دراسة.. الشباب المسلم في فرنسا يفضلون الشريعة الإسلامية على قوانين الجمهورية
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
قالت صحيفة لوفيغارو إن دراسة لمعهد إيفوب أظهرت أن المسلمين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما -على خلاف أجيالهم السابقة- يبدون انجذابا واضحا إلى أكثر أشكال الدين تشددا، مفضلين الشريعة على قوانين الجمهورية.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير حصري بقلم جان ماري غينوا- أن الدراسة التي شملت الفترة الممتدة منذ عام 1989 إلى اليوم، تشير إلى تحول عميق داخل الجيل المسلم الشاب في فرنسا، إذ تكشف عن ارتفاع ملحوظ في الممارسات الدينية الصارمة وفي التعاطف مع التيارات الإسلاموية، بشكل يفوق بكثير ما كانت عليه الحال قبل 3 عقود.
يقول فرانسوا كراوس، مدير قسم السياسة والشؤون الراهنة في معهد إيفوب، إن "هذه الدراسة ترسم بوضوح صورة مجتمع مسلم يشهد عملية إعادة أسلمة، تتشكل حول معايير دينية متشددة وتزداد انجذابا نحو مشروع سياسي إسلامي".
وتظهر الدراسة -التي أعدت لمجلة "إكران دو فوي"- أن المسلمين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما يعبرون بشكل متزايد عن هوية دينية قوية تترجم عبر تزايد أعدادهم في المساجد، والالتزام الصارم بصيام رمضان، وانتشار الحجاب، ورفض الاختلاط، وتفضيل الشريعة على قوانين الجمهورية.
ارتفاع نسب الالتزام الدينيوتدعم بعض الأرقام هذا الطرح -كما تقول الصحيفة- إذ ارتادت فئة الشباب دون 25 عاما المساجد بنسبة ارتفعت من 7% إلى 40% خلال 36 عاما، كما ارتفع بينها الالتزام الصارم بصيام رمضان من 51% إلى 83%، أما ارتداء الحجاب، فزاد من 16% إلى 45% بين الفتيات.
ولا تكتفي الدراسة بتأكيد ارتفاع نسب الالتزام الديني بين الشباب المسلمين -حسب تقرير الصحيفة- بل تلاحظ أيضا أن 42% من هؤلاء الشباب يشعرون بتعاطف مع "الإسلاموية"، مقارنة بنسبة أقل بكثير لدى الأجيال الأكبر سنا، بعد أن كانت نسبة التعاطف 19% فقط لجميع الأعمار.
إعلانوتقدم الدراسة أيضا تحليلا دقيقا -حسب لوفيغارو- لانجذاب المسلمين لمختلف التيارات "الإسلاموية"، إذ تحتل جماعة الإخوان المسلمين الصدارة بين الحركات "الإسلاموية" المدعومة، تليها جماعات أخرى مثل السلفية والوهابية والدعوة والتبليغ، وإن ظل التعاطف مع الجهادية محدودا.
ويرى المعهد أن هذا الارتفاع في تبني الأطروحات "الإسلاموية" مقلق، لأنه يتعارض مع "الخطابات السائدة عن العلمانية لدى المسلمين الفرنسيين" ولأن نتائجه "تتجاوز أسوأ التوقعات"، كما يقول تقرير الصحيفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
دراسة: المحيطات تفقد اخضرارها ونظمها البيئية معرضة للانهيار
أظهرت دراسة جديدة أن تركيز الكلوروفيل في المحيط -وهو أساس الكتلة الحيوية للعوالق النباتية- قد انخفض خلال العقدين الماضيين، خاصة في المناطق الساحلية، وهو يشكل خطرا على النظم البيئية للمحيطات والمناطق الساحلية.
ويقول الخبراء إن العوالق النباتية تشكل قاعدة شبكة الغذاء البحرية، وتدعم مصائد الأسماك والنظم البيئية الأوسع، وبالتالي فإن انحدارها قد تكون له آثار بعيدة المدى.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4حرارة المحيطات العميقة تحدد تعافي كوكبنا من الاحتباس الحراريlist 2 of 4علماء يحددون نطاقين بالمحيطات بمعدلات حرارة قياسيةlist 3 of 4دراسة: درجة احترار المحيطات أسوأ مما كان يعتقدlist 4 of 4احترار المحيطات يعطل عمليات تخزين الكربون الحيويةend of listوالكلوروفيل هو الصبغة الخضراء الموجودة في العوالق النباتية، والتي تمكّن الكائنات الحية من تحويل ضوء الشمس إلى طاقة.
واستخدم فريق الدراسة ملاحظات الأقمار الصناعية وبيانات بيئية مبنية على النماذج، بما في ذلك على سبيل المثال بيانات عن الملوحة وضغط سطح البحر، ووضعوا هذه البيانات في نموذج طوروه باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي خطوط العرض المنخفضة والمتوسطة (موضوع الدراسة) انخفضت تركيزات الكلوروفيل بمعدل متوسط بلغ نحو 0.00035 مليغرام لكل متر مكعب سنويا بين عامي 2001 و2023، في حين بلغ متوسط معدل الفقد في المناطق الساحلية ضعف هذا المعدل تقريبا.
وتُظهر خريطة مرفقة بالدراسة اتجاهات تركيز الكلوروفيل في المحيطات المنخفضة والمتوسطة الارتفاع من عام 2001 إلى عام 2023.
وشهدت أكثر من 32% من مساحة المحيط انخفاضا ملحوظا في الكلوروفيل، في حين يُظهر أقل من 18% من المساحة زيادة ملحوظة في اخضرار المحيط.
كما وجد الباحثون أيضا انخفاضا كبيرا في تواتر حالات ارتفاع الكلوروفيل المعروفة باسم تكاثر الطحالب، وكانت دراسات أخرى قد أشارت إلى زيادة في التكاثر الضار، خاصة في بعض المياه الإقليمية أو المحلية.
وقال كورتيس دويتش أستاذ علوم الأرض بجامعة برينستون في الولايات المتحدة إن هذا يعني على الأرجح أن هناك إنتاجا أقل للمواد العضوية الجديدة والطحالب في المحيط، مع الإشارة إلى أن اتجاه فقدان العوالق النباتية كان بطيئا نسبيا ولا يتوقع انهيارا مفاجئا.
إعلانوأضاف دويتش أن النتائج لم تكن صادمة، إذ افترض العلماء احتمال حدوث فقدان للاخضرار، ويرجع ذلك إلى أن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر يزيد التفاوت، أي أنه يزيد الاختلاف في كثافة المياه السطحية والعميقة، مما يعطل صعود العناصر الغذائية التي تتغذى عليها العوالق النباتية.
وفي ختام الدراسة أكد الباحثون أن "هذه التغييرات في كتلة وتركيزات الكلوروفيل ستؤثر بشكل عميق على حجم وتوزيع عمل النظام البيئي البحري".
ويمكن أن يحدث اخضرار المحيطات نتيجة الصرف الزراعي أو التلوث البشري، كما يمكن لبعضها أن يُنتج سموما تؤدي إلى مناطق ميتة.
وأظهرت الدراسة وجود علاقة سببية بين درجة حرارة سطح البحر وتركيزات الكلوروفيل وازدهار الطحالب، حيث وجد أن الطحالب حساسة بشكل خاص لتغيرات درجات الحرارة كما يقول دي لونغ أستاذ في قسم الهندسة الهيدروليكية في جامعة تسينغهوا والمؤلف المشرف على الدراسة.
وأضاف لونغ أن نتائج الدراسة لا تبشر بالخير بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون على إنتاجية المحيط، خاصة المجتمعات الساحلية التي تعيش على البحر، وقد يكون لذلك تأثير كبير جدا على صناعة صيد الأسماك.
وأشار لونغ إلى الساحل الغربي لأفريقيا كمكان مثير للقلق، حيث يشهد فقدانا للاخضرار بمعدلات تفوق المعدلات الطبيعية، مؤكدا أن مناطق مثل هذه ستكون أكثر عرضة للخطر لأسباب مختلفة.
وبالإضافة إلى تعطيل الشبكات الغذائية فإن فقدان الاخضرار قد يقلل أيضا قدرة المحيط على امتصاص الكربون وفقا لمؤلفي الدراسة.
وحتى الآن، امتص المحيط ما لا يقل عن ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية، مشكلا حاجزا ضد تغير المناخ.
وأحد أسباب امتلاك المحيط هذه القدرة هو أن العوالق النباتية تحوّل الكربون إلى مواد عضوية، بعضها يغوص في أعماق البحار بعيدا عن الغلاف الجوي.
وقال لونغ إن التأثير المحتمل على حوض الكربون ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، وعلى صناع القرار في هذا المجال على النظر بجدية في عامل الاحتباس الحراري العالمي، وتبني سياسات أكثر معقولية وأكثر استنارة بشأن الحد من انبعاثات الكربون.