(CNN)-- كان طارق فهيم يصور مقاطع فيديو لتعبئة المياه خلف السد في وادي درنة في ليبيا في وقت متأخر من ليلة السبت. وحتى الساعة 1:30 صباحًا، كانت العاصفة دانيال مجرد رياح وأمطار.

وعندما عاد إلى منزله بعد ساعة، استغرق الأمر وقتا قليلا للغاية، بين اللحظة التي سمع فيها انفجار السد، والمياه المتدفقة تغمر شارعه.

وقال طارق: "كانت كمية المياه والسيارات التي كانت تدفعها تبدو وكأنها زلزال".

ونقل طارق العائلة إلى السطح، وصعدوا أعلى خزان مياه مع استمرار ارتفاع المياه. لقد نجوا. وأضاف عن الحي الذي يقطنه حول شارع الفنار: "ربما نجا 1% من الذين كانوا يعيشون في الطوابق الأرضية".

وعندما انخفض منسوب المياه تدريجيًا، عاد إلى الأسفل لتفقد أحوال جيرانه، "لكن كان هناك طين يبلغ ارتفاعه مترًا في الشارع"، كما يتذكر. ويقول: "فقط في 15 مبنى حولي، مات 33 شخصًا". وعندما بدأ في سرد أسماء أصدقائه الذين فقدهم، انهار في البكاء.

ومات الآلاف في مدينة درنة بشرق ليبيا، وما زال آلاف آخرون في عداد المفقودين بعد أن ضرب فيضان كارثي المدينة، في الساعات الأولى من صباح الأحد.

وكانت أقدام طارق العارية مغطاة بالطين من السير في الشوارع الجانبية لمساعدة الجيران على المرور عبر حطام منازلهم. الصدمة والخسارة ظاهرة على كل وجه. يجلس الرجال أمام منازلهم المجوفة، بعضهم صامت والبعض الآخر ينتحب.

وعبر الشارع، يمر طلال فرتاس بما تبقى من متجر المجوهرات الخاص به، ويلتقط القلائد والأساور الذهبية من الوحل، ويقول: "تم جرف الخزنة، كل شيء ذهب".

ولم يتبق سوى آثار قليلة لما كانت تبيعه المحلات التجارية على طول الشارع. وتتدلى قطع معدنية من أسقف المتاجر المُدمرة. وترتفع الأنقاض المتراكمة على جانبي الطريق إلى أعلى حتى تصبح كومة من الحطام.

وعندما انفجر السدان خارج المدينة، أطلقا العنان لفيضانات قوية دمرت الكتل السكنية. والأجزاء الشرقية والغربية من درنة مفصولة الآن بأرض قاحلة من الدمار، تمتد عبر المدينة على طول الطريق إلى البحر المتوسط.

ويتنقل رجال الإنقاذ بين المباني المنهارة بحثًا عن ناجين دون أمل يذكر. فكل ما وجدوه تقريبًا هو جثث، ويُعتقد أن المزيد منها تحت أكوام الأسمنت المنهارة.

وبالعودة إلى شارع الفنار، يطلب رجل المساعدة في انتشال جثث أربعة أطفال من تحت الوحل.

وتتدفق المساعدات الدولية وبعثات الإنقاذ ببطء، لكنها بالكاد تضاهي حجم الدمار. قام المتطوعون المحليون وعمال الطوارئ من مختلف أنحاء ليبيا بما في وسعهم، في أعقاب الفيضان مباشرة.

وقال عبدالوهاب هارون، 21 عامًا، إنه انتشل 40 جثة من البحر، الأحد. وقام بربط حبل حول خصره متصل بخط من المتطوعين لمواجهة الأمواج العالية. وأضاف: "كان هناك قتلى في كل مكان، أطفال يبلغون من العمر بضعة أشهر، مسنون، نساء حوامل. هناك عائلات من 30 إلى 40 شخصًا ذهبوا جميعًا".

وتطوع هارون في نقطة لتجميع ضحايا المدينة أُقيمت في منطقة مفتوحة بجوار البحر. والرائحة الكريهة تملأ الهواء في كل مرة يتم فيها إحضار جثة.

ويحاول المسؤولون توثيق الهويات عندما يكون ذلك ممكنا، قبل الدفن الجماعي في موقع آخر. وتقوم شاحنة صغيرة بتبخير الهواء بشكل دوري، حيث يحذر الأطباء والمسعفون هناك من مخاطر صحية.

وقالت متطوعتان من درنة لشبكة CNN، إن الجثث التي رأتاها الآن لم يعد من الممكن التعرف عليها لأنها "جميعها تبدو متشابهة" أثناء التحلل.

وقالت إحداهن، وتُدعى أسماء عوض، إنها لا تزال غير مصدقة. وأضافت لشبكة CNN قبل أن تنفجر في البكاء: "كانت أجمل مدينة.. كنت أسميها حورية البحر، هل تعتقد أنها سوف تنهض مرة أخرى؟"

وعلى طول الكورنيش التالف، يقوم المتطوعون الذين يرتدون بدلات واقية بمسح البحر بحثا عن الجثث. وتحولت المياه الزرقاء إلى اللون البني الداكن. وتدفع الأمواج الأثاث المكسور إلى الشاطئ، بينما علقت المركبات المحطمة فيما تبقى من حاجز الأمواج في البحر.

ويقول إبراهيم حسن، رئيس خدمات الإسعاف في الكفرة، جنوب ليبيا: "من المحتمل أن يكون هناك أشخاص في هذه السيارات التي ترونها في الماء، ولكن ليس لدينا المعدات اللازمة للوصول إليهم".

ويحتاج إلى معدات ثقيلة وأكثر تطورا لانتشال هذه المركبات والبحث في المياه عن جثث من هم في عداد المفقودين.

وتقول إحدى المتطوعات وهي تنتظر وصول الجثث التالية: "كان هذا الوادي بمثابة جنة مليئة بأشجار الرمان".

ويقول عبدالوهاب: "لقد انتهت درنة".

ليبياالحكومة الليبيةكوارث طبيعيةنشر السبت، 16 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الحكومة الليبية كوارث طبيعية

إقرأ أيضاً:

هناك عدد ٥٠ عربة قتالية للمليشيا بمنطقة الملم متجهة الى الفاشر يرتدون زى القوات المشتركة

شـــــــــوكة حــــــــوت
*مـن الفاشـر الـى نيـالا*
*شوكة حوت لأى هلفوت*
ياسرمحمدمحمود البشر
*لن أتطرق لتفاصيل الإجتماع الذى عقد مساء الأمس الجمعة بخصوص تفاصيل ما تورده (شوكة حوت) من تفاصيل ومن يقوم بتسريب المعلومات وتلاوموا فيما بينهم بعدم تحييد كاتب (شوكة حوت) وهو من أبناء العطاوة فليعلم قادة مليشيا الدعم أن كاتب عمود (شوكة حوت) عميق إنتمائه للسودان وللقوات المسلحة السودانية ومسألة أننى من العطاوة أو الحمياد لا تؤثر فينى كثيرا فأنا صاحب رأى وفكر وأقود الرأى العام من قناعاتى النابعة من الوجدان والقلب السليم فمن المستبعد أن أنحاز الى باطل القبلية والجهوية النتنة فأنا لم ولن أكن مطية لجهلاء آل دقلو وإن حملوا من الدرجات العلمية فهم مجرد أوباش ينقادون برسن القبيلة عموما نحن معركتنا الآن ضد المليشيا حتى الهزيمة أو الإستسلام ونعلم علم اليقين أن ما أكتبه يوجعكم أشد من ضربات الإنتنوف كما إعترفتم فى إجتماعكم ليلة أمس وحتى أزيدكم من الوجع قيد أنملة ونكتفى بتعليق صديق صفحتى بالفيس أمير عبدالله الذى علق قائلا (شوكة حوت لأى هلفوت) وحتى لا نذهب بعيدا فقد أكدت مصادرنا من داخل صفوف المليشيا*.
*أن هناك عدد ٥٠ عربة قتالية للمليشيا بمنطقة الملم متجهة الى الفاشر يرتدون زى القوات المشتركة وكذلك لون العربات وبحسب المعلومات لديهم مجموعة افراد داخل الفاشر متواصلين معهم بأجهزة ٧ كيلو مهمتهم الأساسية ان يرسلوا على الأجهزةالأخرى ويقوموا بعمل تمويه داخل الفاشر ويطلقون إشاعة بوصول القوات المشتركة الى الفاشر حتى يتمكنوا من إختراق الدفاعات بالفاشر وهذه القوة تنوى الهجوم على الفاشر من المحور الجنوبى للمدينة بالإضافة الى تحرك عدد ٢٠٠ عربة قتالية خرجت يوم أمس الجمعة عند الساعة السادسة والنصف صباحا من الكفرة الى الحدود السودانية محور الصحراء وهى تحت سمع وبصر ومرمى نيران السيادة الجوية*.
*ومن خلال رصد ومتابعة تحركات المليشيا بتاريخ ١٦ مايو ٢٠٢٥م ادخلت قوات التمرد عصرا عتاد حربي يتمثل في عربات دفع رباعي قوامها مابين ٦٠ الى ٧٠ عربة موديل ٢٠٢٤ لمدينة نيالا حاضرة علما بأن هذه العربات لم يتم تسليحها حتى الآن ومن المتوقع ان يتم الدفع بها لمعارك كردفان بعد تجهيز قوات من المستنفرين والذين تم جلب اكثرهم من جمهورية جنوب السودان كمرتزقة تم توزيعهم جنوب مطار نيالا فى جناين مجوك وجناين مويسى وجامعة نيالا وهذا الإمداد يتم الاعداد له بعد أن هبطت طائرة شحن إماراتية بتاريخ ١٥ مايو مساء الخميس وهي تحمل أسلحة وذخائر للمليشيا وقد تم تحديد نوع الأسلحة وهى عبارة عن مدافع بعيدة المدى*
نــــــــــــص شـــــــــوكة
*فى الوقت الذى تعانى فيه المليشيا من عقدة تقدم الصياد وتسعى جاهدة بكل السبل لوضع المتاريس أمامه لمنع تقدمه غربا نحو دارفور وذلك لضرب عصفور المسيرية بصفة خاصة والكردافة بصورة عامة بنقل الحرب لحواضنهم ومنع متحرك الصياد من الزحف غربا ووقف زحفه لتأمين مدن الضعين ونيالا أطول فترة ممكنة حتى قبول الجيش لتفاوض يحفظ ما تبقى من ال دقلو وتضمن المليشيا بذلك قطع دابر المسيرية لمنع وقطع الأصوات التي تطالب بحقوق ابنائهم المفقودين والهلكى*.
*
ربــــــــــــع شــــــــوكــة
*تظل تحركات المليشيا داخليا مرصودة بفعل أشراف العسكر الوطنيين الخلص الموجودين حتي داخل دائرة اتخاذ القرار للمليشيا وتظل تحركاتها الخارجية مرصوده قبل تحركها بفعل الأيادي الطويلة*

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هناك عدد ٥٠ عربة قتالية للمليشيا بمنطقة الملم متجهة الى الفاشر يرتدون زى القوات المشتركة
  • جاستن بيبر ينفي تعرّضه لأي إساءة من ديدي : «هناك من تأذى فعلًا»
  • أوربان: ليس هناك إلا طريقة واحدة لتحقيق التسوية في أوكرانيا
  • المشهداني:لن يكون هناك سلاح منفلت بعد الآن
  • ترامب: أحد القادة طلب مساعدتي لغزة والناس هناك يتضورون جوعًا (فيديو)
  • صفية العمري تكشف تفاصيل سبب عقدتها النفسية من المياه وتأثيره على عملها
  • إصابة جنديين من جيش الاحتلال في المغرب.. ماذا كانا يفعلان هناك؟
  • العلامة الخطيب :هناك علامات استفهام كثيرة حول أداء الحكومة
  • قائد الثورة: العدو الإسرائيلي يستهدف النازحين في مراكز إيوائهم التي يحددها كمناطق آمنة
  • زقوت: غزة تواجه كارثة طبية مع تصاعد العدوان ودمار المنشآت الصحية