شبكة انباء العراق:
2025-11-09@05:21:56 GMT

وهل الوقار مقاسَ أردية ؟

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

ظل بعض الافندية حتى وقت قريب يلبسون بدلاتهم الشتوية بكامل قطعها الثقيلة في عز الصيف. يتبخترون بها تحت لهيب الشمس الحارقة بذريعة الحفاظ على أناقتهم ووقارهم واكتساب الاحترام. على طريقة ابن عمتي الذي كان يقطع المفاوز الصحراوية، ماشياً جيئة وذهابا بمحاذاة السكة الحديدية الممتدة بين محطتي الشعيبة وإرطاوي، وهو يلبس معطفه العسكري في القيظ الخانق بحجة منع اشعة الشمس من التسلل إلى جسمه النحيف.

.
كانت هذه العادات مستشرية في ستينيات القرن الماضي. لكنني فوجئت بقيادي كبير من قادة الاحزاب المتكاثرة لدينا بالانشطار يستوقفني في بغداد التي طلقت الطاقة الكهربائية بالثلاث في شريعة الاحتباس الحراري المزمن. وينصحني بعدم إرتداء قميص (نص كم) لأنه لا يليق بمقامي، وينصحني أيضاً بارتداء (القاط والقبوط)، والظهور بمظهر سكان القارة القطبية المتجمدة، على الرغم من الأرقام القياسية الساخنة التي سجلتها العاصمة في هذه الأيام البركانية. .
قال صاحب هذه النظرية: من المعيب ظهور الرجل الوقور بالقميص أو التيشيرت. .
قلت له: هل سمعت بقول قائد الجموع العربية المقاتلة في حروب الاندلس. عندما قال:-
وَبَرَزتُ لَيسَ سِوى القَميصِ
عَن الحَشا شيءٌ دفوعُ
لَم أَستَلَب شرفَ الطباع
أيسلَبُ الشَرفُ الرَفيعُ
فالشرف يا سيدي السياسي ليس بالمظهر، ولا علاقة له بالشكليات. انظر الى الأوكراني (زيلنسكي) الذي ظل صامداً بوجه غارات أشرس الهجمات الحربية وهو يرتدي التيشرت بألوانه الزيتونية القاتمة. وانظر إلى لقاءاته مع قادة البلدان الكبرى بملابسه الميدانية الخفيفة. وهل سمعت كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محضر رده على سخرية زعماء الدول السبع الصناعية الكبرى من ظهوره عاري الصدر، حين تساءلوا ساخرين: إن كان يجب أن يخلعوا هم أيضا ملابسهم ليبدوا أكثر قوة. . فقال لهم: لا ضير من خلع ثيابكم فوق الخصر، أو تحت الخصر إن أردتم، ولكن سيكون منظركم مقززا. .
ورحم الله شاعر العرب الكبير عندما انتقد هذه الأفكار المتحجرة بقوله:
أترى العفافَ مقاسَ أردية ظلمتَ إذاً عفافا
هو في الضمائر ِ لا تخاط ُ ولا تقصُّ ولا تكافى
اما على الصعيد العالمي فقد قاد البريطاني السير موزلي منظمة القمصان السود في ثلاثينيات القرن العشرين. وتصاعدت قبل بضعة اعوام نشاطات حزب القمصان الحمر في الأوساط التايلندية. .
ختاماً: الوقار حكمة وكرامة وعزة. وليس عمامة وعباءة وجلباب ومسبحة. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

اتحاد المستثمرين الأفرو آسيوي: "علم الروم" لن تكون آخر الصفقات الكبرى

أشاد محمد إسلام، رئيس غرفة الاستثمار والتطوير العقاري بالاتحاد العام  للمستثمرين الأفرو- آسيوي، بالصفقة العقارية السياحية الكبرى بين مصر وقطر التي شهدها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لتطوير وتنمية منطقة "علم الروم" بمحافظة مطروح، مؤكدًا أنها تُمثل نقلة نوعية في مسار الاستثمار العقاري والسياحي بمصر، وتعكس الثقة المتزايدة في قوة ومتانة الاقتصاد المصري الذى يُعد من أكثر الاقتصادات الناشئة جذباً للاستثمار فى منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح “إسلام”، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية منال السعيد، ببرنامج “صناع الفرصة”، المذاع على قناة “المحور”، أن صفقة “علم الروم” التي تتجاوز قيمتها الإجمالية 29.7 مليار دولار، تؤكد نجاح الدولة المصرية في تطبيق نموذج استثماري حديث يجمع بين العائد الاقتصادي المباشر بالعملة الأجنبية وتحقيق التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن مثل هذه الاتفاقيات الكبرى تُعزز ثقة المستثمر الأجنبي في الاقتصاد المصري، لا سيما وأن مصر قد أصبحت وجهة آمنة وجاذبة للاستثمار طويل الأمد بفضل السياسات الاقتصادية الرشيدة والإصلاحات الجريئة التي تنفذها الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، موضحًا أن المشروع سيُحدث طفرة في تنمية الساحل الشمالي الغربي، ويحوّل منطقة علم الروم إلى وجهة سياحية واستثمارية عالمية قادرة على جذب المزيد من السائحين ورؤوس الأموال الأجنبية، لافتًا إلى أن صفقة علم الروم لن تكون آخر الصفقات الكبرى.

وأكد أن صفقة علم علم الروم تُمثل ترجمة حقيقية لتوجهات القيادة السياسية في دعم الشراكات الإقليمية والدولية، وفتح مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي بين مصر والدول الشقيقة، موضحًا أن التعاون المصري–القطري في هذا المشروع يُجسد مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي العربي، مشيرًا إلى أن هذا المشروع سيُسهم في خلق أكثر من 250 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب دوره في تنشيط قطاعات المقاولات والإنشاءات والخدمات السياحية والتجارية، ما يُعزز معدلات النمو الاقتصادي ويُحقق عوائد اجتماعية واقتصادية ملموسة.

مقالات مشابهة

  • أنس جابر تكشف عن معاناتها مع الاكتئاب: لم أعد وزيرة السعادة
  • حملات مكثفة على المخابز البلدية بالمحلة الكبرى
  • أنس جابر تكشف معاناتها من الاكتئاب: لم أعد وزيرة السعادة!
  • علماء يكتشفون صلة بين حجم الخصر والإصابة بالخرف لدى النساء
  • «في البحث عن الإنسان»... جلسة بـ «الشارقة للكتاب»
  • إبلاغ 531 شخصًا بأنهم "أموات"
  • انطلاقة قوية لبطولة PUBG Mobile الكبرى وسط منافسة محتدمة بين الأندية 
  • القوالب الجاهزة لا تصنع أمة
  • اتحاد المستثمرين الأفرو آسيوي: "علم الروم" لن تكون آخر الصفقات الكبرى
  • لم أُرد أن يتحول الأمر لسيرك.. رونالدو يكشف أسباب عدم حضوره جنازة جوتا ويرد على منتقديه