آي بيبر: هجوم ترامب على فنزويلا قد يشعل فتيل حرب أهلية
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
تصاعدت التحذيرات من أن فنزويلا قد تنزلق إلى حرب أهلية مدمرة إذا نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده بشن هجوم بري، وأكد محللون أن أي خطوة "متهورة" قد تشعل صراعا إقليميا واسعا، وفق تقرير نشره موقع "آي بيبر" البريطاني.
وجاءت المخاوف بعد سلسلة غارات جوية أميركية استهدفت 21 قاربا في البحر الكاريبي والمحيط الهادي، وأسفرت عن أكثر من 80 قتيلا منذ سبتمبر/أيلول الماضي بادعاء مكافحة تهريب المخدرات.
وأكد خبراء للصحفي وكاتب التقرير فيليكس أرمسترونغ أن هذه الهجمات تفتح أبوابا خطيرة، مضيفين أن أي هجوم بري -سواء كان من خلال قوات برية أو ضربات- قد يشعل حربا ضروسا بين القوى العديدة المتصارعة في فنزويلا.
تهديد للمنطقةويرى الباحث كارلوس سولار من مؤسسة المعهد الملكي للخدمات المتحدة أن هذا التصعيد يمثل أخطر تدخل أميركي في المنطقة منذ انقلاب هاييتي عام 2004، مشيرا إلى الحشد العسكري المتزايد ووجود حاملة الطائرات العملاقة "جيرالد فورد" قرب المياه الفنزويلية، وفق ما نقله "آي بيبر".
عزل مادورو غير محتمل بسبب مهارة الرئيس في إدارة دائرة داخلية موالية، لكن كبار القادة في الجيش الفنزويلي قد يسلمونه للولايات المتحدة إذا وجدوا أن بقاءه مكلف جدا
بدورها، استبعدت الخبيرة أنيت إيدلر الأستاذة المساعدة في الأمن العالمي في كلية "بلافاتنيك لدراسات الحكم" بجامعة أكسفورد للصحيفة حدوث غزو أميركي واسع النطاق حتى الآن، بسبب تكاليفه السياسية واللوجستية والإنسانية.
وأكدت الخبيرة أن ضرب الأراضي الفنزويلية لا يتناسب مع هدف واشنطن المعلن بمحاربة شبكات المخدرات، لأن الهجمات غالبا ستقتل مدنيين وتدمر البنية التحتية، مما سيضاعف معاناة السكان ويغذي الصراع بدل احتوائه.
وحذرت كذلك من أن العنف قد يمتد إلى كولومبيا المجاورة أو يدفع تنظيم "جيش التحرير الوطني" الكولومبي المسلح إلى الرد، خصوصا بعدما زعم وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث أن إحدى الضربات أصابت قاربا تابعا للتنظيم، ليتضح لاحقا أنه يعود لعائلة صيادين بسطاء.
الإطاحة بمادورووترى إيدلر أن تغيير النظام قد يكون أحد دوافع ترامب، خاصة مع ضغط الجمهوريين للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
إعلانوفي هذا الصدد، ذكرت الصحيفة أن الجمهوري ستيفن ميلر المقرب من ترامب هو المسؤول عن إستراتيجية البلاد الهجومية تجاه فنزويلا.
ونقل التقرير قول ستيف بانون المستشار السابق لترامب إن هذه الإستراتيجية تستغل موقف ترامب المتشدد من الهجرة لتحميل أميركا اللاتينية مسؤولية تدفقات المخدرات والهجرة.
وحسب سولار، فإن عزل مادورو غير محتمل بسبب مهارة الرئيس في إدارة دائرة داخلية موالية، لكن كبار القادة في الجيش الفنزويلي قد يسلمونه للولايات المتحدة إذا وجدوا أن بقاءه مكلف جدا.
وفي حال اندلعت الحرب قد تلجأ فنزويلا إلى روسيا والصين وكوبا، ولكن الخبراء لا يرجحون تدخلهم المباشر في الحرب.
ولفت التقرير إلى احتمال استخدام الولايات المتحدة قواعدها العسكرية في أميركا اللاتينية في حال اندلاع حرب، ويشمل ذلك قواعد أميركية في بورتوريكو وهندوراس وكوبا ومواقع مراقبة في جزيرة أروبا وكوراساو، كما ستبحث واشنطن عن "شركاء" إضافيين.
وحذرت ورقة بحثية أعدها دوغلاس فاراح مستشار الأمن القومي خلال الولاية الأولى لترامب من أن إسقاط مادورو سيخلق "فترة طويلة من الفوضى بلا مخرج"، مما يعزز التحذيرات الحالية بأن الشرارة قد تشعل حربا أهلية باهظة الثمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
ترامب يهدد فنزويلا بشكل غير مسبوق.. متى موعد الهجوم؟
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"إمكانية ضرب أراضي فنزويلا إذا لزم الأمر" إلى جانب استهداف القوارب البحرية، بهدف وقف تهريب مخدرات من فنزويلا إلى الولايات المتحدة وفق قوله.
وجاءت تصريحات ترامب عقب اجتماع لمجلس الوزراء استمر نحو ساعتين وبُث على الهواء مباشرة، في البيت الأبيض، حيث أجاب على أسئلة الصحفيين المتعلقة بالقضايا الراهنة.
كما تطرق ترامب إلى الضغط المتزايد الذي يمارسه الجيش الأمريكي على فنزويلا والهجمات التي تستهدف القوارب المتهمة بـ"نقل المخدرات" في منطقة الكاريبي.
وأكد ترامب تصميم بلاده على محاربة المخدرات التي قال إنها تصل إلى الأراضي الأمريكية من دول مثل فنزويلا وكولومبيا بكافة الوسائل، مشيرًا إلى أنهم سيفعلون كل ما هو ضروري لذلك، وأنه فوض البنتاغون بسلطة كاملة في هذا الشأن.
وتابع، "أريد القضاء على تلك السفن (قبالة سواحل فنزويلا)، وإذا لزم الأمر، فسنشن هجومًا على أراضي (فنزويلا) كما نفعل في البحر. القليل جدًا يصل الآن من البحر، أعتقد أننا دمرنا أكثر من 90 بالمئة منها".
وأوضح، "سنبدأ هذه الهجمات من البر أيضًا، كما تعلمون، الهجوم على البر أسهل بكثير. نحن نعرف المسارات التي يستخدمونها، نعرف كل شيء عنهم، نعرف أين يعيشون، وسنبدأ ذلك قريبًا جدًا. كل من ينتج المخدرات ويبيعها لبلدنا سيتعرض لهذا الهجوم".
وذكر ترامب اسمي فنزويلا وكولومبيا عدة مرات، مدعيا أن هاتين الدولتين مسؤولتان عن الجزء الأكبر من المخدرات التي تصل إلى الولايات المتحدة.
كما أجاب ترامب على أسئلة الصحفيين بخصوص ادعاءات متعلقة بإصدار أمر بشن هجوم ثان على سفينة "يُعتقد أنها تحمل مخدرات" قبالة سواحل فنزويلا في الثاني أيلول/ سبتمبر، وأدى إلى مقتل شخصين كانا متمسكين بالسفينة بعد الهجوم الأول الذي تسبب في حريق.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه فوض البنتاغون ووزير الدفاع بيت هيغسيث بسلطة كاملة في مكافحة المخدرات، وأنه يقف وراء الهجمات المذكورة.
وأشار إلى أنه لا يعرف التفاصيل بشأن مقتل الجريحين الناجيين من الهجوم الأول في الهجوم الثاني، لكنه ادعى أن الهجوم يتوافق مع القوانين ذات الصلة.
من جانبه، أشار وزير الدفاع هيغسيث إلى أن الأدميرال فرانك برادلي كان مخولا بالكامل بشن الهجوم الثاني، وأنه لم يكن ممكنًا معرفة تفاصيل وجود مصابين في تلك اللحظة.
وتصاعدت التوترات مؤخرا بين الولايات المتحدة وفنزويلا، حيث أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أغسطس/ آب الماضي، أمرا تنفيذيا يقضي بزيادة استخدام الجيش بدعوى "مكافحة عصابات المخدرات" في أمريكا اللاتينية.