يتساءل الكثير من مرضى حساسية اللاكتوز (سكر الحليب) عما إذا كان قادرين على تناول الأدوية المحتوية على اللاكتوز.

الصيدلانية أورسولا زيلربيرغ أكدت أنه يُسمح لمرضى حساسية اللاكتوز بتناول الأدوية المتضمنة سكر الحليب، بالنظر إلى أنها تحتوي على كمية ضئيلة من اللاكتوز تقدر بالملليغرام، ومن ثم لا تمثل مشكلة في الغالب.

ويمكن للمرضى عادةً تحمل ‫اللاكتوز بكمية تتراوح من 8 و10 غرامات يومياً.

كما قالت زيلربيرغ إنه لا يتعين على المرضى تناول الأقراص المحتوية على إنزيم اللاكتاز (المسؤول عن هضم سكر الحليب) كإجراء وقائي، مشيرة إلى أن هذا يتوقف على الأعراض الفردية، فإذا كان الدواء الذي يتم تناوله المريض هو المصدر الوحيد للاكتوز، فليس من الضروري حينئذ تناول أقراص اللاكتاز.

وتعاني نسبة تقدر بـ 60% من الناس من حساسية اللاكتوز بنسب متفاوتة، وهي تتمثل بعدم قدرة الجسم على امتصاص سكر الحليب الموجود بالحليب ومنتجات الألبان أو امتصاصه بشكل سيئ، وذلك بسبب نقص إنزيم اللاكتاز، وبدلا من ذلك يتم امتصاصه بواسطة بكتيريا الأمعاء.

ويعاني مرضى حساسية اللاكتوز من عدة أعراض، أبرزها:

آلام البطن الشعور بالامتلاء الانتفاخ الغثيان الإسهال الصداع

وتتم مواجهة حساسية اللاكتوز، وتسمى أيضاً عدم تحمل اللاكتوز، من خلال التخلي عن المنتجات المحتوية عليه، وتناول الأقراص المحتوية على إنزيم اللاكتاز الذي يساعد الجسم على امتصاص اللاكتوز.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مرضى السرطان بالسودان بين نيران الحرب ومرارة العلاج

الخرطوم ـ "من ينجو من الرصاص.. يفتك به المرض"، بهذه الكلمات اختصر الشاب السوداني عمار مأساته مع السرطان والحرب، وهو يروي للجزيرة نت تفاصيل رحلته من أعالي ريف الفاشر إلى أقصى شمال السودان، بحثا عن جرعة أمل في مستشفى لم تطله نيران النزاع.

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لم يعد الموت في السودان يخيم فقط على جبهات القتال، ويطارد الآلاف في أجسادهم التي أنهكها المرض، وفي مقدمتها السرطان الذي أضحى تحديا مضاعفا للنازحين في بلد ممزق.

اضطر عمار لركوب طريق التهريب متجاوزا أكثر من 1300 كيلومتر من ريف الفاشر، هربا من حصار الدعم السريع للمدينة، لينتهي به المطاف في مستشفى مروي، قبل أن يحال إلى مركز علاج الأورام بشندي، قاطعا مسافة تجاوزت 1800 كيلومتر.

وفي كل نقطة تفتيش، كان يدفع عمار مالا ليسمح له الجنود بالعبور، وهو يحمل أوراقا طبية تثبت مرضه، يقول عمار "الطريق كان مظلما، لكن الأصعب أني لا أستطيع العودة لأسرتي ما لم تتوقف الحرب".

مرضى يتلقون العلاج في قسم العلاج الكيميائي بالمركز (الجزيرة) رحلة قاسية

قصة فاطمة عبد الكريم إسحق (60 عاما) من الجنينة لا تقل مأساوية، إذ غادرت إلى تشاد بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة، وأقامت في معسكر لاجئين، قبل أن يطلب منها العودة إلى السودان لاستكمال العلاج.

فكانت رحلتها مع زوجها إلى الدبة في شمال السودان شاقة، امتدت لأكثر من 3 آلاف كيلومتر على مدى 15 يوما، عبر طرق محفوفة بالمخاطر، وتقول "نجونا من الموت أكثر من مرة بأعجوبة"، وتواصل فاطمة علاجها بمركز شندي، وقد تركت أبناءها في معسكرات اللجوء بتشاد، على أمل الشفاء والعودة إليهم.

أما عادل أحمد عمر فيقول للجزيرة نت إن إصابته بالمرض تزامنت مع اندلاع المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور، مما اضطره للانتقال إلى قرية "عمار جديد" بضواحي مدينة الفاشر، ضمن محلية كتم.

ومع تدهور حالته الصحية، اتخذ قرارا بمغادرة المنطقة نحو شمال السودان، في رحلة شاقة عبر طرق صحراوية وعرة استغرقت أكثر من 10 أيام.

إعلان

كانت السيارة التي تقله تتحرك ليلا فقط لتفادي نقاط التفتيش، ومع ذلك، اضطر إلى المرور بعدة حواجز تابعة لقوات الدعم السريع، حيث كان يجبر على دفع مبالغ مالية في كل نقطة مقابل السماح له بمواصلة الطريق حاملا أوراقه الثبوتية وتقاريره الطبية.

مركز شندي للعلاج النووي وعلاج الأورام يعاني من ارتفاع عدد المترددين عليه (الجزيرة) منقذ المرضى

يشهد مركز الطب النووي وعلاج الأورام بشندي تدفقا غير مسبوق، بعد أن أصبح الملاذ شبه الوحيد لمرضى السرطان من مختلف ولايات السودان، وفق ما يؤكده مدير المركز المكلف الدكتور الهادي حسن المقدم.

ويقول الهادي للجزيرة نت إن المركز كان يستقبل 500 حالة سنويا قبل الحرب، لكنه اليوم يتعامل مع أكثر من 900 حالة شهريا، معظمها من الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة.

ورغم أن الطاقة الاستيعابية لا تتجاوز 70 سريرا، منها 25 فقط مخصصة للجرعات الكيميائية، فإن الأطباء يضطرون لاستقبال المرضى على كراسي أو حتى مشاركة السرير الواحد.

يعاني المركز من مديونية بلغت 87 مليون جنيه سوداني (نحو 34 ألف دولار) لتغطية نفقات الكهرباء والتشغيل، إلى جانب نقص كبير في الكوادر، إذ يعمل ممرض واحد مقابل 20 مريضا، كما يفتقر المركز للعديد من الأدوية الأساسية، ويعاني من بطء إجراءات التعاقد لاستجلاب أدوية من الخارج عبر صندوق الإمدادات الطبية الاتحادي.

مبنى استراحة مرضى السرطان المتوقف عن العمل منذ عام 2018 (الجزيرة) معضلة الإقامة

رغم ذلك، نجح المركز في تلقي دعم من دول كقطر والسعودية والهند، لتوفير بعض جرعات العلاج الكيميائي مجانا، حسب رئيسة قسم الصيدلة سوزان أبو القاسم، التي أوضحت أن المركز يحضر 900 جرعة شهريا مقارنة بـ1600 جرعة سنويا قبل الحرب.

ويواجه المرضى القادمون من مناطق بعيدة معضلة الإقامة خلال فترات العلاج الطويلة، وتدير جمعية "سلفا الخيرية" استراحة للمرضى تضم 4 غرف فقط، لكنها تستقبل أكثر من 80 مريضا، في حين يقيم مرافقيهم في الفناء. وتقول الطبيبة هبة صلاح للجزيرة نت إنها تعاين يوميا نحو 30 مريضا من مختلف أنحاء البلاد.

ويوضح المشرف على الاستراحة يوسف أحمد أن بعض المرضى يضطرون للبقاء في الاستراحة طوال فترة العلاج بسبب صعوبة العودة إلى مناطقهم.

الجمعية الخيرية نجحت في شراء قطعة أرض مجاورة للمركز لبناء استراحة جديدة، لكن المشروع توقف منذ 2018 بسبب غياب التمويل.

توفير الطعام والدواء بات أحد أكبر التحديات في السودان (غيتي) أمل يتآكل

ومع تدهور الوضع الإنساني واستمرار الحرب، يزداد الضغط على المرضى وذويهم، وتقول سوزان إن الجمعية تساعد المحتاجين بتوفير وجبات وسفر العودة، لكنها تؤكد أن الحاجة توسعت كثيرا بعد الحرب، وأصبح توفير الطعام والدواء أحد أكبر التحديات.

في السودان اليوم، لا يواجه السرطان فقط بالدواء، بل بالإرادة والأمل، وربما بقليل من الحظ في الإفلات من جحيم الحرب، وفي ظل كل هذا، تبقى مبادرات الخير وتكاتف المجتمع طوق نجاة للكثيرين الذين أنهكهم الألم وأضناهم طريق العلاج.

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: الإقليمي ينزف دماءً.. ليه عندنا حساسية من المحاسبة؟
  • غارديان: مئات الرضع يواجهون الموت لنقص الحليب
  • مرضى السرطان بالسودان بين نيران الحرب ومرارة العلاج
  • الشهري : البرغل أفضل من الأرز لمرضى السكري
  • نفاد الحليب يفاقم حالات سوء التغذية بين الرضع في غزة
  • مسؤولة: برنامج «يد بيد» أطلق لدعم مقدمي الرعاية لمرضى الزهايمر
  • هل يسمح بالسفر بجواز صلاحيته 9 أشهر؟.. توضيح من الجوازات
  • الذايدي يدافع عن قانونية مشاركة حمدالله مع الهلال: الفيفا يسمح والنظام واضح
  • فواكه تحتوي على مضادات أكسدة أكثر من الشاي الأخضر
  • بحقنة واحدة!.. علاج جديد يعيد السمع لمرضى الصمم