكريين قدموا الى ترامب خيارات إضافية بشأن عمليات محتملة في فنزويلا تشمل غارات جوية على أراضيها.
وأعلنت فنزويلا الثلاثاء أن جيشها ينتشر بـ"كثافة" في كل أنحاء بلاده للرد على "الإمبريالية" الأميركية، مشيرة الى "نشر مكثف لوسائل برية وجوية وبحرية ونهرية وصواريخ، وأنظمة أسلحة، ووحدات عسكرية، وميليشيا بوليفارية" تضم مدنيين وعسكريين سابقين يشكلون قوات لتعزيز الجيش والشرطة.

مقالات مشابهة

  • رئيس فنزويلا للأميركيين: هل تريدون غزة جديدة في أميركا الجنوبية؟
  • اجتماعات سرية في البيت الأبيض لبحث عمل عسكري محتمل ضد فنزويلا
  • ترامب يلمح لقرار بشأن فنزويلا والجيش الأمريكي يبدأ عملية ضد تجار المخدرات في أمريكا اللاتينية
  • ترامب: أحرزنا تقدمًا كبيرًا مع فنزويلا لوقف تدفق المخدرات
  • وسط حشد عسكري.. غموض بشأن قرار ترامب تجاه فنزويلا
  • الرئيس الفنزويلي يوجه دعوة لنظيره الأمريكي.. ما علاقة ليبيا وأفغانستان؟
  • أمريكا تعلن تنفيذ ضربة ضد سفينة تهريب مخدرات في البحر الكاريبي
  • في تصريحات لـCNN.. رئيس فنزويلا يوجه رسالة إلى الشعب الأمريكي وترامب
  • رئيس كولومبيا يعلّق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة