وفد صنعاء يحط في الرياض بدعوة رسمية.. جولة تفاوض حاسمة
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
يمانيون – متابعات
تحذيرات صنعاء الشهر الماضي أتت أكلها، سرعان ما تلقف السعوديون الرسائل، إن تلك التي سمعوها على لسان الرئيس مهدي المشاط أو التي نقلت إليهم عبر دولة إسلامية إقليمية تؤكد جدية صنعاء بالذهاب نحو تصعيد ما لم تلبى مطالبها حول المرتبات والمطار وميناء الحديدة.
ما سمعه ولي العهد السعودي من أحد زوّاره الإقليميين عن نوايا صنعاء جعله مقتنعًا باستقلالية قرار القيادة اليمنية، وجديتها في تنفيذ تحذيراتها التي أطلقها السيد عبد الملك الحوثي مؤخرًا، خصوصًا تلميحه إلى إمكانية استهداف مشاريع اقتصادية يرى فيها ابن سلمان حلم تحول المملكة إلى “أوروبا الشرق الأوسط” حسب ما يعبر، وهي نيوم.
وبحسب بعض الأوساط، أعرب ولي العهد السعودي في ذلك اللقاء صراحة عن ما يقف عائقًا أمام تحقيق مطالب صنعاء خصوصًا بند المرتبات وآلية دفعه ومصدرها، وهو العامل الأمريكي، رد لم يخف تعرضه لضغوطات في هذا الصدد، وما عزز ذلك تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن لينديركينغ الذي قال صراحة إن مسألة المرتبات تواجهها عقبات، دون أن يوضح ماهيتها.
وبحسب مسار المباحثات اللاحقة التي قادها الوسيط العماني وسرعة إرسال الوفد السعودي إلى مسقط، ظهرت توجيهات “أميرية” لتفاوض سريع مكمل لما تم التوصل إليه خلال زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء في شهر رمضان الفائت.
وبعد جولة تشاور مع القيادة في صنعاء من خلال زيارة الوفد العماني والوفد اليمني إليها، ثم عودتهما إلى مسقط لبدء جولة تفاوض، يبدو أن أمورًا قد نضجت، بغض النظر عن طبيعتها، استدعت من السعودية توجيه دعوة للوفد اليمني الوطني لزيارة الرياض لاستكمال المفاوضات هناك.
وكون التفاوض يأتي استكمالًا للتفاوض السابق في شهر رمضان، ولا يخرج عن الإطار الذي قبلت به صنعاء، لبى وفد الأخيرة الزيارة وتوجه نحو العاصمة السعودية.
وليل الخميس، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن “المملكة وجهت دعوة لوفد من صنعاء لاستكمال اللقاءات والنقاشات بناء على المبادرة السعودية المعلنة عام 2021”.
ويأتي الإعلان السعودي بصيغته التي أوردتها “واس” كمحاولة لتظهير المملكة بموقع القوي وصاحبة المبادرة، دون أن تظهر نفسها وسيطًا كما حاول سفيرها محمد آل جابر ترويج خلال المرحلة الماضية، مع تأكيد غير مباشر على تفاوض من الند إلى الند مع صنعاء، وهو ما ينسف أيضًا أي أدوار للقوى والمجالس التي تموّلها وتدعمها كل من السعودية والإمارات والتي تبصم على ما تقرره تلك العواصم، خصوصًا الرياض التي تتصدر المسار التفاوضي.
لا يبدو أن صنعاء ستقف عند شكل الإعلان السعودي، فهي بدورها أوضحت أن الزيارة تأتي لاستكمال التفاوض، وبالتالي الجهود ستنصب على الملف الانساني وعلى رأسها مسألة الرواتب ومصدر وآلية دفعها، وفتح مطار صنعاء وكذلك ميناء الحديدة.
لا تفاؤل ولا تشاؤم اتجاه التفاوض القائم حاليًا، مع الحذر من العامل الأمريكي الذي دأب على تعطيل الكثير من التفاهمات التي تم التوصل اليها سابقًا، وهو يمكن أن يعاود ذلك رغم مخاطر عودة الإشتباك إلى سابق عهده قبل الهدنة وربما بشكل أوسع وأشد وبما يشمل البحر الأحمر والجزر اليمنية.
يبقى القول إن المسار التفاوضي الحالي هو الفرصة الأخيرة والذي سيحدد الاتجاه الذي ستسلكه الأمور خلال المرحلة المقبلة، خصوصًا أن صنعاء لن تسمح بأي تسويف واستغلال للوقت من قبل السعودية، وقد منحت فرصًا كثيرة للتفاوض.
موقع العهد الاخباري / خليل نصر الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: خصوص ا
إقرأ أيضاً:
من الرياض إلى أبوظبي.. ترامب يحصد تريليونات الدولارات في جولة غير مسبوقة
في جولة خليجية حملت أبعاداً سياسية واقتصادية حاسمة، توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات، برفقة وفد ضخم من رجال الأعمال وعمالقة وول ستريت، ما فسّر حجم الصفقات والاتفاقات التي تم توقيعها مع هذه الدول.
السعودية: شراكات دفاعية وتكنولوجية ضخمة
بدأت الجولة في الرياض، حيث التقى ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأعلن الأخير اعتزام رفع الاستثمارات السعودية الجديدة في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار، بعد أن كانت 600 مليار سابقاً.
وفي صفقات ضخمة، اتفقت السعودية مع الولايات المتحدة على شراء معدات دفاع أميركية بقيمة 142 مليار دولار، تشمل أيضاً صناديق استثمارية موجهة لقطاعات الطاقة، التكنولوجيا الدفاعية، الفضاء، والرياضة.
وتتضمن الاتفاقات استيراد توربينات غازية من شركة “جي إي فيرنوفا” بقيمة 14.2 مليار دولار، وطائرات “بوينغ 737-8” بقيمة 4.8 مليار دولار. كما دخلت شركات أميركية كبرى في مشاريع ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل “إنفيديا”، “إيه إم دي”، و”أمازون” مع شركة “هيوماين” السعودية، بالإضافة إلى تأسيس صندوق استثماري للذكاء الاصطناعي بدعم من “جوجل”.
ووقعت “أرامكو” عبر مجموعة شركاتها 34 مذكرة تفاهم مع شركات أميركية بقيمة محتملة تقارب 90 مليار دولار.
قطر: استثمارات قياسية وتعزيز الشراكة الأمنية
انتقل ترامب إلى قطر حيث التقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وحصل على تعهدات استثمارية بقيمة 1.2 تريليون دولار. تم الإعلان عن صفقات اقتصادية بقيمة 243.5 مليار دولار في مجالات الدفاع والطيران والبنية التحتية.
تلقى الطيران القطري طلبية قياسية من “بوينغ” و”جنرال إلكتريك” لشراء 210 طائرات “787 دريملاينر” و”777X”، بقيمة 96 مليار دولار. كما وقعت قطر اتفاقيات لتعزيز قدراتها الدفاعية بأنظمة مضادة للطائرات المسيرة والطائرات الموجهة عن بعد.
ووقعت الولايات المتحدة وقطر بيان نوايا لتعزيز الشراكة الأمنية باستثمارات محتملة تبلغ 38 مليار دولار، تشمل دعم قاعدة العديد الجوية.
الإمارات: تحالفات استراتيجية ورقمنة الاقتصاد
اختتم ترامب زيارته في الإمارات التي شهدت توقيع صفقات بقيمة 200 مليار دولار، بالإضافة إلى تسريع تنفيذ استثمارات إماراتية في الولايات المتحدة بقيمة 1.4 تريليون دولار على مدى 10 سنوات.
وشملت الاتفاقات طلبية من “الاتحاد للطيران” لـ28 طائرة “بوينغ” بقيمة 14.5 مليار دولار، واستثمار شركة الإمارات العالمية للألمنيوم 4 مليارات دولار لإنشاء مصنع صهر ألومنيوم جديد في أوكلاهوما.
وفي مجال الطاقة، تتعاون شركات أميركية كبرى مع “أدنوك” في مشاريع نفط وغاز بقيمة 60 مليار دولار.
كما تم إطلاق مبادرات ضخمة في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية، بينها مجمع ذكاء اصطناعي إماراتي أميركي في أبوظبي بقدرة 5 غيغاواط، وشراكات بين “أمازون ويب سيرفيسز”، “كوالكوم”، ومجلس الأمن السيبراني الإماراتي لتطوير مراكز بيانات وتقنيات متقدمة.
توضح هذه الجولة الخليجية كيف باتت دول الخليج محوراً أساسياً في المشهد الاقتصادي والتكنولوجي العالمي، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي وقدرتها المالية الضخمة، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة نمواً في شراكاتها الدفاعية والاستثمارية مع المنطقة.