منسق برنامج التصنيع الزراعي والسمكي بوزارة الزراعة والموارد المائية لـ»الثورة«:نجحنا في تصنيع آلات محلية لمعالجة المنتجات الزراعية والحيوانية
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
نسعى لتسهيل حصول المزارعين على خطوط إنتاج ومعدات مصنعة محلياً بأسعار تنافسية ومناسبة تطوير تقنيات التصنيع بالاستفادة من الخبرات الوطنية المتراكمة بهدف تحسين جودة الإنتاج عدم التطبيق الكامل للتسهيلات المالية والضريبية على المنتج المحلي تحديات قائمة أمام المشروع البرنامج يهدف إلى تنسيق الجهود بين الجمعيات التعاونية والقطاع الخاص والجهات الرسمية
في مسعى استراتيجي لرسم ملامح اقتصاد مقاوم ومستدام، تبرز حركة التصنيع الزراعي والسمكي المحلي في اليمن كقاطرة حقيقية لتعزيز الأمن الغذائي ودرء شبح التبعية للاستيراد هذا التحول العميق، الذي ينطلق من رؤية «تحويل التحديات إلى فرص»، لا يكتفي بالإنتاج التقليدي، بل يقتحم عمق سلاسل القيمة عبر تطوير تقنيات المعدات والمعالجة محلياً، دافعاً بذلك عجلة التنمية المستدامة نحو أفق جديد من الاكتفاء الذاتي.
الثورة / يحيى الربيعي
في السياق، أوضح منسق برنامج التصنيع الزراعي والسمكي بوزارة الزراعة والموارد المائية عبدالكريم العامري لـ»الثورة»، أن البرنامج يهدف إلى تنسيق الجهود بين كل من الجمعيات التعاونية والقطاع الخاص والجهات الرسمية، ويضع الأساس لخفض التكاليف وتحقيق فائدة ملموسة في دخل المزارعين، إضافة إلى خلق فرص عمل حيوية في عمق الريف اليمني.
رؤية لكسر الاستيراد
وأوضح أن هناك رؤية شاملة تقودها مؤسسة بنيان التنموية، تؤمن إيماناً راسخاً بالقدرات المجتمعية اليمنية على تطوير حلول هندسية محلية للآلات والمعدات الزراعية. وأكد العامري أن الهدف الأساسي يتمحور حول تسهيل حصول المزارعين على خطوط إنتاج ومعدات مصنعة محلياً بأسعار تنافسية ومناسبة، وهو ما يصب مباشرة في تحسين جودة الإنتاج وتطوير تقنيات التصنيع، مستفيداً من الخبرات الوطنية المتراكمة.
وأشار العامري إلى أن القطاع الزراعي يعاني من فجوة واضحة سببها ارتفاع تكاليف شراء الآلات المستوردة، وصعوبة وصولها، والأزمة المستمرة في تأمين قطع الغيار. ولتدارك هذا الخلل، يسعى المشروع بفاعلية لتصنيع آلات ومعدات وطنية تلبي الاحتياجات النوعية للحقول، مثل معدات معالجة الحبوب والبذور، فرز وتعبئة المنتجات، وحتى إنتاج معدات الري المحوري التي كان الاعتماد في إيجادها بالكامل على الاستيراد الباهظ الثمن. وفي هذا الإطار، أكد العامري قدرة الجمعيات الزراعية والسمكية على إنشاء وحدات تصنيع جماعية، مما يمثل تحولاً نوعياً في الإدارة الإنتاجية.
نجاحات ميدانية
واستعرض العامري النجاحات الملموسة التي حققها المشروع في الميدان، مشيراً إلى أن المبادرة أثمرت عن تصنيع آلات محلية لمعالجة الحبوب والفواكه والخضروات والبن والسمسم والجلود، لتشمل أغلب حلقات سلاسل القيمة، وهذه الآلات أسهمت مباشرة في توفير الجهد وتخفيض تكاليف الإنتاج بشكل كبير مقارنة بالاعتماد على الآلات المستوردة، إضافة إلى تطوير آلات فرز وتعبئة تضمن الحفاظ على جودة المنتج وتزيد قيمته التسويقية.
زيادة الدخل
وأوضح العامري أن التجربة المحلية أثبتت بالأرقام أن تحويل المنتجات الزراعية الخام إلى منتجات مصنّعة ومحسّنة يزيد من دخل المزارع بنسبة تصل إلى 40 % خلال الموسم الزراعي الواحد، الأمر الذي يخلق بالتوازي فرص عمل حقيقية للشباب والنساء في المجتمع المحلي. ويتم ذلك عبر التركيز على تعزيز حلقات سلاسل القيمة من خلال جمع البيانات لتحديد الاحتياجات، وتوجيه الإنتاج والتصنيع، بما يتناسب مع متطلبات السوق، وإنشاء وحدات تصنيع مجتمعية لمعالجة وتعبئة وتجفيف المنتجات لرفع قيمتها التسويقية.
تحديات قائمة
وحول مسار المضي قدماً، أكد العامري أن المشروع يسعى بشكل حثيث لتوحيد جهود الجمعيات التعاونية والشركات المحلية والجهات الرسمية لضمان وصول المعدات للمزارعين بأسعار عادلة ودعم الأمن الغذائي. غير أن نجاح هذا المسار الطموح يتطلب تضافر الجهود لمواجهة تحديات لا تزال قائمة، أبرزها: عدم التطبيق الكامل للتسهيلات المالية والضريبية على المنتج المحلي، واستمرار التعريفات الجمركية على المواد الأولية التي يحتاجها المصنِّع المحلي لتطوير آلات جديدة، ونقص حاد في البنية التحتية والتدريب التقني في بعض المناطق.
وختم العامري حديثه برسالة واضحة، مفادها أن «التصنيع الزراعي والسمكي المحلي يعد خطوة استراتيجية لتحقيق اقتصاد مقاوم ومستدام، ودعم التنمية الريفية، وتحسين الأمن الغذائي الوطني»، مؤكداً أن نجاح هذا المشروع المحوري يعتمد على التنسيق المشترك والتعاون بين كافة الشركاء لضمان وصول المنتجات المصنعة محلياً وتحقيق أثر اقتصادي ملموس على مستوى المجتمع والاقتصاد الوطني ككل.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
لدعم التنمية الزراعية بجنوب الصعيد..افتتاح فعاليات المعرض الزراعي الثاني بجامعة قنا
افتتح الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة قنا، فعاليات المعرض الزراعي الثانى بالجامعة، والذى ينظمه قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة في الفترة من 17 إلى 19 نوفمبر الجاري بالصالة المغطاة بمقر الجامعة بقنا، وذلك في إطار حرص الجامعة على دعم التنمية الزراعية في جنوب الصعيد، وتعزيز التواصل مع المؤسسات العاملة في هذا القطاع الحيوي، وتقديم خدمات مباشرة للمزارعين بما يحقق أهداف الاستدامة.
جاء ذلك بحضور الدكتور عباس منصور، رئيس الجامعة الاسبق، الدكتور محمد سعيد، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتور محمد وائل عبدالعظيم، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، الدكتور أشرف موسى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، الدكتور محمود خضارى، نائب رئيس الجامعة الأسبق، الدكتورة سهير حمدى، نائب رئيس الجامعة الأسبق، الدكتور أحمد كمال نصارى، نائب رئيس الجامعة السابق، طروب طلبة أمين الجامعة، عمداء الكليات، وعدد من القيادات الزراعية بمحافظة قنا، ومديري المؤسسات الزراعية المشاركة في المعرض.
وتفقد رئيس جامعة قنا، أجنحة المعرض المختلفة، واطلع على أحدث التقنيات الزراعية المعروضة، واستمع لشرح من ممثلي الشركات حول حلولهم وخدماتهم، مشيرًا بدور الشركات المشاركة في دعم جهود التنمية الزراعية في جنوب الصعيد، مؤكداً أن الجامعة تعمل على توفير بيئة داعمة لكل المبادرات التي تخدم القطاع الزراعى.
وأكد رئيس جامعة قنا، أن تنظيم النسخة الثانية من المعرض يأتي تتويجاً لنجاح النسخة الأولى، وتوسعاً في حجم المشاركة هذا العام ليضم50 شركة زراعية من كبرى المؤسسات العاملة في قطاعات متنوعة تشمل: البذور والشتلات، الخدمات والاستشارات الزراعية والميكنة ، أحدث التقنيات والابتكارات الزراعية، نظم الزراعات المحمية، الأسمدة والمبيدات، الإنتاج الحيوانى والداجنى، والتصنيع الغذائي.
وأضاف رئيس جامعة قنا، بأن المعرض يمثل منصة متكاملة تجمع المستثمرين والباحثين والمزارعين لعرض أحدث التقنيات الزراعية وتبادل الخبرات في مجالات الزراعة الحديثة والتسويق الزراعي بما يساهم فى تطوير الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين العائد الاقتصادي، فضلاً عن دوره في ربط الجامعة بالمجتمع الزراعي في محافظات جنوب الصعيد.
وأوضح الدكتور محمد سعيد، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن المعرض يتضمن ورش عمل واستشارات مجانية يقدمها خبراء متخصصون في مجالات الزراعة والري الحديث والتسميد وإدارة المحاصيل، بهدف نقل المعرفة المباشرة للمزارعين والشباب والمهتمين بالقطاع الزراعي، مشيراً إلى أن هذه الفعاليات تسهم في تعزيز مفهوم الاستدامة الزراعية ونشر الممارسات السليمة التي تدعم جودة الإنتاج وتحافظ على الموارد الطبيعية.
شهد الافتتاح حضور وكلاء الكليات، أعضاء هيئة التدريس، لفيف من القيادات الادارية، وعدد كبير من المزارعين ورواد القطاع الزراعي الذين حرصوا على المشاركة في فعاليات المعرض والاستفادة من الحلول والخدمات المقدمة.