إذا اندلعت الحرب.. هل تتمكن دول الشرق الأوسط من امتصاص صدمة أسعار النفط؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
تتواصل حلقات التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا، مدفوعة باتهامات أمريكية ثقيلة طالت شخصيات بارزة داخل دوائر الحكم الفنزويلي. فالحكومة الأمريكية تتهم مسؤولين في فنزويلا وبينهم قيادات عليا بالضلوع في قيادة شبكات تهريب مخدرات تعمل على إيصال شحنات كبيرة إلى الأراضي الأمريكية.
وتحولت هذه الاتهامات إلى ذريعة تتكئ عليها الإدارة الأمريكية لتصعيد ضغوطها على كاراكاس عبر حزمة واسعة من الإجراءات الأمنية والقضائية والاقتصادية، ما يعمّق منسوب التوتر بين الطرفين ويفتح الباب أمام احتمالات أكثر سخونة في المشهد الإقليمي والدولي.
وحشد ترامب القوات الأمريكية في المنطقة، وأرسل عددا كبيرا من السفن الحربية إلى منطقة البحر الكاريبي بالقرب من فنزويلا، منهم السفينة الهجومية البرمائية «يو إس إس إيو جيما» وأرصفة النقل البرمائية «يو إس إس سان أنطونيو» و «و إس إس إف تي لودرديل».
وسط هذه الأجواء المتوترة، كشفت وكالة رويترز تفاصيل “مكالمة حسّاسة” جمعت ترامب بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ووفقًا لثلاثة مصادر للوكالة، قال مادورو إنه على استعداد لمغادرة فنزويلا شرط حصوله هو وأفراد أسرته على:
عفو قانوني شامل رفع جميع العقوبات الأمريكية إغلاق قضية رئيسية يواجهها أمام المحكمة الجنائية الدولية رفع العقوبات عن أكثر من 100 مسؤول من حكومتهكما طلب مادورو من نائبته ديلسي رودريجيز العمل على تشكيل حكومة مؤقتة قبل الذهاب إلى انتخابات جديدة.
ولكن ترامب بحسب المصادر رفض غالبية الطلبات، وأبلغ مادورو خلال مكالمة لم تتجاوز 15 دقيقة بأنه أمامه أسبوع واحد فقط لمغادرة البلاد، إلى أي وجهة يختارها، بصحبة عائلته.
وفي الوقت نفسه، كثّفت واشنطن إجراءاتها العقابية، ومنعت الطيران فوق فنزويلا، في خطوة وصفتها بأنها جزء من “الحرب على إرهاب المخدرات”، ما اعتبره مراقبون إشارة واضحة إلى أن الخيار العسكري لم يُسحب من الطاولة.
يحذر خبراء دوليون من أن أي مواجهة بين واشنطن وكاراكاس لن تظل محصورة في أمريكا اللاتينية، بل ستتردد أصداؤها في الشرق الأوسط ودول أخرى لعدة أسباب:
1. رسالة سياسية للقوى الإقليميةقد تستخدم واشنطن هذا الصراع لإيصال رسائل مباشرة إلى خصومها في مناطق أخرى، من بينها الشرق الأوسط، بأن لديها استعدادًا لفرض خيارات قسرية متى أرادت.
2. تأثيرات على سوق الطاقة العالميفنزويلا تمتلك أحد أكبر احتياطيات النفط في العالم. أي اضطراب كبير حتى لو لم يصل إلى حد الحرب، قد يُشعل أسعار الطاقة عالميًا.
وهذا الارتفاع ينعكس فورًا على الدول التي تعتمد على واردات النفط أو استقرار الأسعار، ومنها عدد من الدول العربية.
3. إعادة رسم توازنات النفوذ الدوليالدور الروسي والصيني في دعم فنزويلا قد يدفع موسكو وبكين إلى تحركات مضادة، وهو ما قد ينعكس على ملفات الشرق الأوسط حيث تتداخل المصالح بشكل كبير.
رغم بُعد الأزمة جغرافيًا، إلا أن آثارها قد تجد طريقها إلى الاقتصاد المصري بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ويمكن تلخيص أبرز نقاط التأثير المحتملة فيما يلي:
1- مستوى التدخل الأمريكي في فنزويلاضربة محدودة: تأثير متوسط على أسواق الطاقة.
صراع واسع: موجات اضطراب كبيرة في أسعار النفط والغاز عالميًا.
2- ردود الفعل الدوليةموقف الصين وروسيا، الشريكين التجاريين المهمين لمصر، سيكون له وزن في حسابات القاهرة.
3- أسعار الطاقةارتفاع أسعار النفط قد يزيد فاتورة استيراد المنتجات البترولية، ويضاعف الضغوط على الموازنة العامة.
4- صمود الاقتصاد المصري في مواجهة الصدماتوتعتمد درجة التأثر على: «حجم احتياطي النقد الأجنبي - استقرار تدفقات السياحة والتحويلات - قدرة الحكومة على إدارة أسعار الوقود داخليًا»
5. الضغوط السياسية والأمنيةأي تصعيد عالمي كبير عادة ما ينعكس على الشرق الأوسط، سواء عبر تحركات في الأسواق، أو زيادة التوترات، أو توجهات جديدة للسياسة الأمريكية.
اقرأ أيضاًترامب: هيجسيث لم يأمر بقتل طاقم القارب في الكاريبي وثقتي به كاملة
توتر بين الكونجرس والبنتاجون بعد الكشف عن أوامر قتل ناجين في الكاريبي
فنزويلا تعلق على توجيه ترامب بإغلاق مجالها الجوي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: روسيا الصين ترامب الولايات المتحدة الأمريكية أسعار الوقود فنزويلا مادورو الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
تعرف على آخر 3 رؤساء في فنزويلا مع محاولات ترامب تغيير مادورو
لا يتوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التلويح بخيار تغيير النظام في فنزويلا والإطاحة برئيسها نيكولاس مادورو، وهو ما أكده مسؤولون أمريكيون خلال الأيام الأخيرة، وبينهم عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ماركواين مولين.
ولفت مولين إلى أن الولايات المتحدة عرضت على مادورو فرصة المغادرة إلى روسيا أو دولة أخرى، تزامنا مع نشر واشنطن قوات عسكرية قبالة سواحل الدول الأمريكية اللاتينية، قائلا: "منحنا مادورو فرصة للمغادرة، وقلنا له إنه يستطيع المغادرة إلى روسيا أو إلى بلد آخر، فالشعب الفنزويلي قال أيضا إنه يريد زعيما جديدا واستعادة فنزويلا كدولة".
وسبق أن تحدث عض مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام علانية عن إمكانية تغيير النظام في فنزويلا، قائلا: "منذ أكثر من عقد سيطر مادورو على دولة مخدرات إرهابية تسمم أمريكا، وهو زعيم غير شرعي"، على حد قوله.
وأمام المحاولات الأمريكية للإطاحة بالرئيس الفنزويلي مادورو، تستعرض "عربي21" آخر 3 رؤساء في فنزويلا، واللذين حكموا البلاد الواقعة على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية.
نيكولاس مادورو
تقلّد منصب رئاسة فنزويلا بالوكالة في 5 آذار/ مارس 2013، عقب وفاة الرئيس هوغر تشافيز، ومن ثم فاز بالانتخابات التي جرت في 14 نيسان/ أبريل 2013، وبدأ رسميا ولايته الرئاسية الأولى.
في شباط/ فبراير 2018 دعا مادورو إلى إجراء انتخابات رئاسية قبل أربعة أشهر فقط من موعدها، ومع إعادة انتخابه قرر حظر بعض الأحزاب المعارضة لاتهام قادتها بخيانة الوطن، فتم اعتبار ذلك مخالفة مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن الانتخابات كانت غير صالحة.
في 29 تموز/ يوليو 2024 فاز مادورو بولاية رئاسية ثالثة، وحصل على 51% من أصوات الناخبين، وتحقق فوزه رغم أن استطلاعات الرأي المتعددة التي أجريت بعد خروج الناخبين من مراكز الاقتراع أشارت إلى فوز مرشح المعارضة.
هوغو تشافيز
تولى رئاسة فنزويلا لأربع ولايات متتالية، بدأت الأولى لمدة عام ما بين 1999 و2000، والثانية ما بين 2000 و2006 وتخللها محاولة الانقلاب والاضطرابات والنداء إلى الاستفتاء، فيما تولى الفترة الرئاسية الثالثة ما بين عامي 2006 و2012، بعد فوزه بالانتخابات وحصوله على 61.35% من أصوات الناخبين.
وعلى إثر فوزه بالانتخابات أخذ ثقة البرلمان لتحويل الدولة إلى دولة اشتراكية، وأدى القسم على أن يحول فنزويلا إلى دولة اشتراكية وغيّر اسم الدولة من جمهورية فنزويلا إلى جمهورية فنزويلا البوليفارية، وأعلن شافيز أن المسيح كان أول اشتراكي وبأنه سيسير على خطاه.
وقام على إثرها بتأميم شركة الكهرباء وشركة الهاتف، وجرى إعادة انتخاب تشافيز رئيسا لفنزويلا في كانون الأول/ ديسمبر 2006 بأغلبية ساحقة في الانتخابات لتجديد ولايته رغم عدم رغبة الولايات المتحدة في ذلك، وفي أيار/ مايو 2006، جرى اختيار تشافيز كأحد أكثر 100 شخصية مؤثرة في مجلة التايم.
وتولى شافيز الفترة الرئاسية الرابعة بعد فوزه بالانتخابات التي جرت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2012، على منافسه إنريكه كأبريليس بفارق حوالي 10% من الأصوات.
رفائيل كالديرا
تولى رئاسة فنزويلا في 2 شباط/ فبراير 1994 واستمرت ولايته الرئاسية حتى 2 شباط/ فبراير 1999، وسبق أن شغل عضو مجلس النواب ما بين عامي 1972 و1994.
ترشح كالديرا للرئاسة لأول مرة عام 1947 وهو يبلغ من العمر 31 عاما، وجاب أنحاء فنزويلا لنشر أفكار حزبه الذ أُنشئ حديثا، وفاز في تلك الانتخابات الروائي الفنزويلي الشهير رومولو جايجوس، مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي.
كما ترشح لعضوية الكونغرس وانتُخب عضوا في مجلس النواب ما بين 1948 و1953، وانقطعت فترة ولايته في الكونغرس بعد الإطاحة بجايجوس في انقلاب عسكري بتاريخ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1948.