عواصم - وكالات: في أول قرار من نوعه، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع في السودان، عبدالرحيم حمدان دقلو. وأوضحت وزارة الخزانة في بيان، أمس الأربعاء، أنها فرضت عقوبات على عبدالرحيم، لقيادته الدعم السريع، وهي «كيان شارك أعضاؤه في أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك مذابح ضد المدنيين والقتل العرقي واستخدام العنف الجنسي».

كما أشارت إلى أنه سيتم حظر وصول دقلو إلى جميع الممتلكات والمصالح المدرجة تحت اسمه في الولايات المتحدة. فيما قال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، إن هذه العقوبات «تظهر التزام وزارة الخزانة بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان في السودان». كما شدّد على أن بلاده تحث طرفي الصراع على وقف الأعمال العدائية وأعمال العنف التي تؤدي إلى استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد. ويشكّل قرار معاقبة شقيق قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، من أبرز العقوبات التي فرضت حتى الآن منذ تفجر الصراع بين الدعم السريع والجيش منتصف أبريل الماضي، لا سيما أنها أول مرة تفرض فيها الإدارة الأمريكية عقوبة على مسؤول من القوتين المتنازعتين، منذ بداية الحرب، فالعقوبات السابقة طالت شركات وقطاعات عسكرية، وليس أفرادًا. كما يُعد ردًا واضحًا على أعمال العنف الرهيبة التي شهدها غرب دارفور، والتي اتُهمت قوات الدعم السريع مع الميليشيات المتحالفة معها، بارتكابها، وفق ما نقلت رويترز. خصوصًا أن شهود عيان وضحايا فرّوا إلى تشاد تحدثوا عن استهداف قبيلة المساليت بدوافع عرقية من قبل عناصر «دقلو»، فضلاً عن تدمير الأحياء، وتنفيذ عمليات نهب وسرقات على نطاق واسع وحتى الاغتصاب ما دفع مئات الآلاف إلى الفرار. وفي يونيو الماضي اغتيل والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، وأحد رموز قيادات قبيلة «المساليت»، ليزيد التوتر في المنطقة، لا سيما أن هذا الاغتيال أتى بعد أيام على مقتل طارق عبدالرحمن بحر الدين، شقيق سلطان قبيلة المساليت. فيما دأبت الدعم السريع على نفي الاتهامات التي سيقت بحقها من قبل مراقبي الصراع، ومنظمات حقوقية وشهود عيان، مؤكدة أنها ستقدم أي عنصر من قواتها يثبت تورطه في أي انتهاكات إلى العدالة. يذكر أنه منذ اندلاع القتال بين الطرفين قبل 5 أشهر تصاعدت المخاوف من انزلاق إقليم دارفور في أتون حرب أهلية وقبلية مريرة، لا سيما أن المنطقة تحفل بذكريات أليمة. إذ يزخر هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبًا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلاً عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن. فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيول، وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

معارك بشمال كردفان واتهامات جديدة للدعم السريع بارتكاب جرائم حرب

اشتدّت المعارك في منطقة شمال كردفان جنوبي السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تواجه اتهامات جديدة بارتكاب "جرائم حرب" في مخيم زمزم للنازحين في الفاشر غربي البلاد.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سكان في الأبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان أن مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع انفجرت قرب قاعدة الفرقة الخامسة للجيش.

وتبعد الأبيّض نحو 400 كيلومتر عن الخرطوم وتقع إلى جنوب غرب العاصمة، وفيها مطار وهي تقع عند تقاطع إستراتيجي يربط الخرطوم بإقليم دارفور في غرب البلاد.

من جانب آخر، تجدّدت المعارك في بابنوسة الواقعة جنوب غرب الأبيّض وتبعد عنها نحو 400 كيلومتر. وبابنوسة هي آخر معقل للجيش في غرب كردفان.

والثلاثاء، نشرت قوات الدعم السريع لقطات فيديو تظهر مقاتلين تابعين لها داخل قاعدة الفرقة 22 مشاة، مقر قيادة الجيش في المدينة.

وكانت القوات أعلنت الاثنين "تحرير" بابنوسة بأكملها بعد صد ما وصفته بأنه "هجوم مفاجئ" لوحدات الجيش، لكن الجيش نفى أمس فقدان السيطرة على المدينة، وقال إن وحداته صدّت هجوما جديدا لقوات الدعم السريع.

واتّهم الجيش قوات الدعم السريع بشن ضربات يومية بالمسيّرات والمدفعية رغم إعلانها الأسبوع الماضي هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر من طرف واحد.

وأصبحت كردفان ساحة معركة كبرى مع سعي الجيش إلى إبعاد قوات الدعم السريع عن الطريق السريع الحيوي الذي يربط الخرطوم بدارفور.

قتلى بالفاشر

وفي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع قتلت 4 أشخاص بينهم طفل في حي الدرجة، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات تهدد حياة المدنيين.

وأكدت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن 160 أسرة فرت من العنف في مدينة الفاشر وصلت إلى مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض.

وأضافت المفوضية أن هؤلاء النازحين لا يملكون أي شي تقريبا وأنها قدّمت لهم مع شركائها مواد لتلبية احتياجاتهم العاجلة. وأوضحت أن مزيدا من العائلات تصل إلى النيل الأبيض وأن الاحتياجات في ازدياد مستمر.

إعلان

من جانبها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون للجزيرة، إن الفاشر تحولت إلى ساحة جريمة، مضيفة أن المنظمة الدولية بعيدة كثيرا عن تلبية احتياجات النازحين جراء المعارك. وأضافت أن هناك قرى خاضعة للحصار وأن المنظمات الدولية غير قادرة على إيصال المساعدات.

في الأثناء، ما زالت الجهود الدولية لإنهاء الحرب متعثّرة. ودعت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إلى تسريع الإجراءات التي تقود إلى وقف إطلاق النار في السودان، وأكدت تواصلها الدائم مع الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات لتحقيق هذا الهدف.

جرائم حرب

من جانب آخر، ندّدت منظمة العفو الدولية بما سمته "جرائم حرب" ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان خلال اقتحام مخيم زمزم للنازحين على حدود الفاشر في وقت سابق من العام الحالي، وذلك استنادا إلى شهادات حديثة للناجين.

وكان المخيم يضمّ قرابة مليون شخص قبل مهاجمته من قوات الدعم السريع خلال الربيع الفائت، وبحسب تقرير للمنظمة "قامت قوات الدعم السريع بقتل المدنيين عمدا وأخذتهم رهائن ونهبت ودمّرت المساجد والمدارس والعيادات الطبية"، وفقا لشهادات 29 شخصا بينهم شهود وأقارب ضحايا وصحفيون.

وأدى الهجوم، بحسب بيانات المنظمة التي تتطابق مع تقارير الأمم المتحدة، إلى فرار أكثر من 400 ألف مدني من المخيم.

وطالبت المنظمة "بالتحقيق في هذه الانتهاكات كجرائم حرب بموجب القانون الدولي".

وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار إن "هجوم قوات الدعم السريع المروّع والمتعمّد على المدنيين اليائسين والجوعى في مخيم زمزم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، مرة أخرى، ازدراءهم بالحق في الحياة".

وتسبّبت الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 بمقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليونا، وخلفت "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. أحد أفراد الدعم السريع يفجر مفاجأة داوية وينقل لزملائه خبر وفاة قائد ثاني المليشيا عبد الرحيم دقلو
  • بعد تعثر جهود وقف إطلاق النار .. أمريكا تدرس فرض عقوبات أوسع على الجيش السوداني و الدعم السريع
  • بعد عثر جهود وقف إطلاق النار .. أمريكا تدرس فرض عقوبات أوسع على الجيش السوداني و الدعم السريع
  • الأمم المتحدة تحذر من خطر المجاعة في السودان
  • بريطانيا تفرض عقوبات على الأركان الروسية و11 شخصاً
  • الأمم المتحدة: الدعم السريع نفذ عمليات قتل واختطاف وتجنيد قسري
  • مسؤولة في الأمم المتحدة: الدعم السريع تواصل قتل المدنيين في السودان
  • أمريكا تفرض عقوبات جديدة على صلة بفنزويلا
  • «العفو الدولية» تطالب بالتحقيق في هجوم «وحشي» للدعم السريع على «زمزم»
  • معارك بشمال كردفان واتهامات جديدة للدعم السريع بارتكاب جرائم حرب