الفنانة التشكيلية و الشاعرة سميرة القارص قبيل معرضها الشخصي و ديوانها الثاني :
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
سام برس
الفنانة التشكيلية و الشاعرة سميرة القارص قبيل معرضها الشخصي و ديوانها الثاني :
يحقق لي الشعر التوازن و خلاله أعيد كل شيئ في الواقع الى حجمه الطبيعي واخرجه من جديد إلى العالم..
.أما الرسم فهو الهوس المحموم في نسج عالم الذات الخفي ..وتحديدا عالم اللاوعي الكامن في الأعماق....
شمس الدين العوني
ها هي الكلمات و الألوان القادمة من نبع طفولات عابرة في صلتها بعفوية الأشياء و براءة العناصر و التفاصيل عبر نسيان عائد و حالات شتى من شغف لا يضاهى بأحوال الكائن في وجبعته و حلمه و انكساراته حيث القلق يعلي من شأن التفاصيل الناهضة بشواسع الذات و كينونتها و هي تصارع ما حف بالانسان من سقوط و احباط و هزائم .
هاهي الذات المحاربة بفن تستعيد شيئا من بهاء الأشياء تجاه ما شابها من تداعيات في الروح و الوجدان كي لا يبقى للوقوف غير طفولة متيقظة بضحكتها العارمة فكأن كائنا يستعيد بجنون فنه و شغف الدواخل حالات من جمال على البياض..في القماشة و الورقة...هي اذن لعبة الحبر و الألوان..فتنة الكتابة و الرسم..
و هكذا و عليه..ها هي القصائد تمد أصواتها في حنين و حب و سحر و تشوف مثلما تمد الألوان حركاتها على القماشة لتقول بالفن يذهب شيئا من شتات الروح و النهيار المعنى ..تقصدا لترميم ما تداعى من الذات في حلها و ترحالها و هي المقيمة لحظتها بكثير من الاعتداد و النظر و المجد المتجدد..
و هكذا نمضي مع عوالم الفنانة التشكيلية الشاعرة سميرة القارص التي مضت من سنوات في عوالم الحرف و اللون ضمن تجوال مفتوح في تلوينات المسرح و الموسيقى حيث الفنون لديها مجالات وقوف و صمود و ذهاب للأقاصي في زحام التداعيات و اللاتوازن ..ذهاب بطفولة ناعمة في هكذا تعاط مع الذات و هي تفصح عن أحوالها قولا و نطرا تجاه الآخرين...و العالم.لوحات بأحوال من تجريدية و انطباعية و تشخيصية حالمة تثبت بها الفنانة ما علق بذاته من احاسيس و أشجان على البياض كتابة و تلوينا...
و عن هذا الذهاب الفني الابداعي بما هو سفر الى الذات عبر العالم تقول الفنانة التشكيلية الشاعرة والأحاسيس التي أمر بها فألجأ إليه دوما ليطهرني و يعيد لي سكينتي وهدوئي اذ من خلاله أعيد كل شيئ في الواقع الى حجمه الطبيعي واخرجه من جديد إلى العالم بحسب احساسي أنا وانفعالي به بٱعتبار أن الفنان عمله الفني هو هدم العالم واعادة بنائه وتشكيله بحسب رؤيته الفنية الخاصة فأنا أساسا أكتب لنفسي وعن نفسي ولذلك فقصائدي عبارة عن توثيق أمين للحالات الشعورية التي أمر بها في تفاعلي مع الواقع .. ولذلك فأنا أكتب القصيدة في لحظات ثم انتهي منها ولا أعود لها ثانية ..
أما الرسم فهو التمرد على الواقع بأتم معنى الكلمة .. انها عدم الاعتراف به ولا بانماطه ولا أشكاله الاعتيادية ولا حتى مواضيعه .. انه الهوس المحموم في نسج عالم الذات الخفي ..وتحديدا عالم اللاوعي الكامن في الأعماق.. يخرج عفوا من خلال عملية ابحار مجنونة اولا مع اللون في مساحة اللوحة ثم ثانية في استقراء و إخراج نهائي لموضوعها و محتواها من خلال ما تلمحه عين الطفل الكامنة في اعماقي في هذه المساحة اللونية الكثيفة والمتداخلة ..واخيرا توشيح لهذه القراءة بالخطوط الدقيقة لتحديد الاشكال وابرازها.. و في الشعر اكثر من تأثرت بهم الشاعر نزار قباني و الشاعر محمود درويش
أما في الرسم فأنا أسير على غير هدى إلا من احساسي ..ولست أطلب إلا ان أكون كذاتي فقط ..
احس اني والواقع متقاطعان وهو لا يمثلني بتاتاً ..و ان الانطباعي و التعبيري والتجريدي هي المدارس الاقرب الي والتى أرى انها تمثلني اكثر ..في الحقيقة عملية الرسم اكثر الفنون تعقيدا وممارسة للحرية و الجنون الفني الثائر على التقليد والتقعيد والمنطق.. وهنا تكمن المتعة..كمتعة الجسد وهو يعانق الالحان و يتزاوج معها حركة و عنفوانا وقد نزع عنه كل ألوان القيود الاجتماعية و الفكرية ليعبر عن نفسه وكفى ..
على غير هدى.. كان الجمال يسري في كالطبع أوالحب.. على غير هدى يبوح .. كطفل يطلب امه أو عاشق يطلب الوصل والقبل.. على غير هدى.. كانت خربشاتي رموزا لا افقهها و لكن يفقهها احساسي.. على غير هدى.. بل على هدى .. من وحي أعمق من فهمي و أصدق من انفاسي...".
هكذا هي اللعبة الابداعية عند الفنانة الشاعرة سميرة قارص التي ترسم و تكتب ببراءة هي دواخلها و شواسع قلبها..هي متحصلة على شهادة الأستاذية في اللغة و الآداب العربية و متحصلة على شهادة تكوين في الاخراج المسرح و في فنون مسرح العرائس و لها أنشطة تربوية و شعرية أدبية و بهثت عددا من النوادي و شاركت في عديد الفعاليات الثقافية و الأدبية و المعارض الجماعية و أقامت معارض شخصية و أصدرت ديوانها الشعري الأول بعنوان " فصول الحب الأربعة " و لها قصة للأطفال و اليافعين و هي تربوية و بعنوان " من يعيد لزهرة الحياة " ...
تجربة أخرى في التحليق عاليا و بعيدا ضمن عوالم الحلم و الحنين تقصدا للحرف و اللون حيث زهرات في الأقاصي...
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: الفنانة التشکیلیة
إقرأ أيضاً:
إرثٌ ينبض في الدوحة.. متحف يجمع ستة عقود من أعمال بيكاسو الهند الإبداعية
افتتحت الدوحة متحف مقبول فدا حسين، وهو مساحة ثقافية نابضة بالحياة تستند إلى الرسم التخطيطي الذي وضعه الفنان الهندي عام 2008. يقدّم المتحف، الذي صمّمه المهندس المعماري مارتاند خوسلا، عرضاً يمتد لستة عقود من أعمال حسين، من بداياته الأولى وصولاً إلى إبداعاته اللاحقة المستلهمة من الحضارة العربية.
افتُتح في الدوحة متحف بألوان زرقاء جريئة مستوحى من الرسم التخطيطي الذي وضعه الفنان مقبول فدا حسين عام 2008، ويضم أعماله الممتدة على ستة عقود، داعياً الزوار للدخول إلى عالم أحد أبرز الفنانين الهنود.
إذا كنت قد تساءلت يومًا ما كيف يبدو الدخول إلى مخيلة فنان، فإن أحدث معلم ثقافي في الدوحة يضعك على مقربة من هذه التجربة. تبدأ حكاية المتحف فعليًا من رسم تخطيطي، ليصبح المشروع ليس مجرد تكريم لإرث الفنان، بل مساحة تهدف إلى بناء جسور ثقافية بين جنوب آسيا وغربها.
عام 2008، وضع الفنان الهندي الحداثي مقبول فدا حسين مخططًا بسيطًا لحلم كان يتصوّر أن يتحوّل يومًا إلى متحف. واليوم أصبحت تلك الفكرة واقعًا في مبنى أزرق لافت، تتكامل فيه الأشكال المستوحاة من الحروف العربية مع برج مستوحى من المآذن.
لم يكن تحويل رسمة حسين إلى مبنى فعلي مهمة يسيرة، غير أن المهندس المعماري مارتاند خوسلا، المقيم في دلهي، قبل هذا التحدي مؤكداً أن الرسم كان نقطة الانطلاق الأساسية للمشروع. يقول خوسلا: "كان علينا استنباط لغة معمارية مع الحفاظ على تطابقها مع الرسم، وهذا ما انصبّ عليه معظم العمل في مرحلة التصميم".
والنتيجة؟ مساحة تُمكّن الزائر من ملامسة حضور الفنان قبل الدخول إليها. ويضم المتحف أعمال حسين الممتدة على ستة عقود، ومنها عدد كبير من إبداعاته اللاحقة المستلهمة من الحضارة العربية والثقافة الإسلامية.
كان فن حسين جزءًا من الحياة اليومية في الهند لعقود، ويستعيد خوسلا ذكريات طفولته محاطًا بأعماله. يقول: "كانت لوحاته في كل مكان: في المطارات وقاعات المؤتمرات وعلى البطاقات البريدية والتقويمات وحتى في منازل الناس". وهو يأمل اليوم أن يقدّم هذا المتحف في المدينة التعليمية بالدوحة فرصة لاكتشاف أعمال الفنان أمام جمهور جديد.
"الفن يأتي من القلب"يقول الممثل طه شاه، الذي يلمع اسمه سريعًا في صناعة السينما الهندية، إن سيرة حسين ما زالت تُلهم المبدعين الشباب، خصوصًا أولئك الذين يحاولون رسم مسارهم الخاص.
ويضيف: "إلى جانب كونه أسطورة، بدأ من الصفر. كان يرى أن الرسم ليس حاجة مادية، بل ضرورة داخلية، فالفن يأتي من القلب". وبالنسبة إليه، باتت الصلة بين الإبداع والغاية أكثر قوة من أي وقت مضى. يقول: "انتهى الزمن الذي كان فيه الإبداع أمرًا ثانويًا. الفن هو ما يحقق لك الرضا الحقيقي من الداخل".
Related تسرب مياه في متحف اللوفر يلحق ضررا بمئات من أعمال مكتبة الآثار المصريةالعالم يودّع فرانك جيري.. رحيل أسطورة العمارة وصاحب متحف غوغنهايم بلباو عن 96 عاماًمتحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي يفتتح أبوابه ويعرض حفريات نادرة وعجائب علمية فريدةلم تخلُ حياة حسين من الجدل، إذ أثارت بعض أعماله انتقادات واسعة، قبل أن يعيش في منفاه الاختياري في قطر حتى وفاته عام 2011. ومع ذلك بقي أحد أعمدة الفن الحديث، وغالبًا ما وُصف بأنّه "بيكاسو الهند" لأسلوبه الجريء وقدرته على سرد الحكايات بطريقة استثنائية.
والآن، بات لإرثه منزل. يقول خوسلا: "آمل أن يشكّل هذا المتحف جسراً جديداً بين جنوب آسيا وغرب آسيا. تشابكت ثقافاتنا عبر قرون، وسيسعدني أن تنتقل رؤية حسين الجامعة إلى هذا المكان".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة