يجتمع صناع السياسة النقدية في البنك المركزي غداً الخميس، لمناقشة التطورات الاقتصادية الأخيرة محلياً وعالمياً ومدى تفاعل السوق معها، لتختتم لجنة البنك اجتماعها وتعلن عن مسار أسعار الفائدة على الجنيه.

وتقول كارلا سليم، خبيرة اقتصادية في بنك ستاندرد تشارترد: إن البنك المركزي المصري أمامه فرصة سانحة لتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس (1%) في اجتماعه مساء غداً الخميس، على خلفية التطورات الاقتصادية الكلية الإيجابية الداعمة وكذلك بسبب أن أسعار الفائدة الحقيقية لا تزال مرتفعة جداً في مصر على الرغم من ارتفاع التضخم في أكتوبر.

زاد معدل التضخم على أساس سنوي في أكتوبر مسجلاً نسبة 12.50% مقابل 11.7%، ما خفض معه سعر الفائدة الحقيقي إلى 8.5% بدلاً من مستواه فوق 9% قبل صدور بيانات التضخم.

وأفادت كارلا «هناك استثمار مباشر من دولة قطر وزخم إيجابي بسبب الاستثمارات الكويتية وصندوق النقد الدولي حدد موعداً لإجراء المراجعة التالية وهذا يعني أن مصر ينتظرها نحو 2.5 مليار دولار من الأموال الإضافية ضمن برنامج القرض مع بداية العام المقبل».

وقالت في مداخله لها على قناة اقتصاد الشرق مع بلومبرج: إن الأثر الكامل لزيادة أسعار الوقود في مصر الشهر الماضي لن يظهر إلا خلال شهر نوفمبر الجاري عند صدور قراءة التضخم في ديسمبر المقبل.

تأثير تخفيض البنك المركزي لأسعار الفائدة على الجنيه والدولار وأموال الأجانب

وعن مخاطر تخفيض أسعار الفائدة على سعر صرف الجنيه المصري في حال سبب خروج أموال الأجانب، قالت كارلا: «نحن لدينا نظرة إيجابية تجاه الجنيه حيث ارتفعت قيمته خلال هذا العام وتحديداً في أخر بضعة أشهر، وفي أبريل الماضي تراجع الجنيه إلى 51.7 جنيه لكل دولار بالتزامن مع حدوث التقلبات العالمية بعدما أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن حزمة الرسوم الجمركية، لكن منذ هذا التوقيت رأينا الجنيه المصري ترتفع قيمته ويقوى ليصل لمستوى 47.2 جنيه لكل واحد دولار».

وتابعت: «نتوقع أن تستمر التطورات الإيجابية الكلية بالاقتصاد والتي تدعم الجنيه المصري، وتحديداً التدفقات القادمة من قطر وتدفقات الكويت والدفعة التالية من صندوق النقد الدولي البالغة 2.5 مليار دولار، وهذا يعني أن سيولة صافي الاستثمارات الأجنبية داخل القطاع المصرفي المصري سترتفع كما رأينا ارتفاعاً بصافي الأصول الأجنبية في البنوك إلى 21 مليار دولار».

وأوردت: «أن مخاطر تخارج أموال الأجانب من المحافظ الاستثمارية بمصر حال تخفيض أسعار الفائدة، ضعيفة، والمستثمرون الأجانب يتوقعون تخفيض أسعار الفائدة بسبب ديناميكية التضخم الإيجابية، وعلى الأرجح ستكون الظروف العالمية لها التأثير المباشر، مثل أن التغير في المخاطر العالمية قد يحفز على التخارج من مصر، لكنه ليس السيناريو الذي نفترضه».

وأضافت: «مصر تسعى إلى تقليص مستويات الدين لديها ما جعلها تخفض إجمالي حجم الدين العام بنسبة 10%، وساهم ذلك في ترقية التصنيف الائتماني من أحدى وكالات التصنيف».

وأشارت إلى أن مصر «لديها استحقاقات بالدولار واليورو في العام المقبل 2026، وعلى الأرجح ستكون هناك نية لإعادة تمويل بعض سندات اليورو بوند وباقي السندات المقومة بالعملة الأجنبية الأخري»، وأفادت «مصر ستدخل خلال عام 2026 إلى سوق الدين العالمي خاصة بعد تعديل العوائد على سندات اليوروبوند مع الأخذ في الاعتبار أيضًا احتساب تأثير التطورات الإيجابية لدي البلاد بعد تدفقات السيولة النقدية».

وقالت: إذا نظرنا إلى أداء الأصول المصرية طوال عام 2025 فيجب تسليط الضوء على أن الدولار الأضعف وتخفيض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة والسيولة العالمية الوفيرة هذه العوامل كانت داعمة للجنيه المصري والأصول والاقتصاد، وعلى الرغم من المخاوف الجيوسياسية التي كانت موجودة لدي المستثمرين بخصوص مصر فقد تغير ذلك كلياً.

وأكملت: « في ظل هذا الوضع إذا قوى الدولار مجدداً وإذا رأينا الفيدرالي الأمريكي يتوقف عن تخفيض أسعار الفائدة أو تراجع عن دورة التثبيت وبدأ يرفعها مرة أخري، هذه العوامل قد تؤدي إلى تحول في رؤوس الأموال العالمية من الأسواق الناشئة باتجاه الأسواق المتقدمة، وعملية التخصيص لهذه الأصول ستتسبب في تخارجات تظل الأسواق تشعر بالخشية منها».

وفي نوفمبر الجاري، دخلت هيئة المجتمعات العمرانية في شراكة استثمارية مع الديار القطرية لتطوير منطقة علم الروم بالساحل الشمالي الغربي لمصر بقيمة استثمارات إجمالية 29.7 مليار دولار، في حين تداولت أنباء عن مناقشات جارية بين الحكومة المصرية ودولة الكويت لتفعيل الشريحة الأولى من حزمة استثمارات في مصر بقيمة 3 مليارات دولار ضمن برنامج استثماري أوسع قد يضم تحويل ودائع كويتية في البنك المركزي المصري لاستثمارات بالجنيه.

تجدر الإشارة إلى أن البنك المركزي المصري قام على مدار الفترة الماضية من عام 2025 بتخفيض أسعار الفائدة بإجمالي 6.25%، ليسجل سعر الإيداع نسبة 21% وسعر الإقراض نسبة 22%

اقرأ أيضاًقبل قرار البنك المركزي.. 7 بنوك تصرف عائد الوديعة من اليوم التالي مباشرة

تخفيض أم تثبيت الفائدة؟.. ترقب لاجتماع البنك المركزي المصري غدا الخميس

محافظ البنك المركزي: إضافة 44 مليون دولار لاحتياطيات البلاد من خلال السبائك الذهبية المستردة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدولار الجنيه أسعار الفائدة البنك المركزي المصري اجتماع البنك المركزي خفض الفائدة البنك المركزي في مصر قرار البنك المركزي يوم الخميس البنک المرکزی المصری تخفیض أسعار الفائدة ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

مضبوطات تتحول إلى احتياطي| الذهب يستقر في البنك المركزي ودولة القانون تعزز قوة الاقتصاد المصري.. خبير يوضح

في خطوة تحمل دلالات اقتصادية قوية، شهدت القاهرة حدثًا يعكس تداخل الدولة العميق بين منظومة العدالة والمنظومة المالية، وذلك بعد توقيع المستشار محمد شوقي، النائب العام، وحسن عبد الله محافظ البنك المركزي، وأحمد كوجك وزير المالية، وثيقة تسليم المضبوطات الذهبية للبنك المركزي المصري، بحضور رئيس الوزراء.


هذه الخطوة، التي جاءت متزامنة مع إعلان النيابة العامة إنجاز ملايين القضايا وتحسين كفاءة التقاضي، لم تكن مجرد إجراء إداري، بل تحمل في قلبها تأثيرًا مباشرًا على الاقتصاد الوطني والاحتياطي النقدي.

رسالة ثقة 

من منظور اقتصادي، يوضح الدكتور رمضان مَعن، رئيس قسم الاقتصاد والمالية العامة، أن إضافة أكثر من 200 كيلوجرام من الذهب، ونحو 2 طن من الفضة بقيمة تتجاوز 25 مليون دولار إلى أصول الدولة تمثل رسالة ثقة في قدرة المؤسسات على إدارة الموارد المستردة وحسن توظيفها. الاحتياطي النقدي للدول لا يُقاس فقط بالعملة الأجنبية، بل بقيمة الأصول الحقيقية والملاذات الآمنة التي تمتلكها، وفي مقدمتها الذهب. وبالتالي فإن تعزيز رصيد البنك المركزي من الذهب لو كانت الكميات ليست ضخمة مقارنة باحتياطيات كبرى يظل مكسبًا، لأنه يرفع من قدرة الدولة على تنويع مكونات احتياطياتها وتقليل تعرضها لتقلبات النقد الأجنبي.

الدولة تستعيد مواردها

ويرى الدكتور مَعن أن هذه الإضافة رغم حجمها النسبي تنطوي على أثر معنوي واقتصادي مهم؛ فهي تؤكد أن الدولة تستعيد مواردها، وتغلق منافذ الهدر، وتحوّل المتحصلات القضائية إلى أصول اقتصادية مباشرة، وهذا بحد ذاته يعزز انضباط المالية العامة. كما تمنح الأسواق إشارة مهمة على قوة المتابعة الحكومية للقضايا الاقتصادية، مما يرفع ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في كفاءة الإدارة العامة.
 

أما عن تأثير هذه الخطوة على سعر الذهب في مصر، فيوضح الدكتور مَعن أن الكمية المضافة لن تُحدث تغيرًا مباشرًا أو كبيرًا في سعر الذهب المحلي، لأن أسعار الذهب تتحدد بالأساس وفق الأسعار العالمية وسعر الدولار في السوق المصري. لكن وهنا القيمة الحقيقية هذه الخطوة تدعم استقرار السوق على المدى المتوسط؛ فكلما زادت قدرة البنك المركزي على امتلاك أصول حقيقية، قلّ الضغط على العملة، وهو ما قد ينعكس تدريجيًا على تهدئة الأسعار، بما فيها أسعار الذهب.

طباعة شارك القاهرة المركزي المصري الاقتصاد الذهب مصر

مقالات مشابهة

  • تخفيض أم تثبيت الفائدة؟.. ترقب لاجتماع البنك المركزي المصري غدا الخميس
  • مضبوطات تتحول إلى احتياطي| الذهب يستقر في البنك المركزي ودولة القانون تعزز قوة الاقتصاد المصري.. خبير يوضح
  • «إنتيسا سان باولو» تتوقع تخفيض أسعار الفائدة في البنك المركزي بنسبة 0.75%
  • النيابة العامة تسلم 200 كيلو جرام سبائك ذهبية إلى البنك المركزي المصري | تفاصيل
  • في البنك المركزي بكام؟.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
  • البنك المركزي يسحب 157 مليار جنيه من 15 بنكًا قبل تحديد أسعار الفائدة
  • استطلاع رأي: من المرجح خفض سعر الفائدة من البنك المركزي الخميس المقبل
  • بعائد 23%.. شهادات الادخار في البنك الأهلي المصري
  • اجتماع البنك المركزي.. الخبراء أقل يقينًا بتخفيض سعر الفائدة بعد إعلان التضخم