شاهد| الجاسوس سنان يكشف تفاصيل دقيقة عن مراحل التجنيد والتدريب والأجهزة المستخدمة والمهام المُنفذّة (فيديو)
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
يمانيون |
بثّت وزارة الداخلية، عصر اليوم السبت، اعترافات الجاسوس “سنان عبد العزيز علي”، البالغ من العمر 24 عامًا، والذي يعدّ أحد أبرز أعضاء الخلايا العنقودية التابعة لشبكة تجسس تعمل لصالح “غرفة العمليات المشتركة للعدوّ الأمريكي الصهيوني السعودي” ومقرها الرياض، كاشفةً عبر اعترافاته تفاصيل دقيقة عن مراحل التجنيد، التدريب، الأجهزة المستخدمة، والمهام التي كُلّف بها ضد الجمهورية اليمنية وقواتها المسلحة.
أقرّ الجاسوس “سنان” بأنه جُنّد أثناء وجوده في السعودية بعد انتهاء إقامته وتركه للعمل، حيث تم استقطابه في نهاية عام 2023م عبر شخص سعودي الجنسية يُدعى “محمد”، زعَم في البداية أن العمل ضمن شركة مرتبطة بمنظمة دولية لتعداد السكان، قبل أن يتضح لاحقًا أنها واجهة لجهاز استخبارات.
لاحقًا، انتقل التواصل إلى ضابط سعودي يُدعى “سعد” قابله في فندق ومول “بانوراما مول” شمال الرياض، ليبدأ معه أولى مراحل التدريب الميداني على جمع المعلومات ورفع التقارير التفصيلية عن الأهداف الحيوية والمواقع المدنية والعسكرية داخل اليمن.
وبيّن الجاسوس أن تدريبه الأولي شمل إعداد تقارير دقيقة عن مواقع مثل المولات والمباني السكنية، تضمنت تفاصيل عن المساحة وعدد العمال والحراسة ومداخل ومخارج المواقع.
ثم انتقل إلى مرحلة متقدمة من التدريب تحت إشراف ضباط سعوديين وأمريكيين، بينهم “الضابط جون” و”الضابط مايكل”، حيث تم تعليمه استخدام أجهزة تجسس حديثة على شكل أدوات عادية، مثل ريموت سيارة مزود بكاميرا تصوير، وجهاز أسود لسحب شبكات الهواتف المحمولة على بعد عشرات الأمتار، إضافة إلى جهاز تتبع مغناطيسي بحجم اليد يثبت أسفل السيارات لتحديد تحركاتها. كما تم تدريبه على التصوير بالبث المباشر عبر تطبيق خاص في الهاتف، يُرسل من خلاله رابط مباشر إلى غرفة العمليات التي توجهه أثناء التصوير في الميدان.
وأوضح “سنان” أنه استلم من ضباط المخابرات أجهزة متعددة، بينها هاتف “جالكسي 14” مزود بتطبيقات خاصة للتصوير والتواصل، وجهاز لابتوب، وسماعة بلوتوث لتلقي الأوامر، فضلًا عن سيارة “كيا برايد 2012م” تم تجهيزها في صنعاء بثلاثة إلى أربعة أجهزة تجسس مخفية، منها كاميرا سرية في باب الصندوق الخلفي موصولة ببث مباشر لغرفة العمليات في الرياض، وجهاز تعقب أسفل الطبلون، وجهاز تخزين كبير السعة، إضافة إلى شريحة خاصة بالاتصال السري داخل درج السيارة. كما زُود بكتل أسمنتية مجوفة تحتوي على كاميرات داخلية وأجهزة إرسال تُستخدم للبث الميداني والتصوير دون إثارة الشبهات.
واعترف الجاسوس بتنفيذه نحو مئة مهمة استخباراتية، 70% منها داخل صنعاء، وشملت رصد مواقع حساسة ومؤسسات حكومية وعسكرية ومساجد وفنادق وفلل ومخازن ومستودعات.
كما كُلّف بتوثيق نتائج الغارات الصهيونية التي استهدفت مواقع يمنية في فترات سابقة، من خلال تصوير الأضرار وجمع العينات بعد الضربات. ومن بين تلك المهام مراقبة “الصالة الكبرى” و”صالة الخيول” ومواقع أخرى كانت قد تعرضت لغارات، حيث كان الهدف جمع معلومات دقيقة عن الخسائر البشرية وتحديد اتجاهات الضربات ونقاط الاستهداف.
كما أوضح أنّه تلقّى أوامر خاصة من ضباط سعوديين برصد تحركات القوات المسلحة اليمنية داخل العاصمة، وتصوير الآليات والمركبات التابعة لها، ومتابعة أماكن يُشتبه بانطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة منها باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد أن الضابط السعودي الملقب بـ”عبد الله” كان يشرف على مهامه الروتينية في الأشهر الأولى، فيما تولى ضابط آخر يُدعى “أبو سيف” الإشراف على العمليات الحساسة، منها مهام جمع المعلومات حول المواقع المستهدفة بعد الضربات الجوية، بينما أشرف على آخر مراحل نشاطه ضابط سعودي يُدعى “أبو مروان”، وكانت أول مهمة له تحت إشرافه في مطار صنعاء.
وفي ختام اعترافاته، أكد الجاسوس “سنان عبد العزيز” أنه تم ضبطه في الثامن من ذي الحجة 1446هـ بعد عملية أمنية دقيقة نفذتها الأجهزة المختصة، مشيرًا إلى أن سقوطه بيد الأجهزة اليمنية جاء نتيجة تورطه في العمل لصالح المخابرات السعودية والأمريكية ضمن شبكة تجسس واسعة كانت تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد وجمع معلومات ميدانية لصالح غرفة العمليات المشتركة للعدو الأمريكي الصهيوني السعودي.
???? من اعترافات الجاسوس سنان عبدالعزيز علي:
تدريب مشترك سعودي–أمريكي في الرياض… وتكليفه بزرع أجهزة بث مباشر داخل سيارة للتجسس على منازل وجوامع وفنادق ورفعها لغرفة العمليات المشتركة للعدو#ومكر_أولئك_هو_يبور pic.twitter.com/DpnjWUEz3v
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 15, 2025
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: دقیقة عن
إقرأ أيضاً:
سوريا ليست أفغانستان.. شاهد على التجربتين يكشف الفروق الجوهرية
يروي زيدان -الذي غطى الحرب الأفغانية منذ ثمانينيات القرن الماضي- أن مقارنة سوريا بأفغانستان ظالمة لكليهما، فلكل سياقه وتاريخه وأدواته الاجتماعية والسياسية.
ويؤكد أن من يعرف تضاريس قندهار وكابل يدرك أن المجتمع الأفغاني قبلي الطابع، يحتكم إلى الأعراف والقبائل أكثر مما يحتكم إلى الدولة، بينما المجتمع السوري مدني متنوع يقوم على مؤسسات تعليمية وثقافية عريقة تشكلت عبر قرون.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4رئيس الاستخبارات الأفغانية: نرفض مزاعم وجود مقاتلين أجانب في البلادlist 2 of 4هل نجحت زيارة الشرع التاريخية إلى نيويورك؟list 3 of 4إمارة أفغانستان بين الزلزال والحصارlist 4 of 4مفتي القاعدة السابق يروي قصة هروبه من الأمن الإيراني وعودته لموريتانياend of listويضيف الصحفي السوري خلال لقاءه في برنامج (مشارق) أن أفغانستان عاشت حربا ضد الغزو الأجنبي جعلت البندقية رمزا للهوية، بينما انطلقت الثورة السورية من مطلب الحرية والكرامة، قبل أن تتحول بفعل القمع إلى صراع مفتوح متعدد اللاعبين.
ويرى أن هذا التحول غيّر طبيعة الثورة نفسها، إذ فقدت تدريجيا طابعها الشعبي حين تدفقت عليها التنظيمات ذات الأجندات العابرة للحدود.
يستعيد زيدان بداياته مراسلا شابا يحمل آلة تسجيل صغيرة يجوب الجبهات في خوست وجلال آباد، حيث كان يلتقي قادة المجاهدين ويستمع إلى رواياتهم عن القتال ضد الاتحاد السوفياتي.
هشاشة الوعيويقول إن التجربة هناك كانت "مختبرا لفهم العلاقة بين الإيمان والسياسة"، لكنها أيضا كشفت هشاشة الوعي بالدولة، فكل فصيل كان يرى نفسه نواة الحكم القادم.
ويشير إلى أن سقوط كابل عام 1992 لم يكن انتصارا وطنيا بل بداية حرب داخلية جديدة، لأن النصر لم ترافقه رؤية جامعة.
ويستحضر في المقابل مشهد الثورة السورية التي افتقرت إلى القيادة الموحدة، معتبرا أن الفصائل المتناحرة كررت الخطأ نفسه حين جعلت الانتصار العسكري هدفا بحد ذاته، لا وسيلة لبناء دولة.
يتحدث زيدان عن شخصيات التقاها في أفغانستان تركت أثرا بالغا في رؤيته، من عبد رب الرسول سياف إلى برهان الدين رباني وأسامة بن لادن، ويقارنهم بقيادات الثورة السورية التي برزت لاحقا، مثل أحمد الشرع الذي التقى به في الشمال السوري.
ويقول إن الفارق بين التجربتين أن القادة الأفغان حكموا باسم الدين والعشيرة، أما قادة سوريا فكانوا أبناء مجتمع مدني يسعى لتأسيس شرعية جديدة لا تقوم على العصبية.
ويروي حادثة جمعته بالشرع في غرفة عمليات، حين دعا الأخير الحاضرين إلى الجلوس على الأرض في جلسة شورية مفتوحة، قائلا إن المشهد يرمز إلى توازن السلطة بين القائد والمقاتل، ويرى أن مثل هذه الممارسات كانت تعبيرا عن وعي سياسي متقدم مقارنة بما شاهده في أفغانستان من مركزية صارمة للقرار.
المشترك بين التجربتينويقول إن المشترك بين التجربتين هو الإيمان بعدالة القضية، أما الفارق فتكمن جذوره في طبيعة المجتمعين؛ ففي أفغانستان تفرض الجغرافيا والعزلة نمطا من الاستقلالية لكل وادٍ وقبيلة، بينما في سوريا تُغري المدن والاتصال الدائم بالانقسام السياسي والفكري.
كما يلفت إلى أن المجتمع الدولي تعامل مع أفغانستان بوصفها ساحة صراع ضد السوفيات، فحظيت بالدعم والاهتمام، بينما تُركت سوريا تواجه مصيرها وسط توازنات معقدة لم تسمح لأي طرف بالحسم. ويضيف أن غياب الإرادة الدولية لإنهاء الحرب جعل الثورة رهينة التجاذبات الإقليمية.
ويؤكد زيدان أن المقارنة بين طالبان وفصائل الثورة السورية غير منصفة؛ فطالبان وُلدت من رحم بيئة واحدة متجانسة جمعتها المدارس الدينية، بينما الفصائل السورية نشأت في بيئة متعددة الخلفيات والولاءات، ويرى أن فشل هذه الفصائل في بناء رؤية جامعة هو ما أطال أمد المأساة.
وفي حديثه عن الإعلام، يوضح أن تغطيته لأفغانستان علمته أن الرواية تُكتب من الميدان لا من المكاتب، وأن الصوت الذي يُسمع أولًا يملك القدرة على صياغة الذاكرة. لكنه يعترف بأن المشهد السوري أكثر تعقيدا، لأن تعدد المنابر واختلاف المرجعيات جعل الحقيقة نفسها محل تنازع.
ويستعيد زيدان صور القصف على حلب ويقارنها بمشاهد القصف على جلال آباد قبل عقود، ليقول إن التاريخ يعيد نفسه لكن بأدوات مختلفة، فبينما كانت الطائرات السوفياتية تقصف باسم الأيديولوجيا، كانت طائرات النظام السوري تقصف باسم "السيادة".
ويرى أن التجربتين علمتاه أن الشعوب لا تُهزم ما دامت تملك إرادة الوعي، وأن السلاح بلا وعي يتحول إلى عبء على أصحابه، لكنه يؤكد أن سوريا ليست أفغانستان، لأن الأولى تبحث عن دولة حديثة تحت الرماد، بينما الثانية لا تزال تحاول الخروج من عباءة القبيلة.
Published On 15/11/202515/11/2025|آخر تحديث: 21:36 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:36 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ